أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مكارم ابراهيم - موقف الحكومات الغربية من الانتفاضات العربية!















المزيد.....

موقف الحكومات الغربية من الانتفاضات العربية!


مكارم ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3278 - 2011 / 2 / 15 - 20:15
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


كتب الصحفي نضال أبو عريف(كوبنهاغن)مقالة للجزيرة نت تحت عنوان: "اهتمام دانماركي كبير بثورة مصر".

وتحدث فيها عن جلسة الاستماع او الندوة التي اقيمت في البرلمان الدنماركي الاربعاء الماضي 9 شباط حيث تمت مناقشة تداعيات الثورة التونسية والمصرية. وذكر نضال أبو عريف بان منظمات عديدة دعت الى هذا المؤتمر ولكن في حقيقة الامر بان من دعى لهذا المؤتمر هو مجهود شخصي لاصدقاء يعيشون في كوبنهاكن من اصول عربية وتحت رعاية مؤسسة حقوق الانسان الدنماركية وبالاخص كانت المبادرة من قبل الكاتب اللبناني الاصل حنا زيادة الذي يعمل في مؤسسة حقوق الانسان الدنماركية وبالتعاون مع السيد ناصر خضر الناطق الرسمي للشؤون الخارجية من حزب المحافظين في الدنمارك.

اما إهتمام الدنمارك بالثورة التونسية فهذا ما لم يحدث بتاتا ولم يكن موضوعا مهما بالنسبة للحكومة والاعلام الدنماركي خلال الانتفاضة او بعد هروب بن علي الى السعودية. فالاحتجاجات والانتهاكات في الشارع التونسي لم يكن لها اي وزن في الاعلام الدنماركي ولا حتى الغربي بشكل عام عدا الانتقاد الوحيد الذي سمعناه من البرلماني الفرنسي الالماني الاصل السيد دانيال كون بنديت من حزب الخضر عندما القى كلمته في البرلمان الاوروبي وانتقد الحكومات الغربية جميعا وبالاخص وزيرة الخارجية الفرنسية ميشيل اليو ماري بتجاهلها الحراك الثوري للشباب ضد القمع البوليسي في تونس ومساندة حكومتها الكاملة الى بن علي حتى اخر لحظة وقد اقترح السيد دانيال كون بنديت تحويل المبالغ التي تدفع عادة للحكومة التونسية الى شباب الانتفاضة لبناء الديمقراطية في تونس.

وقد كان موقف وزيرة الخارجية الدنماركية السيدة لينا اسبرسن في هذه الندوة لايختلف عن موقف زميلتها وزيرة الخارجية الفرنسية ميشيل اليو ماري فقد صرحت بانها لن تتعامل مع( اي كان يستلم السلطة في مصر بعد التغيير) والقصد هنا طبعا اخوان المسلمين. كما انها اصرت بانه لايحق للدنمارك مطالبة مبارك بالتنحي عن السلطة لان هذا يعتبر تدخل في الشؤون الداخلية لمصر, وهنا استغرب والسؤال يطرح نفسه .فكيف اذا كان من حق الدنمارك حينها غزو العراق مع حليفتها امريكا من اجل الاطاحة بصدام حسين؟

ولكن لن نظلم الاعلام الدنماركي بتجاهله لاحداث تونس لانه في الواقع بدات الصحف الدنماركية ومنذ البارحة بنشر خبر وصول 5000 مواطن تونسي الى الجزيرة الايطالية لامبادوسا كلاجئين بحيث ان وزير الداخلية الايطالي روبرتو ماروني من الحزب الراديكالي اليميني اقترح ارسال قوات خاصة الى تونس من اجل ايقاف تسرب اللاجئين الى ايطاليا.

ولكن مهلا ان اهتمام الصحف الدنماركية باحداث تونس الان يعود الى القلق الشديد لدول الاتحاد الاوروبي من هروب هذه الاعداد الكبيرة من تونس الى اوروبا خلال بضعة ايام فقط من هروب رئيسهم المخلوع بن علي وبالتالي قلقهم من ازدياد الارهاب في اوروربا .ولكنهم لم يقلقلوا ولو للحظة واحدة عن اسباب هجرة الشباب التونسي والان بالذات رغم سقوط الديكتاتورالذي قمع حرياتهم واستغلهم لسنوات عديدة.

