أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - محمد علي محيي الدين - مع الأستاذ جاسم المطير ومعضلة الذاكرة1















المزيد.....

مع الأستاذ جاسم المطير ومعضلة الذاكرة1


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 3061 - 2010 / 7 / 12 - 21:26
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


لا يخفى ما يكنه الكثيرون للأستاذ الكاتب الموسوعي جاسم المطير من أعجاب وتقدير ،فهو صاحب القلم السيال الذي قل أن يجاريه أحد في طراوته وليونته وحلاوته،تميز بأسلوبه الأخاذ ،وطريقته الجميلة في السرد والعرض،وفكرته الناصعة،وتميزه بالتقاط الصور المعبرة في الترويج لأفكاره،وقدرته على أقناع القارئ بصواب ما يذهب إليه،ومن دواعي إعجابي ما كتبته عنه لمرات في مناسبات مختلفة مقرضا لما يكتب ،معجبا بما يقول ،ولا زلت عند رأيي فيه وإعجابي به رغم ما نختلف عليه في موضوع ليس لي فيه ناقة ولا جمل إلا البحث عن الحقيقة واستجلائها،تلك هي قضية النفق والهروب من سجن الحلة التي كتبت عنها قبل عامين مبينا دور منظمة الحلة في عملية الهروب،وقد أثارت كتاباتي في حينها –ولعلها الحسنة الوحيدة لها- ذاكرة الأستاذ المطير فخرج علينا ببياناته وصواريخه وذكرياته الحبيسة عن الواقعة وخلفياتها وعقابيلها مبينا وجهة نظره وما شارك فيه من أحداث ربما تمثل وجه واحد للوحة متعددة الأوجه،فقد كتب عنها الفقيد حسين سلطان في مذكراته بما يختلف قليلا أو كثيرا عن رواية الأستاذ المطير،واصدر الصديق عقيل حبش كتابا يختلف ويتفق مع ما كتبه الاثنان، وكتب نعيم الزهيري وعلي عرمش والمناضل المغمور المقهور المبرور والشيوعي الأصيل الصادق حميد غني جعفر (جدو) ونشر لقاء مع احد العاملين في الحفر كمال كمالة في صحيفة كردستانية،وفي كل هذه الكتابات وجهات نظر وأفكار ورؤى وحقائق تختلف عن الأخرى،وادعاءات وأحداث تختلف وتتباين لدى طرف عنه في آخر،وأس الخلاف في قضية النفق هو : هل أن الحزب الشيوعي العراقي بقيادته اليمينية الذيلية المنهارة كما يقول المخالفون وراء الحدث أم أن القيادة المركزية الواعية هم صناعه ومنفذوه؟.
وأخيرا قام الأستاذ الكاتب المطير بإصدار كتابه الجديد (الهروب من نفق مضيء) عن دار نشر عراقية هي دار الرواد العامرة، لم يخرج عما كتبه سابقا إلا بإضافات بسيطة فيها جزء من حقيقة مهجورة،وكتب له مقدمة كريمة ضافية الشيوعي اليميني الدكتور كاظم حبيب وتوطئة للمطير عن ملابسات الموضوع وخلفياته ودوافعه لإصدار الكتاب،وكان الكتاب بحق صورة زاهية عودنا عليها الأستاذ المطير في رواياته وكتاباته الرائعة ،وأضفى على الحدث بعدا روائيا وأسلوبا أخاذا يمكن تمريره على البعيدين عن الحدث ليأخذوا الأمور كمسلمات لا تقبل النقض والتأويل.
ولست هنا بمعرض مناقشة كل ما ورد في الكتاب عن أحداث النفق ،فلذلك مكانه فقد تبرعت جهة وطنية في سوريا بطبع كتابي الذي وثقت فيه الحدث نقلا عن مشاركين ومؤازرين في عملية النفق،وما كتب عنه من جهات أخرى،ولكن سأقوم بمناقشة ما يخصني في مقدمتي الدكتور كاظم حبيب والأستاذ جاسم المطير.
لقد كتبت ما كتبت لا طمعا في مجد ولا انتحالا لموقف ولا توسلا لشهرة،فلم أكن من المخططين أو المنفذين أو المؤازرين أو المعايشين أو المسجونين في سجن الحلة،ولم أنسب لنفسي فضلا أو أدعي بطولة كما هو حال الآخرين،لذلك سيكون لكتابتي طعمها الخاص وحياديتها المجدية بعكس كتابات آخرين ممن أعطوا لأنفسهم أدورا أكبر من حجمهم ،ونسبوا لأنفسهم أعمالا تجاوزت ما قام به الآخرون‘فقد ضاعت الحقيقة بين ركام الإدعاءات والمزايدات لغياب بعض المخططين والمنفذين:
• حافظ رسن قتل في كردستان العراق بعد محاولته أقناع المنشقين بالعودة لأحضان الحزب الدافئة،وهو الذي يملك سر العلاقة والارتباط مع حسين سلطان بوصفه حلقة الوصل بين واجهة الحزب الرسمية والمعزولين عن التنظيم من شباب انكفئوا على أنفسهم بعد شباط الأسود وغامت الحقائق في رؤوسهم فطار صوابهم وضاعت عليهم معالم الطريق فكان لهم تكتلهم المريب في سجن الحلة،فوجد في الانشقاق طريقا للوصول إلى ما يهدف إليه.
• الضابط الشيوعي فاضل عباس غيبته الدكتاتورية الرعناء فاخذ إسراره معه فانتفى وجوده كشاهد على الأحداث،
• المناضل المعروف نصيف الحجاج أغلق سمعه عن كل ما يجري ولم يفصح عن حقيقة ما كان لائذا بصمت يخفي ورائه الكثير،
• حسين ياسين سقط سياسيا الى جانب من سقطوا من المنشقين وأصبح عينا للنظام وناشطا في بودقته الأعلامية وعين على رفاقه الستابقين كما بينا في مقال سابق وهو مختبيء حاليا متواريا عن الأنظار لكونه مطلوب لعائلات المجني عليهم من شهداء العراق،
• حسين سلطان أختلف مع الحزب فكان هذا مدعاة لشطب تاريخه المجيد وتجاوز ما له من حسنات،واخترمته المنون مخلفا ذكريات نشرها نجله الأستاذ خالد أنكرها الأخرون لأنها تكشف حقيقة ما حدث.
• مظفر النواب مد الله في عمره ومتعه بالصحة والشباب ،لا تعي ذاكرته شيئا عن الأحداث وهو ما سنتطرق اليه في ثنايا المقال.
• كمال كمالة أحد العاملين في النفق وضح موقفه ونشرت مقابلة معه كذيها ألأخرون لأنها تبطل بعض ما يدعون.
ولم يبق في الساحة الا ثلاثة هم جاسم المطير وعقيل حبش وحميد غني جعفر وهؤلاء الثلاثة يختلفون ويتقاطعون في مروياتهم بل أن الصديق عقيل حبش ذكر أمورا في لقاء خاص تهدم جميع الفرضيات والأحداث التي نشرها الآخرين.
والمؤسف في الأمر أن الدكتور صبحي الجميلي الذي بينا موقفنا منه ومن تصرفاته سواء عن طريق الرسائل الحزبية أو ما كتبناه في وسائل الأعلام ر زال راكبا بغلته رافعا معوله لتهديم البناء الشيوعي الشامخ في العراق،وهو وراء الكثير من الأخطاء والتسلكات المرفوضة في ألأعلام الشيوعي،فقد أقفل جريدته عن الكثير من الأقلام الشيوعية المخلصة ،وافسح في المجال لأقلام باهتة ليس لها طعم أو لون لتصول وتجول وتنشر ما يخالف الواقع والتاريخ ويتجاوز الحقائق والمنطق،لا لشيء الا لتنفيذ أجندة خطيرة ربما تكون ورائها قوى خارجية وداخلية،فقد تردى توزيع الجريدة في عهده وضاعت معالم موقع الطريق بفضله،ولا زال الجميلي يحاور ويداور ويناور متشبثا بموقعه الأ‘لامي رغم جهله الفاضح وعجزه الواضح في شؤون الأعلام،وفشله في أيصال رأي الحزب الى الجماهير،فهو لا يقرأ الموضوع قبل أن نشره،أو يدقق في محتوياته بقدر ما يهمه من يكون كاتبه...!!فالأسماء هي هاجسه الوحيد في البحث عن الأصلح والأحسن والأجدر والأحرى بالنشر،فقد نشرت الجريدة الكثير الكثير مما يخالف سياسة الحزب وثوابته،ويشوه تاريخه دون أن يدرك المسئول الأعلامي مغبة ما ينشر بل لا يعير التفاتا لمن يرشده الى الصواب وربما يعلنها حربا كما حدث معي عندما نبهت لمثل هذه الأمور فكان أسمي من المحرمات في عالم الجميلي الكبير وأصبح خبر عن هيفاء وهبي أجدر من خبر ينشر عن محمد علي محيي الدين،ومرد ذلك نزعات نفسية مريضة ،وخلفيات مناطقية بائسة،أضناها الأنغلاق والتقوقع فأصيبت بامراض أعمتها عن رؤية الواقع والتفاعل معه فضلت حبيسة الماضي وعنعناته الجوفاء،فكان متنفسها الوحيد بذر الحقد والشقاق ،وتمزيق وحدة الرفاق في عمل منظم هادف لطمس تجليات الحاضر،وأطفاء ضوء الماضي ،وعي عقلية عانى الحزب منها كثيرا من خلال اِشخاص حملوا ذات التوجهات والنزعات،فأساءوا الى الحزب ووضعوا العقبات في مسيرته،وأفشلوا الكثير من خططه في التقدم الى أمام،بل يتحملون المسئولية الكبرى فيما آل اليه وضع الحزب في عهد عبد الكريم قاسم،فكانوا وراء التشرذم والتمزق الذي قادته عصابة الأربعة وأضرت بمسيرة الحزب وكبلته في جلدها الذاتي الذي كان صوتا منفردا أذاعه قيادي معلوم جر الحزب الى طريق أسود،وأضر بالمسيرة الشيوعية لعقود من السنين،واعطى لقاسم المبرر لضرب الحزب وسحب البساط من تحته،وكان بداية التراجع غير المنظم والأنحدار نحو المجهول،وها هو وليدها يؤدي ذات الدور التخريبي الذي أوصل الحزب الى ما هو عليه من وضع لا يحسد عليه،فالأعلام كما يعلم الجميع هو الطريق الأوحد للوصول الى الجماهير والتأثير عليها،فما بالك بأعلام مريض يقوده شخص أنهكته الأمراض وأعمته الأحقاد ،وجعلت منه النرجسية شعلة تحرق ما أمامها وما خلفها لتحيل ما يحيطها الى رماد،وكم نبهنا كما نبه رفاق آخرون الى موطن الخلل وموضع الزلل ،ولكن الآذان المغلقة لم تعي قولنا فجرت الريح بما لا تشتهي السفن وأنحدرت الى ضحضاح ماء لم يترك لها مجالا للمسير،وكان الأولى تصحيح الخطأ وأعادة العجلة الى مسارها ،وربما في الآتي متسع للأصلاح بأسناد الأعلام الى كفء مخلص أمين يعبد السفينة الى مسارها بعد هذا الجنوح.
والآن نبدأ بغلاف الكتاب الذي أختلف عن متنه،فقد وضعت الدار الناشرة في خلفية الغلاف مقتبس عن مقابلة مزعومة للدكتور قاسم حسين صالح مع شاعرنا العظيم مظفر النواب،وأقول المزعومة لأنها مدعاة للشك فاما أن يكون النواب قد فقد ذاكرته أو تضائلت الأحداث فيها وضاعت في تجاويفها ،أو ان المقبلة غير صادقة في مضمونها،فقد أورد أن النفق قد "أستغرق حفره أكثر من عشرين يوما،فيما الذين خرجوا بحدود 28 لم يمسك منهم سوى واحدا بسبب الكلب الذي كان ينبح ونبه الحارس رغم أننا أعطيناه قطعة لحم فيه سم ولكنه لم يأكلها ،فعمد أثنان منا الى مسكه فصارت فوضى وأخذ الحارس يصيح فمسك واحد منا وهربنا"
في هذه السطور القليلة مفارقات كثيرة لك ينتبه اليها المؤلف وناشر الكتاب،فالمدة التي أستغرقها حفر النفق لم تكن عشروةن يوما كما يقول النواب وهي أكثر من ذلك بكثير،والهاربون كما أوردتهم المصادر الرسمية وكل من كتب عن النفق ومنهم استاذنا المطير في كتابه اربعون سجينا،ومن القي عليه القبض لم يكن واحدا كما يقول النواب وانما اربعة عشر سجينا كما أورد المطير وبيان مديرية السجون،ويقول النواب اننا أمسكنا الكلب فيما ذكر المطير في كتابه انه يرثي لحال الكلب المسكين الذي قتله السم،والحارس كما اجمعت الروايات اخبر شرطي المرور في الواقف في الفلكة المقابلة للكراج عن استغرابه لخروج اشخاص من الكراج دون دخول سيارات للمسافرين،ولم يمسك النواب أو غيره وينادي بهروب السجناء،ولم يكن النواب والمطير في مؤخرة الهاربين فقد كان النواب الثاني في تسلسل الهاربين وعقيل حبش آخرهم كما يقول في كتابه،هذه التناقضات تدفعنا للقول أن معضلة الذاركة وراء هذا الخلط العجيب والأختلاف المريب وهذا يعني أن هذه المعضلة أستفحلت أو أريد لها أن تستفحل لدى الجميع لغايات سنشير اليها لاحقا .
يتبع



#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحاج سّمير الاشتراكي
- مذكرات جعفر هجول 4
- مذكرات جعفر هجول3
- ضرورة المحاكمة العلنية لجرائم الفساد
- علي الشبيبي أديبا ومناضلا وأنسانا (2)
- مظاهرات الكهرباء هل هي البداية
- مذكرات جعفر هجول 2
- الحلَّةُ بين العشق والانتماء أحداث وحقائق وذكريات الجزء الثا ...
- من هالمال حمل أجمال
- الحزب الشيوعي في النجف يتظاهر
- عرب وين طنبورة وين
- أبيتنه ونلعب بيه
- من يقف وراء مجازر كركوك
- الشاعر طه التميمي صرخة في الزمن الصعب
- الكلام صفة المتكلم5
- أرضاع الكبير ومص الصغير
- الكلام صفة المتكلم4
- أنهجمت المنطقة الخضراء على روسهم
- الكلام صفة المتكلم3
- الكلام صفة المتكلم 2


المزيد.....




- مسؤول أميركي: خطر المجاعة -شديد جدا- في غزة خصوصا في الشمال ...
- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال
- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...


المزيد.....

- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان
- نقش على جدران الزنازن / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - محمد علي محيي الدين - مع الأستاذ جاسم المطير ومعضلة الذاكرة1