أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - مكارم ابراهيم - قراءات في كتابات يسارية















المزيد.....

قراءات في كتابات يسارية


مكارم ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3282 - 2011 / 2 / 19 - 21:19
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


قراءات في كتابات يسارية
وجهة نظر ماركسي لينيني عربي في دور قوى اليسار في الانتفاضة التونسية!


ان إنفجار إلانتفاضة الشعبية في تونس وفيما بعد في بقية الدول العربية لم تاتي متأخرة كما يصرح البعض لان كل شئ ياتي في آوانه بعد أن تنضج كل العوامل المؤدية الى انتقاله من المرحلة الجنينية في الظلام الى الحالة المتطورة في النور وبصرخة تشبه صراخ الطفل عند خروجه من رحم امه الى العالم الخارجي. ولقد تسائل العديد لماذا سكت الشعب العربي طوال هذه العقود وانتفضوا الان؟ والحقيقة هي أن جيل اليوم يملك معايير أخلاقية وآليات سلوكية تختلف عن جيل آبائهم فهو جيل لايأبه للمخاطرة بحياته مقابل ان ياخذ حقه بيده كما انه جيل لم يحركه قصيدة للجواهري او القباني او فتوى للطنطاوي او للشعراوي ولااغنية لفيروز وعبد الحليم او مقولة لهتلر اونيتشة. ابدا ببساطة انه جيل يسلك سلوك المباشرة ولايقبل الذل والخضوع انه جيل الفيس بوك جيل الحرية والديمقراطية لايعرف الخوف ولا يسكت على حقه وهذا ماادركه الان بن علي ومبارك والقذافي والاسد وبقية الزعماء العرب.

ولهذه الاسباب فالانتفاضة لم تاتي متاخرة بل جاءت مع ولادة جيل جديد يختلف عن جيل الماضي.
ورغم ان هتافاته ابتدات بالمطالبة بالخبز فهذا لايعني بان انتفاضته كانت من اجل الخبز بل كانت نتيجة تراكمات القمع الذي مورس عليه لفترة طويلة جدا .فالشهيد محمد البوعزيزي لن يحرق جسده لمجرد حاجته للخبز.

كما أن تغيرالشعارات من المطالبة بالخبز الى اسقاط النظام هو مؤشر على وجود نخبة حركت هذه الهتافات بالاتجاه الصحيح وحددت السبب الرئيسي لمعاناة الشعب التونسي. لقد رفض العديد من الكتاب العرب ان يكون هناك تواجد لنخبة فاعلة كان لها دور في الانتفاضة التونسية بل اعتبروها إنتفاضة عفوية بحتة بدون اي توجه. ولكن اليست النخبة فصيل نابع من الشعب. ثم الا يكفي ان نحاول استيعاب ولو للحظات قدرة الشعب التونسي وجرئته على الخروج من صمته ومن مرحلة اليرقة ليتحرر من شرنقته ويطير عاليا معلناً تغيره الى كائن جديد يرفض السكوت على سجنه وقمعه ونترك ولو لوهلة سجالاتنا اللامتناهية حول ايجاد تسميات لهذه الانتفاضات. اليس من الواجب علينا ان نخٌلد يوم اندلاع نيران الانتفاضة التونسية في 17 كانون الاول والتي وصل لهيبها الى كل الدول العربية ونعتب هذا التاريخ عيد وطني يحتفى به في جميع الدول العربية.

لقد كتبت المئات من المقالات عن الانتفاضة التونسية ومالفت انتباهي هو الانتقادات التي وجهت الى قوى اليسار حول دورها في هذه الانتفاضة وهذا مادفعني للحوار مع التيار الماركسي اللينيني العربي حول هذه الانتقادات .

وكان سؤالي الاول هو ان بعض الكتاب اشار الى ان القوى اليسارية لم تكن تحمل أية شعارات يسارية رغم اعتراف نفس الكتاب بانها كانت انتفاضة ضد النظام الرأسمالي والاستغلال الاقتصادي فعلى سبيل المثال يقول الكاتب العراقي حميد كشكولي "آن الاوآن لليسار التقليدي ان يموت لانه لم نرى شعاراته في هذه الانتفاضات فلم تكن شعارات الشعب شعارات اليسارالتقليدية المعادية لاسرائيل والصهيونية والامبريالية ولاتمثل ثورة عربية قومية امازيغية ويعتبر ذلك صفعة قوية بوجه اليسار التقليدي ؟".

التيار :"الثّورة التّونسيّة لم تكن وليدة 17كانون الأوّل وإنّما مسار كامل من النّضالات والإنتفاضات الجزئيّة الجهويّة كانت نتيجة عمليّة نهب إقتصاديّ وإذلال إجتماعيّ منهجيّة تقوم بها السّلطة القمعيّة في تونس وكانت إحدى الصّرخات الإجتماعيّة ما حدث في فبراير/شباط 2008 في منطقة الحوض المنجميّ واساسًا الرّديّف التي سجّلت أربعة شهداء وأكثر من مائة سجين وتمحورت حول التّشغيل ودامت 6أشهر وبعدها هزّات اخرى في بن قردان وجلمة وتطاوين وجبنيانة بمعنى أنّها ليست معزولة ولا هي فجئيّة قد يكون هناك من تفاجا بها لكن الدّاري ببواطن الأمور لم يتفاجأ،أمّا عن الشّعار المركزيّ الذي مثّل إنطلاقة فهو:شغل حريّة كرامة وطنيّة وهو شعار تمّت بلورته منذ 2002 من قبل مجموعات شبابيّة يساريّة بالجامعة التّونسيّة وأساسًا كلّيّة العلوم الإنسانيّة والإجتماعيّة بالعاصمة التي شهدت لجان تكوين لجان معطّلين عن العمل قاموا بالرّبط بين الحريّة والكرامة وبين التّشغيل وواقع الدّيكتاتوريّة،وللنّاظر أن يتأمّل فيمن تمّ إيقافه وتوجيه تهم إليه وسيعلم مساهمة اليسار في الثّورة والعالم بالأمور أيضا له أن يعلم تركيبة النقابات العامّة للتّعليم الثّانوي والاساسي ليعلم مدى مشاركة اليسار فيها وعلى العموم سيل البيانات الصّادرة تكفي".

مكارم :اما الكاتب المغربي عذري مازغ كتب "بان ثورة تونس قد أطاحت برموز القيادات الحزبية المعارضة، وأسقطت الشرعية لأحزاب كانت تعيش خارج التاريخ وجاءت الآن تساوم من موقع الفراغ حول حكومة وحدة وطنية. لو كان لهذه القوى السياسية قليل من الجرأة وأرادت أن ترد لنفسها شيئا من المصداقية لأعلنت جميعا عن إسقاطها وحلها لتتشكل من جديد وفق ثقافة الثورة الجديدة ؟".

التيار: " لقد أصاب عذري في مقولته وتلك الأحزاب نهجت سلوكًا معيّنًا قبل 14يناير ورجعت لأرضيّاتها من بعد سقوط بن عليّ ومن عمل معها كان يعلم جيّدًا حدود التّعامل معها وهي أحزاب ليبراليّة محدودة تشهد حاليًّا موجة إستقالات وصعوبات جمّة.


مكارم: يقول الكاتب مازن كم الماز " بان اليسار العربي بلاطعم ولارائحة وشكلا بلا مضمون لانهم مازالوا جزءا من المساومات مع القوى الاستبدادية تحديدا قيادات الأحزاب الشيوعية الرسمية مثل أحمد إبراهيم من حركة التجديد التونسية ( الحزب الشيوعي سابقا ) اصبح جزء من حكومة محمد الغنوشي ورفعت السعيد ليس إلا صورة يسارية لمبارك , إنه نفس الديكتاتور المتمسك بالسلطة حتى النهاية و لو على أشلاء جسد اليسار نفسه ( في حالة مبارك الشعب المصري كله لو اضطر الأمر ) , يخيل لي أن السبب الوحيد وراء استمرار هذه القيادات و مثل هذه التنظيمات هو أنه ما يزال هناك شيوعيين بحاجة لقيادة ما أكثر من أي سبب آخر".
وسؤالي كان هل من الضروري ان يقود الثورات الشعبية قائد لتكون لها مصداقية ؟

