أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد علي محيي الدين - أنغام في مسيرة الرفيق جليل حسون عاصي















المزيد.....

أنغام في مسيرة الرفيق جليل حسون عاصي


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 3112 - 2010 / 9 / 1 - 23:39
المحور: سيرة ذاتية
    


البيت ...السياج ....الطريق... هل هو أحجية ،أو حزورة أو تعويذة لساحر عجيب،قادتني التأويلات بدروب شتى قبل الدخول في تضاعيف الكتاب الذي هو سيرة ذاتية لمناضل جريء عرك الأيام ..والأحداث ،وعرفته سوح النضال جريئا مقداما له مواقف مشرفة في شتى العهود والأزمان،ذلكم هو الرفيق جليل حسون عاصي (أبو نغم) الذي أصدر سيرته الذاتية في كتاب عن دار الرواد ،عثرت عليه مصادفة لدى الشاعر الرقيق طه التميمي ،وعندما أبديت رغبتي في مطالعته أوعدني بجلب نسخة منه ،وبر بوعده بعد أيام بنسخة موشحه بإهداء جميل من الرفيق الكريم.
سبق أن طالعت السيرة منشورة في موقع الناس واستفدت منها عند كتابتي لسيرة الشهيد كاظم الجاسم،وتوقعت أن أجد جديدا في الكتاب ،وكان الجديد استذكار لما قرأت وعرفان بما وجدت ،فقد كان الكتاب سيرة ،ومسيرة طويلة وشاقة من النضال الدءوب والكفاح المتواصل لبناء الحزب على قواعد متينة تجلت فيها العزيمة والصلابة والمبدئية والاندفاع والشعور بالمسئولية ،والأقدام الذي نفتقر إليه هذه ألأيام،فقد كان الحزب شعلة دائبة الاشتعال ،لا تثنيه الصعاب ولا تصده العوائق،ولا ترهبه الأحداث،تراه فاعلا متفاعلا في أحلك الظروف والأوقات ،يسعى لبناء قواعده على أسس ثابتة تواجه عاتيات الرياح،وهذا البناء الشامخ ما كان له أن يقوم ويتعالى لولا فتية آمنوا بالمبادئ والقيم الشيوعية الأصيلة،فقد خبرنا أعمالهم وعرفنا أفعالهم من خلال المعايشة والسماع أو قراءة سيرهم الذاتية ،أو من تطرق إلى جزء من مآثرهم التي كتبت بمداد من العرق والدموع والدماء،أنها سلسلة مترابطة الحلقات لا تفصم عراها الأيام،أو تطفي جذوتها السنون ،أو تبليها الأحداث،أنهم جيل آمن بمبدأ فأعطاه جل وقته ونذر له حياته وعمل بدأب ونشاط ليعلي من شأنه ،فكان هذا الامتداد والتواصل لعقود من السنين،ولولا هؤلاء المناضلين الصادقين وصبرهم وجلدهم وقدرتهم على الصمود والمواصلة لما أستطاع الحزب البقاء على الأرض أو الامتداد المتناهي ،لما واجه من هجمات شرسة تدك راسيات الجبال ،لكن المبدئية والتربية الشيوعية الأصيلة جعلت من هذا البناء المرصوص صخرة تتحطم عليها المؤامرات،ومن خلال هذه السيرة والمسيرة،وهذا التاريخ المشرق علينا التبصر في دروسه التي في مقدمتها قدرة الشيوعيين الأوائل على الزراعة في الأرض السبخة،وقدرتهم على الوصول والتوغل في مجاهل الريف وحوافي الأهوار وتخوم الصحراء،وقابليتهم على الإقناع والتواصل من خلال أقرانهم القول بالعمل ،فلم يكونوا مجموعة من ألأفندية ،أو أصحاب الصالونات والمكاتب أو هواة للعمل السياسي،فهم من غرين هذه الأرض المملحة بترسبات الفرات وغرين دجلة ،انطلقوا من بيوت أنهكها الفقر وأضرت بهم الفاقة ،فحاولوا الانقلاب على الواقع لتغييره ،والارتقاء به نحو الأحسن ،لذلك جاء عملهم متوافقا مع طبيعة شعبهم ،منبعثا منه، متلاحما معه، راسخا فيه، فهم نبتة طبيعة في هذه الأرض،ناضلوا من أجل الشغيلة وهم في صميمها،ودافعوا عن الفلاحين وهم من أوساطهم،،انطلقوا من بيوت الطين،وأكواخ القصب،لم يألفوا البيوت المجصصة ،أو المجتمعات المغلقة،وكانوا منفتحين على مجتمعاتهم،متفاعلين معها ،لأنهم من صميمها ،لا يفتعلون المواقف أو يزوقون الكلمات،يعملون على السجية بوحي من تربينهم التي أهلتهم أن يكونوا شيوعيين،يعملون في أوساط الجماهير لأنهم منها وأليها ،ولم يكونوا وافدين عليها كما هو حال أبناء الذوات ممن رضعوا النيدو وتغذوا من ثدي مونيكا فكانوا وبالا على الحزب عيال عليه فأوصلوه إلى طريق مجهول.
