توجيهات حزبية بخصوص الانتحار حرقا

محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3251 - 2011 / 1 / 19 - 18:51
المحور: كتابات ساخرة
    

سرى للغاية

شهدت مدن الوطن –مؤخرا – حوادث مؤسفة لعدد من حالات الانتحار حرقا و ما تبع ذلك من فوضي ألقت بظلالها السلبية علي الامن وسلامة الممتلكات العامة والخاصة.
ومع تكرار هذه الحوادث كلفت قيادة الحزب لجنة التوجيه السياسي بدراسة الظاهرة وأسلوب تطويعها لصالح الحزب والمجتمع.
ولقد انتهت اللجنة بعد دراسة مستفيضة الي توصيات عرضت علي الهيئة العليا للحزب في اجتماعها بتاريخ 18 يناير 2011 برئاسة الزعيم القائد وأقرت التوجيهات التالية:-
1-علي الساده حكام المحافظات تخصيص ساحات في عواصم محافظاتهم ومدنها الكبرى، معدة لاستقبال كل مواطن يرغب في الانتحار حرقا، علي ان يراعي أن تكون الساحة بعيدة بالقدر الكافي عن مستودعات الوقود والاماكن ذات الكثافة السكانية المرتفعة ومنازل ومكاتب مسؤلي الحزب والحكومة.
2-الخدمة في هذه الساحات تقدم بالمجان وتخصص لها ميزانيات منفصلة تشارك فيها وزارات الداخلية والحكم المحلي والتأمينات والعمل بالنسب التي تقررها الحكومة، بالاضافة الي التبرعات والهبات و رسوم المشاهدة والاعلان بحيث تغطي الايرادات تكاليف امداد كل ساحة بما يلزم من مهمات كافية لتسهيل مهمة المنتحرين من وقود ( بنزين ، جاز ، سولار ) ومصادر اشعال بالاضافة الي قيمة الاصول الثابتة مثل المكاتب الخاصة بالاستقبال أو المراكز الاعلامية وباقي المنشآت مع تأمين تكاليف تسجيل الأحداث بالصوت والصورة ، منذ تقديم الشخص لطلبه حتى إتمام الحريق وتسليم الجثة لذويه أو حفظها بالثلاجات.
3- تخصص أماكن حول الساحات معزولة بأسوار شبكية عالية للسادة المشاهدين والمتظاهرين ، ويسمح لهم بالشجب والغناء والهتاف والسب وحمل اللافتات والشعارات والاعتصام والاعتراض مهما كانت حدته حتى لو طال رموز الحزب والحكومة وأسرهم، ولا يسمح للزوار بالتواجد الا فى الأماكن والمساحات المخصصة لهم .
4- مواعيد العمل بالساحات تبدأ من الثامنة صباحا وحتى آذان المغرب ( عدا رمضان فتصبح حتى آذان العصر ) ، وتخصص الساعات الثلاث الأولى لإحراق الاناث ، وباقى اليوم لإحراق الذكور ، ولا يسمح بتقديم هذه الخدمة الا لمواطنى المحافظة ، كذلك يستبعد رعايا دول الجوار الأخرى من استخدامها ، ويحظر الانتحار حرقا لمن هو أقل من إثنى عشر عاما إلا اذا كان مع والديه.
5- تقدم جميع التسهيلات الممكنة لأجهزة الاعلام المحلية والعالمية لتسجيل الأحداث ، والتعليق الحر عليها لقاء رسوم تحددها الجهات المختصة تستخدم حصيلتها لصالح تحسين مستوى الخدمة المقدمة للمنتحرين، وعلى كل مسئول عن ساحة من الساحات الامتناع عن إجراء أى أحاديث تتعدى التصريح بأن الشخص المنتحر يعانى من أزمة نفسية وانه يعالج منها منذ سنوات ، كما يشدد الحزب على حسن معاملة رجال الأعلام ، وإظهار مدى الشفافية التى يتمتع بها النظام .
6- كل مواطن يرغب فى الانتحار عليه أن يتقدم بطلب مكتوب لمسئولى الساحة ، ويرفق به صورة للبطاقة الشخصية وعدد ست صور فوتوغرافية حديثة مختلفة تم إلتقاطها بالمواجهة ، بالاضافة الى أى مستندات داعمة للأسباب التى ادت لرغبته فى الانتحار ( فى حالة الشكوى من أجهزة الأمن أو الأجهزة الحكومية ) يقدم مع الطلب الأدلة المؤيدة لمزاعمه ، مثل شرائط مصورة أو تسجيلات أو شهادات لشهود أو محاضر بوليس أو قرارات نيابة أو أحكام قضائية ، ويمكن للراغب الامتناع عن إبداء الأسباب.
7- الساحات المخصصة معدة للانتحار حرقا ، ومع ذلك يمكن بترتيب مسبق السماح بالانتحار شنقا او رميا بالرصاص ، أما فى حالة طلب المواطن للانتحار غرقا أو قفزا من مكان عالى ، فتكلف لجان متخصصة ، للاشراف على سلامة العملية الانتحارية ، وعدم الاضرار بالممتلكات العامة والخاصة ، وغير مسموح نهائيا بالانتحار تحت عجلات عربات السكة الحديد او المترو .
8- الطاقة الانتاجية الاقتصادية المقدرة لكل ساحة ، هى مئة منتحر/يوم ويمكن استمرار عمل الساحة حتى مستوى عشرين منتحر/ يوم، فى حالة إنخفاض المعدلات عن ذلك واستمراره لمدة شهر كامل ، تغلق الساحة ويتوقف استخدامها وينقل الراغب فى الانتحار لأقرب ساحة عاملة على حساب المحافظة.
ملحوظة لأعضاء الحزب فقط : ينتظر أن تكون معدلات الانتاج فى السنة الأولى أربعة مليون منتحر ، بمعنى انه يمكن تخفيض تعداد الشعب بنسبة خمسين بالمئة خلال عشر سنوات .
والحزب إذ يهيب بكوادره ومواطنيه الراغبين فى التخلص من حياتهم الالتزام بالتوجيهات المذكورة أعلاه ، فانه ينبه الى أن أى مخالفة لها ستعرض صاحبها لأقسى أنواع العقاب ( حرمانه من الانتحار ).
عاش الحزب الحاكم .. عاش قائده المفدى .. عاش الوطن منارة للحرية والشفافية وخدمة المواطن الذى يريد التخلص من حياته.

سرى للغاية

#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل