أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مكارم ابراهيم - الطغاة يصنعون البغاء















المزيد.....

الطغاة يصنعون البغاء


مكارم ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3139 - 2010 / 9 / 29 - 13:33
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


يصرح الكثيرون بان وضع العراق في فترة حكم الديكتاتورصدام حسين كانت افضل بكثير من الان , وكأن الشعب العراقي كان مستمتعا بالديمقراطية والحرية والعدل والمساواة ولم يعان ِ من التهجير القسري والتصفيات والمقابر الجماعية والاغتصاب والتعذيب في السجون ولم يـُـزج في حروب مع دول الجوار.نعم ان العراق يمر حاليا في فترة تداعيات خطيرة على كافة الاصعدة بعد سقوط النظام الديكتاتوري, ولكن في كلا الفترتين تمت تصفية الشعب العراقي ولكن بطرق مختلفة ففي زمن النظام الديكتاتوري كانت تصفية الشعب غير مرئية وبدون قطع الكهرباء والماء والانفجارات في الشوارع اما اليوم فتصفية الشعب العراقي مرئية .
ولكن ماهي اسباب هذه التداعيات وانفجار ظواهرالفساد (الفساد الاداري,المخدرات ,التهريب ,الاتجار بالنساء) للمجتمع العراقي بعد سقوط النظام الديكتاتوري هل هو كما يعزوه البعض الى الاحتلال الامريكي او خطة التآمر الامبريالية العالمية والصهيونية اوبسبب تدخل دول الجوار في الشؤون الداخلية اوالبطالة , ام لها علاقة بتناقض الشخصية العراقيية حسب عالم الاجتماع الدكتورعلي الوردي, او لها علاقة بنوع النظام الحاكم الاشتراكي او الرأسمالي ,ام نتيجة حصول الشعب على الحرية بعد الحرمان ؟ ام هو نتيجة حتمية بعد سقوط نظام ديكتاتوري فاشي ذي الحزب الاوحد الشمولي استبد بالشعب وكبل حريته في كل المجالات لاحقاب طويلة ونتج عن ذلك طغيان الشعب وتطرفه العنيف في الدين والاخلاق والايديولوجيات ؟ ............
حاليا في العراق هناك أكثر من 1.5 مليون مطلقة ومليوني أرملة يجهلن القراءة والكتابة وهذا امر طبيعي بعد الحروب الطويلة والتصفيات وبالتالي انتشارظاهرة البغاء التي تترافق عادة مع الفقر وظهور العصابات والبطالة وغياب الامن والقوانين فترى ان الأمهات تبيع بناتها لسوق البغاء في دول الجوار كالأردن، وسوريا، ودول الخليج ، بأسعار تتراوح بين 2000 و 30 ألف دولار، تتراوح أعمارهن من 11 عاماً الى سن 20 ويقدرعددهن بعشرات الآلاف, ولا يوجد رقم رسمي للعدد بسبب التعتيم الذي يصاحب هذه الأعمال. ووفق تقرير دائرة مكافحة الاتجار بالأشخاص في الخارجية الأمريكية فإن الحكومة العراقية لا تقوم بأي جهد لمكافحة هذه الظاهرة، ولا تقدم أي حماية ودعم للضحايا. وهذا يتطابق مع تصريحات المسؤولة عن شؤون المراة ووزيرة شؤون المرأة في الحكومة العراقية الدكتورة نوال السامرائي فهي لاتعتبر البغاء مشكلة خطيرة وترى أن أولئك الفتيات اللاتي يعملن بهذا المجال اخترن البغاء طواعية" فرغم تخصصها في شؤون المراة الاانها تعتقد كما يعتقد الكثيرون غير المطلعين بان كل النساء اخترن البغاء بارادتهن. والحقيقة ليست كذلك فالعديد من فتيات البغاء يسرقن في بلادهن من قبل عصابات اجرامية لها علاقة بتهريب السلاح والمخدرات ويتم بيعهن في سوق البغاء كثير منهن يتم وعدهن بتوقيع عقد عمل في احدى الدول الغنية وحين تاتي الفتاة يتم سجنها وزجها في البغاء الاجباري وتهديدها في حال هروبها او اتصالها بالشرطة.
وحسب التقارير الاخيرة لوزارة الخارجية الامريكية الدورية يقدرعدد المهربات سنويا للخارج 800,000 و 70% منهن يعملن في البغاء والرقم هنا تخميني وذلك بسبب عدم تعاون نساء البغاء مع الدوائر الرسمية وذلك خوفا من القتل وخوفا من ان تصم على انها ضحية للبغاء. وهناك فرق بين النساء المهربات للبغاء والنساء المجبرات على البغاء.
ولكن لماذا برز الفساد الاخلاقي في المجتمع العراقي على السطح بهذه الصورة الفاضحة بعد سقوط نظام الديكتاتور صدام حسين؟. لقد بحث المختصون اسباب الفساد والجريمة و انتشار البغاء في روسيا بعد سقوط ستالين وانهيار الاتحاد السوفيتي السابق.
فحسب تقارير اي بي اي سياس وجد انه تسافر من روسيا سنويا 100,000 امراة للخارج للبغاء ونصف العدد يكون قد اجبرن والنصف الاخر يسافر برغبته. وهناك 150 روسية تعبر الحدود اسبوعيا الى النرويج للزواج. ويتم تسجيل سنويا تقريبا 12 الف الى 16 الف جريمة قتل والشرطة الروسية لاتهتم بشكاوي الاعتداءات الجنسية المقدمة من النساء ,الى جانب انتشار المخدارات وارتفاع الامراض الجنسية كالايدز والزهري. وانتشار اطفال الشوراع والايتام حيث يبداؤن بالسرقة ثم عليهم دفع مبالغ للعصابات طلبا للحماية و يتورطون في البغاء ويتم بيعهم في سوق الرقيق من عمر 12 سنة 70 % من الفتيات الروسيات يدخلون في البغاء في سن 14 و 15 ولايعرفون اية طريقة اخرى لكسب العيش و يصبحون جزءا من الشبكات الاجرامية العالمية .
وتخمن وزارة الداخلية الروسية بان 60% من الاعمال الحرة والبنوك تدار بعصبات اجرامية حيث يوجد 8 الاف عصابة اجرامية في الاتحا د السوفيتي السابق 300 منهم عصابات عالمية وهذه العصابات تحولت في روسيا الفيدرالية الى مافيات تدار بمجموعة قليلة لها شبكات كبيرة ترتبط بعصابات في الخارج نشات لتكون البديل الذي يقدم للمواطن الروسي العمل والحماية بدل الشرطة.
والعصابات الاجرامية ترتكز على سوق البغاء والتهريب كما ان 70% من رجال الاعمال الروس يدفعون مبالغ ضخمة للعصابات طلبا للحماية وكما يستخدم البغاء ايضا في انظمة المخابرات في تجنيد البعض واسقاط الاعداء. وسعر البغاء في روسيا منخفض جدا مقارنة مع الدول الغربية المجاورة ولهذا يشتري الرجال الفلنديون البغاء في مدينة فيبورغ الروسية بسعر 20 الى 40 دولار بالساعة. اما مدينة بيترسبورغ تعتبر مركز المنظمات الاجرامية في تهريب البشر والمخدارات والبغاء في كل اوروبا واسيا اذ تحتوي على اربع اكبر المنظمات الاجرامية العالمية وفيها حوالي 10 الاف مومس. اما موسكو والاتحاد السوفيتي السابق تحتوي على 80 الف مومس والعديد منهن يطلق سراحهن بعد دفع مبلغ كبير للشرطة. وفي اوكرانيا ومالدوفا وجورجيا فان السماسرة عبارة عن نساء. كل هذا والحكومة الروسية لاتعترف بان البغاء مشكلة خطيرة ويجب معالجتها.ا

ولكن ماهي علاقة انتشار الجريمة و البغاء بسقوط نظام ستالين ؟ يرى المختصون في تحليل الوضع في روسيا ان سبب تداعيات المرحلة الانتقالية من نظام ستالين الى النظام الاصلاحي قد خلق بيئة مناسبة للجريمة والبغاء لان الانتقال من نظام ستالين الشيوعي الاشتراكي الى النظام الاصلاحي كان انتقال غير منظم الى جانب الكبت والاستنزاف للشعب الروسي وانعزاله عن العالم الغربي لفترة طويلة.
فبعد انهيار الاتحاد السوفيتي السابق وانتقال روسيا من نظام اقتصادي ذي ملكية مشتركة في الصناعة والموارد الطبيعية والمسيطرعليها تماما من السلطة المركزية والانتقال الى نظام اقتصادي ذي الملكية الخاصة وبسبب عدم وجود بنية تحتية نظامية للملكية الخاصة والاعمال التجارية الحرة في فترة ستالين نتج عن هذا تداعيات خطيرة في الاقتصاد وارتفاع البطالة الفقر والفساد الاخلاقي في مرحلة البيروسترويكا الانتقالية. ومع انفتاح الحدود مع العالم الغربي وسقوط الجدران التي بناها الاشتراكيون وانبهار الروسيات بالحياة المرفهة في الغرب انطلقن للخارج هربا من الفقر والفاقة ولكن اختاروا طريق البغاء.

إن الأنظمة الإستبدادية تولد الطغيان والتطرف في الدين والاخلاق والآيديولوجات لدى الشعب المضطهد
عملية الانتقال من نظام اشتراكي اوحد الى نظام راسمالي و بدون ان تكون هناك بنى تحتية للنظام الراسمالي سيفشل عملية الانتقال هذه فيجب ان يكون هناك توازن بين النظامين فكل منهما له سلبياته وايجابياته
ويجب ان تاخذ ايجابيات كل منها كي يتفادي الشعب الازمات الاقتصادية وبالتالي حماية المواطن من الاثار الخطيرة لهذا الانتقال كالبطالة والانحراف والجريمة وانتشار الفساد بكل وجوهه.
ولهذا عند الانتقال لمرحلة الاصلاح الجديدة ويقدم للشعب الحرية والديمقراطية التي لن يفهمها لانه لم يمارسها خلال فترة النظام الديكتاتوري ولن يستطيع التمييز بين الحرية الليبرالية والاستغلال.
مكارم ابراهيم

المصادر:
http://iom.ramdisk.net/iom/images/uploads/Russia_Report%20on%20Trafficking_2002_1071067062.pdf
http://thehumanstain.smartlog.dk/rusland
http://www.berlingske.dk/verden/katja-er-ruslands-nye-politiske-vaaben
http://arabic.cnn.com/2009/entertainment/3/8/unspeakable.crime/index.html
www.marxists.org/archive/lenin/works/1918/mar/x03.htm
The Immediate Tasks of the Soviet Government
Written: March-April 1918

http://www.leksikon.org/art.php?n=1399 First Published: April 28, 1918 in Pravda No. 83 and
Izvestia VTsIK No.85
http://www.harpers.org/archive/2007/04/sb-sex-and-the-cia



#مكارم_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مواجهة عامة مع الكاتبة نوال السعداوي
- البغاء والمواد الإباحية انعكاس للعنف الجنسي
- ردا على مقالة عبد الباري عطوان...........بقلم مكارم ابراهيم
- الحقيقة في كيفية تنمية الحافز
- هل يمكن امتلاك العبيد والإماء في حرب افغانستان؟
- اصل الكون بين نظرية بيغ بانغ والنظرية المكية
- انخفاض الولادات بشكل ملحوظ في البلدان النامية بهدف مكافحة ال ...
- دمتم متخلفين............
- المرأة بين المطرقة والسندان
- اخر الاكتشافات العلمية العربية والاسلامية........
- المواقع الاباحية وتاثيرها على انحطاط اخلاق المسلمين
- هل النفط هو سبب حرب امريكا على العراق؟
- الاغنية السياسية الى أين؟
- أغيثونا!
- المظاهرات بداية الثورة على الفساد
- الانتماء الحزبي
- كتاب ألف ليلة وليلة اصبح الان خطرا ومثيرا للجدل
- مناقشة أقوال الاستاذ طارق حجي............
- عندما تكتب امرأة!..................
- المارثون في الدنمارك متى سيقام شبيهه في العراق؟


المزيد.....




- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...
- وسائل إعلام: الدفاعات الجوية الإيرانية تتصدى لهجوم صاروخي وا ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع هجوم ...
- فرنسي يروي تجربة 3 سنوات في السجون الإيرانية
- اقتراب بدء أول محاكمة جنائية في التاريخ لرئيس أميركي سابق
- أنباء عن غارات إسرائيلية في إيران وسوريا والعراق
- ??مباشر: سماع دوي انفجارات في إيران وتعليق الرحلات الجوية فو ...
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية الرسمية نقلا عن تقارير: إسرائيل ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مكارم ابراهيم - الطغاة يصنعون البغاء