|
و لتأخير تشكيل الحكومة أسبابه!
صادق الازرقي
الحوار المتمدن-العدد: 3089 - 2010 / 8 / 9 - 14:18
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تبقى الأسباب الحقيقية للتأخير في عملية تشكيل الحكومة كامنة في عقول سياسيي العراق الجديد، اذ يبدو أنهم استطابوا الأجواء الحالية التي يمر بها العراق الذي يعاني شعبه من حر غير مسبوق في ظل انهيار شبه تام للمنظومة الكهربائية وعودة العواصف الترابية التي لم نتوصل الى علاج لها برغم كثرة كلامنا عنها وشكوانا منها، وفي ظل استمرار مسلسل الاغتيالات بكواتم الصوت والتفجيرات والاختناقات المرورية التي من احد أسبابها كثرة السيطرات الثابتة التي لم يفعل معظمها شيئا، وبات بعض جنودها بانتظار القضاء على حياتهم في أي لحظة يشاء المسلحون الذين انفلت كثير منهم من عقالهم بفعل حالة الفراغ السياسي التي يعيشها العراق، ويبدو ان السياسيين غير معنيين بكل ذلك كما ان كثيرا منهم شد الرحال ـ كما في السنين السابقة ـ الى الدول (الباردة) للتخلص من هموم الصيف العراقي بعد ان ضمنوا بيوتا فارهة واقطاعات في بغداد يرجعون إليها متى شاءوا بانتظار ان يتهيأ لهم وضع أفضل يكرسون فيه وجودهم وأملاكهم في الوقت الذي يعيش كثير من العراقيين في بيوت بائسة مؤجرة او تسكن عدة عائلات في بيت واحد صغير المساحة من دون أي أمل في الحصول على سكن مستقل. اغلب الظن ان السياسيين العراقيين يفكرون بتلك الطريقة التي باتت واضحة للعيان، غير ان للشارع العراقي ورأيه العام استنتاجات أخرى يُرجع اليها أسباب التأخير في تشكيل الحكومة، منها ان جميع القوى التي حصلت على أكثر الأصوات في الانتخابات الأخيرة لم تزل تحاول الإبقاء على المناصب التي احتازتها بفعل أسلوب المحاصصة الطائفية والقومية، وليس من السهولة ان تفرط بها، كما ان تشكيل الحكومة الجديدة أياً كان شكلها والتئام شمل مجلس النواب الجديد ربما سيفسح في المجال لفتح ملفات الوزارات التي أصبح الفساد والتقصير في معظمها واضحا للعيان مثلما حصل في وزارتي التجارة والكهرباء. و من اجل منع ذلك ومواصلة الاستئثار بالمناصب يسعى السياسيون من الكتل الفائزة الى الإبقاء على الأمور ذاتها وإطالتها لأكبر حد ممكن، فلوزارة البلديات والاشغال أجندتها الخاصة ورجالها المختارون بأسلوب المحاصصة وللخارجية مثلهم وللنقل حصصها، وهكذا دواليك في شتى الوزارات التي وزعت على أساس طائفي او قومي ما اضر بالعراق ابلغ الضرر وأدام تخلفه وأرجعه الى الوراء بدلا من ان يعمل على تقدمه وهو ما كان معظم المواطنين يتوقعه من التغيير الكبير الذي جرى في نيسان 2003 . يمكن القول ان الشارع العراقي وصل الى وضع فقد الثقة فيه بجميع السياسيين المشتركين في العملية السياسية ولاسيما القوى الفائزة التي تتنافس الآن للاستئثار بالمناصب العليا ومن ثم بوزارات الدولة، بل ان الرأي العام العراقي بات يفصح عن مواقف متطرفة من مجمل العملية السياسية وهو يعرب عن عدم تفاؤله حتى لو جرى تشكيل الحكومة، بل ان كثيرا منهم يفضل إلغاء الانتخابات وتشكيل حكومة طوارئ لعلها تنقذه من محنه المتفاقمة والتي تتكاثر يوما بعد يوم آخر من دون ان يجد بصيص أمل يعينه على تدارك أيامه القاحلة. للسياسيين أسبابهم في تأخير تشكيل الحكومة منها ما هو معلن، والآخر في طي الكتمان لم يتسرب الى وسائل الاعلام، برغم كثرة ظهور هؤلاء على القنوات التلفزيونية. وللشعب وجهة نظره في أسباب ذلك التأخير، وهو المعني قطعا بالنتائج المترتبة على إخفاق العملية السياسية او نجاحها، الشعب الذي أسهم في دفع هؤلاء السياسيين الى الواجهة، غير ان مشاعر الناس من لا جدوى الوضع الحالي بدأت تكبر وتتفاقم وليس من احد بقادر على التكهن بما تؤول اليه الأحداث لو بقي الحراك السياسي بتلك الوضعية المزرية.
#صادق_الازرقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أرقام استثمارية كبيرة بنتائج شحيحة
-
قبل القمة علينا أن نصلح بيتنا أولا !
-
الاستهانة بكرامة المواطن
-
مشاريع الإسكان وحصة المواطن
-
(إجه ايكحلهه عِماها)!
-
طبّاخات الرُطب
-
خرق دستوري فاضح
-
إخطبوط (بول) لفك طلاسمنا
-
تحالف المالكي و علاوي!
-
حراك الجماهير بمواجهة حراك السياسيين
-
أزمة الكهرباء والخدمات مفتعلة
-
تقية وزير.. كريم وحيد أنموذجاً
-
سيناريوهات الوزارة المقبلة .. فجر العراق الحالك
-
مشاريع على ورق!
-
تقليص صلاحيات رئيس الوزراء تكريس للفوضى
-
اختلفوا على اللجان فهل يتفقون على الرئاسات؟
-
تأخير تشكيل الحكومة مظهرٌ للاخفاق
-
تشكيل الوزارة أم لجان الاختيار؟
-
الفشل في استغلال الزمن!
-
صحوة أبو الهوا / قصة
المزيد.....
-
-التهجير جريمة حرب-.. شاهد ما قاله سامح شكري لـCNN حول استقب
...
-
لافتة -تل أبيب هي ساحة معركتنا- في طهران تثير مخاوف الإيراني
...
-
مصر.. سر صورة الرئيس بوتين على محل الفضيات وسط القاهرة (فيدي
...
-
بايدن: الشركات الأمريكية ستستفيد بشراء الأسلحة في حال المواف
...
-
الحكومة الأردنية توجه رسالة للمواطنين بشأن طلعات سلاح الجو ا
...
-
إعلام بريطاني: انفجار في مصنع للذخيرة في ويلز
-
الجيش الإسرائيلي يشن غارات ضد أهداف -لحزب الله- في بعلبك
-
الفلسطينيون يحيون يوم الأسير
-
إلغاء مؤتمر تضامني مع فلسطين في جامعة ليل الفرنسية
-
على ماذا استند القضاء الأردني في حل حزب الشراكة والإنقاذ؟
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|