جرائم القتل -تحليل نفسي اجتماعي 2-4

قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)

الحوار المتمدن-العدد: 3154 - 2010 / 10 / 14 - 08:29
المحور: المجتمع المدني
    

جرائم القتل
تحليل اجتماعي – نفسي
2 -4
من اين تأتي الانسان هذه القسوة والقدرة على قتل اخيه الانسان؟. لقد انشغل علماء النفس والاجتماع والبيولوجيا في الاجابة عن هذا السؤال وتوصلوا الى الآتي:
• تفسير بيولوجي. ترى احدى النظريات الحياتية(البيولوجية) ان العدوان البشري ينجم عن شذوذ في التركيب الكروموسومي(الوراثي) (XYY) لدى الذكور. ولأن الكروموسوم (Y) يفرز هرمون خاص بالعنف والعدوان، فان وجوده في حالــة (XY) يكون طبيعيا" ولكنه اذا زاد واصبح (XYY) فان هذا يؤدي الى زيادة في هرمون العدوان لدى صاحبه فيدفعه قسريا" الى ارتكاب جريمة.وتنضوي تحت خيمة الغرائز البيولوجية نظرية لومبروزو الذي حاول فيها ربط الاجرام بالمرض العقلي، وبالاعتماد على الملامح وشكل الرأس والوجه واليدين لتشخيص الميول الاجرامية وعلامات التحلل الخلقي، وهو مقتنع بأن النزعة نحو الاجرائم تورث بيلوجيا" شأنها شأن لون العينين والشعر..وسنناقش ذلك تفصيلا في موضوع لاحق.
• نظريات دافعية. تتلخص هذه النظريات بقولها ان العدوان ينجم عن التثبيط أو الاحباط. فاذا جرى منع الكائن من تحقيق اهدافه ،في الطعام مثلا"، ادى ذلك الى حالة تثبيط أو احباط، ينجم عنها بالتبعية دافع عدواني يظهر على شكل سلوك عدواني.. العراك مثلا". ويصح الشيء نفسه عن الانسان بحسب هذه النظرية. فقد يريد الانسان شيئا" ماديا" أو معنويا" فيقف أحدهم في طريق تحقيق تلك الرغبة فيحدث لديه احباط ينشأ عنه دافع عدواني قد يتطور الى ارتكاب جريمة.
وبوضوح اكثر: ان كل احباط يفضي الى عدوان، وكل عدوان يسبقه احباط، وان الانسان يكون اشد ضراوة من الوحش عندما يتعرض الى الاحباط،اعني عندما يعاق أو يحرم من تحقيق اهداف أو اشباع حاجات يراها مشروعة،مصحوبة بمشاعر الحرمان النفسي والنيل من الاعتبار الاجتماعي، لاسيما حين يدرك انه أو جماعته يحصل على اقل من استحقاقه، أو ان جماعته تحصل اقل مما تحصل عليه الجماعات الأخرى.. ولكم ان تتذكروا ما جرى في العراق بين 2006 - 2008 .
• نظريات التعلم الاجتماعي. تقول هذه النظريات ان العدوان ينجم عن التعلم عن طريق المشاهدة وتعزيز هذا العدوان .بمعنى ان المرء يتعلم العدوان من مشاهدة غيره يمارس العدوان ،ويحصل على اثابه مادية أو معنوية لدى قيامه بالعدوان.والاثابه قد تكون معنوية، كأن يصفه افراد عصابته بأنه(بطل، شجاع، جريء، اخو اخيته..) فيصبح العدوان صفة ثابته في سلوكه. ولنا ان نتذكر في ذلك (شقاوات ايام زمان) وبعض افراد المليشيات الاجرامية حاليا". وقد تكون المكافأة مادية كالاستيلاء على مبلغ ضخم ينقل صاحبه من الحضيض الى القمة.. كما حصل ايام الحواسم(2003).وهذا يعني أن التعزيز الاجتماعي الذي يحصل عليه الفرد من أصحابه ،والتعزيز المادي وأشباع حاجاته ،لاسيما الغريزية منها..يشجع آخر لديه الاستعداد للقيام بذلك .يحضرني هنا فيلم يقول فيه الممثل سعيد صالح لعادل امام: أنا عندي استعداد للأنحراف بس عاوز اللي يشجعني!!.
• نظرية انعدام المعايير. يتفق العلماء الاجتماعيون على ان عدم العدالة الموجودة في النظام الاجتماعي هو العامل الحاسم في نشوء وتطور السلوك الاجرامي. وقد طرحوا نظرية (الانوميا) التي تعني التعبير عن الاحساس بانعدام المعايير.ويرون أن انعدام العدالة اذا ساد في المجتمع فأنه يخلق جماعات مرفهّة وأخرى محرومة ،فيظهر من بين هذه الجماعات المحرومة أفراد يأخذون حقهم وحق جماعاتهم بأيديهم ..بضمنها السلوك الأجرامي..مبررين أن النظام الذي لا يكون عادلا يحق للمحرومين تحقيق العدالة فيه بطريقتهم الخاصة!..وانظروا الى مجتمعاتكم التي تحكمها أنظمة غير عادلة.
في الحلقة المقبلة سنطلع حضراتكم على نتائج دراسة ميدانية شملت مجرمين ومجرمات ارتكبوا جرائم قتل بشعة..التقيناهم في سجن أبو غريب وسجن النساء.

#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل