أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - مكارم ابراهيم - نقد التمييزالعنصري في الغرب...















المزيد.....

نقد التمييزالعنصري في الغرب...


مكارم ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3186 - 2010 / 11 / 15 - 22:55
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


ان اختياري لنقد التمييزالعنصري في الغرب وليس في الشرق لايعني انني الغي وجود التمييز العنصري في الشرق مطلقا. ولكن باعتبار انني اعيش في الغرب فان للقرارات السياسية للحكومة تأثير مباشر على حياتي اليومية و لهذا فرض علي تناوله.
بدأ أود التاكيد على انني قررت كتابة هذه المقالة كي اوضح للعديد الذين اساؤا فهم انتقادي للغرب واتهموني بانني ناكرة للجميل وانا الغرب افضل من الشرق ,وعلي كضيفة عندهم احترام البلد المضيف وعدم انتقاد مساؤه .!
الحقيقة هي عندما انتقد الدنمارك بلدي الثاني فهو ليس لاني ناكرة للجميل لهذا البلد خاصة عندما يكون نقدي بناء فانا لم اقول ان الدنمارك بلد القردة والخنازير والكفار ويجب تفجيرهم ابدا وهذا مالم اصرح به يوما ما لان هذا التصريح هو تحريض على الارهاب وضد كل المعايير الانسانية. ولكنني انتقد تراجع وتجاوز المعايير الانسانية التي اعجبت بها ولم امارسها في الشرق مثل الديمقراطية وحرية التعبير والعلمانية لهذا ادافع عن هذه القيم العظيمة واستنكر تجاوزها في بلدي الثاني. خاصة وانا ارى انها مفقودة في البلاد االعربية والاسلامية التي جئت منها وانتقادي لاخطاء الحكومة الدنماركية والبلاد الغربية هو من اجل صالحها والافضل لها وهدفي هو الخير للجميع وانا جزء من الجميع وبما انني عشت لسنين عديدة في الدنمارك فقد اكتسبت هذه المبادئ التي لم اراها في البلاد العربية وانتقاد الحكومة في الغرب شئ عادي جدا وصحي جيدا ليس كما هو افي الدول العربية المستبدة فالكثير من العرب تربوا على ان الانتقاد خطا فظيع وعار وحرام تابو وقصور اخلاقي ونكران للجميل فلايجوز انتقاد اله أودين أوكاتب أو نظرية أو ايديولوجية او زعيم او حكومة وهذا بالطبع نتيجة القمع الذي عانى منه المواطن العربي في ظل الانظمة القمعية الاستبدادية السلطوية الحاكمة وكذلك احيانا نتيجة الاستبداد الاسري بالعادات والتقاليد الاجتماعية الصارمة وبالتالي فالنقد يصبح جريمة يعاقب عليها الفرد.
ولكن علينا التحرر من هذه الرواسب التي خلفتها لنا الانظمة العربية الدكتاتورية وادراك ان النقد البناء هو ظاهرة صحية من اجل تشخيص مواقع الخلل ومعالجتها. وعندما انتقد الديمقراطية والعلمانية وحرية التعبير عند حكومتي الغربية التي توضحت مع صعود الاحزاب العنصرية واليمنية للسلطة وامتلاك الاعلام من قبل حفنة من الاثرياء كحال بيرليسكوني في ايطاليا وصديق ساركوزي وهو الاب الروحي لحفيد ساركوزي في فرنسا والسيدة ساندي فرنش في الدنمارك اسوء اعلامية التي تجلس اليوم على اكثر المراكز الاعلامية حساسية في قناة الدي ار وفي انكلترا وجود محاولات مستميتة من بعض الاثرياء لشراء قناة البي بي سي الانكليزية. فالاعلام اصبح فاسدا وموجها من قبل مالكيه الاثرياء من اجل توسيع نفوذهم وبقائهم اكثر في السلطة وبالتالي فالسلطة تنحصر في نفس العائلة والاصدقاء. فهل نتجاوز الاخلاق اذا انتقدنا هذا الاعلام الفاسد؟
وبدانا نشاهد التجاوزات الحكومية على حقوق الإنسان التي وثقت في معاهدات دولية عديدة كي تحكم العلاقة بين الفرد والجماعة ، وبين المواطن والدولة. وتكفل حماية الاقليات العرقية والدينية والقومية والسياسية من سوء المعاملة والتمييز العنصري والاعتداءات على سلامتهم وتوفير فرص تطوير لكفاءاتهم الشخصية وحرية التعبير والتحرر من البؤس والجوع والحرب.
يقول البروفيسورالنيجيري الامريكي العالم جون اغبو بروفيسور في علم الانسانيات الانثروبولوجيا اختص في موضوع الاصول العرقية والقدرة الذكائية للانسان.
وعندما يشعر الاجانب بتمييز عنصري وتهميش ومهاجمة اعلامية من قبل الدولة بشكل سلبي دوما وتفعيل قوانين متشددة ضدهم سيؤدي ذلك الى ان تلك الفئة تحاول البحث عن هويتها القومية او الدينية التي لم تكن تعني شيئا ما لها سابقا ولكن عندما يمارس عليها التمييز العنصري تصبح هذه الهوية مهمة جدا ويحاول افراد هذه الفئة المهمشة بتجميع قواتهم في مجموعات كي يظهروا قوتهم للدولة التي تحاول تهميشهم ولكن ليس من الضرورة ان يكون رد الفعل هذا في الجيل الاول من الاجانب فربما يكون من الجيل الثاني . نلاحظ ان بعض افراد الجيل الاول من المهاجرين يكون دوما شاكر لافضال الدولة الغربية التي استقبلته لانه وجد الامكانيات التي حرم منها في بلاده الاصلية وبالتالي فحتى لو عومل بعنصرية وتمييز فانه سيرضى باضطهاده ويصمت لانه يعتبر العنصرية ضريبة وعليه دفعها ولايجوز ان ينتقد البلد والحكومة التي لجا اليها والا فانه سيكون ناكرا للجميل.
اما الجيل الثاني من المهاجرين فالموضوع يختلف فهو لن يشعر بان على سبيل المثال ان الدنمارك قدمت له امكانيات مميزة وعليه ان يكون شاكرا لافضالها لانه ولد فيها او كبر فيها ويعتبر نفسه كاي مواطن من هذا البلد وهو بلده الاصلي الام فعندما يعامل بتعصب وتهميش فانه سيغضب وربما يسلك مسلكا غير حضاريا تجاه هذا البلد أوسينتقد بلده وحكومته بالكتابة او بمظاهرات استنكارية .فهو لايعتبر العراق او المغرب او الصومال او تركيا بلده بل يعتبرالدنمارك هي بلده لانه ولد او كبر فيها ويعتبر نفسه مواطن دنملركي ويجب ان يحترم كالبقية لذلك فهو ينتقد بلده اذا اخطا في حقه. وحتى الشخص الذي لم يولد في الدنمارك مثلي لكنه يؤمن بالمعايير الانسانية الديمقراطية والعلمانية وحرية التعبيرالتي يمتاز فيها الغرب فعندما يجدها تتشوه وتتجاوز فانه ينتقد حكومته من اجل الافضل للجميع.
والحكومة الدنماركية متحالفة مع حزب الدي اف او الحزب الدنماركي الشعبي المتطرف الذي يتالف من قساوسة يعتمدون على الخطاب العدائي المعادي للإسلام ، والمعادي للسامية والمعادي للمثليين ونقدهم لسبيات المسلمين المهاجرين والدين الاسلامي ليس من منطلق فكري انساني وبمنهج الفلسفة المادية مثلا او من منطلق الدفاع عن حقوق الانسان كلا مطلقا , بل نقدهم للاسلام والمسلمين من منطلق الخطاب الديني المسيحي الذي يصرح به قساوسة الحزب مثل السيد سورن كراوب الذي كان والده رئيس القساوسة في الدنمارك وابنته الراهية كاترينا ايضا عضوة في هذا الحزب. والقس سورن كراوب يعتمد في تصريحاته الناقدة للمسلمين والاجانب مستندا على اللاهوتية الشخصية حيث شبه حجاب المرأة المسلمة بالصليب النازي المعقوف رغم ان دينه الذي يؤمن به يطالبه بمحبة اخيه الا انه يحارب الاسلام والمسلمين بالمسيحية وليس بالدفاع عن حقوق الانسان والمعايير الانسانية .
فخطابهم دوما هو كلام الرب كما هو حال جورج بوش عندما صرح بان الله اوحى له في المنام بغزو العراق وافغانستان. ان الخطاب السياسي الديني المتطرف في الغرب هو من انتقده لانه اصبح نفس الخطاب الديني في الشرق الذي يعيش تحت الظلم والاستبداد.
فعندما تفٌعل الحكومة الدنماركية قوانيين متشددة وشروط تعجيزية في قوانين جمع الشمل مثل ان يكون للمواطن مئة الف كرونة دنماركية في حسابه الخاص اي ان يكون غنيا ,وان يكون الشخص الذي سيرتبط به الموجود في الخارج اكاديميا ويتكلم الدنماركية لكي يمكن احضاره للدنمارك مثل هذه القوانيين اعتبرتها جمعيتي EMKR التي انتمي لها تمييز عنصري ومحاولة تصعيب قدوم اي أجنبي للدنمارك فقد قررنا في الجمعية ان نكتب عريضة شكوى على الحكومة الدنماركية وتقديمها للبرلمان الدنماركي وهذا لايعني اننا ناكرين للجميل للبلد ابدا بل لاننا نعتبر انفسنا مواطنيين دنماركيين ومواطنين صالحين ونخدم هذا البلد مثل اي مواطن دنماركي وربما اكثر ونحترم كل قوانينه ولانتجاوزها ومن هذا المنطلق نجد ان من حقنا الاعتراض على التجاوزات القانونية للحكومة لانها تدعي شئ وتفعل شئ اخر.
فهي دافعت باستماتة عن نشر الرسوم الكاريكاتورية بحجة حرية التعبير وعندما اراد الفنان التشكيلي العراقي محمود العبادي عرض عمله الفني الذي اراد به ان يقول ان التطرف الاسلامي والتطرف العنصري للحزب المتطرف هو من سيحرق الدنمارك واراد عرض هذا العمل في احتفال خاص بالاندماج ولكن رفض عمله على اساس انه سيؤذي مشاعر الدنماركيين ويسبب ضجة كبيرة . فلماذا لم يفكروا عندما نشروا الرسوم الكاريكاتورية بانها ستجرح مشاعر المسلمين وتسبب ضجة اليست هذه تمييز عنصرية ويجب علينا ان ننتقدها ؟
أن الدنمارك كررت ولآلاف المرات بحملات دعاية بان الاجانب المهاجرون اليها لايعرفون المعايير الانسانية مثل الديمقراطية والعلمانية وحرية التعبير ولكن نحن نعرفها لاننا نحن من اوجدها وهذا كلام رائع جدا الا ترون بانه علينا اذا ان ننتقد هذه الحكومة عندما نرى انها تجاوزت هذه المعايير الانسانية التي تدعي بانها تؤمن بها ونحن لانؤمن بها؟



#مكارم_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الولايات المتحدة الأمريكية المصدرة للإرهاب؟
- أسباب إضطهاد المرأة من مناظير مختلفة
- هل يحق لنا التدخل بحجاب المسلمة؟
- تداعيات الحرب في أفغانستان
- اسباب الاصابة بمرض سرطان الثدي
- تصحيح معلومات الى الكاتبة وجيهة الحويدر!
- الليبرالية الجديدة والديمقراطية البرجوازية
- ارادة الشعب بين فساد بيرليسكوني والديمقراطية
- فرويد مؤسسة -التحليل النفسي-
- هل نعتذر عن حرية التعبير!
- حوار عن اصل الوجود الانساني والحياة الابدية!
- هل النظام الاشتراكي محصن من الازمات الاقتصادية؟
- اسباب الازمة الاقتصادية العالمية
- سؤال الى الكاتب مصطفى حقي؟
- الطغاة يصنعون البغاء
- مواجهة عامة مع الكاتبة نوال السعداوي
- البغاء والمواد الإباحية انعكاس للعنف الجنسي
- ردا على مقالة عبد الباري عطوان...........بقلم مكارم ابراهيم
- الحقيقة في كيفية تنمية الحافز
- هل يمكن امتلاك العبيد والإماء في حرب افغانستان؟


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - مكارم ابراهيم - نقد التمييزالعنصري في الغرب...