أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق الازرقي - حراك الجماهير بمواجهة حراك السياسيين














المزيد.....

حراك الجماهير بمواجهة حراك السياسيين


صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 3047 - 2010 / 6 / 28 - 13:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يعد من المقبول أن يتلاعب السياسيون العراقيون بمصائر الناس وتطلعهم نحو بناء دولة تتمتع بالقوة والرخاء.. ولم يعد مسوغا أن يماطلوا في عقد الجلسات الجديدة لمجلس النواب وانتخاب (الرئاسات) والمباشرة بتفعيل السلطتين التشريعية والتنفيذية، إذ ان التأخير في تشكيل الوزارة وفي اختيار رؤساء الوزارة والجمهورية والبرلمان يؤدي حتما الى تذمر الرأي العام العراقي الذي بدأ يتكون بصورة فاعلة منذ اسقاط الدكتاتورية ونظام الفكر الواحد.
ان الشعب العراقي ورأيه العام حَكَم قاس ومراقب جيد للأحداث وان المماطلة في الوصول إلى نتائج فاعلة وسريعة فيما يتعلق بتشكيل الحكومة يؤدي بالضرورة إلى جملة مخاطر تولد بدورها مخاطر أخرى. ومن نتائج ذلك التأخير مثلاً انه ومثلما يجري الاستهانة بالمواطن العراقي والتسويف في التوصل الى حلول لأوضاعه المعيشية والاقتصادية انسجاما مع نتائج تصويته في الانتخابات، فان الشعب بدوره سيستهين أيضا بالسياسيين وينظر إليهم على أنهم غير أهل للمسؤولية وغير جديرين بإدارة دفة البلاد نحو تحقيق مطالب الجماهير التي انتخبتهم..
لم يقدم السياسيون في المحادثات الجارية الآن لتشكيل الحكومة أي برامج لقوائمهم تتعلق بحياة الناس بل ان جل همهم يتمثل في طرح أسماء من يحلو لهم ان يرشحوهم ولاسيما فيما يتعلق بمنصب رئيس الوزراء.
الأمر الآخر الذي سيحصل من جراء التأخير والاستهانة بمشاعر الناس هو ان المواطن سيفقد حماسته للتجديد، الذي ترافق مع الحملة الانتخابية وارتبط بها، تلك الحماسة التي تبلورت في توزع أصوات المقترعين بصورة أساسية بين كتلتين كبيرتين ونعني بهما ائتلافي دولة القانون والعراقية، بدأ عدد يتزايد يوما بعد يوم من المواطنين يجاهر القول في أن تشكيل الحكومة من عدمه لن يجدي نفعا في جلب الأمان والسعادة الى حياته بعد ان طفق يفكر في الإخفاق الذي حصل في ظل ثلاث حكومات متعاقبة طيلة سبعة أعوام، لم تفلح جميعها حتى بتزويده بثماني عشرة ساعة من الكهرباء في اليوم وتركت مدنه نهباً لأكوام القمامة، فكيف يثق بحكومة مقبلة يتصارع أقطابها منذ الآن على الرئاسات، وعلى المناصب السيادية وحتى غير السيادية، إذ يشير المراقبون الى ان المرشحين يعدون حتى دوائر مثل مؤسستي السجناء السياسيين و الشهداء وغيرها بل وحتى الوزارات الخدمية مؤسسات سيادية تتطلب الاستماتة للحصول عليها والتمتع بامتيازاتها.
كما ان هناك أنباء تسربت عن محاولة إبقاء الوزراء الحاليين الفاشلين ووكلائهم ذاتهم كجزء من الصفقات السياسية التي يجري التباحث بشأنها، أي الوزراء ذاتهم الذين يكثرون من الحديث عن انجازاتهم الفلكية الموعودة، التي لم يتحقق منها انجاز جدير بالاحترام برغم مليارات الدولارات التي منحت لهم، كما ان هناك محاولات تجري للإكثار من عدد الوزارات في الدولة بما يفوق الأربعين وزارة، من اجل إرضاء جميع القوى التي ستتحول جميعها الى شريك في الحكم وفي اقتسام المغانم ولا يبقى في المعارضة أي كيان بل ان (الحكوميين) سيحولون أنفسهم الى (معارضين) أنى شاءوا ومتى شاءوا، وذلك بالحديث عن مظلومية الشعب وظلامته التي تسببوا فيها هم اصلا، وبالنتيجة فان معاناة الناس ستتفاقم ولن تحل مشكلاتهم التي ستتكاثر مثل كرة الثلج التي تتضخم بمساوئها في طريق سيرها ولن تنفع السنين الأربع المقبلة في مداواة الجروح والتوصل الى العلاجات الفاعلة.
