أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عماد علي - هل تكميم الصحافة لمصلحة العملية السياسية في كوردستان














المزيد.....

هل تكميم الصحافة لمصلحة العملية السياسية في كوردستان


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 3233 - 2011 / 1 / 1 - 13:23
المحور: الصحافة والاعلام
    


تحاول السلطة في كوردستان و بالاخص الحزب الديموقراطي الكوردستاني اللجوء الى الطرق القانونية لتضييق مساحة الحرية التي انتجها الشعب و ضحى من اجلها بالغالي و النفيس قبل غيره، و بشتى السبل.
بعد المضايقات العديدة و محاولات المنع و سد الطريق امام عمل الصحافة بالوسائل البدائية اتجهت هذه القوى الى ما يمكن ان نعتبره طرقا حضارية وانما لاهداف غير حضارية، و بعد تغيير الاوضاع و الثقافة العامةفي كوردستان بشكل ملحوظ و عدم امكان هؤلاء من استدامة ذات الممارسات السابقة التي كنا نعيش في ظروف و اوضاع لم يتجرا احد من قول الكثير من الحقائق بشكل علني ، لم يعد بامكان هؤلاء الاستمرار في نفس النهج نتيجة انتشار وسائل عديدة للتعبير عن الراي و المواقف، و ما ساعد ذلك هو التقدم التكنولوجي و الاتصالاتي ، فلم يبق غير المحاكم التابعة لهم ليتوجهوا اليها من اجل تكميم الصحافة و الضغط عليها و عرقلتها و محاولة منعها في بيان الحقيقة كما هي، و ياتي هذا الاسلوب بعد فشل محاولات الترغيب و الترهيب التي اتبعوها من قبل، و كما هو الحال سعة الصحافة و الاعلام و ارتفاع مستوى الوعي العام و نشوء و ابراز جيل جديد ترعرع في اجواء الحرية النسبية بعيدا بعض الشيء عن الخوف الدائم و الانعزال المستمر الذي كان مسيطرا على مخيلة و افعال الجميع ابان النظام السابق المقيت لم يدع ما تنويه الاحزاب و الشخصيات المتسلطة من تحقيق اهدافها بشكل سهل .
اليوم و بعد ظهور الصحافة المستقلة الاهلية بعيدا عن ما تفرضه الايديولوجيا و الصراع السياسي، تحاول جهد الامكان طرح ما يهم الشعب و ما يخصه على الراي العام ، و تحاول كشف ما يجري وراء الستار بعيدا عن اعين المجتمع رغم منع المعلومات عنها، و اليوم لم يعد الشعب اخر من يعلم مادامت هناك صحافة حرة مستقلة هدفها الوحيد بيان و توضيح الحقيقة بشكل مطلوب، و لن تمر لعبة سياسية ليست لمصلحة الشعب مرور الكرام، و الصحافة هي التي تفرض الرقابة الرصينة على افعال و اساليب و سلوك و تصرفات السلطات، و تراقب محاولة الاحزاب من التدخل في شؤونها بشكل مباشر.
المصلحة الحزبية و الشخصية في اكثر الاحيان تتقاطع مع الشفافية و كشف الحقائق امام الملأ، لذا يحاول من تتعرض مصلحته لشيء من التضييق ( التي تكون اصلا على حساب الشعب) لضغوط الشعب و تتاثر شعبيته عند طرحه على الاعلام، و لم يبق امامهم الا ما يمكن ان يذعن لهم من بعض اركان السلطات، مستغلين نفوذهم في وضع العراقيل امام هذه المهنة الانسانية النبيلة قبل اي شيء اخر و التي يفيد ما يطرح بها كافة الفئات، و به يمكن تقويم الحكم و تهذيب العملية السياسية و ترشيدها بشكل مقبول.
لا يوجد احد و هو محب للشعب و يضع مصالحه امام الاعين، و هو يريد تلفيق ما يجري من الامور و تضليل الشعب، و هو بمستوى الصحفي المثقف الماهر الذي اتخذ هذه المهنة لخدمة المجتمع و قضاياه العامة و الحفاظ على مصالحه العليا، و لن يكون هناك خط احمر امام اي توجه يعتقد انه يقع لصالح الشعب و مستقبله، و لا يمكن للصحافة الصادقة الرصينة ان تضع مصلحة شخص او حزب مهما كان موقعه فوق مصلحة الشعب .
الاحزاب من حقهم ان يعملوا وفق ما يفيدهم و لكن دون التعرض لمصالح الاخرين و الشعب بشكل عام، و لا يمكن منع الاخر من بيان ما يقدم عليه الحزب او الشخصية المعنوية او سلطة ما ضد المسيرة التقدمية و مستقبل اجياله .
ما يقدم عليه الحزب في كوردستان عند لجوئه الى المحاكم دون ان يرد على ما يطرح على الصحافة بنفس الطرق و الاسلوب و بما لديه من وسائل الاعلام الوفيرة مشكوك فيه وحتى في قانونيته لان النوايا ليست واضحة و لم تكن من اجل اعلاء شأن القضاء و احقاق العدل بقدر استغلاله لها في تحقيق المرام المدفون، و الا لماذا لم يلجا الى المحاكم و الادعاء العام في تحقيق و اظهار الحقيقة في القضايا العامة و الصفقات الكبرى و ما يخص المجتمع بكل فئاته، بل يتوجه الى المحاكم حال تعرض شخصيات و مقدسات حزبية خاصة لديه و الذي لا يتوائم مع ما هو عليه العصر مهما اعتبر التاريخ و الجذور التي يدعيه بانه ينبع المدعي منه انه اطهر من الاخرين ، و هذا خلاف لما نحن فيه من الانسانية و حقوق الانسان.
لو اعتبرنا القضاء مستقلا فرضا و ليس تحت هيمنة و نفوذ الجهات السياسية، ولو انهم عينوا من قبل الاحزاب و السلطات بعيدا عن البرلمان، و اننا نتكلم بعيدا عن مصالح القضاة في مثل هذه الظروف السياسية و الاقتصادية و الثقافية و الاجتماعية المعلومة في كوردستان، ولو تاكدنا من نزاهة القضاء و عدم رضوخه لمتطلبات السياسة و السياسيين و الاحزاب و مصالحهم، فهل يمكن الاستناد على قوانين مضت عليها عقود و هي من صنع اعتى دكتاتورية في العالم، و لماذا الانتقائية في اعتماد القوانين ان لم تكن هناك اهداف و متطلبات سياسية حزبية قحة ورائها.
اذن تكميم الصحافة باسلوب و طريقة ظاهرها حضاري و جوهرها بليد و غير سليم بل هو عمل غيرعصري يراد به الباطل بعينه، و هذا لم يكن فقط ضد مسيرة الاعلام الحر التقدمي فقط كاحد اركان الديموقراطية و ضمان مصالح الشعب بل هو عائق كبير و سد منيع امام العملية السياسية برمتها و بكامل نركيبتها و اهدافها، و ينعكس هذا بشكل سلبي على مصلحة الشعب و مستقبل اجياله على المدى القريب و البعيد، و حتى يضع ما يهدف اليه اقليم كوردستان امام المحك و يخلق ما يشك به من النوايا للاحزاب و الشخصيات و تشدقهم في اقدامهم على التضحية من اجل مستقبل الامة الكوردية و الشعب الكوردستاني.



