أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - عماد علي - تزامن الاستفتاء لجنوب السودان مع قصف تركيا لكوردستان















المزيد.....

تزامن الاستفتاء لجنوب السودان مع قصف تركيا لكوردستان


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 3242 - 2011 / 1 / 10 - 00:02
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


في الوقت الذي توجه الملايين من المواطنين في جنوب السودان الى صناديق الاقتراع لتقرير مصيرهم بعد معاناة و نضال راح ضحيتها الكثير، و صوتوا بحريتهم على تقرير مستقبلهم و انشاء كيانهم، و كل المؤشرات تؤكد على ولادة دولة جديدة في اللحظة التاريخية التي انتظروها، و هم يستحقونها بحق، و جاءت بعد عزم و ارادة و اصرار و بعد اتحاد الظروف الموضوعية مع الذاتية التي تدعمهم في هذه الخطوة الجبارة في حياة الشعوب، وتوفر المقومات الاساسية لبناء كيانهم دون نقص و هو ما دعمهم في الوصول الى المبتغى، و بعملهم و انتاجهم هذا يستحقون التقدير و الاحترام و هم في موقع يجب مباركتهم لاي قرار يتخذونه بملا ارادتهم و رضاهم مهما كان.
و في اللحظة و في منطقة اخرى مشابهة لظروفهم و جوهر قضيتهم ، و ان لم تكن لها الحق في تقرير مصيرها اكثر من جنوب السودان فليس اقل منه ، و لكن بدلا من توجهها لهذه المبادرة او الخطوة فانها تتعرض لقصف و قتل بابشع الوسائل و الاليات الحربية من قبل دولة تعتبر نفسها من المجتمع الاسلامي، و الذي تنبثق دولة جديدة من حضنها في جانب اخرلقارة اخرى، و لكن هنا الحزب الحاكم الذي يدير البلاد على الرغم من ميوله الاسلامية كحزب الا انه يتخذ الاسلام حجة لتحقيق السياسات و الاهداف و الاحكام لادارة الدولة فقط بعيدا عن نهجه السلمي ، و ليس هو الا وجه اخر من الاحزاب الاخرى في هذا البلد .
كوردستان التي ضحت بالاكثير من الارواح و الاموال و الثروات و الممتلكات و تتعرض بشكل مستمر و لحد هذه اللحظة للاعتداء و للفناء، و ليس هناك من ينطق بكلمة حق بشانه و هو وسط مجموعة من البلدان الغادرة و لا يهمها غير الاستمرار في احتلالها رغما عن امنيات هذا الشعب المغدور لهذة المدة الطويلة، وانه لامر فريد في العالم من حيث هضم لحقوقه الجوهرية الصحيحة. و هي تمتلك من المقومات الاساسية لبناء كيانها المستقل و ليست باقل من جنوب السودان ان لم تكن اكثر منه كما هو المعلوم للجميع، وله تاريخ و جغرافية و لغة و مميزات شعب و سمات و روابط اجتماعية و عادات و تقاليد و ثقافة و كلتور خاص به و حجم و مساحة ارض لا يضاهيها الكثيرمن الدول المنطقة المستقلة منذ القدم من جميع الجوانب .
هل من الممكن ان يدوم هذا الظلم و تبقى هذه الحال اسيرة اهواء و سياسات و مصالح الجهات المختلفة و ينتظر شعب كوردستان لحظته التاريخية من بعيد و هو متلهف لها ، ام كما يوضحه العقل و الثقافة و المنطق و سيرة الحياة لابد ان يظهر و يؤخذ الحق مهما طال الزمن، و يجب ان يتحقق الحق، و كما هو المعلوم لا يصح الا الصحيح في النهاية.
لو حللنا ما نحن موجودن فيه مستندين على الركائز السياسية الثقافية الاقتصادية الاجتماعية الاقتصادية بشكل و طريقة علمية، مع قراءة ما تفرضه مصالح الاخرين بعيدا عن العاطفة و مقتضياتها لابد ان نشير الى نقاط الضعف و القوة ونركز على ما موجود من السلبيات من اجل علاجها و ايجاد البديل من الايجابيات ، و به يمكن اتخاذ الخطوات المصيرية بسلاسة و سهولة في اي شان نقصده، و هنا المطلوب من العقليات و الخطط الاستراتيجية و التكتيكات و الافكار و الصفات المؤثرة لخدمة الاستراتيجية العظمى، و يجب ان نحدد الثغرات و الموانع و نرسم كيفية ردمها و ازالتها و تخطي الصعاب و تعين الاولويات و ما تهم الشعب الكوردستاني، و من ثم الاليات التي من الواجب استخدامها كطريقة للتوجه نحو الافاق التي يمكن مشاهدة بصيص النور فيها من بعيد .
و الادهى ما في الامر هو عدم تكاتف الشعب الكوردستاني بعد طول هذا التاريخ من التشرذم المفروض عليه ، لا بل نسمع ان الاخ ينعت اخاه بالارهاب و القتل رغم علمه اليقين و ايمانه الراسخ العميق باحقية اخيه و مشروعية قضيته و عدالتها، و كما هو مؤمن هو بقضيته المشابهة او الوحيدة و يدافع عنها من جهة اخرى.
المحير في الامر ان جزءا من كوردستان اختار سياسيوه الفدرالية كحل لقضيته رغما عنهم و دون ان يذكروا في اتفاقاتهم المتكررة مع المركز الحق الحقيقي الاصيل و الجوهري و الهدف النهائي الذي ضحى الجميع من اقصى اليسار الى اقصى اليمين من اجله بكل غالي و نفيس، و لم يشرو يوما الى ان هدفهم النهائي ليس بهذا الشكل و لم يتوقف في هذا الحد كما يامل الشعب، لا بل من المستغرب ان رغم هذا التعدي على الحقوق ياتي من وسط الشوفينيين من القوى المستعلية ان يستكثر عليه هذا الحق البسيط و كانهم هم شعوب مطهرة و يتعاملون باستعلاء غريب مما يدع الف شك و شك في قلوب الشعب الكوردستاني و يزيد من قلقهم الدائم و هم ينوون تنظيم حياتهم وفق ما يرسم لهم من ارادتهم حتى و دون ان يبدي اي طرف تفهمه لمتطلباتهم الحقة.
لو اشرنا الى الاستراتيجية الكوردية المتبعة نرى فيها من التناقضات و الازدواجية و ليس هناك اوجه تشابه في الجهات التي انقسمت رغما عنها من حيث اتباعها لما تخطط مع الاخرى على الرغم من التشابه بين الاجزاء الاربعة لكوردستان و نضالاتها، اي التعامل مع كل جزء على اعتباره امر واقع و لم يذكر احد انه حورب و انفل و ضرب بالاسلحة الكيمياوية و اغتيل قياداته و شاركت المخابرات العالمية لضرب رموزه و ثوراته من اجل مصالح عالمية و اقليمية و لكونه امة كوردية و ليس كمعارض لحكومة معينة فقط ، و كل هذا لم يجمعه على خطط و استراتيجيات كبيرة لها اطر و ارتكازات و مساند و خطوط حمر لا يمكن الخروج عنها من قبل اي كان.
اذن الخلل ذاتي قبل ان يكون موضوعي اي داخلي و ليس خارجي فقط، و من هذا المنطلق يجب ان يفكر الجميع لتصحيح الاوضاع . ان تعمقنا في تفسير الحال لا نخرج في هذه اللحظة الا بتشاؤم يغمرنا، و لكن تحديد رؤوس النقاط الرئيسية الضرورية يجعل البداية صحيحة و ملائمة، و تفيد معالجة العلة، و تشخيص الامراض قبل كشف الدواء انه لامر ضروري. انعدام الوحدة في التركيب و الرؤى و في الفكر و الاحساس بطول المسافة الفارقة بين جميع الافكار و التوجهات الموجودة في كوردستان، و اندثار عوامل الوحدة من بين المشاكل المستعصية واصبح اول الاسباب من النواحي السياسية الثقافية العقيدية لهذا التاخرو فرضت نفسها ، و هذا بدوره جاء بفعل عوامل داخلية و خارجية ايضا و على مدى التاريخ، اي المؤثرات متعددة و متراكمة و التقسيم القسري و التجزئة المتعددة و استمرارية التعريب و التتريك و التفريس ابقت على الفروقات و عمٌقها مما تجذرت في سلوك و سمات الافراد و المجتمع و هذا ما يحتاج لجهد جهيد لتخفيف وطئتها، الا ان الايمان بوحدة القضية و الوجود و الاتحاد الضروري لازال مترسخا في ذهن الجميع، و هذا له ايجابياته في بقاء الامة الكوردية صامدة قوية امام التحديات الكبيرة التي اعترضتها في تاريخها الماساوي. و هنا يتطلب الامر من الجميع تكثيف الجهود من اجل التقارب و التوحد و ضمان مقومات الوحدة الموجودة في كيان الشعب الكوردستاني اصلا من الجوهر من اجل توفير احد اركان اقرار المصير المشترك.
الثقافة العامة و التاريخ المشترك و الثقافة و الوعي العام و المستوى العلمي و نسبة الامية و كيفية التربية و التعليم من البنى الفوقية التي من الواجب العمل على تطويرها لضمان الركن الثاني في ضمان التوجه نحو تقرير المصير ، و هذا اكثر صعوبة و تعقيدا و يحتاج لجهود و عقول مبدعة و امكانيات الجميع دون استثناء ورسم الخطط وايجاد الوسائل التي من الممكن توفرها لهذا الشان.
الظروف الموضوعية سوى من الناحية العالمية او الاقليمية المعقدة او ما يمس خصوصيات كل جزء هي من العوامل التي لا يمكن التعامل معها على انفصال كامللكل جزء على حده بل يجب الحساب لها مع ما موجود بشكل عام في جميع الاجزاء ، و هنا نحتاج الى قراءة دقيقة من اجل ايجاد و تحديد مواضع المصالح و حجمها و كيفية تخطيط خطواتنا و من الممكن حينئذ استغلالها في توفير النسبة المعقولة من الحيادية المطلوبة لبعض الدول التي لها تاثير مباشر على القضية ان لم نتمكن من كسبها اصلا، و هنا يجب ان نحسب على اساس اننا لا يمكن ان نجد الدعم الكامل و من قبل الجميع في ان واحد مهما فعلنا ، لان التقسيم يمنع هذا و من المحال ان يفعل اي طرف ما يضر بمصلحته مهما كانت الضغوطات من المقابل، و هنا يمكن تقسيم الادوار بين التوجهات المختلفة الداخلية لضمان تلك الاهداف و من اجل تعامل اي توجه مع جهة خارجية معينة من اجل فك المعادلات و قراءة الاحتكاكات و الاستنتناجات و الخروج باقل الخسائر الممكنة، و هذا هو الركن الثالث و الصعب في ضمان النجاح في التوجه نحو خطوة تقرير المصير.
استغلال الثروة و النظام الاقتصادي الملائم لخدمة السياسات و الخطط الاستراتيجية و لفك المعادلات الاقليمية الصعبة و ايجاد الدواعم العالمية من قبل القوى العظمى يحتاج لعقليات تفكر و تنظم بدقة و تخطو بحذر و تحسب لكل صغيرة و كبيرة و تضع الوقت و المكان في الحسبان في اي موقف او راي يطرح، وهذا هو الركن الرابع و الاساسي الذي يكمل عملية التوجه الصحيح نحو تقرير المصير بشكل سلس و دون عوائق كبيرة غير قابلة الحل، الا ان الحذر من الخطا في بناء اي من هذه الركائز و الاركان الاربعة و ايجاد البديل المناسب في حال حدوث الخلل او فرض الخطط التعويضية يجب ان يحسب لها بشكل كامل و دقيق. و هنا يجب ان يحسب للاقتصاد و الاعلام و الشخصيات المناسبة لكل مهمة، في عين الاعتبار.
نفهم من التفسير السابق ان تقرير مصير كوردستان لا يمر دون صعوبات و لكنه ليس بمستحيل و يحتاج لاستراتيجية و بناء دعائم و ركائز و اركان قوية، و قبل اي شيء ايجاد وحدة الكيان و التوجه، و انبثاق مجلس عقلاني علمي في التفكير و القرار من اولويات العمل قبل اية خطوة مطلوبة التنفيذ.
يجب ان نذكر الجميع ان اتخاذ الفدرالية كشعار لاقليم كوردستان كان من قبل القادة و الساسة و ليس من صميم تفكير و امنيات و اهداف الشعب الكوردستاني ، و انما الشعب الكوردستاني اقر حق تقرير المصير في استفتاء غير رسمي بنسبة اكثر من 98% ، و هذا ما يعبر عن البون الواسع بين امنيات الشعب و قرار القيادة وفقا للظروف الموضوعية و الذاتية التي اتخذوه، ومع ذلك يستكثر البعض عليه حق الفدرالية المنقوصة اصلا، و يحاولون الانقضاض عليه في اية فرصة ممكنة، لذا لابد العمل على اقرار حق تقرير المصير قبل ان يؤخذ منا الحق الناقص ايضا.



