أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة ناعوت - ولكنْ، كلُّنا في الهَمِّ مِصرُ! (2)














المزيد.....

ولكنْ، كلُّنا في الهَمِّ مِصرُ! (2)


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 2938 - 2010 / 3 / 8 - 00:25
المحور: حقوق الانسان
    


"وأما عن مشكلات الصعيد، فهي كثيرة"، يتابعُ صديقُنا الجنوبيّ في رسالته، "أولُّها مشكلةُ الخدمات؛ خاصةً الصحية. فالوحدات الصحية في الصعيد تأتي في ذيل الاهتمام! ثمة وحدات صحية لم تُرمَّم، ولم تُستحدَث مُعدّاتُها منذ عشرين عامًا. والأخطرُ هو أن الوحداتِ النموذجيةَ التي اِستُحدثَت في بعض القرى- وهي للحق في غاية الجمال والترتيب والنظافة، ويصل بعضُها إلى أكثر من ثلاثة طوابق- لسبب مجهول تمامًا، أقسامُها مغلقة، وليس من أطباء بها، اللهم إلا ذلك الطبيب حديث السن، الذي كان يناوب في الوحدة القديمة المتهالكة! أي إنهم لم يقوموا إلا بتغير الشكل الخارجي للبناية، وفقط! (ملحوظة: تلك الوحدات المميزة لا تُنشأ في قرية ما، إلا إذا كان أحد "الواصلين" له في هذه القرية جذورٌ أو عائلة! يعني من أجل عين تُكرم ألفُ عين، بالوساطة والمحسوبية!) أما فيما يتعلَّقُ بالمستشفيات العامة فحدثي سيدتي ولا حرج. أقسم بالذي لا إله إلا هو، أن أحدًا من البشر لا يتحمّل المكوثَ في أحد أروقة مستشفى "البلينا" العام، مثلا، لأكثر من "فمتو ثانية"، حسب أحمد زويل! بسبب الروائح البشعة التي تفوح من جنباته! أما عن الزحام بالمستشفى، فقد وصل الأمرُ إلى أن ثمة مرضى يجلسون فيما بين الأسرَّة، في انتظار أن يرحلَ أحدُ المرضى الراقدين فوق أسِرّتهم، ليرقد مكانه! وإن وقع حادث خَطِرَ، لا قدر الله، وبمجرد الدخول بالمُصاب، يقول المسئولون لأهله: يجب تحويله إلى مستشفى سوهاج العام، التي تبعد عن المركز ساعتين زمنًا! وفي أغلب الأحوال يتوفى المريض، قبل الوصول إلى محلّ العلاج! ثمة الكثير من الكوارث سيدتي في صعيد بلادنا، وهذا غيضٌ من فيض، فإذا أردتِ فتحَ هذا الباب فأنا موجود لأي معلومة قد تطلبينها."
انتهت إلى هنا الرسالةُ الثانية للمواطن الجنوبيّ الأستاذ/ فهد أحمد، التي يحكي فيها جانبًا من مشاكل الصعيد، التي تغضُّ عنها الطرفَ العاصمةُ المدلّلة، كما غضَّتْ الطرفَ حكومتُنا الطيبة، إن لم تكن هي المتسبب الرئيس فيها! ولا أدري إن كانت قُدِّرت للأستاذ فهد الإقامةُ ولو برهةً بالعاصمة "المدللة" القاهرة، أم لا. لأنه حتمًا، لو كان فعل، لعرف أن كوارثَ ومِحنًا ومصائبَ ومهازلَ مبكياتٍ تحدث في القاهرة كلَّ يوم، على مرأى ومسمع من رجال حكومتنا، أبناء العاصمة! في مدارسها ومشافيها ومؤسساتها وشركاتها وطُرُقِها وبيوتها وشوارعها وحواريها وأزقّتها... الخللُ يكمن في منظومة الإدارة بكاملها ثانيًا، وأولاً في رِخَص وهوان "المواطن المصري العادي" على حكومته، وليس في موقع هذا المواطن أو ذاك على خريطة مصر.
ها أنا أرفعُ رسالتَه إلى وزير الصحة ورئيس الوزراء، كما وعدتُ، وكما هو حقٌّ له وللصعيد، الذي هو أصل هذا الوادي الطيب. طرحتُها ولستُ أراهنُ على شيء! إذْ لا رهانَ ثمة على منظومة فاشلة تديرُ مصر. سوى إنني أطرحُها علّ مسئولاً يقرأ! ثم يهتمُّ إنْ قرأ! ثم يُصدرُ قرارًا إنْ اهتمَّ! ثم تنفكُّ أزمةٌ، أو بعضُ أزمة، بإذن الله.
وفي الأخير أود أن أقول له إن الخيرَ والشرَّ، الراحةَ والعناءَ، الجمالَ والقبحَ، العدل والظلمَ، كلهَّا أوانٍ مستطرقة. فإن كان ثمة خيرٌ في العاصمة، لعمَّ الخيرُ كافة جنبات الوادي، وإن كان شرٌّ بالصعيد، فأشرُّ منه في العاصمة. الفكرةُ ليست في مدينة ذات حظوة، وأخرى مُهملَة، الحكايةُ أن المواطنَ المصريّ ليس محلَّ اهتمام حكومته. ولذا سأقتبسُ بيتًا من أحمد شوقي في قصيدته "نكبة دمشق"، (بتصرّف) وأقولُ: طرحتُ ونحن مختلفون دارا....ولكنْ كلُّنا في الهَمِّ مِصْرُ!



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجنوب كمان وكمان (3)
- أطفالٌ من بلادي
- رسالةٌ من الجنوب (1)
- معرض الجنايني بالأقصر، يمزجُ الشعرَ بالتشكيل
- اطلبوا العِلمَ، ولو في التسعين!
- عِمتَ صباحًا يا -شجيّ-!
- مَحو الأميّة المصرية
- الشاعرة فاطمة ناعوت: أنا اندهش إذًا أنا إنسان
- أكبرُ طفلٍ في التاريخ
- الكرةُ... وعَلَمُ مصر!
- كتابٌ يبحثُ عن مؤلف
- كلّ سنة وأنت طيّب يا عالِم!
- شمعةٌ مصريةٌ ضد القبح
- شابّان من بلادي
- آثارُ مصرَ في مزاد الأثرياء
- ما لن تتعلّموه في المدارس
- وردةُ أنطلياس، عصفورةُ الشمس
- المهذّبون يموتون غرقًا
- اقرأوا تصحّوا!
- انظرْ خلفك -دون- غضب


المزيد.....




- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...
- ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
- الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد ...
- الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة ناعوت - ولكنْ، كلُّنا في الهَمِّ مِصرُ! (2)