زيارات المالكي لدول الجوار وحاجة العراقيين الى الاستقرار

صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 3160 - 2010 / 10 / 20 - 02:03
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

ونحن في خضم أجواء الزيارات المتواصلة لرئيس الوزراء نوري المالكي والتي ابتدأها بسوريا وتبعها بالأردن ومن ثم إيران ـ وفي نيته زيارة بلدان أخرى ولاسيما العربية ـ نود الإشارة الى اننا نطمح من مسؤولينا ان يستغلوا الأجواء التي توفرها مثل تلك الزيارات، لمعالجة جراح العراق، التي تسببت فيها بعض تلك الدول الإقليمية، إذ ان لدى ابناء شعبنا كثيراً من القضايا العالقة التي تستوجب النقاش المستفيض مع تلك الدول للوصول الى قرارات حاسمة بشأنها.
لم يزل الهم العراقي المتولد عن هجرة الآلاف من العراقيين، ومكوثهم في دول الجوار ولاسيما في الأردن وسوريا يولد في النفس قلقاً كبيراً ويثير الشجون. صحيح ان تلك الزيارات ترتبط بمساعي السيد رئيس الوزراء لتشكيل الحكومة ومحاولته إبراز صورة ايجابية لدى تلك الدول، و طمأنتهم بشأن سياسة حكومته المرتقبة، فيما لو كلف شخصياً بتشكيل الوزارة ونجح في ذلك، ولكن الصحيح أيضا هو تفعيل المباحثات بشأن القضايا العالقة التي تهم العلاقات بين تلك الدول وبين مواطنينا، ولاسيما ما يتعلق منها بالتصرفات غير العادلة من قبل المراكز الحدودية في بعض الدول الإقليمية بحق المواطنين العراقيين، في اثناء تنقلهم بين تلك البلدان والعراق، ومحاولة اللجوء الى إجراءات تمييزية بحق المسافرين العراقيين من دون بقية الأجناس، ما يولد شعورا بالظلم والغبن لدى العراقيين بما يسيء الى المحاولات الرامية لتحسين العلاقات، وزرع بذور المودة بين شعبنا وشعوب تلك البلدان. كما ان لدى مواطنينا الساكنين في تلك الدول مشكلات جمة تستوجب المعالجة الفورية، ناهيك عن الحاجة الى حث الدول التي يتسرب منها المسلحون على مسك حدودها و إيقاف عمليات التسلل الى العراق.
كما نتمنى ان تشمل جولة رئيس الوزراء زيارة المملكة العربية السعودية والتي شهدت علاقة العراق بها توترا متواصلا طيلة وجود السيد المالكي على سدة الحكم اثناء السنوات الماضية، اذ ان لتحسن العلاقات مع السعودية فوائد كبيرة تتحقق للعراق في جميع القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، اذ تعد السعودية بلداً محورياً على صعيد المنطقة والعالم، وان من الحكمة ان نحاول معالجة السلبيات في العلاقة معها وبلورة سياسة جديدة تحاول عكس صورة ايجابية لدى المسؤولين في ذلك البلد، اذ ان المستفيد الاول من مثل هذا الامر لو تم هو المواطن العراقي الذي يطمح الى علاقات طبيعية مع الدول الاخرى وشعوبها بعد عقود العزلة التي عاشها العراقيون عن محيطهم وعن العالم.
الأمر الآخر الذي ينعكس بالإيجاب على وضعنا بوساطة تحسين علاقاتنا مع السعودية هو التنسيق معها في الجانب الأمني لغرض الحد من تسرب المسلحين عن طريق الحدود الغربية للعراق، اذ ان السعودية تعاني بدورها من عمليات القتل والتفجير ما يعني اننا ـ في حالة تحسن علاقاتنا بها ـ بصدد السعي الحثيث للحد من تفاقم تلك المشكلة وإنقاذ أرواح مواطنينا التي تفتك بهم المفخخات والعبوات الناسفة.
وخلاصة القول؛ اننا نطمح ان تكون زيارة المالكي بصفته من ارفع المسؤولين في الحكومة العراقية ويرأس الجهاز التنفيذي لها فاتحة خير لخدمة العراق والارتقاء بشأنه في جميع مفاصل الحياة من اجل ان يأخذ شعبنا ووطنا دوره في العالم المتحضر.

#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل