أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم حسين صالح - نحن والجيران والطائفية














المزيد.....

نحن والجيران والطائفية


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 3258 - 2011 / 1 / 26 - 10:55
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يتحدث محللون سياسيون عبر الفضائيات ويكتب مثقفون في الصحف والمجلات واصفين المجتمع العراقي بأجمل ما في اللغة من مفردات..بأنه مجتمع منسجم وأن الطائفية فيه حالة طارئة ومستحدثة. ومع افتراض حسن القصد في هذا الوصف فان ضرره اكثر من نفعه. فكما لا يتعافى المصاب بعقدة نفسية الا بمواجهته بسببها الكامن في لاشعوره،فان المجتمع غير المستقر،كالمجتمع العراقي، لا يتعافى ايضا الا بمكاشفته بأسباب عدم استقراره الفاعلة في لاشعوره الجمعي التي احدثها الجيران عبر مئات السنين ويلتقط هو والجيران الحكمة منها..وأليكم بعض ما هو فاعل في اللاوعي الجمعي للناس وهم له غير منتبهين.

في عام (1508) تمكن الشاه اسماعيل من دخول بغداد. وتشير المصادر التاريخية الى انه قتل الكثير من أهل السنّة،واعتدى على قبور أئمتهم،وأعلن سبّ الخلفاء. وبعد أربع سنوات من احتلال الشاه اسماعيل لبغداد،تولى السلطان سليم عرش السلطنة العثمانية،وكان لا يقلّ عن الشاه اسماعيل في تعصبه المذهبي وتعطشه للدماء. ويشير ادورد كريسبي في كتابه (تاريخ العثمانيين)الى ان السلطان سليم استحصل فتوى من بعض العلماء تجيز له قتل الشيعة،فقتل اربعين ألفا منهم وحكم على ثلاثين ألفا بالسجن المؤبد ولم يبقي على شيعي داخل سلطنته.

وفي( 1623) استطاع الشاه عباس احتلال بغداد، وزاد على ما فعله سلفه الشاه اسماعيل بأن هدم مرقدي أبي حنيفه والشيخ عبد القادر،وأمر بتسجيل أسماء أهل السّنة بهدف القضاء عليهم لولا تدخل السيد دراج كليدار الحسين.

وفي( 1638) استولى السلطان مراد الرابع على بغداد وذبح من الشيعة ما لا يحصى عددهم.

وكما أدّى الشاه اسماعيل مراسيم الزيارة لمدينة النجف يوم استولى على بغداد،قام السلطان مراد بزيارة ابي حنيفه،وقال بانفعال من أخذ الثأر:"الآن حقّت الزيارة"..وتليت الأدعية وذبحت القرابين.ولم يهنأ بانتصاره،فقد أصيب بحمّى بعد وصوله بغداد بخمسة عشر يوما ..ومات من جراء أدمانه الخمرة.

وفي( 1733 ) حاصر نادر قلي بغداد سبعة اشهر أكل فيها الناس الكلاب والقطط وبلغ عدد الموتى حتى نهاية الحصار مائة الف.وانتهى الأمر،كالعادة، بعقد صلح بين احمد باشا ونادر قلي..وكان نادر هذا الوحيد بين الجبابرة الذي ادرك،بعد أن صار(شاهنشاه-ملك الملوك) سخف الطائفية فأمر رعيته بالتوقف عن سبّ الخلفاء،وجلب الهدايا والتحف لأضرحة الأئمة في الأعظمية والكاظمية والنجف وكربلاء.

هكذا كانت بغداد..ساحة حرب طائفية بين الجيران،قتل فيها مئات الآلاف من العراقيين بسيوف جبابرة أجانب. والمؤلم أن السياسيين و الطائفيين العراقيين كانوا مغفلين يوم بعثوا بوفود الى هذا الجار او ذاك يستنجدون به لتخليصهم من هذا الجبّار أو ذاك..فزرعوا الفتنة بين العراقيين..التي ما تزال نارها جمرا تحت رماد باهت..لا كما يصورها سياسيّون ومثقفون بأنها انطفأت.

