أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - عماد علي - دلالات النقاط المشتركة بين هوية الفيلية و الشبك















المزيد.....

دلالات النقاط المشتركة بين هوية الفيلية و الشبك


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 3203 - 2010 / 12 / 2 - 14:54
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


بداية لابد ان نذكر ان التاريخ و الحوادث المتعاقبة فيه و ما يمر به الانسان او المكون الموجود على بقعة معينة من الارض سيترك من التراكمات او الترسبات او العوامل التي يمكن ان نستدل بها اونقرا ما جرى في الحقبات الغابرة بتحليل المتوارث منه ، و يمكن تحديد المؤثرات التي تكون سببا للتحولات البارزة التي اثرت على التركيبات فيه، ولكن عندما تكون العملية بطيئة و جارية في مراحل طويلة الامد سيكون الزمن هو العامل الحاسم في نسبة التغييرات التي تحصل و لن تكون واضحا للعيان في حينه، اي التغييرات و التحولات و احيانا القفزات في الشكال و الطبيعة و بامتداد الوقت تصل و تتعمق الى الجوهر ، ربما لا تكون محسوسة في وقته، فيحتاج الى جهد و عقلية لاعادة الامور الى نصابها.
انطلاقا مما سبق و ليس نابعا من اي ايديولوجيا او تعصب او انحياز، يمكن دراسة واقع الكورد الفيلية و الشبك في زماننا هذا ، ان الموقع الجغرافي للمكونين الفيلي و الشبك يعتبر من اهم الابواب التي يمكن لاي باحث الدخول الى عالمهما و بيان النتائج العلمية الصحيحة حول هويتهما و من ثم اعلان الراي و الموقف استنادا على الواقع و بدلائل مقنعة.
الكورد الفيلية كموقع جغرافي يعيش في جنوب كوردستان و على جانبي الحدود العراقية الايرانية و بمحاذاة قوميتين سائدتين هما العرب و الفرس و منتشرون في المدن المشابهة في التركيب و الشكل، فالمدن خانقين و جلولاء و مندلي و بدرة و جصان و حتى النعمانية و العزيزية قريبون جدا فيما بينهم من حيث الخصائص و السمات و التركيب على الرغم من ان بعضهم اكثر التزاما باصالتهم نتيجة قربهم من العمق التاريخي لقوميتهم الكوردية و بُعد المؤثرات و الضغوطات الخارجية شيئا ما عنهم و افساح المجال لهم اكثر من غيرهم لاسباب ذاتية او موضوعية ليس مكان لذكرها هنا ، و هذا ما ادى الى بقاء شدتهم و عزمهم في الارتباط بالبعد القومي على الرغم من وضوح تاثيرات الثقافة العربية على كيانهم في هذا الجانب من وطنهم . اما في الجانب الاخر، فنرى مدن كرمانشاه و عيلام و خوزستان ، فان الثقافة الفارسية و تداعياتها و قربها الشديد عن الكوردية تدخلت في صب المؤثرات على التغييرات الحاصلة في حياتهم و طبيعتهم، فان كان للجانب العراقي دور كبير كمؤثرات اللغة او العادات او التقاليد التي اكتسبوها او دخلت اليهم بشكل من الاشكال، فان الجانب الايراني كان له التاثير الديني المذهبي الواضح المعالم عليهم، و لذلك نرى اختلافا واضحا فيما بين جانبي الحدود بشكل معين لو دققنا في خصوصياتهم و طبيعة معيشتهم بشكل كبير، و الجانبين من اصل و مكون واحد على الرغم من تسميتهم في الجانب العراقي بالكورد الفيلية و في الجانب الايراني باللور او الكلهور.
اما الشبك فهم يشكلون هلالا واضحة المعالم حول مدينة الموصل و متواجدون في تلكيف و شيخان و حمدانية و باشيك و برطلة و حتى الكوير، اي جغرافيتهم مرتبطة ايضا ببعضها كما هو حال الفيلية الا انها تقع بمحاذاة العرب فقط دون الفرس مهما قيل عن مجيئهم من سفوح جبال زاكروس و انهم انتشروا في سهول و سفوح جبل مقلوب ، لذلك نجد ان التاثيرات البائنة على محياهم المظهري نابع من جانب واحد فقط ، و الضغوطات التي تعرضوا لها اشد و اقوى من الكورد الفيلية من ناحية محاولات تغيير معالمهم و بزمن اطول، و هل رضخوا لها ام لا فهذا كلام يراد التعمق فيه من اجل بيان الاصح وفق الابحاث العلمية. و لكن الكورد الفيلية تعرضوا للابادة و المسخ و طمس الهوية في مدة قصيرة جدا نسبة الى الشبك.
النقطة السلبية المشتركة المساعدة لنجاح فعالية المؤثرات على كيان الاثنين معا هي موقعهم الجغرافي لهم وهم بمحاذاة الشعبين وفي الاطراف و لم يكونوا في العمق مما سهل من مهمة المعادين لهم في جميع الجوانب، و كانوا نقطة فصل بين عمقهم القومي مع القوميات السائدة و المسيطرة و اصحاب الدول و الهيمنة و القوة ، و هذا ما كان العامل المساعد الاخر في التاثير فيهم من حيث الفكر و الثقافة و الطبيعة الاجتماعية و الاعتقادات و الطقوس و العادات و التقاليد.
كان للحكم الجائر في العراق في تاريخه الحديث اثاره السلبية عليهم اكثر من غيره، لكثافة الضغوطات في فترة زمنية قصيرة ولمراحل عديدة و التي استغلوا فيها تشتتهم، ومما نستنتج كيفية تغيير المعالم و المظاهر فيهم، الا ان الاصالة و الايمان المعمق باصلهم و عقلياتهم و افكارهم لازالت العامل الهام في بقاء تعلقهم بقوميتهم و اصولهم و هو العامل الرئيسي الحاسم لازالة الرواسب و البقاء على الاصالة في تركيبتهم الحقيقية مؤمنين بالانسانية و التعايش و احترام الاخر.
فان كان للجغرافيا دورا سلبيا عليهم فان الحكومات المركزية و السلطات القمعية و السياسات المتبعة من قبلهم و محاولات تغيير الهوية و طمس الكيان زادت الطين بلة فيهم و تمكنت هنا و هناك في ضرب وحدتهم ، و كانت للدكتاتورية البعثية في المرحلة الاخيرة اسلوب فضيح في الضغط عليهم و بحجج واعذار واهية محاولا طمس هويتهم الخاصة و التي لا تختلف عن الهوية الكوردية الاصيلة باي شكل كان، ومن المفرح ان نقاط الالتقاء اكثر من الاختلاف في جوهر و مكنون تركيبتهم ، و ما تاثر بهذه الضغوطات هو المظهر فقط.
اما الاقتصاد الذي يعتبر الركن الاساسي في بقاء هوية اي مكون، فانهم حوربوا في هذا الجانب ايضا، و كان للعملية التي تعرض لها الكورد الفيلية من الاثرياء التجار و المسيطرين على مفاصل التجارة في بغداد اهداف في هذا الجانب و كانت بحق قرصنة بايدي حكومة مركزية ، و ارادت به النظام القمعي الضرب في العمق من اجل خذلانهم و بقائهم تابعين ، و من ثم اكمل الجريمة بتسفيرهم و ترحيلهم بعد الابادة الجماعية التي تعرض لها شبابهم و شيوخهم.
فان كانت هذه من العوامل السلبية المؤثرة على وحدتهم الا ننا نجد ما يبشر بالخير في اعادة عافيتهم نتيجة تشخيص المصاعب و محاولة ازالة الصعوبات امام اعادتهم الى ماكانوا عليه من الكيان النظيف النشط و هم يحملون روح الالتزام بجواهرهم و اصالتهم و يتمتعون بثقافة و وعي يمكن ان تفيد الكيان الكوردستاني بشكل عام، و يجب ابتداءا اعادة مياههم الى مجاريها و قطع دابر المؤامرات التي تحاك ضدهم وما يتربصون من استغلال الثغرات التي بناها الحكومات المركزية المتعاقبة في كيانهم.
اهم العوامل التي يمكن ان يتفائل بها الباحث ويستند عليها هو ارتباط هاتين الشريحتين بالارض التي ولدوا وترعرعوا فيها و بقاء تلك الروابط النفسية الروحية القوية بينهم و مع ابناء جلدتهم من الكورد على العموم و بقاء حس الانتماء الى المجموع و عدم نسيان التاريخ ، و الثقافة المتراكمة تبقيهم دون تغيير جذري و الهوية المشتركة و نقاط الالتقاء اكثر من الافتراق ، و بعد مسح العقبات التي بنيت امام تقدمهم من قبل النظام الدكتاتوري الذي مارس عليهم ما شاء، ستعود العافية الى كيانهم و طبيعتهم و معيشتهم كما يعلمنا التاريخ العميق لهم .
النقاط المشتركة بين الشبك و الفيلية سوى كانت ناتجة من مجريات الامور التي تعرضا لها ام من طبيعة المكونين و جوهرهما و بنيتهما فانهما يدلانا على انهما ضمن النسيج الكوردي الاصيل و الزمن كفيل لاعادة موقعهما و العيش على ارضهما بسلام و امان، و ما يُسمع من النعيق هنا و هناك حولهما ليس الا صادرا من بقايا و حاشية الدكتاتورية البغيضة.



