أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد حسين يونس - سيادة الرئيس .. أنت لست بطلا















المزيد.....

سيادة الرئيس .. أنت لست بطلا


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3266 - 2011 / 2 / 3 - 13:03
المحور: كتابات ساخرة
    


عندما اختار الرئيس السادات الرئيس مبارك ليصبح نائبه قوبل هذا بدهشة بين ضباط الجيش فالذين يعرفونه ويعرفون امكانياته من المعاشرة اليومية، فهو لم يكن الافضل بين قادة حرب اكتوبر ولم يكن الاكثر ذكاء أو مرونة ولم يعرف عنه انه الاكثر علما بالفنون العسكرية وفي نفس الوقت كانت هناك تحفظات عديدة علي الدور الذى قام به في الحرب.
اذكر أنه كان مندوب القوات الجوية في اللجنة المشكلة لدراسة انتاج طيارة بدون طيار، وكان الجميع اذا ما هلّ عليهم في الاجتماع يبتسمون أو يتأففون قائلين (...) جاء ولقد استطاع (...) ان يدمر المشروع بأسئلته الغير منطقية وتحفظاته البيروقراطية وعدم قدرته علي التخيل او تطوير اساليبه في تفهم العناصر المتشابكة في المشروع.
الاستاذ امين هويدى في كتابه " الفرص الضائعة " عندما كتب عن دور القوات الجوية في حرب 73 صفحة 373 وما بعدها ((قيل الكثير عن عيوب الطائرات المتاحة وقيل الكثير عن مستوى تدريب الطيارين مما وضع قيدا علي تحركنا نحو الشرق ـ كما يزعم البعض ـ ولكني اعتقد أن الطريقة التقليدية الحذرة التي خلت من الابداع أو الخلق في استخدام القوات الجوية هي السبب الاساسي الذى جعل العائد قليلا غير ملموس ))
(( اكتفت طائراتنا بالقيام بعمليات محدودة ))
(( فلنأخذ مثلا ما تردد عن الضربة الجوية التي افتـُتحَت بها الحرب والغرض منها . كان الغرض هو التأثير علي المجهود الحربي المعادى في الايام التالية للحرب وهذا لم يتحقق بالقطع بل ومن المستحيل ان يتحقق بالاسلوب الذى تم به استخدام القوات الجوية )).
في مكان آخر من الكتاب اورد المؤلف ما قاله الجنرال "افراهام ادان" قائد المحور الشمالي عن هذه الضربة، وانه اندهش من الحصيلة المحدودة لها ذاكرا بالتفصل الاضرار التي سببتها ثم يعلق المؤلف (( فاذا قارنا هذه النتائج المتواضعة جدا بالغرض من الضربة وهو توجيه ضربة جوية مركزة ضد مطارات العدو في سيناء ومراكز قيادته ومحطات الرادار والاعاقة الالكترونية ومواقع الهوك لوصلنا الي نتيجة واضحة و هي ان الضربه فشلت في تحقيق الغرض منها علي الرغم من انها تمت بمائتي طائرة انطلقت من اكثر من 20 قاعدة جوية ومطار في مختلف انحاء الجمهورية وقد استغرقت عشرين دقيقة )).
(( كان استخدام 200 طائرة بهذا الشكل عملا اقرب الي اعمال المدفعية طويلة المدى منه الي عمل القوات الجويه !! )) ، (( وفي تقديرنا انه كان من الممكن الاستغناء عنها كليا طالما استخدمت بالصورة المبتورة هذه)) .
الطائرات خزنت بعد ذلك والغيت الضربة الثانية ولم تظهر القوات الجوية الا لماما
(( لم يستغل المصريون امكانيات الميج 21 التي هي اقل تعقيدا ولا تحتاج الي خبرة كبيرة بالمقارنة بالميراج التي لو كانت بايديهم لاصبحت هي الاخرى قطعة من الخردة بعد زمن قصير )) هكذا كانت شهادة العدو بعد الحرب.
(( قاتل الطيارون قتالا باسلا اعترف به الاعداء والاصدقاء ولو ان هذا الجهد الذى لا يمكن ان يُنسي وهذه التضحيات الغالية التي سوف نذكرها علي مر الايام بُذلت في اطار خطط حربية جيدة وتحت قيادة جسورة غير مترددة لكانت النتيجة افضل كثيرا ولتغير مجرى التاريخ )).
(( ولكن العيب الاكبر كان في القيادة التي لم تستغل الامكانيات الكبيرة المتاحة في اطار تخطيط سليم وتنفيذ جسور كل هذه الامور تجعلنا نتسائل عن استراتيجية القوات الجوية المصرية اثناء حرب اكتوبر وهل كانت موجوده اصلا .! )).
كاتب الكلمات السابقه كان رئيسا للمخابرات العامة 1967 ثم وزيرا للحربية بعد هزيمة 67 اى أنه يفهم ما يكتب . لقد كان لدى السيد اللواء محمد حسني مبارك امكانيات كبيره وطيارين باسلين ولكنه لم يستغل هذا .. سواء في العشرين دقيقة الأولى التي امتلك بها مصر والمصريين للابد أو اثناء المعركة التي خرج منها فور بدء القتال ولم يقدم ما يجعله دونا عن غيره البطل الاوحد سواء في تدريب قواته او استغلال الامكانيات المتاحة التى بيده ، او حتي صيانة طائراته او تقديم خطط حربية مناسبة او طلعات جسورة بحيث يكتب السيد هويدى انه (( كان من الممكن الاستغناء عن القوات الجوية تحت قياده سيادته )) ، في الحق عبد العاطي صائد الدبابات احق بهذا اللقب .
السيد الرئيس الذى البسه المنافقون واصحاب العقول المحدودة ثوب البطولة لم يقدم لمصر وهو ضابط ما يجعله متمسكا بحكمها للابد وكان هناك من ادوا ادوارا اكثر فاعلية ثم تواروا بعزة نفس ودون ضجة مثل مدير سلاح المهندسين الذى عبر بالجيوش وأمّنها او رئيس الاركان او سلاح المدرعات ومع ذلك لم يحظي هؤلاء القادة بعشر معشار ما حصل عليه سيادته وعائلته الكريمة .. ما السبب في هذا هل هو الحظ ام الصدف ام اختيار السادات لخليفة يحكم مصر لاضعاف مدة حكمه.

