أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - عماد علي - الديموقراطية و ما تجلى من دور الاحزاب في انتخابات معلمي كوردستان















المزيد.....

الديموقراطية و ما تجلى من دور الاحزاب في انتخابات معلمي كوردستان


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 3204 - 2010 / 12 / 3 - 15:21
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


ان عملية انتخابات ممثلي المعلمين للمؤتمر الثاني لهم في اقليم كوردستان و ما ترافقتها من الافرازات و التداعيات و ما واكبتها بوضوح دور الاحزاب المختلفة المشاركة فيها، استوضحت لدينا مدى تطبيق ما تفرضه الديموقراطية الحقيقية في هذا الركن الاساسي من بنيتها، و التنافس الذي جرى كان بالاحرى بين الاحزاب و ليس المنظمات المهنية للمعلمين وكذلك ليس بين هذه الشريحة النخبوية المهمة بانفسهم. كان لابد من ان نرى عملية نظيفة و اعلى مستوى من الانتخابات العامة و اكثر دقة و تنظيما وفق كل المعايير و خصوصا و هي تجري في وسط ثقافي لمجموعة و شريحة واعية يفترض ان تعطي درسا للشعب بشكل عام و تفرض نفسها على ان يقتدي بها الاخرون.
ان الصراع السياسي و تبعية المنظمات المهنية و الديموقراطية المدنية للاحزاب اعطى هذه العملية طابعا حزبيا بحتا بل غطى هذه العملية بالصبغة الايديولوجية الصرفة و استندت العملية الانتخابية على الصراع الايديولوجي المصلحي الضيق للاحزاب فقط، و لم يكن التنافس في قرارة ذاتها من اجل بناء هيئة او منظمة او مؤسسة او نقابة مهنية تهمها مصالح المعلمين فقط ، بل ادخلوا المعلمين في معمعة الخلافات الحزبية الموجودة على الساحة. و كانت الانتخابات فرصة كبيرة لخروج المعلمين من الدائرة الضيقة للصراع الحزبي و بناء نقابتهم المهنية البحتة و يكونوا طليعة للمنظمات المهنية المدنية في كوردستان و التي كانت من المفترض ان تكون نابعة من ارادتهم الذاتية و فرصة سانحة لاعطاء الدرس الاول من خطوات الديموقراطية لعموم الشعب، و كان بامكانهم ان يفرضوا نفسهم و ليسوا بقليلين من حيث العدد و الثقل و الاعتبار، و عندئذ يمكن ان يكونوا ضغطا على السلطة لضمان حقوقهم مع ما يهم مصالح الشعب بشكل عام، ومن ثم يدفعوا بالعملية الديموقراطية في كوردستان خطوة الى الامام. و لكن الاحزاب دخلت العمليةمن ابوابها المشرعة و كانها تريدها ان تكون ساحة للتنافس و تصفية الحسابات و وضعوا المصالح الشخصية و الحزبية امام الاعين و ارشدوا المنتمين من المعلمين الى الاحزاب على ما يهم الحزب و ليس شريحتهم معتقدين ان العملية تعيد لبعضهم الكرامة لانهم احسوا بانهم قد فقدوها في الانتخابات العامة، و لم يتقنوا بعد بانه ليست هناك كرامة في السياسة و التحزب و ادارة السلطة و انما الهيبة و الفكر و المتطور هو العامل الحاسم في نجاحهم لكسب المنتمين مع مقدار ما يخدمون البلد و يضمنون مصالح الشعب. اي الخلل موجود في التفكير و التعامل ليس من قبل المعلمين انفسهم فقط، و انما الاحزاب المتنافسة هي التي ضربت الديموقراطية بهذا الجانب، و كانت ضمن السلبيات التي فقد المتتبعين الامل من اجراء تلك العملية هو مشاركة المعارضة بنفس الروحية و النظرة التي كانت لدى السلطة في هذه العملية الديموقراطية ، و ازداد من استياء المراقبين و امتعضوا من تشابه السلوك بينهم و اعتبروا انها الخطوة الى الوراء من مسيرة الديموقراطية الطويلة الامد.
لو القينا نظرة عامة على النتائج الاولية لهذه الانتخابات لوجدنا بانها لا تختلف بقيد انملة عما حصلت منذ اشهر للبرمان الكوردستاني و العراقي، و هي صورة طبق الاصل من مستوى و شعبية و قدرة و ثقل كل حزب باختلاف مشاربهم و انعكس على انتخابات المعلمين، و هكذا تعكس هذه السلوكيات مدى تغلغل اخلاقيات و اهداف الاحزاب و عملهم في كيان جميع الشرائح بالاخص ما يتسم به هذا السلك المهم و الشريحة الفعالة من الشعب الكوردستاني التي لديها القدرة على ان تكون حرة مدافعة عما يهمها، لانها مستقلة الاقتصاد و تمتلك ما لا يكون اسيرا لما تفرضه الاحزاب على الاخرين من استغلال نقطة ضعفهم في المعيشة و مصدر الحياة، و لا يمكن لاحد ان يسرقه منهم و كما لا يمكن لاحد ان يمن عليهم .
