أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - حكم مبارك البائد.. بلطجة و فساد















المزيد.....

حكم مبارك البائد.. بلطجة و فساد


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3275 - 2011 / 2 / 12 - 20:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كشفت انتفاضة الشعب في ميدان التحرير عن مخازى تؤكد أن حكام مصر خلال العقود الثلاثة الماضية لم يكونوا بعيدين عن الفساد المنظم .. فقضايا التربح والبلطجة والابتزاز والاغتيالات بالاضافة الي التزوير والكذب والتحايل وخداع الرأى العام طالت أغلبهم بحيث لم يبق من يستطيع المواطن المصرى التأكيد علي نزاهته.
الدكتور جمال حمدان علل ذلك بأن (( السلطة دائما ما تحارب تلك العناصر الأبية المستعصية التي تتمسك بالعزة والكرامة فتصاد حتى تباد ، وتنقرض بالتدريج فشلا أو انهزاما ، وعلى العكس ، يرتفع ويبقى الفاشلون أخلاقيا ليصبحوا ناجحين اجتماعيا )) .
قاعدة الدكتور حمدان تستطيع اختبار صدقها فى مصر أينما وجهت نظرك فى المؤسسات الحكومية أو القطاع العام ، فى الفن أو الثقافة .. فى العلم أو الأبحاث .. لقد عم المجتمع الرسمى فسادا تأصل بحيث احتل الفاشلون أخلاقيا مراكز وكراسى القيادة وأصبحوا ناجحين اجتماعيا ، يمتلكون المليارات والقصور والطائرات الخاصة ، واليخوت والسيدات الجميلات وكل شئ عدا الأخلاق المستقيمة .
اصطياد العناصر الأبية منذ يوليو 52 تم باسلوبين ، أحدهما ان يتحكم النظام فى لقمة العيش والأخرى بزرع الخوف فى نفوس المواطنين .
السماح والمنع لفرص العمل ، والترقى والبعثات والمكافآت وكل ما يتصل بالحياة المهنية استخدمه عبد الناصر لترويض المعارضين ، معتمدا على تقارير الاتحاد الاشتراكى والتنظيم الطليعى وأجهزة الأمن ، وأدى هذا فى كثير من الأحيان الى ما اصطلح على تسميته ، بمذبحة أساتذة الجامعة ، أو القضاة أو الصحفيين ورأينا أن أفضل العناصر ، تلك التى تعلمت وتشكلت فى زمن الليبرالية ، تم التضحية بها ليحل محلها جهلة فاشلون من أصحاب الثقة .. السادات استمر على الدرب وإن أضاف له استخدام تصاريح الانفتاح لانشاء الشركات وما يماثلها من عناصر الحياة الاقتصادية الجديدة ، كوسيلة لمكافأة البعض وعقاب الآخرين ، فسقطت حتى شركاته الجديدة فى دوامة اللا مهنية . موظفى الحكومة والقطاع العام منذ زمن عبد الناصر ، محكومون بأجهزة المراقبة وتقاريرها التى بنيت فى أغلبها على وشايات الحاقدين وضعاف النفوس ، وعلى إشاعات ملفقة لإزاحة العناصر الأبية المستعصية ، وإحلال المتسلقون الفاشلون أخلاقيا مكانهم .. مبارك بعد أن شاهد إغتيال السادات ، إتخذ قرارا بعدم الاعتماد على القوات المسلحة لحمايته ، واستبدلها بأطواق أمنية توسع فى انشاءها ، أغلبها أجهزة متخصصة فى الترويع والارهاب و أعاد الى الحياة جهاز الرقابة الادارية بعد أن أوقف السادات عمله فى نهاية أيام حكمه.. جهاز الرقابة الادارية ، عكس ما يمكن أن يستشف من اسمه ، تحول الى جهاز للسيطرة الادارية ، فهو لا يهتم بقضايا التربح أو البلطجة أو الاحتيال أو التضليل ، بقدر اهتمامه بان موظفى الدولة يجب أن يكونوا من المتوافقين مع النظام ، وإن ختم دوسيه أى عامل من وزير الى مدير بخاتم " غير متوافق مع النظام " أو " أبدى شراسة فى مواجهة المسئولين " فهذا يعنى أن هذا التعس قد قضى على مستقبله الوظيفى ، بل وأصبح عرضة لكل أشكال الاضطهاد حتى يهرب بجلده من قبضة زبانية الرقابة ، ويترك عمله لآخر متوافق ، حتى لو كان معروفا عنه خراب الذمة .
استخدام الوظيفة ولقمة العيش ، كانت السبب فى أن موظفى الدولة جاءوا من الفاشلين أخلاقيا ليصبحوا ناجحين إجتماعيا ، وينهلون من خيرات الخزينة العامة ، ما ينقلهم الى طبقات اجتماعية لم يكن أى منهم هو أو أسرته يحلم بأن يصل اليها ، الأمثلة لا حصر لها يستطيع كل قارئ أن يجدها بين رؤساءه من موظفى المكان الذى يعمل به ، أو بين أقاربه أو جيرانه ، فعادة ما يفضح كل منهم سلوكه .. وهكذا تم سلب الملايين والمليارات تحت نظر ومباركة الأجهزة الرقابية التى تبدى شراسة تجاه غير المتوافقين مع النظام فقط ، وتتقاسم مع الآخرين الغنيمة.