في الواقع ان هذا المشهد التونسي يذكرني بالمشهد العراقي فبعد سقوط صدام حسين ابتهج العراقيون ولكن لبضعة اشهر فقط وبعدها بدات التفجيرات الارهابية لاتفارق الشارع العراقي وذلك بسبب التعاون المشترك بين القاعدة واذيال النظام الذين حافظوا على مناصبهم في المؤسسات الحكومية وكان هذا خطا كبيرارتكبه العراقيون الى جانب سقوط السلطة بايدي فاسدة تعتمد على الطائفية والمحاصصة وتتعامل مع القوى الرجعية وبالتالي زاد الارهاب وزاد عدد المهاجرين وتحولت العراق الى ساحة حرب لكل من هب ودب والضحايا هم الشعب العراقي .

اما بالنسبة للاهتمام الدنماركي والغربي بالانتفاضة المصرية فهذا خبر صحيح فلقد كان هناك إهتمام كبير منذ البداية لانهم يعتبرون مصر الحارس الامين لما يعرف( بقضية السلام في الشرق الاوسط) وكانت هناك مخاوف كبيرة لامريكا واسرائيل والحكومات الاوروربية من سقوط نظام مبارك وانهيارالاتفاقيات بين مصر واسرائيل. وتبين انه لاداعي لهذه المخاوف وان هذا لن يحدث حسب تصريحات المجلس الاعلى العسكري الذي يدير مصر الان اذا صرح بان مصر ستلتزم بالاتفاقيات الدولية التي ابرمتها .

في الواقع ان المقالة التي كتبها الصحفي نضال بوعريفة من كوبنهاكن كانت اجحاف بحق الكاتب حنا زيادة صاحب المبادرة ولولا اهتمامنا الشخصي نحن الاصدقاء بقضية الانتفاضة التونسية لم يكن هناك اية فرصة لهذه الندوة بان ترى النور في كوبنهاكن .خاصة بعد ان لمسنا تجاهل الحكومة والاعلام الدنماركي والغربي احتجاجات الشعب التونسي ضد زعيمهم الديكتاتور بن علي, حتى اننا استغربنا عدم سماعنا لصوت واحد لمنظمات حقوق الانسان في الدنمارك تندد انتهاكات حقوق الانسان التي قام بها البوليس التونسي ضد المتظاهرين وسقوط العديد منهم بالرصاص الحي!

ولهذا حاولنا تسليط الضوء على هذه الانتفاضات العربية من خلال مبادرات شخصية وكان من بين المهتمين في الدنمارك ايضا في تسليط الضوء على الانتفاضة المصرية والتونسية كلا من السياسي فتحي العبد وكذلك الممثل الكوميدي المصري الاصل عمر مرزوق وذلك من خلال مقالة لهما نشرت في صحيفة البوليتيكن الدنماركية حيث طالبا الحكومة الدنماركية بالاصغاء الى صوت الشعوب العربية الثائرة والتي تطالب بسقوط انظمتها الديكتاتورية ولم تطالب بالاصلاحات . ففي بداية تصريحات امريكا كانت تطالب باجراء إصلاحات سياسية دعما للديمقراطية ولم تطالب مبارك بالتنحي , ولكن عندما ادركت امريكا ان اصرار الشعب المصري على الاطاحة بنظام مبارك هو حقيقة واقعة لايمكن الهروب منها بدات تطالب مبارك بالتنحي رغم اتصالاتها اليومية مع مبارك للوصول الى حل لازمة النظام المصري, خاصة عندما اعلنت اسرائيل وبكل وقاحة امام العالم مطالبتها امريكا والدول الاوروبية بعدم انتقاد نظام الحرامي والمجرم مبارك ومحاولة الحفاظ عليه في السلطة رغم ان الشعب يطالب برحيله.

