أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رغد علي - وصايا ام لطفتها حديثة الولادة














المزيد.....

وصايا ام لطفتها حديثة الولادة


رغد علي

الحوار المتمدن-العدد: 3278 - 2011 / 2 / 15 - 00:15
المحور: الادب والفن
    



يا بضعة مني وانت الاسفنجة الهشة كم اشفق وأخاف عليك ، اصغي الي وامتصي رحيق عمري ، سيكون لك اغلي هدية ، وأثمن من كل ما حصلت عليه منذ مولدك ، اليك بنود دستورالانثي في الشرق، اقدمه مبكرا كي تهضيمه جيدا ً، فلا تصدمنك بعض الروائح العفنة !!!!
عليك يا ابنتي ان تكوني رقيقة ، وعلى الرقة واظبي من مهدك ذا الى اللحد ، كلوحة متأنقة ،فيها نهر وعشب وطير و وردة ، تلوني بالوان قوس قزح، وابقي معلقة على الجدار، لانك فقط للعروض المجانية مسخرة ..
ولأنك في الشرق تتغنجين .. تتدللين ... تتمايلين ، جمّلي معصميك بالقيود العتيقة ، اخنقي اصابعك خنقا ً بالحدود الضيقة ، راكمي فوقها الثقيل الغريب من الاحجار، تزيني باحمر الشفاه، وبخطوط حادة الزوايا ، حددي نظرة عينيك ، والتزمي بهذا التجمل ، إنْ نطقت فاهمسي حسب ، تلك هي الف باء الانوثة ..
أهم وصية لك يا صغيرتي أن تحملي في رأسك عقل حمامة ، خفيفة وديعة ، الحمامة لا تناقش لا تجادل ، لا تفكر اصلا ، ما حاجتها للفكرة ، أرأيت يوما حمامة فيلسوفة او وزيرة او حتى مختارا ً لمحلة ؟؟!!
الزهرة منكسرة امام الريح ومنحنية ، انثري اوراقك حسب، ففي انكسارك مذاق المتعة لهم ، الزهرة لا تعاند الريح يا حبيبتي ، أو بالرفق تطالب ! انت محض عبيرللعابرين، أما المطالبة بالحقوق فتلك قضية تجردك حتما من الانوثة !!!
ياصغيرتي ، بماء الورد عجنك الاله ، وخلط كل بذورالآه ، سينبت جسدك ثمارا ً متنوعة من الاوجاع ، ستعانين غربة الثمرة في الشجرة ، انتظري فقط موعد القطاف ، ومتى ستوضعين مع الجمع في السلة !!
بدستور الذكورة ستكونين انت ساذجة بلهاء ومجنونة، كلما اضمحلت عقولهم وفقدوا سلطانهم ، فتشوا عنك وصبوا عليك فتوة ، ستغلق بوجهك ابواب المحكمة ، ستجفت الاقلام ، وترين القاضي ينسحب سرا يبحث عن لذة مقدسة، وجبة شهية فوق السريرمرتمية ، ثم يدير وجهه ، ساعتها واجب عليك ان تتظاهري بانك منتعشة...ومغتبطة !!....
قلبي ينفطر عليك يا صغيرتي ، لانهم سيحملوك وزر التاريخ باسره ، أنت من عطل الامطار،ونهب الغيمة ، نبية منك لم يجعل رب السماوات ، اذن ناقصة الحكمة ، أتقولين هناك الف قديسة ؟، حبيبتي المغفلة هل يخدعونك ان النبوة ذكورة !!، ابن عربي كان ملحدا، وابن حزم شذ عن القاعدة ، فلا تطرقي الابواب الممنوعة المقفلة ..
شهرزاد ..عشتار ..كليوباترا ..اساطير اخترعها الرجال ليكونوا هم العباقرة ، بلقيس ..زنوبيا وشجرة الدر... قصص غابرة لا تتكرر ، الطاهرة العذراء مغلوبة على امرها لم يصدقها احد، والزهراء البتول حقها مغتصب، زينب اخت الحسين بطلة شجاعة لكنها مسبية ، خيامها تحترق ، الخنساء شاعرة العرب دهرا تبكي تندب صخرا ، نازك الهة الشعرغرقت ببحر الكابة ....وامك العظيمة كم شقت ... جدتك الكبرى حواء اتهموها بغواية أدم ، لم يعترفوا بان أدم هو المغفل ....كل انثي بهذا الشرق يا صغيرتي ان فاح عبيرها سحقوقها سحقا ، وبعطرها اختنقت...!!
يا صغيرتي العلم لن يجديك نفعا ، فالجهل نور والعلم رأيا يصنع لك ، رأي يحملك لاتجاهات معاكسة، تصارعين وحدك ضد التيار، لا يد تعينك ولا حتى تجدين رفقة ، ثم تشيخين مبكرا، وتذبل نضارة الانثي فيك ، العلم عليك خطر ، حين يثبت لك بشاعة وقساوة العالم فتنقلب رقتك رفضا وتمردا ، في شرق لا يعترف بالانثي الا خضوعا وتسليما وتابعا ، لا تخرجي عن مسارالقطيع يا حبيبتى ودعي الفكر والحرب للرجال ، حروب الدنيا قادتها رجال ما زادتهم الا تغطرسا وجرما ..فالرجولة في الشرق سلطة وأنانية وعنف...لذا لا تفكري بالمعضلة الازلية : متى يحل السلام في الشرق؟؟ ..



#رغد_علي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة : ظلال الغبار
- عبر الهاتف
- الي رجل عبر القارات
- قصة قصيرة عابرة سبيل
- قصة قصيرة : ساحة ابو الريش
- قصة ساخرة : ساحة ابو الريش
- عقلي يتمدد
- قصة قصيرة : خيمة من الكارتون
- قصة قصيرة: خيمة من الكارتون
- قصة قصيرة: اسمعني لا جدوى
- قصة قصيرة: لعنة متوارثة
- قصة قصيرة جدا : رصاصة لم تصيب
- قصة قصيرة: عدالة قبيحة
- قصة قصيرة جدا -:تجربة علمية
- قصة قصيرة جدا: بقايا ريش
- انا والاوزة وفنجان قهوة كويتية - قصة قصيرة
- ولادة أم جنون ؟!
- قصة قصيرة
- لماذا لا يفعلها الحجر؟
- قصص قصيرة جدا


المزيد.....




- إسرائيل تحتفي بـ-إنجازات- الدفاع الجوي في وجه إيران.. وتقاري ...
- رحيل المفكر السوداني جعفر شيخ إدريس الذي بنى جسرًا بين الأصا ...
- المقاطعة، من ردّة الفعل إلى ثقافة التعوّد، سلاحنا الشعبي في ...
- لوحة فنية قابلة للأكل...زائر يتناول -الموزة المليونية- للفنا ...
- إيشيتا تشاكرابورتي: من قيود الطفولة في الهند إلى الريادة الف ...
- فرقة موسيقية بريطانية تؤسس شبكة تضامن للفنانين الداعمين لغزة ...
- رحيل المفكر السوداني جعفر شيخ إدريس الذي بنى جسرًا بين الأصا ...
- -ميتا- تعتذر عن ترجمة آلية خاطئة أعلنت وفاة مسؤول هندي
- في قرار مفاجئ.. وزارة الزراعة الأمريكية تفصل 70 باحثًا أجنبي ...
- -بعد 28 عاما-.. عودة سينمائية مختلفة إلى عالم الزومبي


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رغد علي - وصايا ام لطفتها حديثة الولادة