أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فاطمة ناعوت - فاروق الباز، أيها المصريّ














المزيد.....

فاروق الباز، أيها المصريّ


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 3008 - 2010 / 5 / 18 - 00:04
المحور: سيرة ذاتية
    


لو أن ناقدًا، من المدرسة الإحصائية، شاهد برنامج العاشرة مساءً، في حلقته التاريخية أمس الاثنين مع فاروق الباز، ليُحصي عدد المرات التي وردت فيها على لسانه كلمتا: العِلم والمعرفة، فلابد سيخرج برسالة شديدة اللهجة يودُّ العالِم الكبير أن يسرّبها لوطنه المأزوم بالجهالة المتعمدة، ومواطنيه الذين يراهِنُ على وعيهم الرفيع، وإن غُيِّبوا لبرهة بفعل فاعل. هي برهةٌ في عمر التاريخ وإن امتدت خمسين عامًا، ولا عزاء للحكومات المصرية المتعاقبة التي أخفقت في حبِّ مصر والمصريين. تكلّمَ الباز عن مؤسسات البحث العلميّ الكسول في بلادنا، وعن محاربة العلماء الصغار، وإحباط أعمالهم، إلى أن تتلقفهم الدولُ المتقدمة فتفيدُ من إنجازاتهم وتحرمنا منهم، لأننا، للحقِّ، لا نستحقهم! وقال: "حينما نرفعُ سقفَ العلم والمعرفة في بلادنا، فنحن نرفع سقف الأمن والأمان." إنها إذًا قضيةُ أمن قوميّ. وأسأله بدوري: وهل تودُّ حكومتنا ذلك؟ ماذا لو غدا كلُّ مصريّ عالِمًا في مجاله؟ ماذا لو اختفتِ الأميّةُ تمامًا من بلادنا؟ ماذا لو زاد وعي المواطن بحقوقه؟ هل سيقبل المواطنون، آنذاك، الوضعَ السياسيَّ والاجتماعيَّ الراهن؟ ألن تقومَ ثورةٌ تُطيحُ بكل شيء؟ إن أدرك ثمانون مليون مصري حقوقَهم على بلادهم، وواجباتهم بالطبع، هل سيظل الوضعُ مترهلاً كما الآن؟ هل ستظل موادُ الدستور الإشكاليةُ الأربعُ التي يودُّ أن يغيّرها المثقفون والمهمومون بأزمات البلد كما هي؟ هل ستبقى مناهجُ التعليم التعيسةُ تعيسةً؟ الإجاباتُ جميعُها على كافة الأسئلة السابقة ستكون بالسلب، دون شك. ولذلك من صالح الحكومة أن يظلَّ الأمرُ كما هو عليه. من السهل جدًّا سَوْس شعبٍ غير واع بحقوقه، ومن المستحيل قهرُ أمة "تعرف" حقوقها. لكل ذلك فـ"العلم والمعرفة" اللذان ينادي بهما العالِم المصريّ عدوّان للحكومة، مثلما ظلّ الكتابُ العدوَّ الأبديَّ الأكبرَ للديكتاتور على مرّ التاريخ. قال فاروق الباز إن الاستهانةَ بالفرد جريمةٌ كبرى، وعلى المسئولين إعادة الاهتمام بالمواطن وتعليمه وتثقيفه، لأنه ذخيرةُ الوطن. وحكى كيف سافر صغيرًا إلى ناسا ودخل المكتبةَ لينهل من كتبها ويتأمل كل مليمتر من آلاف الصور التي التقطت للقمر، وكيف أصرّ على رأب الفجوة التي تفصله عن زملائه الذين سبقوه إلى هناك بسبع سنوات، إلى أن ساواهم "علمًا ومعرفةً"، ثم فاقهم وبزَّهم. "كنتُ حريصًا على تعليم نفسي والتسّلح بالعلم والمعرفة". ليت كلماته هذه تُرفع شعارًا على جدران المدارس والجامعات المصرية وعلى أغلفة الكتب ولوحات المحال ونواصي الشوارع والأزقة والميادين، بإمضاء رجل مصريّ اسمه فاروق الباز. رجل رفض قبول ما اختاره له مجتمعه من أن يكون خاملاً عاطلاً عالةً على دول العالم المتقدم، يستخدم ما يصنعونه له، فيسيء استخدامه. يخترعون لنا الحاسوبَ، فنستخدمه في غرف الدردشة بدلا من توسّله أداةً للتعلّم. يصنعون لنا الموبيل لنحلّ أزمات طارئة، فنهدر من رواتبنا (الشحيحة) بلايين الجنيهات سنويًّا على رسائل الغَزَل نبثّها في شريط أسفل شاشات القنوات الفضائية. يخترعون لنا المطبعةَ لنُخرج كنوز عقولنا، فنُغرق الأسواقَ بكتب الشعوذات والطهو والأبراج، ونسخر ملء قلوبنا من الكتب العلمية والأدبية الرصينة، فلا نكاد نجد مَن يعيرها اهتمامًا. رفض كل ما سبق وقرر أن يغدو عالمًا مصريًّا يتحدث عنه العالمُ الغربيّ باحترام وإعجاب، يليق بمصرَ أمِّ التاريخ وكاتبة أول سطر في كتاب الحضارة. تحدث عن مذهب "تأنيث العالم"، الذي أُقابَلُ بالسخرية كلما طرحتُه في حوار أو لقاء، قال: إن المرأة المصرية حينما تترأس مؤسسةً أو منبرًا تثبتُ جدارةً ورُقيًّا وتحضّرًا أكثر مما يفعل الرجل. وجادلته الإعلاميةُ الجميلة منى الشاذلي ساردةً له ما "يُشاع" عن المرأة العربية من كونها "زنّانة" وثرثارةً وخاملةً وكسولا، فأجابها بأن من يقول هذا لا يعلم شيئًا. هي ذاتُها، الشاذلي، حُجةٌ ضدٌّ لهذا الذي يُشاع. فهي سيدةٌ مصرية واعيةٌ ومثقفة، ومهمومة بمشاكل وطنها ومواطنيها، تتقن عملها وتبدع فيه. فاروق الباز، عِشْ ألفَ عامٍ، وانهضْ بمصرَ أنتَ وشرفاءُ المصريين حتى تُخرجوها من كبوتها. المصري اليوم