فتوات وبلطجية الرقابة الادارية ، لا يوازيهم فى اصطياد العناصر الأبية المستعصية إلا نظراءهم من أمن الدولة ، الوارثين لأدوات حمزة البسيونى وصلاح نصر وحمزة عليش والصول روبى ، زبانية زمن عبد الناصر الذين أرتكبوا جرائم تعذيب فى حق الأبرياء فى السجن الحربى وسجن إدارة المخابرات ، يندى لها الجبين وظلت عار عبد الناصر الذى لا يمحوه الزمن .
أجهزة أمن الدولة المباركية فاقت كل ما عداها ، وسبقتها فى الجمع بين الارهاب والفساد ، الارهاب كما زاولته أجهزة الأمن منذ انقلاب يوليو 52 أى السجن والتعذيب والضرب والتمثيل بأهل الضحية والابتزاز عن طريق التسجيلات وما شابه من أعمال إجرامية ، أعف عن ذكرها وقد تجد عشرات الكتب التى تصفها وعشرات المدونات على الانترنت أو اليوتيوب ، تصورها فى أقسام البوليس والشارع وفى مقر أمن الدولة بلاظوغلى ، وفى مقر الحزب الوطنى على الكورنيش ، أو فى أماكن التجمع مثل الجامعات والمدارس والأندية ، والجوامع والكنائس ، أعمال من كثرتها يتصور الانسان أنها قد أصبحت منهجا للحكم فى بلادنا بواسطة العصابات المنظمة.
مندوبى الأمن وأجهزته سيطرت على المولات والمتاجر والبورصة ومجلس الشعب والصحف والمجلات ، وحتى الكباريهات وبيوت الدعارة .. بالمجمل كل مفصل من مفاصل الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ، كان عرضة لاستخدام أجهزة الامن ، كل وسائل إهدار الكرامة الانسانية بغرض السيطرة عليها .
الجديد فى زمن مبارك أن هذه الأجهزة ، عن طريق استخدام المعلومات التى تحصل عليها ، تصبح شريكة لكل فاسد أو خارج على القانون .. ابتزاز مع تواطؤ .. فى بعض الأحيان استدراج وانقضاض على المكاسب ، وهكذا تولدت مجاميع افساد فى كل مكان ، تتكون من الرقابة الادارية وصنائعها من مديرين مع رجال أعمال من أقارب أصحاب النفوذ فى تحالف واضح مع أجهزة الأمن حتى أننا أفقنا صباح يوم 25 يناير 2011 لنجد أن معظمهم يمتلك الواحد منهم ما يفوق العشرة مليارات دولار ، وأن المعدم الذى لم يستغل نفوذه جيدا يمتلك مليارا أو مليارين .
وهكذا يحظى الجهاز الادارى للدولة على قمته بأضعف عناصره أخلاقيا رجال ترتعد فرائصهم من رجال الأمن ، وينقلون شراستهم الى مرؤوسيهم وأفراد الجمهور الذى يتعاملون معه ، فتتدهور أجهزة الدولة لتباع وتشترى فى المزاد لعصابات البزينس ورجال الأعمال الطامعين .. التليفونات ، شركات القطاع العام ، المصانع الحكومية ، المؤسسات التجارية ، وحتى الآثار والحج كلها كانت ولازالت تدار بأضعف العاملين فنيا وأكثرهم تخريبا واتلافا وسرقة .
تزاوج القهر والفساد فى زمن مبارك ، جعل المصرى لا يعمل ( فالعمل لن يفيده ) وإذا عمل لا ينتج ( فالانتاج لن ينعكس على حياته ) وإذا أنتج جاء انتاجه مرتفع الثمن منخفض الجودة فلا يستهلك ويستعاض عنه بالمستورد ، فيخرب الاقتصاد المصرى ، وينتشر الفقر وقلة الموارد لتغطى شريحة بعد أخرى من عناصر المجتمع حتى أصبح عدد المعدمين ، أكثر من نصف المجتمع ، يستخدمهم أصحاب القهر والفساد كوعاء يستغل فى أعمال البلطجة أيام الانتخابات أو المظاهرات أو الاعتراضات ، أو كوقود لعناصر الارهاب الخارجى.
إن تراكم الأموال لدى أصحاب الكراسى التى التصقوا بها لثلاثة عقود ، أفرزت شريحة من أصحاب المليارات محدودة العدد لتعود بمصر الى عصر ماقبل إنقلاب 52 الذى طالما برر وجوده بحماية المجتمع من بقايا الاقطاع وتحكم رأس المال .
لقد تراكم التدهور منذ أن خرجت الدبابات لعزل الملك حتى خروج الدبابات لعزل الشعب وفقد المجتمع قدرته على التطور الايجابى للحاق بركب المعاصرة ، وعم اليأس حتى أشرقت طلائع شمس الغد فى ميدان التحرير ، شعب مصر الذى سيبنى مستقبله بعيدا عن تحكم دعائم حكم مبارك من رجال الأمن والفاسدون.



