أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - الحرية ليست شأنا خاصا بالمستبدين أو الطغاة و لا بالنخب أو جيوش القتل و السلب و النهب














المزيد.....

الحرية ليست شأنا خاصا بالمستبدين أو الطغاة و لا بالنخب أو جيوش القتل و السلب و النهب


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 3028 - 2010 / 6 / 8 - 08:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحرية ليست شأنا خاصا بالمستبدين أو الطغاة و لا بالنخب أو جيوش القتل و السلب و النهب

أصابت إعلام النظام السوري بهجة غير اعتيادية بعد فترة طويلة من الرتابة و التفاهة , كانت الأحاديث عن "الممانعة في غياب أي عمل ممانع للنظام قد أصبحت تافهة و حتى وقحة , و كان على هذا الإعلام التعامل دفاعا عن النظام مع كم هائل من الوقائع و الحقائق الكئيبة عن "المصاعب الاقتصادية" التي يعانيها السوريون من "ذوي الدخل المحدود" و التي لم تنفع تصريحات الدردري الهزلية في التخفيف من كآبتها , لقد أعاد خطاب أردوغان لهذا الإعلام الحماسة ليؤكد من جديد أن قضية التحرير , أي تحرير ليست إلا قضية تخص الأنظمة القائمة و لن تحل إلا عن طريقها . كان هناك الكثير من الأشياء المغرية بالكلام في خطابات أردوغان بالنسبة لقضية محاولة تجديد شرعية الأنظمة و محاولة تجديد ثقة الشارع المنهوب و المقموع بها , عمل إعلام النظام السوري على محاولة إعادة اكتشاف عبد الحميد الثاني في أردوغان و إحياء ما كان يمثله من مزج بين الممانعة اللفظية و نظام الجورنالجية ( المخابرات كما كانت تسمى يومها ). يمكن قراءة ما جرى على سفينة مرمرة بعدة أشكال في الحقيقة , على أنه كان محاولة من حكومة تركيا للعب دور سياسي أنشط في المنطقة بما في ذلك إلى جانب أهل غزة و في مواجهة سياسات الحصار و الإغلاق و التجويع الإسرائيلية , أو أنها جاءت نتيجة رغبة الشعب التركي في تجاوز الواقع السياسي البائس للأنظمة القائمة في الشرق تجاه معاناة أهل غزة و صمت هذه الأنظمة أو عجزها أو مساهمتها في تجويع أهل غزة , في الحقيقة ينطوي الحدث على شيء من الاثنين لكن رغبة الحكومة التركية في لعب دور أنشط في سياسة الشرق الأوسط لا يحمل مواقفا و أهدافا أخلاقية مباشرة من حصار غزة نفسها , كما أن الناس الذين ماتوا على سفينة مرمرة ماتوا في سبيل غزة و ليس في سبيل أردوغان أو تعزيز سياسة الحكومة التركية أو نفوذها أو نفوذ أية حكومة أيا تكن . إعلان دمشق على الجهة المقابلة لم يكن موفقا , ففي الوقت الذي تجلى فيه عجز و تواطؤ النظام الرأسمالي العالمي و تهافت ما يسمى بالقانون الدولي الذي كان همه حماية القتلة و تغطية جرائمهم نجد بيان الإعلان يدعو الفلسطينيين و الجماهير العربية الغاضبة و المتضامنين الدوليين للتمسك بهذا القانون و بالطاعة للنظام الرأسمالي العالمي المسمى بالنظام الدولي و انتظار أن يقوم هذا النظام بحل مشاكل جماهيرنا و مجتمعاتنا من غزة إلى أي مكان آخر و ربما إضافة إلى قضية أنظمة النهب و السلب و السجون و القمع الجاثمة على ظهورنا , إن تصوير الحرية على أنها علاقة بين بشر محكومين بالضرورة و بين قوة سلطوية فوقهم تمنحهم الحرية كهبة هو وهم , إن أية فتات ستلقيه هذه القوة السلطوية الفوقية أو تلك للجماهير لن يستحق في أكثر الأحوال حتى عناء الاستجداء الضروري أو المديح التالي على تقديم هذا الفتات , الحقيقة مختلفة تماما , و هي أننا نملك حريتنا بحق الولادة , لكوننا بشر , أننا متساوون في ملكية الثروة لأننا ننتجها جميعا و حريتنا و حقنا في الحياة و في أن نتمتع بنتاج عملنا ليست منحة من أحد و خاصة ممن يستولي على عرق الجماهير و تعبها و يصادر حريتها استبدادا و طغيانا , لا يحتاج الفقراء طوبى من أحد , إن أية طوبى ممن يسرقهم و يقمعهم هي أكثر من مجرد وهم , إنها كذب , قد يكون هناك صراع ( أو شد و جذب ) بين أردوغان و الأسد و نجاد و بين النظام الرأسمالي العالمي و إسرائيل , لكن هذا لا يعني أكثر من أن مجموعتين من قطاع الطرق و سارقي قوت الجماهير يتنافسون على الغنيمة , في الحقيقة كما أنه من الصحيح تماما أن قضية تحرير غزة و مجتمعاتنا ليست مهمة أو مبرر استبداد الأنظمة الاستبدادية فإنها أيضا ليست مهمة أو مبرر استبداد النظام الرأسمالي العالمي , و أن القضية الأساسية لأي نظام هو البقاء أي في النهاية تسخير كل شيء لصالح قضية تهميش المحكومين و ترويج الاستسلام له و محاولته توسيع نفوذه أي إضافة مهمشين جدد كما كان النظام السوري يفعل في لبنان في وقت سابق , و إذا كان هذا ينطبق على حرية مجتمعاتنا فهو أكثر صحة فيما يتعلق بحرية الإنسان في مجتمعاتنا . و لا تعني الحرية بالنتيجة شيئا يخص نظاما ممانع كما يسمي نفسه في نهب الناس و قمع صوتها أو نخبة ما أيا تكن في مصادرة صوت الناس و الوصاية عليهم أو قوة اجتماعية مالية تسمي نفسها رأس المال في تشكيل إمبراطوريتها , إن الحرية ليست مشروعا فوقيا أو نخبويا أو قضية فلسفية , إنها نتاج لفعل يومي مارسته و تمارسه جماهير المقهورين منذ ظهر الطغيان , و تقوم النخبة فيما بعد بفلسفته ليس إلا , إنها عملية تعلم و فعل مقاومة يومية شاقة تقوم من خلالها الجماهير بتعلم كيف تتنظم بحرية و كيف تواجه القهر و القمع و تخلق مؤسساتها الديمقراطية الخاصة , إذا أردنا أن نكون أكثر وضوحا فيجب أن نقول باختصار إن حرية الناس ليست شأنا للأنظمة الاستبدادية و لا من شأن النظام الرأسمالي العالمي و لا شأنا نخبويا و لا مجرد قضية تهم كل إنسان في مجتمعاتنا , إنها بالتحديد شأن كل إنسان في مجتمعاتنا . ليس استسلام الناس لأنظمة كنظام أردوغان و الأسد و نجاد و لا مبارك و محمود عباس و لا حلم النخب بديمقراطية تمشي جنبا إلى جنب مع دبابات و سفن جيوش النهب التنويري الرأسمالي هي من ستأتي بالحرية لإنساننا المضطهد و المقموع و المهمش , للحرية معنى واحد و جوهر واحد و كل شيء سواه هو استبداد و امتيازات و نهب و تضليل , إنها تعني فقط حرية الناس العاديين

