أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - خطاب الى السيد وزير الصحة والأطباء النفسيين















المزيد.....

خطاب الى السيد وزير الصحة والأطباء النفسيين


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 3231 - 2010 / 12 / 30 - 07:51
المحور: المجتمع المدني
    


خطاب الى السيد وزير الصحة والأطباء النفسيين
نحو استراتيجية عملية لتطوير خدمات الصحة النفسية في العراق
السيد وزير الصحة المحترم
الزملاء الأطباء النفسيون المحترمون

تحية طيبة
ثمة حقائق تبرر خطابنا هذا الى حضراتكم هي أن العراقيين هم أحوج شعوب الأرض الى خدمات الصحة النفسية. فمنذ عام 1980 والى الآن ،شهد هذا الشعب المبتلى أكثر من حرب كارثية، أولاها الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت ثماني سنوات. ولأول مرّة في التاريخ الحديث تخرج دولة من حرب كارثية لتدخل مباشرة في حرب كارثية أخرى باجتياح النظام العراقي السابق دولة الكويت، فكانت حرب الخليج الثانية1991. تلاهما حصار شامل استمر ثلاثة عشر عاماً أكل فيها الناس الخبز الأسود، فيما رموز النظام كانوا يأكلون لحم الغزلان المطعّم برائحة الهيل. ثم الحرب التي أطاحت بالنظام الدكتاتوري في 9 / 4/ 2003، وصولاً إلى مشاهد العنف والجحيم اليومي الذي يتنفس فيه العراقيون الرعب الممزوج بالبارود، ويذهب ضحيته يومياً ما بين ثلاثين إلى أربعين إنساناً بريئاً أرتفع في سنة
( 2007 ) الى مائة باليوم الواحد!، في حرب مركـّبة لم يشهدها شعب بمثل هذا الحجم من التدمير والبشاعة في القسوة واسترخاص حياة الإنسان. فضلاً عن الصدمات النفسية التي أحدثها اكتشاف عشرات الآلاف من ضحايا المقابر الجماعية، لم يبق منهم سوى عظامهم وملابسهم وهوياتهم، ولعب على صدور أطفال دفنوا أحياء في أحضان أمهاتهم؛ وضغوط ما بعد الصدمة والآثار النفسية الناجمة عن حرب الأنفال البشعة التي شنها النظام السابق ضد الشعب الكوردي، وعن مأساة حلبجة التي صارت هيروشيما العراق .

