أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق الازرقي - حكومتنا المستحيلة














المزيد.....

حكومتنا المستحيلة


صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 3110 - 2010 / 8 / 30 - 11:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان استحالة توصلنا الى حكومة تليق بطموحات أبناء الشعب بات في حكم الحقيقة المرة التي قادنا إليها السياسيون شاءوا أم أبوا. وان تلك الاستحالة تنتج عن كلا الاحتمالين الممكنين في هذه المرحلة؛ الأول هو عدم إمكانية تشكيل الحكومة حتى إذا امتدت عملية المباحثات العقيمة بين الكتل السياسية شهورا أخرى بل ربما سنين، أما الاحتمال الثاني فحتى إذا تشكلت الحكومة فإنها تكون عاجزة عن تحقيق أي شيء ذي قيمة للمواطن بل ربما تكون اعجز من الحكومة الحالية التي بنيت على أساس المحاصصة لاسيما وان كثيرا من الأطراف التي حصدت الأصوات في الانتخابات العامة الأخيرة تطالب بحكومة شراكة وهو وجه آخر اشد إيلاما للمحاصصة والتوافق.
وبالتمعن في كلا الاحتمالين القائمين لكي نحكم على نتائج الحراك السياسي في المرحلة المقبلة، وبما اننا لسنا متنبئين او (فتاحي فال) فإننا سنلجأ قطعا الى الاستدلال بالأحداث الجارية وبالقرائن التي تكشفت طيلة الأشهر الخمسة منذ الانتخابات في آذار، بل قبل ذلك منذ ان ترك مجلس النواب في دورته السابقة مناقشة القوانين الخاصة بتحسين وضع المواطنين والوطن وطفق بدلا عن ذلك الى الإسراع في مناقشة القوانين الخاصة بأعضائه وإقرارها على عجل.
يؤكد بعض من الذين انتخبوا في دورة البرلمان الحالية على ضرورة التئام شمل المجلس ومباشرة أعضائه مهامهم متحدثين عن أعباء المجلس الكبيرة التي سيحملون وزرها لتحقيق رغبات الناس وفي الحقيقة فان الشعب قد برم من جميع الوعود التي يسوقها السياسيون لإزالة يأس الناس من تحسن الوضع بوعود جلها كاذب ويدور في أذهان السياسيين من مطلقي تلك الوعود فحسب.
لم يعد الشعب يصدق بأي شيء فالمتحدثون عن الطفولة ورعايتها يربطون أطفال يتامى عراة الى الأسرة في دور حضانة (الرحمة) من غير رحمة، ومن يطلق العنان لعقيرته بالصياح عن ضرورة تعليم الأطفال وإنشاء جيل عراقي جديد يقوم بالاستيلاء على أجهزة حاسوب مخصصة للأطفال تم شراؤها بمئات الآلاف من الدولارات فيبيعها لحسابه الشخصي بأسعار رمزية.
لقد وقع الشعب العراقي في محنة ما بعدها محنة، لا نقول هذا كي نزرع اليأس في نفوس الناس بل هي الحقيقة التي تفرض نفسها على الأرض في صور القتل اليومي الناتج عن الأداء البائس للأجهزة الأمنية وفي صور الشوارع الملأى بالأنقاض وأكوام القمامة وفي أجواء البلد التي استحالت الى فضاءات من الغبار الذي يطبق بأنفاسه على صدور الناس فيزيد خرابهم الصحي فوق خرابهم المعيشي.
يعرف السياسيون كل ذلك وبعضهم يعرف حتى خفاياه وتناقضاته وما وراء الستار، فلا يفكرون بالتوصل الى حلول آنية لمشكلات الوطن والمواطن بل انهم يظهرون يوميا من على شاشات التلفزيون مبتسمين وضاحكين ـ ولا نعرف لماذا يبتسمون ويضحكون ـ، هل ان ابتساماتهم هي على أشلاء الضحايا الذين تحصدهم المفخخات والأحزمة الناسفة وتغتالهم المسدسات الكاتمة ام انها على فشلهم المريع في تجاوز تفكيرهم الضيق وتغليب مصلحة الوطن على مصالحهم الشخصية ومصالح أحزابهم ومثل ذلك الهدف يبدو انه لن يتحقق و اننا مقبلون على تأخيرات أخرى وأيام اشد سوادا.
وعلى افتراض تحقق الاحتمال الثاني ونعني به توصل القوى السياسية الى تفاهمات نهائية بشأن تشكيل الحكومة بل وتشكلها فعلا، فان المتوقع ان تكون بدورها نهبا لتجاذبات أطرافها مرة أخرى وستشكل أكثر من وزارة للداخلية ومثلها للدفاع، ولن نعدم ان نجد مرة أخرى قياديا في الجيش يطالب بعدم تجهيز الجيش بالأسلحة المتطورة ويعلن عدم اهليته! وستتكاثر الوزارات الخدمية التي أصبحت في عرف السياسيين بمنزلة المناصب السيادية التي يجري التنافس بشأنها لكثرة الأموال المخصصة لها التي يسيل لها لعاب البعض، أما الكهرباء التي لن تتواصل الحياة الطبيعية من دونها فسيجري عقد صفقات مشبوهة أخرى لاستجلاب المحطات وتركها تصدأ في المخازن ويجري تزجية ما تبقى من عمر الوزارة باستيراد أعمدة من الحديد الرديء لا نفع فيها ستتآكل بدورها في المخازن او في العراء من دون ان نستعملها وستنبثق اقتراحات أخرى تُصرف عليها مليارات الدنانير من قبيل (خطة الامبيرات العشرة!) من دون ان تفلح في تزويد المواطن بأدنى حاجته من الكهرباء.
وإذا كنا أنشأنا وزارات لم تفعل ولن تفعل شيئا مثل وزارات شؤون مجلس النواب وحقوق الإنسان والبيئة والبلديات والأمن الوطني والمجتمع المدني والمرأة وغيرها من المسميات التي صنفت على اعتبارات طائفية وقومية فان اغلب الظن ان التشكيلة الوزارية المقبلة ستضاعف عدد الوزارات ـ هذا اذا اتفقوا عليها اصلا ـ وستقوم تلك الوزارات مثلما هو عليه الحال الآن بحيازة التخصيصات من أموال الناس من دون ان تقدم شيئا يذكر ولقد برزت منذ الآن اقتراحات بإنشاء وزارات أخرى ومنها (وزارة المصالحة الوطنية). فكيف سنتفاءل حتى بافتراض تشكيل الحكومة؟
إن التأخير في تشكيل الحكومة العراقية بل استحالة تشكيلها وتأدية دورها المطلوب لم يأت من فراغ بل هو حصاد الأداء غير السياسي للسياسيين الحاليين الذين يحلو لكثير منهم التحدث عن أصول اللعبة السياسية من دون أن يقبل بالرأي الآخر و حرية التعبير والتداول السلمي للسلطة. بات كثير من المواطنين وبعد ان ازداد تذمرهم من سوء الأوضاع في البلد يفضل ان لا تتشكل الحكومة أصلا وان لا يعقد مجلس النواب جلساته لأنهم يعتقدون ان التئام شمل مجلس النواب لن يقدم شيئا لأوضاع العراق بل سيؤخرها وسيبحث النواب الجدد عن امتيازاتهم ومصالحهم كما فعل الذين سبقوهم.
وختاما أقول، إنني لست متفائلا بان تشكل الحكومة في وقت قريب بل ان اتفاق السياسيين على تشكيلها يشبه الاستحالة وسيمتد الى وقت طويل وحتى اذا شكلت فانها ستكون حكومة مكسورة الجناح لن تحل مشكلات المواطن الذي سيبقى يعاني يوميا من دون أي بارقة أمل.