مازن كم الماز



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يجب الاقتصاد في التصفيق لأردوغان
- حادث عادي جدا
- تعليق على ما كتبه غسان المفلح و كامل عباس عن اليسار و اليمين
- الرهانات في -معاقبة- اليونان
- لماذا لا سادة و لا آلهة ؟
- تضامنا مع نضال العمال اليونانيين !
- لا رأسمالية بلا أزمة بيان الأول من أيار
- سجال حول المواطنة
- نحو يسار عربي جديد
- بين الديمقراطية و الليبرالية
- ما بعد أمريكا
- أوجه الشبه بين ستالين و بوش
- الحراس أو العسكر من وحي مزرعة الحيوانات لجورج أورويل
- القصة الأخرى لكتاب لينين مرض اليسارية الطفولي في الشيوعية
- الصراع الطبقي في سوريا
- وجه الشبه بين مبارك و الأسد و أمريكا والله
- عن موت أو نهاية المثقف
- كلمة عن الانتخابات العراقية البرلمانية القادمة
- سمات السلوك الانتحاري
- المراجعة المطلوبة هي باتجاه الشعب - تعليق على ما كتبه محمد س ...


المزيد.....




- هل ستقصف إيران مجددًا؟ شاهد كيف رد ترامب على سؤال صحفية بشأن ...
- -مستعدون لجولة مفاوضات جديدة مع كييف-.. بوتين: زيادة إنفاق ا ...
- وسط مشاعر الخوف والحزن.. مطالبات بالكشف عن مصير نساء علويات ...
- إيران تدافع عن -حقها المشروع- في الرد على الضربات وتصف نواي ...
- المخدرات في أكياس الطحين.. الرصاص يسبق الخبز في قطاع غزة
- المحكمة العليا الأمريكية تقيد صلاحيات القضاء الفيدرالي في ان ...
- نتنياهو يفقد الزخم وإنجازات الحرب لا تسعفه
- عشرات الآلاف في مظاهرات عدة باليمن وموريتانيا والمغرب نصرة ل ...
- اتفاق سلام ينهي صراع 30 عاما بين رواندا والكونغو الديمقراطية ...
- الأوروبيون بين المطاوعة داخل حلف الناتو والبحث عن بدائل خارج ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - الحرية ليست شأنا خاصا بالمستبدين أو الطغاة و لا بالنخب أو جيوش القتل و السلب و النهب