أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - - غزوة الصناديق - 19 مارس .2011















المزيد.....

- غزوة الصناديق - 19 مارس .2011


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3314 - 2011 / 3 / 23 - 21:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


طالعتنا جريدة " المصرى اليوم " في صدر صفحتها الاولي للعدد الصادر يوم 23 مارس بصورة فوتوغرافية لشخص قادم لتوه من اعماق التاريخ بشعر لحية ابيض واشعث وكلمات غير مهذبة يعلن فيها انتصاره فيما سماه "غزوة الصناديق " قاصدا ما حدث يوم 19 مارس من استفتاء علي تعديل بعض مواد دستور 1971 وما تلاه من حصول "نعم " علي الاغلبية .. العنوان يحتوى بعد ذلك " البلد بلدنا و اللي مش عاجبه يروح امريكا ".
ابتسمت.. ثم ضحكت.. ثم حزنت.. ابتسمت فلقد ذكرني بجني المصباح الذى ذكر في الف ليلة وجسدته السينما العالمية في اكثر من شكل كان واحدا منها شيخ ساذج خارج السياق بلحيته الكثيفة البيضاء وملابسه التي عفي عليها الزمن منذ حبسه في القمقم وهو يشاهد مع الصبي الذى حرره من سجنه، مباراة كرة قدم فظن ان اللاعبين يتنازعون الكرة فرق قلبه لهم وارسل للملعب بعشرين كرة بين دهشة اللاعبين والمتفرجين و خصوصا من اخرجه من القمقم ..ثم ضحكت عندما استكملت العنوان فلقد كان رد فعل قراء الجريدة " كنت فين أيام مبارك "، نحيت الجريدة جانبا واصابتني موجة من الغضب الممزوج بالغم علي ما آلت الية مواضيع جرائدنا وكيف تدني الحوار الي هذا المستوى من الردح السوقي .