أن في سيرة الرفيق جليل حسون عاصي دروس وعبر على الأجيال الجديدة استلهامها والاستفادة منها ،وأن تكون نصب أعينهم ،يستلهمون منها العزم والثبات ،وإعادة البناء على أسس قويمة شادها قادة الحزب العظام وسار على هديها أوائل المناضلون ممن لا زالوا علامات مضيئة في دروب الشيوعية ونجوم هادية في طريق النضال المجيد،وهو ما نحتاجه في ظروف البناء الجديد بالتناغم فيها والتفاعل معها فهذه التجارب الثرة ملك للأجيال الآتية تستلهم منها الدرس والموعظة،وليس كما يطالب البعض بتجاوز (جنه وجنينه)فهذا التاريخ الزاهر لا يمكن تجاوزه أو الانقلاب عليه:
أهنا يمن جنه وجنت جينة وكفنه أبابك
ولف الجهل ما ينسه أشمالك نسيت أحبابك
ومن فضائل هذه المذكرات تطرقها لأناس مجهولين ،كانت لهم مواقفهم الكبيرة التي تؤهلهم لموقع الصدارة ولكن التاريخ المكتوب تجاوزهم لأنهم مناضلين ميدانيين يعملون على السجية ويناضلون بمبدئية أملاها عليهم أيمانهم الروحي بفكر الحزب وسياسته ،وتطرقت المذكرات لنساء قدمن الكثير للحزب الشيوعي العراقي في مسيرته الدائبة وتحملن السجون والمعتقلات واهانات الشرطة وتعامل الأمن المخزي،وكن أكثر من الرجال همة وجلادة على مواجهة المواقف الصعبة لما أعطتهن الطبيعة من قدرات ،وما فرضه لهن المجتمع من مكانة فكن مراسلات الحزب ينقلن البريد ويوصلن الرسائل ويؤدين أعمال يعجز عنها الرجال ،ورغم طبيعة المجتمعات والنظرة إلى المرأة إلا أن هاتيك ألنسوة تميزن بميزات جعلت من قول المتنبي وصفا رائعا لهن:
ولو كن النساء كمن وجدنا لفضلت النساء على الرجال.
تناولت المسيرة محطات كثيرة من تاريخ العراق السياسي ،منذ العهد الملكي وحتى العهد الجمهوري وفترة شباط السوداء وحكم العارفيين والحكم الأسود لشراذم البعث ألصدامي ،وفي كل محطة منها نجد درسا بليغا على دارس السيرة التفكير فيه وتلمس المعاناة التي يعانيها المناضلون تلك الأيام بفعل الظروف المعاشية وانعدام وسائل الاتصال المتوفرة هذه الأيام لكن رغم تلك المصاعب كان لهؤلاء الجنود المجهولون أثرهم وتأثيرهم في نشر الوعي وإيصال رأي الحزب إلى الأماكن النائية التي لم نستطيع الوصول إليها هذه الأيام بفعل الترف الذي وفرته لنا الحياة الحديثة.
أن الدارس لمسيرة الرفاق تلك الأيام يلمس الفرق الشاسع بين ألاندفاع الشيوعي الحقيقي لهؤلاء وما عليه واقعنا اليوم فقد كان هؤلاء الرفاق قادرين على تحريك الشارع العراقي بفضل اندفاعهم ومبدئيتهم العالية وروحهم ألاقتحامية التي جعلت منهم فدائيين يوم عز الفداء ومضحين يوم شحت التضحيات لذلك حق لهم أن يكون لهم الفضل في البناء الشيوعي الشامخ الذي نتفيأ ظلاله هذه الأيام وعلينا الاستفادة من درسهم النضالي في أعادة المسيرة الشيوعية والتقدم إلى الأمام فقد كان لهؤلاء الفتية موازين وقيم أضمحل وجودها في مناضلي القرن الشديد فلم نجد تلك الروح الاندفاعية ولا ذلك الأيمان المبدئي ولا تلك العزيمة ،وهذا الدرس الشيوعي علينا تعميمه ليكون مثالا يحتذي من السائرين في طريق الشيوعية فالأساس فيها هو الأيمان بالمبادئ والالتزام بالقيم والعمل الجاد المخلص في أحلك الظروف ،نتمنى أن يكون للجيل الجديد قدوته الحسنة فيمن ضحوا وسطروا لنا مثلا في التضحيات وروح الفداء فالعراق تبنيه السواعد الفتية المؤمنة بمبادئها وقيمها العليا لا الباحثين عن المجد في أروقة السياسة ،فالشيوعي يضحي بلا مطمع سوى تحقيق السعادة للآخرين ولنا فيمن درسنا من مناضلينا أسوة حسنة فمثلهم من يستحق البقاء.



#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لكم والله فضحتونا
- هل حقا أنهزم اليسار في الانتخابات العراقية
- قمع التظاهرات وادعاءات الديمقراطية في العراق
- لم يكفر زيباري
- كيف تحل مشكلة رئيس الوزراء
- لا علاوي ولا المالكي سيكون رئيسا للوزراء
- آني أعرف ....منو أبوه
- لماذا لا يدفع العراق تعويضات إلى إيران
- مع الأستاذ جاسم المطير ومعضلة الذاكرة(الحلقة الأخيرة)
- هل الحل في أعادة الانتخابات
- لماذا لا يحكم العراق امرأة
- حساب عرب
- مع الأستاذ جاسم المطير ومعضلة الذاكرة(2)
- مع الأستاذ جاسم المطير ومعضلة الذاكرة1
- الحاج سّمير الاشتراكي
- مذكرات جعفر هجول 4
- مذكرات جعفر هجول3
- ضرورة المحاكمة العلنية لجرائم الفساد
- علي الشبيبي أديبا ومناضلا وأنسانا (2)
- مظاهرات الكهرباء هل هي البداية


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد علي محيي الدين - أنغام في مسيرة الرفيق جليل حسون عاصي