وكما ان كلا من السياسي فتحي العبد وعمر مرزوق طالبا الحكومة الدنماركية بان تعلن في تصريحاتها وبشكل مباشر وواضح بانها تؤيد انسحاب مبارك من السلطة. واكدا بانه ليس من المجدي تصريحات الدنمارك والغرب بمخاوفهم إزاء التغيرات التي يطالب بها المتظاهرين في تونس ومصر لان الشعب لم يعد يحتمل القمع والاستغلال والتنكيل به على مر السنين. واكد فتحي العبد والممثل عمر مرزوق بان موقف الدنمارك والاتحاد الاوروبي باتباعهم موقف امريكا في عرقلة نجاح الثورة في مصر والقيام بشتى الاساليب للحفاظ على مبارك في السلطة رغم ادعائاتهم السخيفة بالدفاع عن الديمقراطية وحرية الرأي سيؤدي هذا الى خيبة امل الملايين من الشعب العربي بموقف الغرب من انتفاضاتهم الداعية للديمقراطية وحرية الراي وبالتالي سيزيد هذا من التطرف والتعصب اكثر تجاه الغرب.

لهذا ارى ان على الغرب ان يعلم ان مساندته للانظمة العربية الديكتاتورية يساهم في ازدياد الارهاب الذي يدعون يوميا الى مكافحته ويزيد من ارتفاع عدد المهاجرين الى اوروبا ويؤدي الى خلل في التوازن العالمي, في حين ان مساندتهم للانتفاضات الشعبية في العالم العربي الداعية للديمقراطية وحرية الراي والعدالة الاجتماعية يؤدي الى الطريق الاخر.

والسؤال هنا هل الغرب يهمه فعلا ان تتمتع الشعوب العربية بالديمقراطية ام ان مصالحها الاقتصادية اهم بكثير من ذلك؟

وختاما تحية تقديرية لكل من ساهم في مساندة الانتفاضات العربية الشعبية من ابناء الجالية العربية في المهجر وذلك سواءاٌ من خلال الفيسبوك والاعلام أوالمظاهرات أوالاحتفالات.

مكارم ابراهيم

الهوامش

http://www.aljazeera.net/Mob/Templates/Postings/NewsDetailedPage.aspx?GUID=6502F6BE-CD3E-4BFD-A013-A2BCEA7F9BF1

http://politiken.dk/debat/ECE1193337/lyt-til-folkets-stemme-og-kraev-mubaraks-afgang/

http://www.youtube.com/watch?v=3pHORBsfNR8

http://www.youtube.com/watch?v=MjvOuee58FY



#مكارم_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة الى الشعب العراقي
- الجيش المصري ضالع في تعذيب المتظاهرين
- طلب خاص للجيش المصري
- ثورات الفيسبوك كانت المدّ !
- الصهيونية والانظمة العربية وجهان لعملة واحدة
- بالرصاص الاسرائيلي ايضا سقط شهداء تونس
- هل ستكون تونس عراق ثانية؟
- المسلم والامراض العضوية والنفسية!
- بن علي عليك بالتنحي والا!
- البارحة كانت اسرائيل عدوتنا, واليوم المسيحيين اعداؤنا!
- أين المواطن العربي من الإنتفاضات؟
- أين الغرب من صرخة الشعب التونسي؟
- ضرورة تفعيل وسائل القمع المخابراتية العربية!
- الدكتورة وفاء سلطان ومتلازمة استوكهولم!
- الحرب الإعلامية !
- نقد مقالات حادثة كنيسة السيدة نجاة !
- نقد التمييزالعنصري في الغرب...
- هل الولايات المتحدة الأمريكية المصدرة للإرهاب؟
- أسباب إضطهاد المرأة من مناظير مختلفة
- هل يحق لنا التدخل بحجاب المسلمة؟


المزيد.....




- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...
- إعلام سوري: سماع دوي انفجارات في سماء مدينة حلب
- البنتاغون: لم نقدم لإسرائيل جميع الأسلحة التي طلبتها


المزيد.....

- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد
- تشظي الهوية السورية بين ثالوث الاستبداد والفساد والعنف الهمج ... / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مكارم ابراهيم - موقف الحكومات الغربية من الانتفاضات العربية!