مشكلة هؤلاء السلفيون انهم كانوا قد ابتعدوا عن العالم الذى يتطور بسرعة الضوء، اما هربا من طغيان أمن دولة مبارك في الجبال والصحارى والكفور والنجوع .. أو في سجون ومعتقلات أمن مبارك .. فعندما أفرجت عنهم القوات المسلحة وجذبتهم اموال الفضائيات القادمة من السعودية لم يكن لديهم ما يقدمونه الا ما تعلموه من كتب التراث الصفراء المتخلفة عن زمن المماليك وفقه وشريعة خدم السلاطين و اولي الامر .. لذلك عندما فوجئوا بان عليهم الاجابه علي اسئلة مريديهم المعاصرة في الزوايا والمساجد الاهلية المنتشرة في الارياف لم تكن اجاباتهم الا نفس اجابات فقهاء القرون الوسطي عن السحر والشعوذة ( خصوصا ما يتصل بقسس الاقباط ومكرهم في السيطرةعلي جيرانهم ) أو العفاريت والجن المتسببة في مشاكلهم ..او الادعية والاوراد التي فيها شفاؤهم وحل جميع مشاكلهم .. السادة السلفيون يتمسكون بنصوص عفي عليها الزمن وتجاوزها اكثر المسلمين رجعية ..لذلك .. عندما طلب من احدهم التعليق علي الحدث الذى اطلق عليه البعض عرس الديموقراطية وقال عنه سكرتير عام الامم المتحدة اهرامات الديموقراطية.. والمتشائمون، بانزياح كابوس الامن والتزوير والبلطجة .. لم يكن لدى هذا الكائن المتحفي الا تعبير "غزوة" رغم ان هذا التعبير تم هجره تماما بعد فتح مكة و تحول حروب المسلمين من غزوات الي فتوحات .. المسلمون توقفوا عن الغزو حتي أعادهم من نصب نفسه وليا عليهم لغزوة صناديق بعد 1400 سنة.
محاولة السلفيين ان يظهروا مدى قدراتهم علي حشد الجماهير اينما وكيفما ارادوا هي جزء من اداء يتصف بادعاء ما ليس لديهم لجذب استثمارات الهطل من الوهابيين السعوديين ، سواء في المحطات الفضائية أو اعتمادات التبرع لانشاء المساجد والزوايا والانفاق عليها .
استثمارات الوهابية هي الهدف وليس صالح مصر او حكمها ..او تطبيق الشريعة لذلك تأتي تصريحاتهم وفقا لهوى الممول وكما يأمر وسنسمع قريبا ان الارض ليست كروية وان دارون افاق كافر وسنشاهد مليشيات تحرير فلسطين تنافس مليشيات حزب الله .. كذلك سنشهد سيطرةالسلفيين علي بعض المناطق وفرض الزى الاسود علي السيدات والجلباب واللحية علي الرجال وقد تكون الاستثمارات مغرية لدرجة اقامة محاكم شرعيه وجلد البعض او حتي قطع رقاب البعض بالسيف امام الكاميرات .. سيناريوهات أعدت سلفا وتم تجريبها في العراق والسودان وغزة تستوحي أصولها من السعودية وتمولها ببذخ الوهابية.
وهكذا عندما يهرج سيدنا الشيخ ويقول انه غزا صناديق الاقتراع، فهو لا يخاطب مصر انما يخاطب كيس الدنانير والريالات الذهبية.. ولكن للاسف فان البعض من محدودى الفهم سيرددون ما قالة سيدنا اما بفخر بقوة المسلمين او تدليلا علي القهر الذى ينتظر القبط والمسيحيين ..ان الرجل يهزل ولكن هزل مبكى لما سيترتب عليه من ردود المعنيين الذين ذهبوا بكل حماس للصناديق ليقولوا "نعم" او "لا".
ورغم هذا فالامر يحتاج الي الاهتمام بمراجعة عدد من القضايا المرتبطة.. كابراز الاعلام وتلميعه لمثل هذا المتحفي الخارج عن اطار الزمن ..هل المقصود منه الترويع والتخويف بدمية من قش لا قيمة لها ام هو تحذير.. الإعلام يجب ألا يحتفل بهؤلاء القتلة السفاحين البعيدين عن العصر ويحولهم الى نماذج يمكن تمثلها أو الاقتداء بها .. ثانى القضايا التى تحتاج لمراجعة هو اسلوب مخاطبة البسطاء من القوم فى الريف والمصنع والحى الشعبى والعشوائى ، وهو أمر لا يقوم به الا حزب له من الكوادر المستنيرة المتحمسة ، ما يمكنه بواسطتها الوصول الى مواطنى أصغر كفر أو دسكر ، وحشد البشر المسالمين ، الطامعين فى حياة كريمة ولقمة عيش شريفة خلف أهداف إيجابية ، تسمح لهم بالتنظيم والعمل وممارسة حياتهم طبقا لقيم معاصرة سائدة فى البلاد المتقدمة .. الحزب المطلوب يجب أن يجمع كل عناصر المجتمع دون حساسية ، رجل وسيدة مسلم وقبطى ساكن المدينة وساكن الريف ، حزب ليبرالى ديموقراطى ، قادر على إشاعة الأنوار التى ستكشف زيف أصحاب الغزوات كما فعل حزب الوفد من قبل أن تخربه قرارات ضباط يوليو.
الغزو بمعناه المعاصر هو عدوان .. حرب يشنها طرف قوى على طرف أضعف بهدف فرض إرادته ، غزو العراق للكويت ، غزو أمريكا للعراق ، غزو إسرائيل للبنان ، غزو الحزب الوطنى بالجمال لمعتصمى ميدان التحرير ، وبالتالى فان غزو صناديق الاقتراع يعنى عدوان على إرادة المقترعين ، بهدف فرض وجهة نظر الغازى القائل بنعم على المستضعف القائل بلا ، وهو أمر يخالف الواقع والحقيقة ،فالغزاة لم يكونوا بهذه القوة التى يفرضون بها نعمهم ، على إرادة الشعب المنتشى بنصر ميدان التحرير، والذين تم غزوهم هم كريم المجتمع ( زبدة المجتمع ) مثقفين ونشطاء وقادرين على تمييز الخيط الأبيض من الأسود فى دراما التعديلات الدستورية ، وغزوهم من شخص خارج مسار التاريخ أمر غير وارد .
السيد الشيخ المتحفى ( شكلا وموضوعا ) الخارج لتوه من قمقم القهر المباركى ، من حقه أن ينصب شباكه وشراكه لإصطياد حاملى صرر الذهب ، ومن حقه أن يخدع البسطاء من القوم بتخريجاته التى استعارها من فقه المماليك ، ومن حقه أن يصبح نجما تليفزيونيا يشتد عليه الطلب ويدفع فيه السذج أموال الاعلانات، ولكن ليس من حقه أبدا العدوان على مجموع المصريين بادعاءه أنه قد فرض إرادته عليهم ، خصوصا هؤلاء الذين فالوا " نعم " لأسباب خارج التلفيقات المغشوشة التى إدعاها بعض رجال الدين الماكرين ، أو هؤلاء الذين قالوا " لا " لأنهم يعلمون .
بقى موقف الاخوان المسلمين الذين يحاولون أن يبدوا عصريين مثل زملاء لهم فى تركيا ، ورجال الأزهر المتنورين ، ورجال الدين الأكثر اعتدالا وحكمة ، لماذا يتركون مثل هؤلاء الكائنات البرية التى لم تصادف أى تهذيب حضارى، فى صباها أو شيخوختهايصدرون عدوانيتهم لشعب يحاول أن يسترد وعيه ، مزاولين خداعا للبسطاء والعامة الذين لا يرجون من دنياهم الا الستر ومن آخرتهم الا القبول دون غزو أو عدوان على جيرانهم وأصدقاءهم الذين قالوا لا .
لا يا سيدنا الشيخ أنت تهزل فى أمر يتصل بمستقبل بلدنا لأجيال عديدة قادمة .



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وطن بديل ..يا محسنين
- هل يؤسس البشرى والجمل لخلافة اسلامية
- سيدى الرئيس .. هل أدوات سلفك مناسبة لك ؟؟
- لا أملك الا.. دموعي
- لماذا يكره فقهاء الدستور .. مصر!!
- اكشفوا، افضحوا، جرسوا من سرقوا مصر
- كابوس أن يحكم مصر عصابة لصوص
- الشعب لم يسقط بعد النظام
- حكم مبارك البائد.. بلطجة و فساد
- اسرائيل.. هل تمزح ام تمهد لاحتلال سيناء!!
- سيادة الرئيس .. أنت لست بطلا
- حلم تفكيك الدولة الأمنية (2)
- البياداجوجيا وحلم تفكيك الدولة الامنية
- توجيهات حزبية بخصوص الانتحار حرقا
- حنحارب..حنحارب..تحيا مصر.
- ثلاثة أسئلة عن أكتوبر 73
- عبد الناصر .. و أنا (3) ملوك أم أنصاف الهة.
- عبد الناصر .. وأنا 2- تحت قيادة الزعيم ..النظرية والتطبيق
- عبد الناصر .. وانا
- قبل نقد الآخر


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - - غزوة الصناديق - 19 مارس .2011