بهذه الأسباب الفاعلة في اللاشعور الجمعي للناس ينبغي ان نكاشف شعبنا بجيرانه القدامى والجدد..أنهم،مع كل ما حصل،قد لا يكفوا عن جعل العراق ساحة حرب طائفية وقودها العراقيون فيما هم –الجيران- "حبايب" خارج حدودنا..وهذا صدر الحكمة. أما عجزها،فأن يعي الدرس السياسيون ولا يكرروا ما فعله أسلافهم بأرسال الوفود الى هذا الجار او ذاك لطلب الحماية أو الاسناد. وأن ندرك بأن الخرافات التي تبدو سخيفة تفعل بالجماهير المغيب وعيها في اوقات الأزمات ما لا يستوعبه عقل ولا يهظمه منطق. وليس ببعيد أن يأتي يوم تذهب به عقول من يمتلكوا سلطة الشارع (بقيادة رعاع) في مشهد قد يكون أبشع من مشاهد عام 2007..ان لم نستوعب الحكمة..ونقرّ بأن أسلافنا وأسلاف الجيران جميعا أخطأوا،وأن شجاعتهم وشجاعتنا تكون بأن نصنع تاريخا يفخر به أحفادهم وأحفادنا لا أن يلعنوه كما نفعل ويفعلون الآن.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد العراق،تونس الحبيبة..وتساؤلات مشروعة
- مبدأ حكم الأكثرية في الديمقراطية..باطل!
- لغة الجسد:العينان واليدان واشارات الغزل
- حسن كبريت!
- خطاب الى السيد وزير الصحة والأطباء النفسيين
- نداء الى القوى والشخصيات الديمقراطية العراقية
- دعوة لتأسيس مركز علمي لمناهضة الارهاب
- علي الوردي..أوراق لم تنشر الحلقة الثالثة (قراءة في مقتل عثما ...
- علي الوردي..أوراق لم تنشر (الحلقة الثانية)
- على الوردي ..أوراق لم تنشر.(تعريف -الحلقة الأولى)
- المؤتمر الأقليمي الثاني لعلم النفس ( تقرير)
- جرائم القتل..تحليل نفسي-اجتماعي (3-4)
- جرائم الكراهية
- هل ورث العراقيون نزعة الخلاف من أسلافهم؟!
- أساليب تعاملنا الخاطئة مع الصراع
- ثقافة نفسية:(19) لغة الجسد
- القتل والسيكوتين..للجنسيين المثليين!
- جرائم القتل - البارنويا والجريمة (3-4)
- جرائم القتل -تحليل نفسي اجتماعي 2-4
- سيكولوجيا الحسد


المزيد.....




- في دبي.. مصور يوثق القمر في -رقصة- ساحرة مع برج خليفة
- شاهد لحظة اصطدام تقلب سيارة عند تقاطع طرق مزدحم.. واندفاع سا ...
- السنغال: ماكي سال يستقبل باسيرو ديوماي فاي الفائز بالانتخابا ...
- -لأنها بلد علي بن أبي طالب-.. مقتدى الصدر يثير تفاعلا بإطلاق ...
- 4 أشخاص يلقون حتفهم على سواحل إسبانيا بسبب سوء الأحوال الجوي ...
- حزب الله يطلق صواريخ ثقيلة على شمال إسرائيل بعد اليوم الأكثر ...
- منصور : -مجلس الأمن ليس مقهى أبو العبد- (فيديو)
- الطيران الاستراتيجي الروسي يثير حفيظة قوات -الناتو- في بولند ...
- صحيفة -كوريا هيرالد- تعتذر عن نشرها رسما كاريكاتوريا عن هجوم ...
- برلمان القرم يذكّر ماكرون بمصير جنود نابليون خلال حرب القرم ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم حسين صالح - نحن والجيران والطائفية