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف تُمحى مخلفات عقلية البعث في العراق؟
- ما يحدد العلاقات و طبيعة التعامل مع البعض
- هل من مصلحة العلمانية محاربة الدين بشكل صارخ ؟
- عوامل نجاح المالكي في مهامه الصعبة
- التاثيرات المتبادلة بين العولمة و العلمانية
- اين الثقافة الكوردستانية من القيم الانسانية البحتة
- مرة اخرى حول الثراء الفاحش و الفقر المدقع المنتشر في منطقتنا
- رفع العلم الكوردستاني في البصرة لعبة مكشوفة للجميع
- مغزى انعقاد المؤتمر الدولي الكوردي السابع في مقر الاتحاد الا ...
- السلطة الكوردستانية و التركيز على تطبيق الديموقراطية في المر ...
- اية حكومة تناسب الوضع العراقي الحالي ؟
- من ارتضى بمبادرة البارزاني بقناعة ذاتية؟
- الاستقلالية في التعامل مع الاحداث تضمن النجاح للعملية السياس ...
- مابين تلبية مبادرة السعودية و رفضها
- كيف يتناول الاعلام العربي القضية الكوردية
- الشعب العراقي يصوٌت ودول الجوار تشكل الحكومة !!
- كوردستان و التعامل مع تداعيات العولمة
- الحوار المتمدن منبر اليسار المعتدل
- اعتدال اي قائد قد يضمن ادارته لهذه المرحلة في العراق بنجاح
- الديموقراطية كانجع سبيل للتوجه نحو اللاعنف


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - عماد علي - دلالات النقاط المشتركة بين هوية الفيلية و الشبك