أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عماد علي - ماوراء عدم اسناد منصب سيادي للمراة في العراق















المزيد.....

ماوراء عدم اسناد منصب سيادي للمراة في العراق


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 3226 - 2010 / 12 / 25 - 17:20
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


يُقال ان المكانة لا تبنى من العدم و العظمة لا تاتي جزافا او من خلال التلهف ورائها و النظر اليها من بعيد او انتظارها و التمني لها، بل تاتي و تكبر و تتعظم العظمة بالعمل و السهر و الايمان باي عمل تكافح من اجله و انت صادق في نيتك، و يكون لها شعاع واسع و هي التي تفرض ارضية مناسبة لانبثاق افكار و افعال التي تخدم الناس بها، و لكن العهدة و الذمة على القائل ان تلمسنا العكس هذه الايام من ان العظمة و الابهة تاتي بين ليلة و ضحاها و من دون سابق انذار و برمشة بصر، و لكن تبقى مظهرية فقط و خاوية من الجوهر.
الى جانب ذلك، الديموقراطية و العدالة و المساواة في الحقوق و الواجبات لا تبنى من عدم ايضا، بل هي عملية متواصلة و تستكمل بشكل تدريجي، و كل مرحلة تكمل الاخر السابق و اللاحق و بمدد زمنية مختلفة حسب المقتضيات ، و هذا وفق نظريات علمية مسلمة و ليس بقول قائل.
و كما هو المعلوم هناك تاريخ و ما يرسبه و الثقافة العامة و ضروراتها و الوعي و نسبته و ايجابياته على كافة المعادلات، الى جانب ما يحمله المجتمع من العقلية و النظرة و الايمان بالقضايا المتعددة و التي تكون تحت تاثير عوامل مختلفة منها الافكار السائدة و الايديولوجيا و العقائد المعتمدة، اضافة الى الركائز المهمة الساندة لاية عملية التي تجري رحاها على ساحة مكشوفة المظهر و معلومة الجوهر في مجتمع معلوم الاطر و المحتوى،سوى كانت قراءة الفردعلى انفراد او بشكل جمعي ماتخصه من الظروف العامة تكون متداخلة و متعادلة مع بعضها و لها علاقات جدلية لا تقبل الفصل او التجزئة و البحث بشكل متجزء او متقطع .
بينما نفكر بدقة ما بشان المراة وفق ما سبق من العوامل و دعائم هامة لتحديد مكانتها في المجتمع، يمكن وصف و تحليل ما يؤمن به المجتمع ككل و بنفسه دون تاثير خارجي، و ما يفعله على الارض و الذي يمكن ان يكون عكس ما يقال، و هو ربما يكون ايضا عكس ما يصرح به البعض او حتى النخبة منهم ، ولابد ان نذكر انه لا يمكن التعامل مع قضية المراة بشكل تجريدي بعيدا عن واقع المجتمع و ما يتميزبه . و ان كان النظام اي نظام كان بذاته غير مستقر في بنيانه و طبيعته او حتى في الجوانب المصيرية و التي تعتبر من الاولويات في تامين حياة المجتمع ككل، فهل يمكن ان يكون مثل هذا المجتمع مثاليا فيما يطالب به من جانب المساواة و العدالة الاجتماعية و التي تدخل حقوق المراة من ضمنها، و اين و ممن سيستوحى هذا الفكر المطلوب الذي ينصف المراة مثلا ان لم يكن نابعا من الخلفية الثقافية الفكرية و السياسية المطلوبة في الهذا الشان لدى المجتمع.
لو قارننا ما اقدمت عليه كافة الكتل السياسية العراقية بكافة مشاربهم عند تشكيل الحكومة الجديدة بعد انتظار طويل و احتدام سياسي دام اكثر من ثمانية اشهر، و شاهدنا كيف قدمت مرشحيها لتشغيل الحقائب الوزارية سنتاكد من مستوى ايمانهم الحقيقي بقدرة المراة و نظرتهم الحقيقية الى امكانياتها دون رتوش او تجميل كما نسمع من اقوالهم و تصريحاتهم و مما تفرضه السياسة و متطلباتها عليهم، و لم يكن فرض نسبة المراة في العملية السياسية والدستور العراقي نابعا من القناعة الذاتية بقدر الظروف الموضوعية التي فرضت نفسها لهذا الشان في تلك المرحلة.
من نابغ القول ان نعلن هنا بان هناك ثوابت عديدة لدى الجميع و هي من نتاج العقلية و الظروف العامة و الثقافة و الوعي العام و المباديء و الافكار التي تحملها الاحزاب و القيادات المنبثقة بدورها من صلب هذا المجتمع ، و التي تعطي نسب مختلفة من القيم مع تعريف متناقض لتلك الثوابت و منها موقع المراة و ما يهمها، لا بل الاكثرية المطلقة منهم بكافة اتجاهاتهم الفكرية لا تؤمن بضرورة انصاف المراة في قرارة نفسها و خاصة في الجانب السياسي ، بل تفكر على ان الموافقة على مشاركة نسبة معينة منهم هي حاجة العصر و لا يمكنهم التنصل منه و الا اعتكفوا على تعديل الدستور في هذا الشان قبل اي شيء اخر، و الا القيم السياسية التي تؤمن بها لا تفسح لها المجال على الارض من نكران ما تؤمن به في الحقيقة، و ربما تؤمن العكس تماما لما تعلن في صلب اعتقادها فيما يخص المراة و ما يجب ان تعيش و كيفية معيشتها.
ان كان هذا ما تنظر اليه الجهات السياسية و ما تعتقد بخصوص مكانة و قيمة و شان المراة كقضية بشكل منفصل و جزء من القضايا بشكل عام ، اما ما يفرضه الواقع و ما ينبثق منه من الافكار و ما فيه المنطقة و المجتمع العراقي بالذات من العادات و التقاليد بشكل عفوي و ما لها من التاثيرات على العقلية القيادية و دور العلم و المعرفة المعدوم يضعنا امام الامر الواقع و هو خضوع القادة و الاحزاب لما ينبثق من هذه الارضية و هو اولا و اخيرا من نتاج ماموجود على الارض من كافة جوانب الحياة.
لا اريد هنا ان ادخل في جدل ايجابية الكوتا و سلبياتها في هذه المرحلة و لكن ما يتشدق به الجميع هو الالتزام بالدستور و ما جاء فيه و بعلنونه على الملا في كل مناسبة او غيرها، و السؤال هو لماذا لم يلتزموا به فيما يخص المراة فقط و لم تحرك المحكمة الاتحادية ساكنا في هذا الجانب لتدلو بدلوها، اليس من حق المراة ان تثبت نفسها و هي اكثر من نصف تعداد المجتمع ، و لنكن واضحين و نكشف مقدرتها عمليا و نفرق ما يصرحن به هن من انهن ليسوا باقل من الرجل و حتى يطلبن بالغاء النون النسوة في اللغة ليصبحن متساويات مع الرجل و انا معهم ، لذا من الواجب ان يجربن حظهن في ساحة السياسة بشكل عملي يا عالم الرجال.
بعد قراءة الوضع السياسي العام و المعقد لاسباب عديدة ، و ما نعلم انه لم يستقر لحد الان و فيه من الامور تحتاج لجهد استثنائي من اجل ترسيخ المؤسساتية في كافة الجدوائر من الوزارات و ما دون و بشكل عام، و يحتاج العمل في هذه المرحلة لطاقة استثنائية موازية لما هو الاستثنائي و شاذ على الارض، و من اجل وضع حجر الاساس لبداية المؤسساتية في هذه المرحلة على الاقل لضمان خدمة المواطن و يمكن ان نتحجج به لابعاد المراة قليلا لوقت قصير في هذه المهمة، و لكن لو القينا النظرة على سيرة حياة اكثرية وزراء التشكيلة الجديدة و نقرا و ندرس قدرتهم نعتقد بانهم ليسوا بالامكانية التي يمكن الاعتماد عليهم او خبرة لاداء المهام الصعب باكمل وجه ممكن، و لا يمكن ان نتحجج بهم على انهم ما يحتاجهم العراق ذات الظروف الشائكة في هذه المرحلة كي نبعد المراة ،. انهم من المنتمين الى الاحزاب بشكل مطلق و ربما لا يمكن ان نقول انهم مهنيين بل كل ما رياناهم فيه هو الصراعات الحزبية السياسية التي لا تقدم و لا تؤخر لحال العراق الحالي. لو لم نكن نحن وسط المعمة التي حصلت و بعد التاخير الذي حصل لقلنا ان طرفا بعينه هو السبب ، الا ان الذمة على كتف الجميع دون اي استثناء. و لكن لو قيمنا ما نحن فيه حياديا لقلنا هذا هو ما يفرزه الواقع السياسي و الاجتماعي و الثقافي العراقي الحالي و ليس لدينا افضل من هذا و لا يمكن ان نبحث عن المثالية في تشكيلة الحكومة و الاوضاع الموجودة هي غير مثالية ، و كما شاهدنا ان بعض الكتل قدم مرشحيه لشغل منصب الوزير في الوقت الضائع من المهلة الدستورية الممنوحة لرئيس الوزراء ، و هذا ما احدث خللا و فجوات في التشكيلة بما فيها موقع المراة و لم تُنصف كما حصل، و هذا ما يحتاج لاعادة النظر و التصحيح في اية فرصة موآتية.