هذا يعني أنه لا يوجد بيت عراقي لم يفقد عزيزاً أو قريباً أو صديقاً في مشهد موت تراجيدي، أو حالة عوق مستديمة، أو أسر امتد لسنوات، أو فراق ملايين الأحبة في هجرة خارج الوطن. فضلاً عما ولدّته سنوات الحصار من أزمات نفسية وتفكك عائلي وجرائم وانحرافات وتعاطي مخدرات، في أوساط الشباب بشكل خاص. إضافة إلى الخوف والقلق وفقدان الشعور بالأمن الناجم عن تعدد سبل الموت ومجهولية مصادره.
والحقيقتان الثانية والثالثة : أن نسبة الأطباء النفسيين داخل العراق بحدود( 1 : 150000 )، وأن الأخصائيين النفسيين مستبعدون أو مهمش دورهم في التطبيق العملي لخدمات الصحة النفسية المجتمعية،مع أنهم قوة كبيرة موزعة على كافة الجامعات والمشافي العراقية.
وادراكا من الهيئتين الأداريتين لجمعية الأطباء النفسيين العراقيين والجمعية النفسية العراقية لهذا الواقع،فقد عقد في( 25 آذار 2010) اجتماع ضمّ ممثلين عنهما تدارسا فيه بروح ودّية سبل التعاون والتنسيق المشترك بين الجمعيتين والتركيز على تطوير خدمات الصحة النفسية ،وأقرّا وثيقة تعاون أكدت على اقامة دورات تدريبية للباحثين النفسيين ورفدهم بالخبرة الأكلينيكية ،وأمور أخرى مثبتة في الملف المرفق.
من جانب آخر ،عملت جمعيتنا على اقامة علاقة مع وزارة الصحة وشاركت بفاعلية في الاجتماع الذي دعا اليه السيد مستشار الصحة النفسية الذي قدّم لوفدها (درعا) تثمينا لدورهم في الحوار وللورقة التي حملت عنوان:( نحو استراتيجية شاملة لتطوير الصحة النفسية المجتمعية في العراق) وأقرها الحاضرون.
فما الذي حصل بعد ذلك؟
لا شيء للأسف فيما يخص اشراك الأخصائيين النفسيين كطرف فاعل في خدمات الصحة النفسية.فالنظرة التقليدية التي تحملها وزارة الصحة والأطباء النفسيون نحو الأخصائيين النفسيين هي أن خبراء علم النفس جيدون في الأمور النظرية لكنهم غير مؤهلين على صعيد التطبيق.
ولنفترض أن هذا صحيح ،وهو ينطبق فعلا على كثيرين، فلماذا لا تقوم وزارة الصحة باشراك الراغبين منهم في الدورات التدريبية التي تقيمها لكوادرها؟.ولماذا لا تدعو الكفوئين منّا الى القاء محاضرات في النشاطات التي تقيمها؟.
قبل أسابيع حضرت في القاهرة أكبر مؤتمر اقليمي لعلم النفس فوجدت ظاهرتين جميلتين نفتقدهما في العراق،الأولى ان العلاقة بين الأطباء النفسيين والأخصائيين النفسيين في مصر قائمة على التعاون والاحترام ،فيما هي عندنا قائمة على التعالي والنظر الى السيكولوجيين (بالعين الزغيره).والثانية،ان الأخصائيين النفسيين المصريين يمارسون عمليّا العلاج النفسي السلوكي والمعرفي والتحليلي والارشاد النفسي بأنواعه،فيما هو عندنا محرّم حتى على من يدرّس العلاج والارشاد النفسي ويدرّب طلبته على طرائقه!.
والمفارقة أن الأطباء النفسيين يسحبون من تحت أرجلنا حتى بساطنا العلمي الذي نسجناه بأيدينا..مثال ذلك ان طرائق العلاج السلوكي قائمة على نظريات التعلم ..ومن بين أحدثها طريقة تحليل السلوك التطبيقـــي (ABA) المعتمدة على مباديء التعلم الاجرائي لسكنر،وأن سكنر منّا نحن السيكولوجيين،وليس طبيبا نفسيا. صحيح أن لوفاس مطور هذه الطريقة طبيب نفسي ولكنه معترف بفضل عالم النفس سكنر عليه،وأن مركزه الخاص بالتوحد يعتمد بالدرجة الأساسية على الأخصائيّن النفسيين..لا كما هو حاصل عندنا لدرجة أن زملاءنا الأطباء النفسيين يرون في الأخصائيين النفسيين ليسوا كفوئيين حتى في برامج العلاج السلوكي والمعرفي!.

السيد الوزير المحترم
الزملاء الأطباء النفسيون المحترمون
ان خدمات الصحة النفسية المجتمعية لا تتحقق بالدواء وحده،بل ان العلاج الدوائي صار استعماله محدودا متقدما عليه طرائق العلاج السلوكي والمعرفي والارشاد النفسي..وان خبراء علم النفس يفهمون فيها. فلقد بادر سيكولوجي لتأسس أول مركز للخدمات النفسية والاجتماعية في العراق منتصف تسعينيات القرن الماضي ،عمل فيه( معي) نخبة من الأطباء النفسيين بينهم الدكاتره:طارق خماس،طه ياسين النعمة،وائل العاني ،مفيد رؤوف،عوني حكمت.وعملنا ،نحن النفسانيين،على مدى ربع قرن ..وما زلنا،على اشاعة الثقافة النفسية عبر وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة،بينها البرنامج الدرامي الاذاعي الواسع الشهرة (حذار من اليأس) الذي كان يدخل بيوت معظم الأسر العراقية صباح كل يوم جمعة لثماني عشرة سنة! ..شاركنا فيه الأطباء النفسيون بتقديم المشورة التخصصية لطالبيها..فلماذا لا تتوحد الجهود الآن وبين النفسانيين الجدد ،طلبتنا بالأمس وزملاؤنا اليوم، من يمتاز بالكفاءة والموهبة..ويحتاج الى التدريب على أيديكم ليكون فعل خدمات الصحة النفسية أشمل وأنفع لشعب هو الأحوج اليها بين البشر؟!
اننا نقدّر عاليا دور وزارة الصحة وسعيها نحو تطوير خدمات الصحة النفسية..ونعتز بزملائنا الأطباء النفسيين الذين ثبتوا بوطنهم ثبوت نخل العراق بأرضه..ونقدر نشاطاتهم وجهدهم المتميز ..لكننا نطمع في أن تشركوا النفسانيين في هذا الشرف الرفيع بخدمة شعبنا بأن تستفيدوا من خبرة الكفوئين منّا وتطوروا خبرات من يحتاج الى أن يكونوا بالمواصفات التي تريدونها.فالصيغة المثلى لتقديم خدمات الصحة النفسية لشعب مبتلى بالفواجع تكون بالتعاون بين يدها اليمنى ..الأطباء النفسيون،ويدها اليسرى..الأخصائيون النفسيون.
نتطلع سادتي الأفاضل الى أن نسمع من جنابكم الكريم ما يسرّ الجميع
ويحقق الفائدة للعراقيين في الداخل والخارج ايضا.
وافر التقدير والاحترام ..مع خالص محبتنا.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نداء الى القوى والشخصيات الديمقراطية العراقية
- دعوة لتأسيس مركز علمي لمناهضة الارهاب
- علي الوردي..أوراق لم تنشر الحلقة الثالثة (قراءة في مقتل عثما ...
- علي الوردي..أوراق لم تنشر (الحلقة الثانية)
- على الوردي ..أوراق لم تنشر.(تعريف -الحلقة الأولى)
- المؤتمر الأقليمي الثاني لعلم النفس ( تقرير)
- جرائم القتل..تحليل نفسي-اجتماعي (3-4)
- جرائم الكراهية
- هل ورث العراقيون نزعة الخلاف من أسلافهم؟!
- أساليب تعاملنا الخاطئة مع الصراع
- ثقافة نفسية:(19) لغة الجسد
- القتل والسيكوتين..للجنسيين المثليين!
- جرائم القتل - البارنويا والجريمة (3-4)
- جرائم القتل -تحليل نفسي اجتماعي 2-4
- سيكولوجيا الحسد
- رفقا بالضمير..ايها السادة!
- جرائم القتل -تحليل اجتماعي نفسي 1-4
- العراقيون ..وسيكولوجيا اللوم
- استهلال في مفهوم الشخصية العراقية
- انتحار الأمهات!


المزيد.....




- بعد إعلان إسرائيل إعادة فتح معبر كرم أبو سالم.. الأمم المتحد ...
- الأونروا: لن نتمكن من إيصال المواد الغذائية لأهل غزة غدا بسب ...
- ماسك: انتخابات 2024 قد تكون الأخيرة بالنسبة للأمريكيين بسبب ...
- نادي الأسير: اعتقال 25 فلسطينيا في الضفة بينهم أسرى سابقون
- السعودية تدين اعتداء مستوطنين إسرائيليين على مقر الأونروا في ...
- التصويت على عضوية كاملة لفلسطين بالأمم المتحدة غدا
- كنعاني: من المعيب ممارسة التهديد والضغط ضد المحكمة الجنائية ...
- هيومن رايتس تتهم الدعم السريع بارتكاب -تطهير عرقي- في غرب دا ...
- 80 منظمة حقوقية تدعو للإفراج عن الناشط المصري محمد عادل
- السودان: هيومن رايتس تتهم قوات الدعم السريع بارتكاب -إبادة- ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - خطاب الى السيد وزير الصحة والأطباء النفسيين