بعد هزيمة 67 ورحيل عبد الناصر استلم السادات بلدا مدمرا على المستوى العسكرى والسياسى والاجتماعى والاقتصادى ، ولم يكن أمامه بهذه الامكانيات المحدودة، الا تغيير الخط الناصرى والارتماء فى احضان امريكا واسرائيل والسعودية . فى ذلك الزمن كان الخروج عن النص الذى وضعه عبد الناصر ، جريمة فى نظر المصريين ، فلقد حارب عبد الناصر ثلاثتهم وبضراوة طوال مدة حكمه ، وكان مفكرى مصر وشبابها ورجال القوات المسلحة يأبون جميعا الاستسلام لهذا الانحراف الا سيادة اللواء محمد حسنى مبارك الذى أظهر ولاء وطاعة للقيادة السياسية ، أملا فى ان يصبح فى النهاية سفيرا لمصر فى أمريكا.
وهكذا تم تصفية أغلب أبطال حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر ، سواءً بالمنع او التجميد أو حتى القتل ، وبقى من وافق على سياسة السادات الخاصة بالذهاب الى القدس ومعاهدة كامب ديفيد وماتم بعدهما.
نائب الرئيس مبارك قال : " الريس يعلمنى ويدربنى " لقد كان يعلمه كيف يحافظ على علاقات التبعية لأمريكا واسرائيل والسعودية ، وكل ما ابتكره السادات بعد هزيمة مرة للناصرية ، وكان نعم التلميذ ، فمع اغتيال السادات كان من الممكن لخطه ان يندثر وتعود مصر الى موقفها القومى الناصرى ، وساد الرعب فى البيت الأبيض والقدس ، ولكن لم يستمر هذا كثيرا فالرئيس الجديد كان لديه من القدرات على تثبيت المجتمع وجعله ساكنا عن طريق أجهزة امن قوية ومتضخمة وشديدة البغى على الشعب مما أوقف تطوره .
السيد الرئيس عندما بدأ حكمه لمصر ، كان يرى انها فترة واحدة انتقالية ، ولكن الدعم الأمريكى الاسرائيلى السعودى ، أبقاه لثلاثين سنة أمينا وحافظا لتراث السادات .
سيادة الرئيس أدار مصر بنفس طريقة إدارته للقوات الجوية ، لا ابداع لا خلق لا جسارة لا تطوير .. وترك الأمور تسير بالدفع الذاتى ، فتدهور المجتمع وانهار الاقتصاد وسقط المصريون صرعى لغيلان الانفتاح أو الأمن أو الدجل الاستهلاكى الذى تفرضه أجهزة الاعلام الموجهة.
وهكذا عندما كان سيادته يذهب لزيارة رئيس أمريكى ( وهم كثر ) كان يمر اولا على موظف فى جهاز المخابرات الامريكية ، ثم موظف فى وزارة الخارجية ، يقدم لهما تقاريره ، قبل أن يقابل وزير الخارجية وسيادة الرئيس الأمريكى لفترة كافية لالتقاط الصور التذكارية .. مصر يا سادة فى عهد سيادته أصبحت دولة من دول التبعية الأمريكية الاسرائيلية ، ولهذا جاء حماسهم فى الدفاع عنه متسقا مع مصالحهم وداعما بحيث لم يسقط مثل بن على .
سيادة الرئيس أنا آسف حضرتك لست بطلا للحرب أو السلام ، حضرتك كنت دائما موظف لدى السادات ثم لدى الرؤساء الامريكيون المتتالون ، وانت بيننا الان بسبب دعم رئيس الوزراء الاسرائيلى الذى دافع عنك أكثر من البلطجية الذين أطلقتهم علينا يوم الجمعة وليلة الثلاثاء .
شكرا على تضحياتك واتركنا نعيد ترميم ما أفسدت فيكفى ثلاثين سنة من الركود والضعف.



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلم تفكيك الدولة الأمنية (2)
- البياداجوجيا وحلم تفكيك الدولة الامنية
- توجيهات حزبية بخصوص الانتحار حرقا
- حنحارب..حنحارب..تحيا مصر.
- ثلاثة أسئلة عن أكتوبر 73
- عبد الناصر .. و أنا (3) ملوك أم أنصاف الهة.
- عبد الناصر .. وأنا 2- تحت قيادة الزعيم ..النظرية والتطبيق
- عبد الناصر .. وانا
- قبل نقد الآخر
- تعليق علي مقالات السيد موريس رمسيس عن المصريين
- هل وزير الثقافة مثقف ؟
- فلنعترف أولا بتخلفنا 5/5
- فلنعترف أولا بتخلفنا 4/5
- فلنعترف أولا بتخلفنا 3/5
- فلنعترف أولا بتخلفنا 2/5
- فالنعترف أولا بتخلفنا 1/5
- يا حزن قلبى على مهندسينك يا مصر ( 4 )
- يا حزن قلبى على مهندسينك يا مصر ( 3 )
- يا حزن قلبى على مهندسينك يا مصر ( 2 )
- يا حزن قلبى على مهندسينك يا مصر


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد حسين يونس - سيادة الرئيس .. أنت لست بطلا