أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسين صالح - العار..وأكل المال الحرام














المزيد.....

العار..وأكل المال الحرام


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 3129 - 2010 / 9 / 19 - 11:08
المحور: كتابات ساخرة
    


من أمتع المسلسلات الرمضانية لهذا العام مسلسل "العار" قصة وسيناريو وحوار الكاتب أحمد محمود أبو زيد ،تمثيل: مصطفى شعبان،أحمد رزق،شريف سلامه،والممثلة الكبيرة عفاف شعيب،واخراج شيرين عادل.
وبرغم انه لا يصح مقارنته بعملين كبيرين هما المسلسل الضخم "كليوباترا" و"ملكة في المنفى-نازلي زوج الملك فؤاد" كونهما عملين تاريخيين فيما "العار" دراما اجتماعية عن اشخاص افتراضيين يعيشون بيننا في الحاضر، الا أنه شدّ المشاهدين اليه ليس فقط لروعة الأخراج وجمال الأداء وحسن اختيار الأدوار "المفصّلة" على أصحابها.. بل لسبب سيكولوجي خفي هو أن الناس وجدوا فيه ما يشفي غليلهم!.
ذلك ان فكرة المسلسل تقوم على ان العقوبة الآلهية تطال من يأكل المال الحرام مهما اعتقد صاحبه أنه سيستمتع به الى الأبد. وأن العقوبة ليست تقليدية،كالسجن مثلا، بل نفسية تجعله يعيش شقيا وتبتليه بأعز ما يملك في الدنيا..مع أن الأولاد الثلاثة الذين طالتهم العقوبة،ما كانوا هم الذين أخذوا المال الحرام، بل ورثوه عن أبيهم، ومع ذلك فان العقاب طالهم لأنهم تصرفوا بمال كانوا يعلمون أنه حرام!.
والمسلسل يتناول ظاهرة مشينة شاعت في مجتمعاتنا العربية هي الفساد المالي. فبحسب تقارير الشفافية الدولية فان سبع دول عربية احتلت مراتب متقدمة بقائمة الفساد بينها الصومال والعراق.
والمفارقة، ان واقع الحال يشير الى أن الفاسدين نهبوا المال الحرام واستمتعوا به..ولم تنلهم العقوبة الآلهية.ولك في مجتمعنا العراقي اكثر من شاهد. فـ"الحواسم" ،وهي تسمية أطلقت على الذين نهبوا البنوك يوم التغيير "9نيسان2003"وبعيده..نطوا من الحضيض الى "القمّة"..فبنوا عمارات في بغداد واشتروا "الفلل" في عواصم عربية..وما سمعنا بعمارة انهارت على رأس صاحبها، ولا "فلّه" في بيروت ،مثلا ، احترقت بـ"حاسم"عراقي اشتراها بمال منهوب، ولا بلغنا- لحد الآن- نبأ احتراق وزير عراقي بطائرته الخاصة التي اشتراها بمال سرقه وهرب!.
ولأنهم ظلوا طلقاء..مستمتعين بالحياة، فيما الفقراء والذين يشعرون بالحيف زاد شقاؤهم، فان مسلسل "العار" شدّهم اليه لأنهم وجدوا فيه ما يتمنون أن يحصل للفاسدين،سيما الحيتان منهم الذين ما زالوا يسبحون ويبلعون!.
والتساؤل المشروع : لماذا شاع الفساد في زماننا ونحن مجتمعات عربية نوصف بالكرم! والأمانة ،واسلامية يعدّ دينها بكبّ آكلي المال الحرام على وجوههم في جهنم؟
ومع أن لديكم أكثر من جواب فان له عندي جوابان،الأول : ان الفعل السيء يقوم به في البدء أفراد قليلون، فان سلموا العقوبة..تحول الى ظاهرة..وأحد أخطر أسبابه انه نشأت في الأنظمة العربية ،خاصة في العراق بعد عام 2004 ، فئة سياسية وضعت نفسها فوق القانون. وقد لا يكون أشخاصها من الفاسدين، لكن المنافقين والوصوليّن ومعدومي الضمير عرفوا من أين تؤكل الكتف بأن أقاموا معها علاقة واحتموا بها..فصاروا فاسدين.
والثاني: ان زمان آبائنا كانت فيه الأخلاق عالية والالتزام الديني قويا، لوجود أربع مؤسسات محترمة تربّى الناس عليها أيام كانت غير مسيسة :البيت والمدرسة والجامع والديوان ، فيما انتشرت الآن وسائل الموبقات التي تشيع الفاحشة وتشجع على ارتكاب الحرام..بدءا من القنوات الفضائية الاباحية وانتهاءا بالانترنت والموبايل.ومن يحاط بمثل هذا، فمن أين يأتيه التفكير بالعقوبة الآلهية اذا ارتكب فاحشة، ومن أين يتشكّل لديه "الضمير" الذي يريه أن العار..في أكل المال الحرام!.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبادرة علمية تخصصية لحلّا لأزمة العراقية
- في سيكولوجيا الصراع
- وساطة نفسية لحل الأزمة العراقية
- مشروع وطني لانقاذ العراق والديمقراطية
- انتحار الأدباء..أزمة حياة أم خلل عقلي؟!
- العراقيون في الخارج
- العراقيون ..وسيكولوجيا التعبير
- ياني..في المنطقة الخضراء!
- العرب والسلطة ..وقراءة الطالع
- المتاجرة بالبشر
- المثقفون والنرجسية..مع الدكتور قاسم حسين صالح. حوار:علي السو ...
- العدالة..والعلاقة بين الدولة والمجتمع
- المجتمع ..والأمن الوطني
- غورنيكا عراقية
- الأخلاق والديمقراطية..ايها السياسيون
- السياسي..المثّلث
- سيكولوجيا التماهي والطقوس الدينية في الزيارات المليونية
- غضب العراقيين..وصناعة الحاكم
- ثقافة نفسية-15 :حين يكون شريك حياتك مربّعا!
- رفاهية مناضلين ..وشقاء شعب


المزيد.....




- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسين صالح - العار..وأكل المال الحرام