#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيهما الأولى .. تعديل الدستور أم إعادة الانتخابات؟
- نظرة في القوانين السائدة
- أين الاقتصاد في برامج السياسيين
- و لتأخير تشكيل الحكومة أسبابه!
- أرقام استثمارية كبيرة بنتائج شحيحة
- قبل القمة علينا أن نصلح بيتنا أولا !
- الاستهانة بكرامة المواطن
- مشاريع الإسكان وحصة المواطن
- (إجه ايكحلهه عِماها)!
- طبّاخات الرُطب
- خرق دستوري فاضح
- إخطبوط (بول) لفك طلاسمنا
- تحالف المالكي و علاوي!
- حراك الجماهير بمواجهة حراك السياسيين
- أزمة الكهرباء والخدمات مفتعلة
- تقية وزير.. كريم وحيد أنموذجاً
- سيناريوهات الوزارة المقبلة .. فجر العراق الحالك
- مشاريع على ورق!
- تقليص صلاحيات رئيس الوزراء تكريس للفوضى
- اختلفوا على اللجان فهل يتفقون على الرئاسات؟


المزيد.....




- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...
- وسائل إعلام: الدفاعات الجوية الإيرانية تتصدى لهجوم صاروخي وا ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع هجوم ...
- فرنسي يروي تجربة 3 سنوات في السجون الإيرانية
- اقتراب بدء أول محاكمة جنائية في التاريخ لرئيس أميركي سابق
- أنباء عن غارات إسرائيلية في إيران وسوريا والعراق
- ??مباشر: سماع دوي انفجارات في إيران وتعليق الرحلات الجوية فو ...
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية الرسمية نقلا عن تقارير: إسرائيل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق الازرقي - حكومتنا المستحيلة