أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - مكارم ابراهيم - هل ستكون تونس عراق ثانية؟














المزيد.....

هل ستكون تونس عراق ثانية؟


مكارم ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3248 - 2011 / 1 / 16 - 22:35
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    



في البداية استمعنا للخطاب التهديدي الذي القاه زين العابدين بن علي على شعبه بعد ان طال صمته. وبعد فراره الى السعودية استمعنا الى خطاب تهديدي اخر ولكن هذه المرة جاء على لسان وزيره الاول السيد محمد الغنٌوشي الذي تولى السلطة مباشرة وبشكل مؤقت.

حيث صرح الغنوشي بما يلي:"بما انه يتعذرعلى رئيس الجمهورية ممارسة مهامه بصورة مؤقتة فانني ساتولى رئاسة الجمهورية بصورة مؤقتة" فهو يقول للشعب التونسي بان غياب اللواء بن علي هو غياب مؤقت وسيعود ويستلم السلطة من جديد لان اللواء بن علي ذهب في اجازة ترفيهية قصيرة في جدة وسيعود لاحقا الى تونس.

هذا يعني ان بن علي يفكر بالعودة عندما يحين الوقت .أي عندما تصمت حناجر الشعب الغاضب و ويرتعب خوفا من الخروج للشارع وعندما تشتعل الفتن الطائفية والسياسية بين صفوف الشعب وتنهب المحلات والمنازل كل ذلك سيكون بأيدي البطانة العفنة لسلطة زين العابدين بن علي اذا استمرت طبعا في السلطة .

لقد اصدر بن علي قبل فراره اوامره باطلاق سراح المجرمين من السجون مقابل مبالغ مالية واسلحة لنشر الفوضى والرعب في صفوف الشعب التونسي واستخدام القناصة المتخصصين من فوق سطوح المنازل لقتل المتظاهرين واطلاق الرصاص على صدور مشييعي جنازات الشهداء والى ذلك من اعمال ارهابية .

وبعد ان تنجح خطة بن علي الجهنمية هذه والتي طبعا استوحى فكرتها من زميله الديكتاتور السابق صدام حسين حينما قرر الفرار من بغداد قام باطلاق سراح المجرمين من السجون وقدم لهم مبالغ مالية كبيرة واسلحة وطلب منهم نشر الارهاب في كل زاوية في العراق . وبالفعل نجح المجرمون في تحقيق رغبته هذه. وحينها دخلت في هذه اللحظة كلا من القاعدة وحثالة البعث وصدام . وقد نجحت الخطة وانتشرت العمليات الارهابية وقتل الكثيرين من جميع فئات الشعب العراقي .والان وبعد خبرة سبع سنوات في بلد محتل من قبل القوات الامريكية اصبحت خبرة هؤلاء المجرمون اعلى مستوى في الارهاب وذلك بذبح المسيحيين في مكان صلاتهم وذبح الشيعة داخل الحسينيات وهم يوزعون طعام عاشورا . وبهذه الطريقة يكون الارهاب اكثر فعالية في اضرام نار الحقد والطائفية بين ابناء الشعب العراقي و خدمة المخططات الرجعية الامبريالية.

عندما سقط طاغية العراق في 2003 اصبحت العراق تحت سيطرة قوى عديدة منها الولايات المتحدة الامريكية كقوة احتلال عسكرية من جهة ومن جهة اخرى اصبحت تحت سيطرة القوى الاسلامية في ايران وسيطرة السعودية الوهابية السلفية الداعمة للقاعدة من جهة ثالثة واخيرا تحت سيطرة الارهاب القادم من سوريا البعث.