التيار ":الواقع يقول بان الأحزاب الشّيوعيّة التّقليديّة إنتهت وأفلست منذ ان تبنّت مقولة الوطن للشّعب وأنهت مسار الصّراع الطّبقيّ من أدبيّاتها ودخلت المهادنة وبقيت متخلّفة عن الواقع، والحقيقة ان حزب التجمّع المصريّ ليس شيوعيّ حتى في قانونه الأساسي وأرضيّته الفكريّة وإنما هو إئتلاف يسار وسط او يسار ليبرالي تؤمّه قوى إنتهازيّة عاجزة عن الفعل التّاريخيّ والحركة الشّيوعيّة المصريّة الثّانية التي شكّلت بقاياها حزب التجمّع إنتحرت منذ أن أعلنت عن حلّ التجمّع وبزغ فجر حزب العمّال الشّيوعي المصريّ منارة التّجربة الشّيوعيّة الثالثة وليس المجال هنا في الغوص في تفاصيله،امّا حركة التّجديد فلا علاقة لها بالماركسيّة وهذا ما اعلنه أمينها العام أحمد إبراهيم منذ 2007وما على مازن كم المازن إلا الرجوع لوثائق مؤتمرها الأخير ولقد تشكّلت بعد مبادرة سنة 1998 صاغها الأمين العام السّابق محمّد حرمل جاء فيها:لقد أنهى الحزب الشّيوعي مهامه التاريخية بإمتياز،وفي الواقع حتى أدبياتها من قبل ذلك التاريخ ليبرالية وتقوم بتحليلات غريبة تبرّر بها قاعدة:الإسناد النقديّ لحكم الطّاغية الرّاحل بورقيبة وخلفه المخلوع بن عليّ،لكن الثورات الشّعبيّة هي إسمٌ على مٌسمّى تنبعث منها كوادرها وعادة الأقدر هو نفسه احد وجوه حزب من الأحزاب ومصداقيّة هذه الثورات هو في سقف مطالبها وكفاحية الشعب الذي ينجزها ومدى نجاحها في مرحلة أخيرة وهي ليست ثورات بروليتاريّة تقوم بها الطبقة العاملة عبر هيئة أركانها لكنها بوّابة.


مكارم: في ما يخص القيادة للثورة يقول الكاتب السوري فخر الدين فياض "في بداية الأزمة احتاج النظام التونسي إلى من يحاوره ويفاوضه ليقدم تنازلاته فلم يجد أية جهة سياسية فاعلة تنوب عن الشعب التونسي".
وسؤالي كان :هل كان ممكنا لحزب ما ان يقود الانتفاضة التونسية الم يكفي ان ينضم الى الجماهير لانه بكل الاحوال هو جزء من الشعب وفي اي الحالتين ينجح في إسقاط الحكومة؟

التيار : " لقد وجد من يفاوض بن علي ومن خلفه لكن مصداقية المفاوضين تساوي صفر وأي إنتفاضة شعبيّة قادرة على الفرز بين المكونات السياسية وتقتنع بمن يتبنى مطالبها ويشاركها المصير".


مكارم: يقول الكاتب السوري جريس الهامس :"لعبت الأحزاب التقدمية والإتحاد العام للشغل دوراً تنظيمياً مقبولاً وطرح لأول مرة شعار إسقاط النظام الديكتاتوري والحزب الأوحد وتحققت نظرية ماوتسي تونغ في الثورة الصينية في بلدان العالم الثالث الزراعية( تطويق المدن بالأرياف ) وبهذا كانت المعركة الحاسمة بعد فرار إبن علي في تونس العاصمة التي أضحت بيد الثوار الزاحفين من كل المناطق بعد تصفية جميع مراكز الحزب الحاكم وأوكار الطاغية وحاشيته كلها" .

