أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مازن كم الماز - عقد على خطاب القسم الأول للرئيس بشار الأسد















المزيد.....

عقد على خطاب القسم الأول للرئيس بشار الأسد


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 3074 - 2010 / 7 / 25 - 11:38
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


عقد على خطاب القسم الأول للرئيس بشار الأسد

اعتدنا , أو فرضت علينا هذه العادة , أن نحول هذه اليوبيلات أو المناسبات إلى مناسبة لتعداد "المنجزات" و هي كلمة فضفاضة تكاد لا تعني شيئا في العقود الأخيرة ( أو أن الإعلام الرسمي أصبح يستخدمها بشكل كوميدي ) لسبب بسيط جدا هو أنها محاولة تحويل ما هو فعل أو وظيفة عادية للسلطة إلى فعل غير عادي و استثنائي لهذه السلطة , و أن يحاول هذا الإعلام و نحن أيضا "تبرير" أو "تفسير" ما جرى و ما الذي يمكن أن يجري . يتفق الإعلام الرسمي اليوم في سوريا على أن أهم منجزات النظام في العقد الأخير , أي تحت حكم بشار الأسد , كان هو استمراره في مواجهة ضغوط هائلة تعرض لها من الخارج , هذا ليس تعبيرا خاصا عن حالة النظام في السنوات العشر الأخيرة أي عن عملية إعادة إنتاج النظام و إعادة تشكيل بنيته في ظل القيادة الجديدة و إعادة إنتاج علاقته بالنظام الرأسمالي العالمي ( ما سنصطلح على تسميته بالخارج ) و بالقوى ( أو الأنظمة ) الإقليمية , إن هذه الفكرة في الأساس هي أصدق تعبير عن وعي البيروقراطية الحاكمة , فالبيروقراطي "الناجح" ( مدير الشركة العامة أو الوزير انتهاءا بالرئيس نفسه ) هو ذلك البيروقراطي الذي يستمر لأطول فترة ممكنة في منصبه , المنجزات تأتي في أهمية متأخرة وفقا لهذا المقياس , فالمنجزات الفعلية بالنسبة للبيروقراطي هي منجزات فردية , شخصية , رغم أنه عند الضرورة مستعد للحديث أيضا عن "منجزاته" ( رغم أن هذه المهمة تترك عادة للمرؤوسين لإكسابها شيئا من الموضوعية ) . يقول غي ديبورد في كتابه مجتمع الاستعراض Society of Spectacle أنه كلما ازدادت البيروقراطية قوة و سطوة كلما زعمت بقوة أكبر أنها "غير موجودة" , إن هذا "الخفاء" يقوم كما يقول ديبورد على كذبة "رسمية" , أو على "وعي زائف توليتاري ( شمولي) " , أو ما يسميه أحيانا "الإيديولوجيا الحاكمة" . في الحقيقة في المواجهة التي استمرت طوال الحرب الباردة و رغم العداء الشديد بين الأنظمة الستالينية ( من روسيا إلى الصين ) و بين النظام الرأسمالي العالمي , انتقد منظرو الأخير الستالينية على أنها شر أخلاقي , أو فكري أو سياسي , لكنهم لم ينتقدوها أبدا على أنها شر اجتماعي , و لم يصفوها على الإطلاق بأنها بيروقراطية فاسدة , هذا هو أيضا موقف منظري هذا النظام الرأسمالي العالمي من الأنظمة العربية المكافئة للأنظمة الستالينية , لأن شتم البيروقراطية الستالينية لأنها بيروقراطية كان سيعني في نفس الوقت ليس فقط شتم الرأسمالية نفسها بل شتم تلك الأنظمة ذاتها التي كانت تواجه الستالينية و التي كان منظرو الرأسمالية يبشرون بانتصارها , فالرأسمالية نفسها كانت عرضة لبقرطة عميقة أعادت إنتاجها و إنتاج سلطتها بحيث أن مركز هذه السلطة انتقل إلى جهاز الدولة الرأسمالية و مدراء الاحتكارات الكبرى الذين يقاومون بشدة اليوم محاولة نزع بعض السلطة من بين أيديهم تلك التي اغتصبوها في سنوات صعود النيوليبرالية الأخيرة . كان مثل هذا النقد ليصبح شيئا ما أشبه بنبوءة مزدوجة , نبوءة حاولت البرجوازية منذ أن تحدث عنها الاشتراكيون الأوائل أن تسخفها و أن تلغيها من وعي الطبقات المهمشة و المقهورة . إنه أشبه بالنقد "العميق و الحاد" الذي يصبه كهنوت دين ما على كهنوت دين آخر أو على كهنوت سائر الأديان الأخرى , إن نقدا كهذا يجب أن يقوم على اعتبار الدين – الآخر ( أو الأديان الأخرى مجتمعة ) هي أديان مزيفة , دون توجيه أي نقد , أيا يكن تافها , لكهنوت تلك الأديان ككهنوت . إن أشبه الكائنات الاجتماعية أو الإنسانية بالبيروقراطية هي الكهنوت الديني , إن علاقة البيروقراطية بالإيديولوجيا "الحاكمة" , بالوعي الزائف الشمولي أو بالكذبة الحاكمة , تشبه تماما علاقة الكهنوت بالدين , فبقدر ما تشدد البيروقراطية على أنها ليست بيروقراطية بل مجرد "تجسيد" فعلي للإيديولوجيا الحاكمة , تشدد طبقة الكهنوت في أي دين على أنها ليست طبقة كهنوت أي أنها ليست بيروقراطية دينية أو مؤسسة بيروقراطية تختزل الدين و حتى الإله نفسه , تشدد طبقة الكهنوت أيضا على أنها "مجرد" تجسيد للدين أو للإله ( مهما كانت المنافسة قاسية و شديدة بين أصحاب المهنة الواحدة , فإنها لن تصل أبدا مهما بلغ الأمر حد الإساءة إلى المهنة نفسها ) . يمكن لهذه الكذبة الحاكمة أن تكون الماركسية اللينينية في روسيا و الصين أو القومية في مصر و سوريا و العراق أو العلمانية التابعة في تركيا أتاتورك أو ولاية الفقيه في إيران أو اليمين المسيحي الأخلاقي المعادي لليبرالية الأخلاقية و السياسية في ظل حكم بوش . إن البيروقراطية مضطرة لأن تحول هذه الكذبة الحاكمة إلى مصاف الحقيقة المطلقة , الأشبه بالحقيقة الدينية , لأنها كطبقة غير شرعية , لا كطبقة حاكمة و لا كطبقة مالكة , إنها تفتقد إلى الشرعية و تحاول أن تنتج هذه الشرعية من خلال مشهد عام ( استعراض , فرجة ) توجد في مركزها تلك الكذبة الحاكمة , لكن المطلق هنا ليست الإيديولوجيا الحاكمة المتغيرة باستمرار تقريبا بل البيروقراطية نفسها الثابتة دوما , لذلك فإن هذا المشهد يتأرجح باستمرار وفقا لطبيعة البيروقراطية الحاكمة و الظروف السائدة عالميا و محليا . لم يكن نظام بوش شرعيا حتى بالمقاييس الأمريكية ذاتها حتى وقعت الهجمات في نيويورك و واشنطن , منذ ذلك اليوم حاول النظام أن ينتج شرعيته و شرعية مشروعه الإمبراطوري من خلال الحرب على الإرهاب , نفس هذه الحرب التي أدت في النهاية إلى انهيار كل شرعيته و شرعية المشروع الإمبراطوري ذاته في مركز الإمبراطورية نفسها . حرب كحرب 56 أو 73 أو الحرب على إيران مثلا تستطيع هي أيضا أن تمنح شرعية ما لأنظمة بيروقراطية في مصر و سوريا و العراق على الأقل لبعض الوقت , و عندما تتغير "الكذبة الحاكمة" إلى اعتبار الغرب الرأسمالي مركز العالم "الحديث و المعاصر" و ربما حتى "العالم الحر" أو القوة الوحيدة المطلقة على هذه الأرض أي بالتالي المصدر الفعلي للشرعية تصبح زيارة واشنطن أو حتى اللقاء بالسفير الأمريكي مصدرا لمثل هذه الشرعية , من اعتبار الخارج قوة مطلقة و محاولة للتماهي معه إلى رفض مطلق له , من تأويل الهوية بشكل مغلق معاد للخارج ( الذي هو في الواقع النظام الرأسمالي العالمي ) إلى محاولة تعريفها بشكل فضفاض إلى الترويج لنظرية تخلفها و بالتالي ضرورة إلغائها , هذه الحوارات ليست إلا تعبيرا عن مصالح الطبقات السائدة أساسا , و في مركزها البيروقراطية , و التغيير المفاجئ و السريع في كثير من الأحيان في هذه الكذبة الحاكمة ( أو الإيديولوجيا الحاكمة ) يعكس تغييرا ما في هذه المصالح أو في علاقتها بالخارج . شاهدنا كيف تغير ستالين و ماو و صدام و عبد الناصر و البعث السوري خلال مسيرتهم الطويلة على عرش الحكم , كيف تغيرت أكاذيبهم الحاكمة من النقيض إلى النقيض , من التحالف المفتوح لستالين مع الكولاك مثلا إلى استئصالهم الدموي , من نقد ماو للتعايش السلمي الخروتشوفي إلى علاقات متميزة مع واشنطن ( أقرب للتحالف المشترك ضد السوفييت آنذاك ) , باختصار الانتقال الأشبه بحركة البندول من اليمين إلى اليسار و بالعكس , و إن صح هذا على نظام ما فإنه أكثر ما يصح على النظام السوري نفسه , حتى يكاد المرء لا يميز فعلا ما هو خطاب النظام الرسمي , هل هو ضد الغرب الرأسمالي أم لا , مع الهوية أم ضدها , هل يدعم المقاومة أم يسعى وراء إعادة المفاوضات مع إسرائيل . إن النظام اليوم أكثر أنظمة الأرض حماسة للخصخصة و سائر السياسات النيوليبرالية التي تعني أنه يستمد شرعيتها من النظام الرأسمالي العالمي و انتصاره المزعوم في الحرب الباردة بينما تجده في نفس الوقت أحد أكثر هذه الأنظمة قمعا حتى للحريات النخبوية الفارغة التي تسمى بالليبرالية . إنه ينتقد الغرب الرأسمالي و يغازل أحد ألد أعدائه أي تشافيز و في نفس الوقت يبدي استعداده لمصالحة شاملة مع هذا النظام , المؤسف في الموضوع أن هذه الميوعة السياسية بالتحديد هي ما يمتدحه ما يسمى بالمراقبين أو المعلقين في ممارسات النظام اليوم بمناسبة مرور عقد على تولي الدكتور بشار الأسد مسؤولية الحكم في سوريا..........