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايهما الاَولى السلام ام العدالة
- الحرية بين مدقة السلطة و سندان خطباء الجوامع في كوردستان
- الازدواجية المقيتة في تعامل امريكا مع القضايا العالمية
- هل تكميم الصحافة لمصلحة العملية السياسية في كوردستان
- الاولويات اليسارية في ظل سيطرة الايديولوجية الراسمالية على ا ...
- الديموقراطية و ضمان تكافؤ الفرص امام الجميع
- ماوراء عدم اسناد منصب سيادي للمراة في العراق
- هل يمكن تطبيق الديموقراطية الحقيقية دون اية انتخابات عامة ؟
- هل المجتمع العراقي يتحفظ عن التجديد حقا؟
- يجب ان لا يخضع حق تقرير المصير للمزايدات الحزبية
- الديموقراطية في كوردستان بين ثقافة المجتمع و دور النخبة
- الفضائية كخطوة اولى لترتيب بيت اليساريين بكافة مشاربهم
- هل يضطر المالكي لتشكيل حكومة الاغلبية
- الكورد بين مصالحة التاريخ و مخاصمته
- مَن تختاره الكتل ليكون وزيرا في الحكومة العراقية
- الديموقراطية و ما تجلى من دور الاحزاب في انتخابات معلمي كورد ...
- دلالات النقاط المشتركة بين هوية الفيلية و الشبك
- كيف تُمحى مخلفات عقلية البعث في العراق؟
- ما يحدد العلاقات و طبيعة التعامل مع البعض
- هل من مصلحة العلمانية محاربة الدين بشكل صارخ ؟


المزيد.....




- صحفي إيراني يتحدث لـCNN عن كيفية تغطية وسائل الإعلام الإيران ...
- إصابة ياباني في هجوم انتحاري جنوب باكستان
- كييف تعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسية بعيدة المدى وموسكو ت ...
- دعوات لوقف التصعيد عقب انفجارات في إيران نُسبت لإسرائيل
- أنقرة تحذر من -صراع دائم- بدأ باستهداف القنصلية الإيرانية في ...
- لافروف: أبلغنا إسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية بعدم رغبة إير ...
- -الرجل يهلوس-.. وزراء إسرائيليون ينتقدون تصريحات بن غفير بشأ ...
- سوريا تدين الفيتو الأمريكي بشأن فلسطين: وصمة عار أخرى
- خبير ألماني: زيلينسكي دمر أوكرانيا وقضى على جيل كامل من الرج ...
- زلزال يضرب غرب تركيا


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - عماد علي - تزامن الاستفتاء لجنوب السودان مع قصف تركيا لكوردستان