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أن ترسمَ كطفل
- سعد رومان ميخائيل يرصّع اللوحات العالمية على جداريات دار الأ ...
- هزْلُهم... فنٌّ
- أعمدةُ الجمال، بين رسالة والساقية
- أن تصطادَ عصفورًا من النيل، فأنتَ إذن إبراهيم أصلان
- عاطف أحمد، فنانٌ من بلادنا
- الفنُّ تكسيرًا للصورة النمطية للعرب
- قرطبة مدينة الشعراء والتاريخ المزدوج
- كهاتين في الجنّة
- الشِّعرُ في طرقات قرطبة
- فاطمة ناعوت والسعي وراء تأنيث العالم
- لهو الأبالسة، وفنُّ القراءة
- هكذا الحُسْنُ قد أمَر!
- ساعةُ الحائط
- سهير المصادفة
- ولكنْ، كلُّنا في الهَمِّ مِصرُ! (2)
- الجنوب كمان وكمان (3)
- أطفالٌ من بلادي
- رسالةٌ من الجنوب (1)
- معرض الجنايني بالأقصر، يمزجُ الشعرَ بالتشكيل


المزيد.....




- بايدن يصرح لـCNN بنصيحة أوباما له بشأن الانتخابات المقبلة
- مناورة -غير عادية- لمقاتلات روسية قرب أمريكا.. ومصدر يوضح ال ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي دفن فلسطينيين في مقبرة جماعية داخل مجم ...
- الاتحاد الأوروبي يعلن عدم تجديد تفويض بعثة تابعة له لتدريب ا ...
- الرئيس الأمريكي يحذر إسرائيل من تعليق بعض شحنات الأسلحة إلى ...
- 5 دول تتجه للاعتراف قريبا بدولة فلسطين
- بايدن واثق من أن ترمب -لن يقبل- نتيجة الانتخابات الرئاسية
- حماس: إسرائيل غير جادة وتستغل المفاوضات غطاء لاجتياح رفح
- بايدن: القنابل التي قدمناها لإسرائيل استخدمت في قتل المدنيين ...
- سويسرا ترصد 11 مليون دولار للأونروا في غزة


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فاطمة ناعوت - فاروق الباز، أيها المصريّ