أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فاطمة ناعوت - متشوّقون للجمال














المزيد.....

متشوّقون للجمال


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 3082 - 2010 / 8 / 2 - 15:03
المحور: سيرة ذاتية
    


بعد مقالي هنا: "محمود سلطان، الإعلاميّ الجميل"، وصلتني عشرات الرسائل والتعليقات، تقول جميعُها شيئًا واحدًا: الناسُ في بلادي متشوّقون للجمال في مستوياته وألوانه كافة. جمالُ مصرَ الذي بدأ يذوي منذ عقود، ولا تكفُّ مصرُ عن مقاومة القبح الزاحف على وجهها النَّضِر، تنفضه برهةً، فلا يلبث أن يعاود الزحف، ولا تكفُّ الجميلةُ عن مقاومته. رسائلُ أصحابُها فرحون بالمقال الذي أعاد إلى ذاكرتهم المجهَدةِ بالراهن ثقيل الظلّ، لمحاتٍ مضيئةً من الزمن الجميل. كاتبوها من أبناء جيلي، الذين لمحوا طرفًا من الجمال قبل أن يخبو، ومن جيل سابق نعموا بقسط أوفر من الجمال. وطبيعيٌّ أن يحنَّ كلا الجيلين هذين إلى الجمال، لأنهم خبروه وتذوّقوه. لكن الطريفَ أن رسائلَ عدّةً وصلتني من صغارٍ لم يتسنَّ لهم أن يشهدوا إلا ركاكةَ وإسفافَ الراهن بكل سماجته، ومع هذا يحنّون إلى رُقيٍّ لم يروه إلا عبر أرشيف الميديا الإعلامية، أو ربما عبر أرشيف الأمهات والجدّات، اللواتي ذاكراتُهن لا تخون، حين يتعلق الأمر بالجمال والرُّقي اللذيْن لم يشهدنه وحسب، بل ساهمن في صنعه أيضًا.
هذه شرين الشرقاوي كتبت تقترح أن يضمَّ لقاءٌ تليفزيونيّ أولئك العمالقة من الإعلاميين القدامى، ليشرحوا للجيل الراهن معنى "الاشتغال على النفس"، الذي تحدثتُ عنه في مقالي. كيف بذلوا الوقت والجهد ليرتقوا بأدمغتهم وألسنهم وليشحذوا فكرهم ويثقّفوه. وهذه مدام عصمت تقول: قولى كمان وكمان، أعيدي الجمال على الورق مادام لم نعد نراه في الواقع. وهذا يسري بسليوس يناشد محمود سلطان أن يعود. وهذه جيهان منصور، المذيعة بالأخبار، تتحدث عن أستاذها العملاق محمود سلطان، وكيف تعلّمت منه أن الأخلاق الرفيعة والتواضع أهمُّ صفات الإعلاميّ الناجح، تراه في أروقة ماسبيرو يمشي بتواضع وهدوء، مُصافحًا الجميعَ علي اختلاف مناصبهم. وهذا ياسر عوض الله الذي تمنّى في طفولته أن يغدو مذيعًا من شدة انبهاره بأداء محمود سلطان. وهذه أم مصرية تقول إن تسليط الضوء على رموزنا المشرقة يجعلها ترفع رأسها في زمن غدت فيه الركاكة سمةً. وهذه المهندسة إيمان تدعو إلى تكوين رابطة تضم رموز مصر العظيمة لكي يفيد الشبابُ من تجاربهم. وهؤلاء حسام السيد ورانيا كيلاني وأكرم، وغيرهم تستعيد ذاكرتهم رقيّ الأداء والصوت الرخيم ويدعون لسلطان ابن زمن "الشياكة والجمال". وتساءل الجميعُ، وأتساءل معهم، عن برنامج "الشارعُ السياسيّ" الذي وعدنا به محمود سلطان، ومازلنا ننتظر وفاء الوعد.
ليس صحيحًا أن تراكمَ القبح يفسدُ الذائقةَ! (ربما صحيح!). ولكن يبدو أن فعل التراكم لم يتوغل بعد بما يكفي ليفسد ذائقة المصريين. أو ربما أن بلدًا في عراقة مصر عصيٌّ على التبدّل، مهما هبّت عليه من كل صوب عواصفُ الإسفاف. ذائقةُ المصريين بخير. يتوقون ما يزالون للجمال، وإلا ما ظلّت ألبومات سيد درويش وأم كلثوم وعبد الوهاب وفيروز ونجاة وعمر خيرت ومنير وعلي الحجّار تبيعُ بالملايين حتى الآن، رغم مئات البلاهات الصوتية التي تملأ الأسواق. الناس في بلادي، بكل بساطة، متعطشون للجمال.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عقيدتُك ليست تعنيني
- محمود سلطان، الإعلاميُّ الجميل
- تثقيفُ البسطاء في ثقافة الجيزة
- صديقي المبدع، بهيج إسماعيل
- عبدةُ الزهور الجميلة
- الثالثُ المرفوع، وغير المرفوع
- لأن معي أتعاب المحامي
- أزمة الإنسان واحدةٌ فوق المكان والزمان
- درسُ سلماوي الصعب!
- يوميات قبطي، واحد م البلد دي
- مندور، ابنُ الزمن الجميل
- كتابٌ مخيف من ترجمة طلعت الشايب
- فاروق الباز، أيها المصريّ
- أن ترسمَ كطفل
- سعد رومان ميخائيل يرصّع اللوحات العالمية على جداريات دار الأ ...
- هزْلُهم... فنٌّ
- أعمدةُ الجمال، بين رسالة والساقية
- أن تصطادَ عصفورًا من النيل، فأنتَ إذن إبراهيم أصلان
- عاطف أحمد، فنانٌ من بلادنا
- الفنُّ تكسيرًا للصورة النمطية للعرب


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فاطمة ناعوت - متشوّقون للجمال