التيار:" كلام فارغ فلقد كانت الثورة حضريّة في المدن وتونس كلّها حضريّة بنسبة 75بالمائة والمعركة الحاسمة كانت في الوسط والجنوب الذي أنهك الداخلية في مٌقدّرات ثلاث سنوات إضافيّة وما حدث في العاصمة كان تتويجًا ولا علاقة للرّيف بما حصل".

مكارم: يقول الكاتب العراقي عبد الرزاق السويراوي بالنخب والقيادات السياسية " انه كان لها دور مهم وتاثير كبيرفي بلورة ورسم منهج لسير الانتفاضة سواء على مستوى التنظيم أو البرنامج السياسي البديل ولو انها انتظمت مع الجماهير لنجحت, فالإنتفاضة الشعبية الكبرى في العراق في عام 1991 والتي سُميت بالإنتفاضة الشعبانية كونها حدثت في شهر شعبان , وقد تم إسقاط 14 محافظة من محافظات العراق بحيث خرج زمام الامور عن يد سلطة صدام , وكانت الإنتفاضة في اعقاب إنكسارالجيش العراقي امام اكثر من 30 دولة هي من اقوى دول العالم تكنولوجيا وعسكريا في حرب الخليج الثانية , وعلى إثرها إنطلقت شرارة الانتفاضة العارمة من ساحة سعد في البصرة , حينها وبالرغم من وجود احزاب ونخب سياسية سواء داخل العراق او خارجه , إلاّ انها لم تنضم في صفوف المنتفضين الذين واجهوا جيشا جرارا فاكتسحوه واسقطوا الدولة من شمالها الى جنوبها , ولو ان هذه الاحزاب او القوى السياسية والنخبوية شاركت المنتفضين بما لديهم من برامج تقوّم من عفوية الانتفاضة لنجحت الانتفاضة ولسقط النظام" مارايك ؟

التيار:" ما يسمى إنتفاضة شعبانية كانت حركة مسلّحة إستغلّت وقائع ما بعد حرب الخليج وجوبهت بالسلاح ومكوناتها عجزت على الإطاحة لعدم وجود مراكمات وإعتمادها مقولات طائفيّة."


مكارم: هناك شئ لفت إنتباهي حيث لاحظت ولاول مرة ظهور مقالات تحت اسم الماركسييون اللينييون الماوييون في تونس في تاريخ 18 كانون الثاني اي بعد تشكل جبهة 14 جانفي وبدات هجومها على جبهة 14 جانفي فماهي اسباب تهجمها هذا واتهامها جبهة 14 جانفي بانها تسعى لاستغلال انتفاضة الشعب لإيجاد إجماع سياسي حولها والحصول على مقاعد وزارية ؟ وهنا طرحت سؤالي للتيار .اليس من حق قوى المعارضة بعد التهميش الذي تعرضت له لسنين عديدة ان يكون لها مقاعد وزارية ؟

التيار ":هناك مقال إسمه طفيليات الثورة وهناك مجموعات عدد أعضائها لا يتجاوز عدد أصابع اليد تقوم بهجوم مضاد فاشل فقط للتغطية على مواقف مخزية ومهادنة لنظام بن علي اما المقاعد فهي لغة من يهوى الكراسي ومطالب 14يناير بالاساس الإطاحة بكل أوجه الديكتاتورية ومنها الدستور الفاشل والقوانين القمعية وإنتخاب مجلس وطني تأسيسي يصوغ دستور ديمقراطي يقطع مع الديكتاتورية وأثناء ذلك حكومة تسيير أعمال فقط لا غير".