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسرائيل.. هل تمزح ام تمهد لاحتلال سيناء!!
- سيادة الرئيس .. أنت لست بطلا
- حلم تفكيك الدولة الأمنية (2)
- البياداجوجيا وحلم تفكيك الدولة الامنية
- توجيهات حزبية بخصوص الانتحار حرقا
- حنحارب..حنحارب..تحيا مصر.
- ثلاثة أسئلة عن أكتوبر 73
- عبد الناصر .. و أنا (3) ملوك أم أنصاف الهة.
- عبد الناصر .. وأنا 2- تحت قيادة الزعيم ..النظرية والتطبيق
- عبد الناصر .. وانا
- قبل نقد الآخر
- تعليق علي مقالات السيد موريس رمسيس عن المصريين
- هل وزير الثقافة مثقف ؟
- فلنعترف أولا بتخلفنا 5/5
- فلنعترف أولا بتخلفنا 4/5
- فلنعترف أولا بتخلفنا 3/5
- فلنعترف أولا بتخلفنا 2/5
- فالنعترف أولا بتخلفنا 1/5
- يا حزن قلبى على مهندسينك يا مصر ( 4 )
- يا حزن قلبى على مهندسينك يا مصر ( 3 )


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - حكم مبارك البائد.. بلطجة و فساد