أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علي محيي الدين - جسور الغالبي














المزيد.....

جسور الغالبي


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 3156 - 2010 / 10 / 16 - 23:47
المحور: الادب والفن
    


محمد علي محيي الدين
عن مجلة الشرارة التي تصدر عن محلية النجف للحزب الشيوعي العراقي صدر ضمن مطبوعاتها ديوان الشاعر الأديب الأستاذ رحيم ألغالبي الذي أختار له عنوانا مميزا يوحي بما حوت دفتيه فهو (جسر من طين) ربما أعده ألغالبي من طين العراق الحري الذي تميز بأريجه الخاص وصلابته المعروفة،جسر لعبور الجميع إلى شواطئ المحبة والسلام بعيدا عن الأقانيم الإرهابية المؤدلجة بلعلعة الرصاص وأزيز المفخخات ،وبحار الدم التي أغرقت البلد وأحالته إلى ركام.
وألغالبي ليس بعيدا عن الهم الوطني ،فقد خاض معترك السياسة وناء كاهله بأعبائها ،وناله الكثير من رذاذها ،فكان إلى جانب آخرين نأوا بأنفسهم عن الانغمار فيما غرق به الكثير من الشعراء الشعبيين،فلم تنغمس أقلامهم في حبر العهر ألصدامي ،وكانوا يعيشون على هامش الأحداث،بعيدا عن الوسط الثقافي الملوث بقيح الفكر ألبعثي الهجين،وكان صمته تعبير صارخ عن الاستهجان والرفض للانحطاط الذي وصل إليه الأدب الشعبي عندما أصبح عواء للقادسية وخوار لأم المهالك،ومزامير للقتل والدمار والفناء ،فانصرف لمناجاة من يحب سالكا الطرق الضيقة والدروب المتعرجة ليحوم حول الهدف دون الوصول إليه في رمزية كانت معلما من معالم الشعر الشعبي يوم كان سيف الجلاد مشهرا على الرؤوس.
وما أن آن لدولة البعث أن تدول حتى انطلق ألغالبي من جديد ليسهم فيما أسهم فيه غيره من الشعراء لتأخذ القصيدة مكانها في مسيرة الوطن وإعادة البناء فكان له حضوره في المهرجانات الوطنية ،ومكانه في الصحافة العراقية ،وما كان لشعره أن يكون مباخر للحاكمين،أو جسورا للمتسلطين فكان الرفض معلما لشعره بعد أن سارت الأمور في طريق آخر بعيدا عن الطموح لبناء الوطن الحر والشعب السعيد فقد كان للتغيير أجندته الغريبة ،وتوجهاته البعيدة عن المصالح الوطنية،فكان للفسحة الجديدة من الحرية أن تأخذ ألغالبي ليكون صوتا من أصوات الرفض لما حدث أو يحدث من مفارقات.
والديوان على صغره فيه ملامح من تجربته الشعرية فهو يمثل فترات متباعدات من حياته ويرسم صورة لرؤيته الفنية ونزعته في التجديد والعبور بالقصيدة عن السطحية والتقريرية ، فهو نتاج المدرسة الحديثة للشعر الشعبي التي نأت بالشعر عن عفويته ومباشرته وانتقلت به إلى الصور الجديدة التي استلهمت التراث العالمي صورا للتعبير عما تريد ،وهذا الشعر ربما لا يجد رواجا للذائقة الجديدة لشعراء ما بعد الحصار ،فقد أستلهم هؤلاء صور لا تتعدى الأطر الفكرية لشعب ناء بآلام الجوع والحصار والموت المؤجل فلجأ لسماء رأى فيها خلاصا مما هو فيه فكان أن غرق في متاهات عادت بفكره لعصور الظلام والتخبط ،واستمد التصورات التي تجاوزها الزمن لتكون صورا باهته في أخيلة الشعر الشعبي لينكفئ بعيدا عن الحداثة وما وصل إليه العالم في تجاوز لها وعبور لمضامينها فكانت الصور الشعرية لا تتجاوز التفكير الشعبي الساذج لأحداث ما عادت تشكل شيئا في المنظور الفكري لطلائع القرن الجديد.
