أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - جرائم القتل -تحليل اجتماعي نفسي 1-4














المزيد.....

جرائم القتل -تحليل اجتماعي نفسي 1-4


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 3147 - 2010 / 10 / 7 - 13:41
المحور: المجتمع المدني
    


رئيس الجمعية النفسية العراقية
تقوم المجتمعات البشرية كافة بتنظيم فعاليات افرادها بحيث ينجم عن ذلك نظام اجتماعي يتصف به ذالك المجتمع. وتختلف المجتمعات اختلافا" كبيرا" في صيغ التنظيم وكيفية ضبط سلوك الافراد، الا انها جميعا" تحرّم اشكالا" من السلوك يمكن ان تقضي على المجتمع لو اطلق لها العنان، ويطلق اسم التحريمات الشاملة أو الممنوعات الشاملة على انماط السلوك التي تحرّمها المجتمعات البشرية كافة.
ان هذه التحريمات أو الممنوعات الشاملة هي ضرورة تفرضها طبيعة التركيب الجسدي البشري من جهة وطبيعة التنظيم الاجتماعي من جهة اخرى.مثال على ذلك التحريم القائم في كل النظم البشرية المعروفة ازاء القتل . فالمجتمعات البشرية جميعها تحّرم القتل في داخل التنظيم الاجتماعي ،وقد يكون التحريم :(لا تقتل فردا من افراد قبيلتك)،او عائلتك او دينك او معتقدك...بينما قد يسمح للمرء ان يقتل فردا من قبيلة اخرى او دين آخر او معتقد آخر ..وقد يشجع على ذلك او يفرض عليه مقابل الانظمام الى فئة معينة في المجتمع،او الحصول على امتيازات خاصة. ان مثل هذا التحريم ،كما يرى بعض العلماء،هو شكل من اشكال الحماية للنظام الاجتماعي من التفكك من جهة ومن الاخطار الخارجية من جهة اخرى.
ولو نظرتا الى انظمة المنع هذه نجد انها متباينة التبريرات ..فقد تكون غير مبررة منطقيا اطلاقا ،وقد تكون ضرورة منطقية لازمة.فقد تحرّم بعض الأنظمة تناول المرأة الحامل لاضلاع الحيوان المعد للطبخ اذا كان اخو زوجها مسافرا!.و قد تحرّم مجتمعات اخرى أكل الفاصوليا يوم الجمعة!..بينما تنظمّ المجتمعات الاخرى امور الزواج لمعرفة اصول النسل في المجتمع.
ومهما كانت طبيعة المجتمعات فان التحريمات او الممنوعات(مهما كانت درجة خطرها على المجتمع)معرّضة للخرق ،ويصعب او يستحيل طرح مثال على منع او تحريم او تابو لم يخرق من قبل بعض افراد الذي يفرض فيه ذلك التحريم .لذلك فان المجتمعات دوما تضع العقوبات على خرق هذه الممنوعات .وقد تحدد هذه العقوبات وفقا للعرف او التقاليد او القوانين .وتقوم سلطات محددة في المجتمع بفرض هذه العقوبات التي قد تتراوح بين الاعدام والعزل الاجتماعي كالنفي،والعقوبات الطفيفة مثل التوبيخ اللفظي.
موضوع مسلسلنا هذا ،جرائم القتل، هو من اخطر اشكال التهديد للحياة البشرية في المجتمع .والقتل هو التسبب في انهاء حياة شخص مع سبق الاصرار .بهذا المعنى فان موضوع مسلسلنا هذا لا يدخل فيه القتل غير العمد مثل القتل بسبب الدهس الخطأ.
لقد أشرنا في أعلاه الى ان كل المجتمعات تحرّم هذا الشكل من أشكال السلوك ،لكنها قد تختلف في كيفية فرض العقوبة عليه.ففي المجتمعات العشائرية في العراق سابقا ،كان يترك لذوي القتيل قتل القاتل ثأرا ، أو يفرض على القاتل وذويه دفع الديّة التي يحددها العرف..أو قد يعمد الى نفي القاتل من العشيرة ليلجأ الى مدينة او يحتمي بقبيلة أخرى .اما القانون العراقي المعاصر فيحدد بنصوص قانونية طبيعة الفعل وطبيعة العقوبة ويترك لمؤسسات معينة مهمة متابعة ايجاد القاتل وفرض العقوبة عليه.
لذلك ،أي بسبب النسبية الاجتماعية للجريمة والعقوبة،فاننا سنبحث في جرائم القتل في العراق على وفق النظام القانوني العراقي وضمن اجراءاته. وهذه القضية مهمة جدا في مسألة تعريف الجريمة.فمن هو المجرم؟
لنفترض ان شخصا كان ينوي القيام بجريمة قتل ،وأنه خطط لها بشكل متقن..ولم ينفذها..فهل يعدّ مجرما؟. بكلمة أخرى ،هل نية القتل كافية لاعتبار الفرد قاتلا او مجرما؟.وبنفس المنطق،لو كانت القرائن تدل على ان شخصا ما قام بتنفيذ جريمة ولكنه في الواقع لم يقترفها ،فهل نعدّه قاتلا؟
ان عالم النفس الاجتماعي لا يستطيع حل هذه المشكلات ضمن الأطر الحالية للمعرفة العلمية والمحددات القانونية.لذلك عليه ان يعتمد على معيار آخر لتحديد الجريمة..وهو في بحثنا هذا ،تعريف الجريمة استنادا للقانون العراقي،وتعريف المجرم استنادا للأجراءات التنفيذية والقانونية التي تفرضها السلطات الجنائية والقضائية ..فالمجرم هنا هو ذلك الشخص الذي حكمت عليه المحكمة حكما نهائيا وقاطعا لا رجعة فيه بأنه مجرم قد اقترف جريمة قتل.
فما هي العوامل الاجتماعية والنفسية التي تجعل الفرد يتخطى التحريم الاجتماعي الشديد ويجازف بعقوبة اجتماعية هي اشد العقوبات ..الموت؟!
هذا هو السؤال الذي نحاول الاجابة عنه في مسلسلنا هذا الذي نحلل فيه الجريمة من منظور اجتماعي نفسي بوصفها عدوانا موجها من بشر نحو بشر!.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراقيون ..وسيكولوجيا اللوم
- استهلال في مفهوم الشخصية العراقية
- انتحار الأمهات!
- تحليل شخصية شريك الحياة..بالهندسة النفسية!
- العار..وأكل المال الحرام
- مبادرة علمية تخصصية لحلّا لأزمة العراقية
- في سيكولوجيا الصراع
- وساطة نفسية لحل الأزمة العراقية
- مشروع وطني لانقاذ العراق والديمقراطية
- انتحار الأدباء..أزمة حياة أم خلل عقلي؟!
- العراقيون في الخارج
- العراقيون ..وسيكولوجيا التعبير
- ياني..في المنطقة الخضراء!
- العرب والسلطة ..وقراءة الطالع
- المتاجرة بالبشر
- المثقفون والنرجسية..مع الدكتور قاسم حسين صالح. حوار:علي السو ...
- العدالة..والعلاقة بين الدولة والمجتمع
- المجتمع ..والأمن الوطني
- غورنيكا عراقية
- الأخلاق والديمقراطية..ايها السياسيون


المزيد.....




- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال
- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - جرائم القتل -تحليل اجتماعي نفسي 1-4