ولكن هل يمكننا مقارنة ماحدث في العراق مع ماسيحدث في تونس رغم ان بن علي استخدم نفس استراتيجية زميله الديكتاتور صدام؟

وهل يمكن للقوى الاسلامية المتطرفة ان تسيطر على الحكم بشكل مطلق وتفشل القوى الديمقراطية واليسارية التونسية في المشاركة في الوصول للحكم كما يحدث في العراق؟ هل يمكن مع كل ذلك ان تنتصر الراسمالية وتندحر آمال القوى الكادحة ؟

يمكن ان اقول وبكل ثقة في تصوري بانه لايمكن المقارنة بين ماسيحدث في تونس وماحدث في العراق بعد سقوط الطاغية . والسبب بسيط جدا لان الفارق كبير جدا .وهو ان طاغية تونس سقط بايدي وطنية كادحة ونيتها صادقة وضميرها حي من اجل خدمة الوطن .اما طاغية العراق فقد سقط بايدي امبرالية رجعية مافيوية برجوازية نيوليبرالية كانت نوايها باطلة في اسقاط الطاغية ولم تكن لها مصداقية في مساتدة الشعب العراقي . أما زين العابدين بن علي فقد سقط بانقلاب اجتماعي وسياسي وطني شعبي بايدي ابنائه الشرفاء.

ولهذا لايمكن ان نعتبر سقوط الديكتاتورصدام حسين جزء من تاريخ العراق الثوري بل هو جزء من تاريخ امريكا في الاستعمار الجديد والقوى الاستعمارية الامبريالية الاخرى. أما سقوط الطاغية بن علي يعتبر حدث مميز في التاريخ الثوري للشعب التونسي. لإن الحراك الشعبي الثوري التونسي بكل طوائفه من الكادحين المهمشين والنقابيين والمحاميين والصحفيين وكل فئات الشعب هم من اسقط الطاغية بن علي ولم تسقطه دبابات وصواريخ القوى الامبريالية الاستعمارية الرجعية. ولان من اسقط بن علي هو شعب لم يابه للرصاص الحي بل صمد حتى ارعب زعيمه الديكتاتور وجعله يهرب الى السعودية حامية الارهاب ودولة السلفية الوهابية . واعتقد ان الشعب التونسي واعي لهذه التداعيات وامامه سيناريو كامل بما يحدث في ايران والعراق بعد سقوط الطاغية .
ونتمنى للشعب التونسي البطل الصمود والاستمرار في النضال حتى يتم اسقاط كل الخونة في السلطة وكل من ساند بن علي سرا وعلنا .

مكارم ابراهيم



#مكارم_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسلم والامراض العضوية والنفسية!
- بن علي عليك بالتنحي والا!
- البارحة كانت اسرائيل عدوتنا, واليوم المسيحيين اعداؤنا!
- أين المواطن العربي من الإنتفاضات؟
- أين الغرب من صرخة الشعب التونسي؟
- ضرورة تفعيل وسائل القمع المخابراتية العربية!
- الدكتورة وفاء سلطان ومتلازمة استوكهولم!
- الحرب الإعلامية !
- نقد مقالات حادثة كنيسة السيدة نجاة !
- نقد التمييزالعنصري في الغرب...
- هل الولايات المتحدة الأمريكية المصدرة للإرهاب؟
- أسباب إضطهاد المرأة من مناظير مختلفة
- هل يحق لنا التدخل بحجاب المسلمة؟
- تداعيات الحرب في أفغانستان
- اسباب الاصابة بمرض سرطان الثدي
- تصحيح معلومات الى الكاتبة وجيهة الحويدر!
- الليبرالية الجديدة والديمقراطية البرجوازية
- ارادة الشعب بين فساد بيرليسكوني والديمقراطية
- فرويد مؤسسة -التحليل النفسي-
- هل نعتذر عن حرية التعبير!


المزيد.....




- إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟ ...
- الرئيس السابق للاستخبارات القومية الأمريكية يرد على الهجوم ا ...
- وزير خارجية الأردن لنظيره الإيراني: لن نسمح لإيران أو إسرائي ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع أنبا ...
- حرب غزة| قصف مستمر على القطاع وأنباء عن ضربة إسرائيلية على أ ...
- انفجارات بأصفهان بإيران ووسائل إعلام تتحدث عن ضربة إسرائيلية ...
- في حال نشوب حرب.. ما هي قدرات كل من إسرائيل وإيران العسكرية؟ ...
- دوي انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود على إيران- وسط نفي إيراني- لحظ ...
- -واينت-: صمت في إسرائيل والجيش في حالة تأهب قصوى


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - مكارم ابراهيم - هل ستكون تونس عراق ثانية؟