مكارم :"هل يمكن لجبهة 14 جانفي التي تضم الاحزاب المعارضة في تونس ان يكون لها تاثيرفعلي بحيث تحل حكومة محمد الغنوشي الانتقالية وهل هناك عوائق تواجهها الجبهة؟ وماهو شكل الحكومة الجديدة التي تسعى جبهة 14 جانفي اليها حكومة تكنوقراط ام حكومة برلمانية ؟

التيار "إذا ما إتسعت الجبهة هي قادرة . وعلى العموم صلوحيات حكومة الغنوشي لا تتجاوز مقرّات الوزارات. أما شكل الحكومة تكنوقراط في مرحلة اولى ثم بعد صياغة دستور ديمقراطي حكومة برلمانية مع هيئات شعبية رقابية لها صلوحيات خلع نائب إذا ما أخلّ بتعهّداته أمام منتخبيه".


مكارم: هل الماركسية اللينينية العربية يسار تقليدي ام يسار حديث؟
التيار :" لا يٌمكن الحديث عنها ككائن موحّد وإنّما وفق خصوصيّات قٌطريّة ومدى الإلتزام بالطّرح الماركسيّ اللّينينيّ ومنها مجموعة من أتباع موسكو وهي الأردأ أيّام ستالين تبعوه وبعد 1953 هاجموه وأيّام البيرسترويكا رحّبوا بها ومنهم من شكّل جبهات مع الدّيكتاتوريّة الحاكمة ولكن منها تجارب قطعت مع شتّى وجوه التّحريفيّة ونهجت الكفاح وبعضها عانى السّريّة منذ التّأسيس".

مكارم: قرات عن الماركسيين اللينيين الثوريين العراقيين بانهم يعتبرون انتفاضة تونس انتفاضات البروليتارية العربية " مارايك ؟

التيار:" عليهم أن يقرأوا عنها أكثر إذن فلقد كان وقودها بالأساس المعطّلين والمهمّشين وكافة الشّرائح المجتمعيّة المتضرّرة من بن علي وسياساته. "


مكارم: ماذا عن المجالس الشعبية في تونس ومصر فهل تمثل انعكاس لارادة الشعب بقدرته على تسيير اموره او حتى وسائل انتاجه بنفسه مثل مجالس عمالية و يسيطر عليها اليست هذه تمثيل للاشتراكية؟ ومن كان وراء تشكيل هذه المجالس الشعبية ؟

التيار : ":هي ليست مجالس وإنما لجان شعبية قامت لحفظ الأمن في البداية ولما عاد الأمن بدات في توسيع صلاحياتها وتعويض دولة غائبة ووراء تشكيلها قوى سياسيّة ونقابيّة كلّ محافظة ومدينة لها خصوصياتها".


مكارم: لناخذ مشكلة التسميات لقد لاحظنا اختلاف الكتٌاب في تسمية الاحداث في تونس ومصر فمنهم من اعتبرها ثورة ومنهم من اعتبرها مجرد انتفاضة لم تحقق انجازات الثورة مارأيك؟

التيار": هي إنتفاضة قابلة للتحوّل إلى ثورة إذا ما قطعت مع أوجه الديكتاتوريّة والإرتهان لدوار السرقات العالمية.

مكارم : لقد كان لي رايي الشخصي منذ بداية الانتفاضة في تونس حول تعاون المعارضة مع الجيش للقبض على بن علي وتسليمه للعدالة. الا ان بن عليٌ استطاع الافلات وترك ورائه من يعيد تبليط الطريق من جديد للعودة او لاكمال نفس المسير وكذلك الحال بالنسبة للجيش المصري في اعتقال مبارك وحل النظام وحزبه ؟

التيار :"كلام مردود لأن الجيش لن يفعلها إلا متى قام بإنقلابه الخاص وهو مؤسسة هرميّة وبيروقراطيّة في معظم الأحيان".


مكارم: لقد اطلع جميعناعلى تداعيات الازمة الاقتصادية العالمية وكيف ان الحكومات الغربية إعتمدت على التقشف وطرد العديد من اعمالهم ووظائهم وهذا ماادى بالنتيجة الى خروج بعض النقابات وفئات مختلفة في مظاهرات احتجاجية . والسؤال هنا هل كانت الاحتجاجات في تونس هي بتاثير الاحتجاجات في الغرب كما يرى الكاتب العراقي حميد كشكولي ؟

التيار ":لا علاقة لهذا بذاك وما حدث في تونس كما ذكرت هو نتاج عمليّة تراكميّة وردّة الفعل إنطلقت عفويًّا في الأيّام الثّلاث الأولى لكن سرعان ما تهيكلت الحركة ورفعت شعارات ومطالب وسٌكّان سيدي بوزيد وتالة والقصرين منهم من لم يٌشاهد إحتجاجات اليونان وفرنسا او منهم من لم يسمع بها من الأساس لكن تأثيرات الأزمة العالميّة بالتّأكيد وتداعياتها على إقتصاد تبعيّ في تونس أجّجت من إحتقان دام عقود وساهم في إزدياده ردّ السّلطة الدّمويّ".

مكارم: وماذا عن الاسلام فوبيا فهو يشكل رعب في الدول الغربية وحتى العديد من الافراد ذوي اصول شرق أوسطية ويشعرون بالقلق في حال وصول الوحش الديني على حسب تعبيرهم للسلطة في تونس ومصر وتحولهما الى ايران وعراق ثاني؟

التيار:"من يتكلم على هذا النحو عن تونس فهو لا يعرفها أو يكتفي بمشاهدة قنوات معينة لكن الواقع عكس ذلك تماما وأسبقية العلمانية في تونس تقطع مع أي تصور من هذا النوع حتى حركة النهضة اخذت في مراجعات عديدة لعلمها بعجزها عن خلق واقع نقيض اما مصر فالاخوان لا يشكلون إلا 17بالمائة من مجموع القوى الميدانية وعلى كل هذه الأصوات معروفة مغازيها وهي متضرّرة من الثورات التي أطاحت بسلطة الولايات المتحدة ومن معها".

مكارم : لقد اعتمد النظام التونسي الغنوشي ونظام مبارك على ثلاث اسلحة للابقاء على نظامهم امام هذه الانتفاضات كاستخدامهم حجة الخوف من الفراغ السياسي واطلاق سراح المجرمين من السجون للاعتداء على المتظاهرين واعادتهم الى بيوتهم وتغيير بعض الوجوه في السلطة بوجوه موالية لهم لامتصاص غضب الجماهير واخماد نارالثورة فهل ستنجح؟

التيار:" الأكيد إستنادًا للوقائع الميدانية أن دعايتهم فاشلة والشارع في تونس ومصر لا يزال هو سيّد الموقف".

اقتبست هذه الردود من حواري مع التيار الماركسي اللينيني العربي حول الانتقادات الموجهة لقوى اليسار في دوره في الانتفاضة التونسية.

الهوامش:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=243873

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=243677

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=243966



#مكارم_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موقف الحكومات الغربية من الانتفاضات العربية!
- رسالة الى الشعب العراقي
- الجيش المصري ضالع في تعذيب المتظاهرين
- طلب خاص للجيش المصري
- ثورات الفيسبوك كانت المدّ !
- الصهيونية والانظمة العربية وجهان لعملة واحدة
- بالرصاص الاسرائيلي ايضا سقط شهداء تونس
- هل ستكون تونس عراق ثانية؟
- المسلم والامراض العضوية والنفسية!
- بن علي عليك بالتنحي والا!
- البارحة كانت اسرائيل عدوتنا, واليوم المسيحيين اعداؤنا!
- أين المواطن العربي من الإنتفاضات؟
- أين الغرب من صرخة الشعب التونسي؟
- ضرورة تفعيل وسائل القمع المخابراتية العربية!
- الدكتورة وفاء سلطان ومتلازمة استوكهولم!
- الحرب الإعلامية !
- نقد مقالات حادثة كنيسة السيدة نجاة !
- نقد التمييزالعنصري في الغرب...
- هل الولايات المتحدة الأمريكية المصدرة للإرهاب؟
- أسباب إضطهاد المرأة من مناظير مختلفة


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - مكارم ابراهيم - قراءات في كتابات يسارية