الغريب في الامر ان الاحزاب الصغيرة التي فقدت شعبيتها جراء تذيلها لاحزاب السلطة لم تتعض من التجارب السابقة و اشتركوا في هذه العملية و انهم بانفسهم قبل غيرهم متاكدون من نتائجهم المخذلة و لم يحصلوا على الاصوات الا بقدر اصبع احدى اليدين في كل دائرة و لو قورن بالميزانية التي صرفوها على المنظمات المهنية التابعة لهم تعتبر احراج وخذلان لهم، و لابد ان يعتبروا منه ليجدوا لهم الحل دون خجل، بل ان بعض منهم لم يحصل حتى على ممثل واحد لهم في المؤتمر العام للمعلمين ، و لو قارنوا انفسهم بالمجموعة المستقلة التي تشكلت قبل الانتخابات باسبوع واحد فقط و ما حصلت من الاصوات اضعاف ما حصلوا هم عليه و فازت بممثلين لهم ، و هذه الاحزاب لا يمكن ان تقارن بهم لانهم لم يمتلكوا من امكانيات ومصروفات ولو ساعة واحدة لهذه الاحزاب التي تصرف من ميزانية الدولة على منظماتهم طوال هذه السنين الطويلة، و التي تصرف لهم من ميزانية الدولة المخصصة لهم من اموال الشعب دون اي وجه قانوني.
اي ، ما نستنتجه من هذه العملية الانتخابية انها لم تكن دافعا للعملية الديموقراطية بشكل عام و لم تكن نموذجا يحتذى به و الذي كان من المنتظر منها ان تقدم احسن التجارب للشعب بشكل عام لانها شريحة نخبوية ذات مستوى ثقافي معلوم ، هذا ناهيك عن مدى الخلل الذي اصاب التنظيم الفني و اللوجستي للعملية، و كان من الاجدر بها ان تكون في مستوى راقي، و بالاخص هذه الشريحة هي التي نظمت و ادارت العملية الانتخابية العامة في كوردستان و العراق و التي شارك فيها عموم الشعب.
اذن العبر من هذه العملية كثيرة لمن اعتبر، و خاصة الاحزاب التي اتخذتها كحلبة لاعادة الهيبة اليها، و الاحزاب الصغيرة التي لم يبق لها الرصيد بين طبقات وفئات و شرائح الشعب لاعادة النظر في نفسها و اتخاذ القرار الحاسم في الخطوة الجريئة التي يجب ان يتخذوها، لانهم اصبحوا عائق امام مسيرة الديموقراطية التعددية الحقيقية التي تحتاج الى عقليات و مراكز قوة حقيقية نابعة من صميم المجتمع و ليس باشكال و تركيبات صورية و منظمات سياسية تابعة للاحزاب الكبيرة و السلطة فقط ، و توضحت لها انها لا تملك ثقل معين يجعلها ان تستند عليه ، و لا يستمر قبول الشعب بنهب الاموال العامة دون ان تستفيد منها العملية الديموقراطية بشكل عام و تعطى لهم دون قانون مشرع من برلمان كوردستان. و على المعلمين ان يتخذوا من مهنتهم مصدرا لدعم و تقوية الديموقراطية الفتية في كوردستان و ليس اعتمادا على التحزب و الايديولوجية فقط، و كلنا امل ان يعتبر الجميع من هذه العملية و قبلهم شريحة المعلمين المثقفة .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دلالات النقاط المشتركة بين هوية الفيلية و الشبك
- كيف تُمحى مخلفات عقلية البعث في العراق؟
- ما يحدد العلاقات و طبيعة التعامل مع البعض
- هل من مصلحة العلمانية محاربة الدين بشكل صارخ ؟
- عوامل نجاح المالكي في مهامه الصعبة
- التاثيرات المتبادلة بين العولمة و العلمانية
- اين الثقافة الكوردستانية من القيم الانسانية البحتة
- مرة اخرى حول الثراء الفاحش و الفقر المدقع المنتشر في منطقتنا
- رفع العلم الكوردستاني في البصرة لعبة مكشوفة للجميع
- مغزى انعقاد المؤتمر الدولي الكوردي السابع في مقر الاتحاد الا ...
- السلطة الكوردستانية و التركيز على تطبيق الديموقراطية في المر ...
- اية حكومة تناسب الوضع العراقي الحالي ؟
- من ارتضى بمبادرة البارزاني بقناعة ذاتية؟
- الاستقلالية في التعامل مع الاحداث تضمن النجاح للعملية السياس ...
- مابين تلبية مبادرة السعودية و رفضها
- كيف يتناول الاعلام العربي القضية الكوردية
- الشعب العراقي يصوٌت ودول الجوار تشكل الحكومة !!
- كوردستان و التعامل مع تداعيات العولمة
- الحوار المتمدن منبر اليسار المعتدل
- اعتدال اي قائد قد يضمن ادارته لهذه المرحلة في العراق بنجاح


المزيد.....




- صحفي إيراني يتحدث لـCNN عن كيفية تغطية وسائل الإعلام الإيران ...
- إصابة ياباني في هجوم انتحاري جنوب باكستان
- كييف تعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسية بعيدة المدى وموسكو ت ...
- دعوات لوقف التصعيد عقب انفجارات في إيران نُسبت لإسرائيل
- أنقرة تحذر من -صراع دائم- بدأ باستهداف القنصلية الإيرانية في ...
- لافروف: أبلغنا إسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية بعدم رغبة إير ...
- -الرجل يهلوس-.. وزراء إسرائيليون ينتقدون تصريحات بن غفير بشأ ...
- سوريا تدين الفيتو الأمريكي بشأن فلسطين: وصمة عار أخرى
- خبير ألماني: زيلينسكي دمر أوكرانيا وقضى على جيل كامل من الرج ...
- زلزال يضرب غرب تركيا


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - عماد علي - الديموقراطية و ما تجلى من دور الاحزاب في انتخابات معلمي كوردستان