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاولويات اليسارية في ظل سيطرة الايديولوجية الراسمالية على ا ...
- الديموقراطية و ضمان تكافؤ الفرص امام الجميع
- ماوراء عدم اسناد منصب سيادي للمراة في العراق
- هل يمكن تطبيق الديموقراطية الحقيقية دون اية انتخابات عامة ؟
- هل المجتمع العراقي يتحفظ عن التجديد حقا؟
- يجب ان لا يخضع حق تقرير المصير للمزايدات الحزبية
- الديموقراطية في كوردستان بين ثقافة المجتمع و دور النخبة
- الفضائية كخطوة اولى لترتيب بيت اليساريين بكافة مشاربهم
- هل يضطر المالكي لتشكيل حكومة الاغلبية
- الكورد بين مصالحة التاريخ و مخاصمته
- مَن تختاره الكتل ليكون وزيرا في الحكومة العراقية
- الديموقراطية و ما تجلى من دور الاحزاب في انتخابات معلمي كورد ...
- دلالات النقاط المشتركة بين هوية الفيلية و الشبك
- كيف تُمحى مخلفات عقلية البعث في العراق؟
- ما يحدد العلاقات و طبيعة التعامل مع البعض
- هل من مصلحة العلمانية محاربة الدين بشكل صارخ ؟
- عوامل نجاح المالكي في مهامه الصعبة
- التاثيرات المتبادلة بين العولمة و العلمانية
- اين الثقافة الكوردستانية من القيم الانسانية البحتة
- مرة اخرى حول الثراء الفاحش و الفقر المدقع المنتشر في منطقتنا


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عماد علي - هل تكميم الصحافة لمصلحة العملية السياسية في كوردستان