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يمكن تطبيق الديموقراطية الحقيقية دون اية انتخابات عامة ؟
- هل المجتمع العراقي يتحفظ عن التجديد حقا؟
- يجب ان لا يخضع حق تقرير المصير للمزايدات الحزبية
- الديموقراطية في كوردستان بين ثقافة المجتمع و دور النخبة
- الفضائية كخطوة اولى لترتيب بيت اليساريين بكافة مشاربهم
- هل يضطر المالكي لتشكيل حكومة الاغلبية
- الكورد بين مصالحة التاريخ و مخاصمته
- مَن تختاره الكتل ليكون وزيرا في الحكومة العراقية
- الديموقراطية و ما تجلى من دور الاحزاب في انتخابات معلمي كورد ...
- دلالات النقاط المشتركة بين هوية الفيلية و الشبك
- كيف تُمحى مخلفات عقلية البعث في العراق؟
- ما يحدد العلاقات و طبيعة التعامل مع البعض
- هل من مصلحة العلمانية محاربة الدين بشكل صارخ ؟
- عوامل نجاح المالكي في مهامه الصعبة
- التاثيرات المتبادلة بين العولمة و العلمانية
- اين الثقافة الكوردستانية من القيم الانسانية البحتة
- مرة اخرى حول الثراء الفاحش و الفقر المدقع المنتشر في منطقتنا
- رفع العلم الكوردستاني في البصرة لعبة مكشوفة للجميع
- مغزى انعقاد المؤتمر الدولي الكوردي السابع في مقر الاتحاد الا ...
- السلطة الكوردستانية و التركيز على تطبيق الديموقراطية في المر ...


المزيد.....




- راتب شهري للمرأة العاطلة.. رابط التسجيل في منحة المرأة الماك ...
- بشرى سارة للمرأة الجزائية.. خطوات تسجيل منحة المرأة الماكثة ...
- التمييز في عالم العمل في صالون سوبرومن بمشاركة المرأة الجديد ...
- الولايات المتحدة.. القبض على ملثم اغتصب امرأة في الشارع (فيد ...
- نعمت شفيق.. خريف امرأة أغضبت الجميع
- الكويت.. نشر صور 24 امرأة ورجلا ضبطوا يمارسون الدعارة
- -ممارسة الدعارة-.. الكويت تنشر صورا لـ24 رجل وامرأة بعد ضبطه ...
- وزير الإعلام اللبناني يرد على المطالبات بحذف -تيك توك- بسبب ...
- “الحقي سجلي حالاً” تسجيل منحة المرأة الماكثة في البيت في الج ...
- “شوفوا لولو الكيوتة!!”.. تردد قناة وناسة الجديد 2024 wanasah ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عماد علي - ماوراء عدم اسناد منصب سيادي للمراة في العراق