أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد السلام الزغيبي - الخلاص من الشبح














المزيد.....

الخلاص من الشبح


عبد السلام الزغيبي

الحوار المتمدن-العدد: 3337 - 2011 / 4 / 15 - 14:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا أتصور كيف كان هذا الرجل يحكمنا.. كيف تحكم فينا طوال هذه السنوات.. هل كنا في حالة تنويم مغناطيسي؟ هل هو الرعب والخوف الذي سكن فينا ؟ كيف حدث هذا؟ كان يقول أسوّد فنقول أسوّد. يقول أبيّض فنقول أبيّض.إذا سكت نسكت، وإذا فتح فمه، ركضنا نحوه بالميكروفونات والكاميرات، من اجل أن يتفضل علينا حتى ولو بنصف كلمة.. بتصريح.. أو بمداخلة مثلما كانوا يقولون عندما يأتي للحديث في مؤتمر الشعب العام، أو البرلمان.. كان يتحدث حول كل شيء إلا الشيء الذي يهمنا ويتعلق بحاضرنا ومستقبلنا.. يحكي ويحكي.ويأتي العام الجديد ووضعنا على ما هو عليه بل يزداد سوءا بسبب توصياته التي تعتبر قوانين نافذة لا يجرؤ احد على مخالفتها رغم أنها تحدد مصيرنا ففي يده كل شيء بدءا من إعلان الحرب وحتى ماذا نأكل وماذا نشرب ومتى ندخل الحمام!!
إذا فتحت التلفزيون ليس هناك إلا فقرات من الأناشيد والأغاني التي تدعو له بطول البقاء على صدورنا، وبالإقامة على أكتافنا إلى الأبد.
تلفزيون يرصد فقط تحركاته وزياراته واستقباله لزواره في الخيمة. والصحف تلهو بوصف مناقبه وبالأحاديث عما يحقق من انجازات ومعجزات وانتصارات عظيمة تحققت في عهده الميمون. ولا يخلو الأمر من برقيات المبايعة والتأييد والوثائق المكتوبة بالدم! تبارك ما يكبر في عهدته، لتؤكد الانتساب إلى القطيع!
القطيع الذي كان يكبر مع الأيام، ليتحول هذا الرجل إلى عادة يومية عند الشعب وضيفا ثقيلا ويحتل جزءا كبيرا من أحاديث الناس في أي نقاش.
في الشوارع والميادين والمكاتب والساحات تحاصرك صورته المعلقة فوق وتحت وأمام وخلف كل جدار، تراقب الجميع طوال الليل والنهار.. كأنه أمر مفروض علينا .. علقم نشربه ليل نهار.
ويمضي الوقت ونحن على هذا الحال .. ندور في حلقة ضيقة وأيام مكررة تشبه بعضها لا طعم ولا لون لها.. ندور في الساقية كما الثيران .. نريد التحرر ، ولا نتحرك ، وكأننا كتلة من الحجر الصلد لا تتغير ولا تتأثر بما يتغير من حولنا.. نرى ونعرف ، لكننا لا نتحرك بل ندور في محيطنا نصنع الفراغ.
وبما أن الكلام وحده لا ينفع، والصمت لا يفيد، والصراخ موجع، وكان من العسير أن يتداعى الناس إلى الشوارع لان المشانق كانت تنصب على باب الدار!
ودب اليأس في نفوس الجميع بأن التغيير مستحيل. وانه ليس بوسعنا أن ننجو من هذا الخراب.. لأنه مصيرنا المحتوم وقدرنا المكتوب.. لا لشيء إلا لأن شبح الغول مقيم معنا يأكل ويشرب وينام ويحلم معنا .. يعشش فينا ويحاصرنا.. حتى جاء اليوم الذي لم نستطع فيه الهروب من السؤال.. فالعالم من حولنا فك الحصار.. والزمن يمضي بنا ونحن نريد أن نعيش أن نكون بشرا لنا آمال وأحلام، وقلوب تنبض بحب الحياة، لا جثث هامدة في صحراء لانهاية لها ولا قرار. وجاء اليوم الموعود وخرج الناس من أقبية الظلام يبحثون عن حريتهم وكرامتهم وليتخلصوا من طغيان الشبح الذي جثم على صدورهم أكثر من أربعين عام..



#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصحوة العربية الثانية بدأت
- المرأة الليبية ومساهمتها البارزة في ثورة 17 فبراير المجيدة.
- ولادة عسيرة قد تحتاج إلى عملية قيصرية
- الليبيون وروح الفكاهة في مواجهتهم مع النظام
- النكتة .. تنفيس للاحتقان أم نذير بالثورة
- نيرون.. الرجل الذي أحرق شعبه
- الطوفان قادم
- الانسان وتعمير الارض
- المتغطي بأمريكا... عريان!
- رسالة الفن:السمو بالانسان والرقي باحاسيسه -أنتيجوني- للملك - ...
- الكرسي .. والخازوق
- لا لصحافة الخطوط الحمراء
- اليونان .. الى أين؟
- الاستبداد .. دخل بيتنا وأستقر فيه!
- الملك .. والصعلوك .. وصناعة الديكتاتور
- العرب بين تركيا وايران
- المسلسل التركي.. دخل بيتنا وأستقر فيه!
- الوضوح والغموض في الكتابة
- اثينا 725... أثينا 2010
- بنغازي.. شئ من الذكريات


المزيد.....




- الدول العربية المشمولة.. دخلت رسوم ترامب الجديدة حيز التنفيذ ...
- الاعتراف بدولة فلسطينية.. مسألة معقدة ومعضلة ألمانية عويصة! ...
- سلوفينيا تحظر الواردات القادمة من المستوطنات الإسرائيلية في ...
- سلوفينيا تحظر الاستيراد من المستوطنات الإسرائيلية
- نهب التاريخ.. مليون قطعة أثرية تم تهريبها في سوريا
- اشتعال الحرب.. هل ورّط بوتين فنلندا في مواجهة الناتو؟
- -تحريم اسقاط المساعدات جوا على غزة-.. الداعية محمد الصغير ين ...
- -يساعد المراهقين على الانتحار والإدمان-.. خبراء يحذرون من دو ...
- مسؤول في البيت الأبيض يكشف خطة أبل لاستثمار جديد بقيمة 100 م ...
- تركيا ومقاتلة -اليوروفايتر- التي تعيد رسم خرائط السماء


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد السلام الزغيبي - الخلاص من الشبح