أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - غباء السلطة ..وخطاياها














المزيد.....

غباء السلطة ..وخطاياها


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 3305 - 2011 / 3 / 14 - 08:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سبب واحد رئيس كان وراء تظاهرات الناس في تونس ومصر والبحرين وليبيا والعراق هو :انعدام العدالة الاجتماعية..جسدته لافتات المتظاهرين:(عايز أعيش)،(عايز أتجوز)،(ارحل مراتي وحشتني من عشرين سنة)،(أين حقي)،(نريد أن نحيا كبشر)،(كفاكم فسادا وكفانا فقرا)،(كافي بوك ونهب والله عيب) ،(ارحل الوليه عاوزه تولد والولد مش عايز يشوفك) وشعارات أخرى جمعها كلها وضع عام مرفوض وواقع حياتي بائس..ناجم في حقيقته عن غباء السلطة. فمشكلة الحاكم العربي أنه يعيش خارج العصر في زمن سيكولوجي مرتبط بماض يشعره بأنه امتداد للخلفاء الأمويين والعباسيين..لا يغادر السلطة الا يوم يلف بكفن ،يكون قبله قد ورّث (الأمانة!) لأبنه..فظل محكوما بزمن وسيكولوجيا الخليفة. لم يدرك الحاكم العربي أن زمن الألفية الثالثة أشرق فيه جيل جديد بثقافة جديدة وطموحات مختلفة وتواصل نفسي واجتماعي عابر للقارات ومستمر على مدار اللحظات..وانه يكبر وينمو فيما جيل الكبار يقل ويشيخ.

وغباء الحاكم العربي أنه ظل على يقين الخليفة..أن امتلاك السلطة والثروة معا يضمن له ديمومة البقاء حاكما..معززا هذا اليقين بمبتكرات التكنولوجيا بأن أحاط نفسه بثلاثة (سواتر)

:أمن خاص ومخابرات وشرطة . لم ينتبه الى أن ما كان يفعله الخليفة غير العادل من خطايا يظل محصورا ضمن حدوده الجغرافية وأن ما يفعله هو يعرفه العالم لحظة بلحظة..وأن العالم ،شعوبا وأنظمة،صار قوة تضعف سلطة الحاكم غير العادل وتناصر المطالبين بتحقيق العدالة الاجتماعية والحياة الكريمة لبشر وصفت أمتهم بأنها كانت خير أمة أخرجت للناس صيرها حكامها أفقرها حالا وأشدها بؤسا.

وغباء السلطة أنها لم تدرك ان امتلاكها الثروة يفضي بالنفس البشرية الى الولع بها وتصير لحكامها كماء البحر..كلما جمعوا منها ازدادوا ضمئا..وأنها تخلق من حولهم فئة انتهازية منافقة تريهم وجه الولاء لها فيما يدفعها انتهاز الفرصة وقلق المستقبل وضعف الضمير الى سرقة المال العام فتبعد الناس عن الحاكم وتنخر في هيكل السلطة لينهار في لحظة تصيب الحاكم بالدهشة كيف ان المستكينين أطاحوا به.

وأقبح حالات غباء الحاكم أن يغتني ويترفّه وينشغل بجمع الثروة بعلاقة نفسية بخزائنه كلما وضع فيها سألته:هل من مزيد..وينسى أن ما يكنزه فيها يأخذه من شعب يزيده فقرا،وأن من لا يجد قوت يومه..يخرج شاهرا صرخته بين الناس..واي ناس..البشرية كلها!.

وبلادة الحاكم العربي أنه لا يدرك أن أكثر من نصف شعبه هو جيل شباب من مواليد 1975 فصاعدا،وأنه من مواليد 1945 فنازلا!..وأن هذا الجيل الذي وحّده الفقر والشعور بالحيف صار كما الروافد تجمعت في نهر ثقافي اجتماعي نفسي بعد أن يئس من احزاب السلطة وأحزاب محنّطة باديولويجيات وتنظيرات لا تقدم حلولا ولا تعالج واقعا بائسا ولا تضمن مستقبلا يحقق طموحات اختلفت نوعا وكمّا عن طموحاتنا نحن الكبار.

كل غباءات السلطة هذه هي التي أدت الى ارتكابها خطاياها..ليس فقط بحق شعوبها بل بحق نفسها ايضا..فأيّ مصير آل اليه زين العابدين وحسني مبارك والمحسوبون عليهما! وأين صار ما جمعوه من أموال طوال ثلاثين سنة!وأي حال وصل اليه ملك الملوك!الذي عزا تظاهرات المحتجين الى تناولهم حبوب الهلوسة فيما كان هو الذي يهلوس!.

والأوجع ،ان الفضيحة ستلاحقهم بعد عار الدنيا وخسارة الجاه والمال والاعتبار..فهل يعتبر الحكام الباقون والقادمون؟ قد..لكنها لن تنفع مع من لا تزال سيكولوجيا الخليفة متحكّمة فيه حتى لو كان ديمقراطيا!.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحليل سيكولوجي لشخصية ونهاية معمر القذافي
- قراءة أولية في مظاهرات جمعة الغضب العراقي
- الحقيقة..دائما عدوّة السلطة!
- في سيكولوجيا الثورة المصرية
- بيان عشرين شباط
- اذا اتحد الدين والفن.. ظهر الحق!
- لتكن صفقة واحدة: الحقوق، والمساءله، والاخلاق ايضا
- نصائح للمتظاهرين العراقيين
- المصريون..أهل نكته..حتى في المحنة!
- في زيارة أربعينية ألامام الحسين ..وتساؤلات مشروعة
- هل يأتي الدور على العراق؟
- بعد تونس.. مصر..وتحذير للعراق
- نحن والجيران والطائفية
- بعد العراق،تونس الحبيبة..وتساؤلات مشروعة
- مبدأ حكم الأكثرية في الديمقراطية..باطل!
- لغة الجسد:العينان واليدان واشارات الغزل
- حسن كبريت!
- خطاب الى السيد وزير الصحة والأطباء النفسيين
- نداء الى القوى والشخصيات الديمقراطية العراقية
- دعوة لتأسيس مركز علمي لمناهضة الارهاب


المزيد.....




- بعد أيام من التوتر.. شيوخ السويداء وقادة الفصائل يصدرون بيان ...
- مصدر لـCNN: تأجيل الجولة الجديدة من المفاوضات النووية بين أم ...
- إيلون ماسك باق على رأس تسلا: مجلس إدارة الشركة ينفي بحثه عن ...
- إرجاء المحادثات النووية بين طهران وواشنطن... هل تنعقد الأسبو ...
- تهديد جديد شديد اللهجة من وزير الدفاع الإسرائيلي للشرع دعما ...
- هيئة البث الإسرائيلية: مئات الجنود الدروز يستعدون لتقديم مبا ...
- -كتائب القسام- تعلن تنفيذ عملية مركبة في شارع الطيران بحي تل ...
- مخاطر الاستخدام الخاطئ لسماعات الرأس والأذن
- مخاوف عراقية من حرب إيرانية أمريكية
- ترامب يهدد كل من يشتري نفطا من إيران بفرض عقوبات ثانوية


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - غباء السلطة ..وخطاياها