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مناقشة لموضوعات المؤتمر السابع لحزب الشعب الديمقراطي السوري
- أوجه الشبه و الاختلاف بين الله و الرأسمالية
- أحداث كومونة باريس
- عن الخرافة
- دفاعا عن الأناركية رد على مقالي الكاتب سليم نصر الرقعي عن ال ...
- ما الذي يعنيه أن تخرج في مظاهرة
- أزمة جديدة في حزب مأُزوم ( عن الأزمة الجديدة في الحزب الشيوع ...
- انتفاضات الخبز في مقابل الثورات المخملية
- الحرية ليست شأنا خاصا بالمستبدين أو الطغاة و لا بالنخب أو جي ...
- لماذا يجب الاقتصاد في التصفيق لأردوغان
- حادث عادي جدا
- تعليق على ما كتبه غسان المفلح و كامل عباس عن اليسار و اليمين
- الرهانات في -معاقبة- اليونان
- لماذا لا سادة و لا آلهة ؟
- تضامنا مع نضال العمال اليونانيين !
- لا رأسمالية بلا أزمة بيان الأول من أيار
- سجال حول المواطنة
- نحو يسار عربي جديد
- بين الديمقراطية و الليبرالية
- ما بعد أمريكا


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مازن كم الماز - عقد على خطاب القسم الأول للرئيس بشار الأسد