ولو تجولنا في جسور الطين لوجدنا أن الشاعر لم ينسلخ عن مدرسته القديمة التي تمثل النضج الفكري للشعراء الشعبيين فهو لا زال يسعى لتأصيل المدرسة وبيان ملامحها من خلال صوره التي تمثل رؤية فنية كاملة يستطيع القارئ تلمسها في الصور المجترة من واقع الحياة:
كال أعمى:
أرسم لي صورة... أتعجبت
من رسمت الصورة كلي فتشت!!
كتله ليش؟ أشلون؟ كلي:
الخير أجاك ...بس غشيم وفلشت
وهو شاعر الومضة بلا منازع،فقد أستطاع بمخيلته المكتنزة بالكثير من الصور اجترار صور من واقع الحياة فيمنحها لمساته الفنية ويخرجها بإطار جديد،والومضة قصيدة قصيرة تعبر عن واقع كبير لا يستطيع التجويد بها إلا القلة من الشعراء ،والغالبي منهم دون منازع،وومضاته حافلة بالمدهش من الصور الواقعية التي أستطاع توظيفها ليخرجها بإطار فني جذاب:
حبّيب حلو ومر
مثل الحقيقة
ضحكته اعله الكاع طاحت.....
خضّرت كلها حديقة
أو قوله في أخرى:
هلكد حباب انته بروحي
حباب أتظل
حتى أغلاطك
تانيت و ممليه محاطك...!!
حسبالي أتورث بالدنية
مدريت :
مبلل شخاطك
أو قوله:
مسحت وبعيني الحلم
من مرت اسنينك مغيره
تكول طيرة ..!!
يبني بيت
ويسلب بحيطان غيره!!
وفي ورد النرجس يطوف بنا في عوالم من الروعة والجمالية ،فهو يستلهم رؤاه وهواجسه من محيطه المليء بالكثير مما يثير كامن نفسه ويجعله طائفا بين سواقي الروح وجسور الطين التي ما عادت كما كانت قادرة على المطاولة في مواجهة أعباء الحياة وما تفرزه الأيام في دورتها :
مثل ما يثلم الخبزة ..ثلم كلبي
صلاة الصبح حسبالك..
وأكابل بيها بس ربي
مسح بعيونه من يخزر
نبض كلبي
عذاب العمر كضيته
وعتاب الكاه بنص كتبي
رسم عالحايط من أبعيد
هواجس روحي نور وضي
مشه الحايط وظل ألفي!!!
عبرت شكد شواطي وياك
عافتي الجروح وثبت بس ألمي
مشت ليش الشوارع
ظلت الخطوات تتعثر بغربه وهم
صرت اطشر وألتم



#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزن ديرة
- مبروك جائزة أبن رشد
- حلوين
- حكومة بابل تحرم الغناء والموسيقى
- إذا لم تستحي
- من الذي خول الشابندر بالتفاوض بديلا عن العراقيين
- الزواج السياحي
- القوى الأمنية في الديوانية وموقفها الدنيء من الشيوعيين
- من يتحمل مسئولية التزوير في شبكة الحماية الاجتماعية
- قانون عفك
- أستيراد الحصن للحلة
- أنغام في مسيرة الرفيق جليل حسون عاصي
- لكم والله فضحتونا
- هل حقا أنهزم اليسار في الانتخابات العراقية
- قمع التظاهرات وادعاءات الديمقراطية في العراق
- لم يكفر زيباري
- كيف تحل مشكلة رئيس الوزراء
- لا علاوي ولا المالكي سيكون رئيسا للوزراء
- آني أعرف ....منو أبوه
- لماذا لا يدفع العراق تعويضات إلى إيران


المزيد.....




- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...
- -يونيسكو-ضيفة شرف المعرض  الدولي للنشر والكتاب بالرباط


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علي محيي الدين - جسور الغالبي