وبالنظر إلى النتائج المتولدة عن الإخفاق الشامل الذي تمخضت عنه الأوضاع في البلد طيلة السنوات السبع المنصرمة فإننا نرى ان القضايا المتعلقة بتطور العملية السياسية والبناء الديمقراطي في العراق قد أصابها الخلل الكبير وتلكأت، إذا لم نقل انها ربما تكون آيلة للانحدار والنكوص إذا لم يجر التوصل الى تقويم واقعي للأحداث والإخفاقات التي رافقتها والتي تسببت في مقتل عشرات الآلاف من المواطنين في تفجيرات واغتيالات يومية تتواصل حتى الآن من دون توقف ومن دون ان يلوح في الأفق أي أمل بانتهائها.
لقد تراكمت الأخطاء والإخفاقات في ذهن المواطن ابتداءً من عمليات الفساد والنهب العلني والسري لأمواله مرورا بصفقات التسليح غير الفاعلة وأجهزة كشف المتفجرات الفاشلة التي يجري الإصرار على استعمالها برغم انكشاف عدم فاعليتها وملاحقة الشركة البريطانية التي صدرتها إلينا في صفقات غريبة، وليس انتهاء بالتسبب في خنق المواطن في صيف العراق اللاهب بالفشل في تزويده بالطاقة الكهربائية برغم الأموال الطائلة التي صرفت عليها.
أدى كل ذلك وسيؤدي إذا تواصل مسلسل الإخفاق والفشل في تلبية مطالب الناس الى اندلاع التظاهرات العفوية في البصرة وفي غيرها من المحافظات، التي تطالب بحقوقها وبخاصة في الحصول على الطاقة الكهربائية التي جرى إهمالها في ظل الحكومات التي أعقبت إسقاط النظام المباد، تلك التظاهرات التي حاول البعض القول عنها بأنها (مسيسة!)، ونسي ان من طبيعة الاحتجاجات في جميع بلدان العالم ان تكون مسيسة، وانها كثيرا ما تسقط وزراء وحكومات ورؤساء وإلا فانها تفقد قيمتها والمغزى من اندلاعها.
ان فشل السياسيين في التوصل الى حل سريع بشأن تشكيل الحكومة يؤدي بالتأكيد الى تفاقم مشاعر التذمر والغضب لدى الرأي العام العراقي وهو يلمس انه يعاني الشح في أموره الحياتية كافة بل ان اوساطاً كثيرة من العراقيين باتت تشكك حتى في مغزى الانتخابات بل في جدوى العملية السياسية برمتها، إذا كانت مطالبها الحياتية الضرورية لم تلب برغم مرور عدد من السنين هي كافية في عمر الدول والشعوب لتخليص الشعب من مشكلاته ومعاناته لاسيما وان كل شيء متوفر لدينا من الأموال والخيرات.
ان مشاعر الناس وموقفها من الوضع الجديد القائم لن يصب في وجهته السليمة إلا بتحقيق رغبات الناس و تلبية حاجاتهم المعيشية إذ ان العوامل الاقتصادية تشكل أساس بناء المجتمع وعليها يتوقف ديمومته او اخفاقه وان أي مسعى يهدف الى النأي عن تلك الحقيقة يكون مصيره الفشل والانزواء.



#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة الكهرباء والخدمات مفتعلة
- تقية وزير.. كريم وحيد أنموذجاً
- سيناريوهات الوزارة المقبلة .. فجر العراق الحالك
- مشاريع على ورق!
- تقليص صلاحيات رئيس الوزراء تكريس للفوضى
- اختلفوا على اللجان فهل يتفقون على الرئاسات؟
- تأخير تشكيل الحكومة مظهرٌ للاخفاق
- تشكيل الوزارة أم لجان الاختيار؟
- الفشل في استغلال الزمن!
- صحوة أبو الهوا / قصة
- مخاوف من عودة المربع الطائفي العاجز
- حاجتنا الى الأسواق
- في ذكرى التاسع من نيسان
- رموز الفساد تطل من جديد!
- حكومة للكتلتين الفائزتين
- وزارات لا حاجة لنا بها
- افتحوا الخضراء
- روح السياسة الرياضية
- فرصة لعبور التخندقات
- لا لحكومة الشراكة والتوافق


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق الازرقي - حراك الجماهير بمواجهة حراك السياسيين