أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مازن كم الماز - الحراس أو العسكر من وحي مزرعة الحيوانات لجورج أورويل














المزيد.....

الحراس أو العسكر من وحي مزرعة الحيوانات لجورج أورويل


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 2969 - 2010 / 4 / 8 - 08:39
المحور: كتابات ساخرة
    


الحراس أو العسكر
من وحي مزرعة الحيوانات لجورج أورويل

يملك صديقي مزرعة تضم أصنافا شتى من الحيوانات "الداجنة" , يربيها ليحصل على لبنها و ليأخذ منها الصوف الذي يغطي جلدها و لينتزع منها أطفالها فيبيعهم في سوق الحيوانات القريب و أخيرا ليقطع أوصالها ليأكلها أو يبيعها كلحم شهي . و ككل مزارع العالم , يحتفظ صديقي بعدد غير قليل من الكلاب المدربة على النباح بصوت عالي على هذه الحيوانات "الداجنة" و على دفعها للسير في الاتجاه الذي يحددها لها صاحبها و على "الدفاع" عن هذه الحيوانات "الداجنة" في وجه أي "معتدين" من الخارج يريدون اصطياد أو حتى التهام الحيوانات التي يعتبرها ملكه . كان صديقي يدرب هذه الكلاب باستمرار على النباح بصوت عال , كيفية تخويف أي حيوان "داجن" و دفعه للهروب في الاتجاه المطلوب , و كان صديقي حريصا أيضا على أن يطعم هذه الكلاب لحما فاخرا بكمية كافية لتمنحهم إحساسا حقيقيا بالشبع , كان إما أنه يستورد هذا اللحم المخصص لكلابه في بعض الأحيان , أو أنه غالبا ما كان يستخدم لحم الحيوانات "المدجنة" المسلوخة في مزرعته و التي كان لحمها المذبوح يتوزع بين أطباق مائدته العامرة دائما , و بين أفواه كلابه المطيعة أو جيرانه و عائلته المقربين أو في حوانيت القصابين حيث كانت تباع لتتحول إلى نقود يدخرها صديقي في البنوك . عندما شاهدت القطط تتبختر بحرية حيثما تريد و هي تنظر بازدراء و احتقار للطعام الذي كان صديقي يعطيه لكلابه بدأت يومها أدرك سبب العداء التاريخي المستحكم بين القطط و الكلاب . كان صديقي يعامل أحد هذه الكلاب معاملة خاصة جدا , كان قد اختار من بينها كلبا هو أكثرها شراسة , و ربما أكبر قليلا من بقية الكلاب أو أن صوت نباحه كان أعلى , المهم هو أن صديقي اعتاد أن يعطي هذا الكلب كمية أكبر من اللحم و أن يدربه بشكل خاص , أكثر من غيره من الكلاب , و تدريجيا أصبح هذا الكلب أكثر شراسة و قوة من بقية الكلاب , لكن مهمة هذا الكلب لم تكن كسائر الكلاب في النباح على الحيوانات "الداجنة" و تخويفها و قيادتها بهدوء إلى المسلخ , بل كانت مهمته التي حددها له صديقي تتمثل في النباح على بقية الكلاب أنفسهم و دفعهم للنباح بصوت أعلى فأعلى على تلك الحيوانات المسكينة و زجر الكلاب الأخرى و حتى عضها أو ضربها إذا ما خفت حماستها في تنفيذ أوامر سيدها . في يوم قريب و لسبب لا أذكره بالضبط اليوم لم يعد صديقي قادرا على إطعام كلابه , في أول الأمر احتجت الكلاب بصمت , توقفت عن دفع الحيوانات "الداجنة" باتجاه المسلخ , ثم توقفت عن إجبارها على البقاء داخل أقفاصها أو زواريبها و تركتها تسرح و تمرح "بحرية" , أخيرا بدأت بالنباح لكن هذه المرة أمام قصر صديقي , و أخذ نباحها يزداد قوة كلما زاد جوعها , و كان يتقدمها أكثرها شراسة , ذلك الكلب الذي كان صديقي يطعمه أكثر من غيره و يدربه لكي يفرض النظام على الكلاب نفسها . من يومها لم أر صديقي , قيل أن الكلاب قد هاجمت القصر و انقضت على كل ما فيه من لحم و مأكولات و حتى على الخدم و الحشم الذين كانوا فيه , أما صديقي نفسه فلا أعرف عنه شيئا , قال البعض أنه قد هرب في اللحظة الأخيرة لكن بعضهم الآخر قال أن الكلاب كانت جائعة و شرهة لدرجة أنها التهمته هو أيضا.....

مازن كم الماز



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القصة الأخرى لكتاب لينين مرض اليسارية الطفولي في الشيوعية
- الصراع الطبقي في سوريا
- وجه الشبه بين مبارك و الأسد و أمريكا والله
- عن موت أو نهاية المثقف
- كلمة عن الانتخابات العراقية البرلمانية القادمة
- سمات السلوك الانتحاري
- المراجعة المطلوبة هي باتجاه الشعب - تعليق على ما كتبه محمد س ...
- الدين كحالة جنون
- عندما تكلم ليبرمان
- تعليق على ما قاله مفتي سوريا
- الفقراء و القتل
- تعليق على رسالة مفتوحة إلى القضاء اللبناني المنشورة في جريدة ...
- عاهرة المقاومة
- كلمات عن جورج وسوف
- النزاع الأمريكي الإيراني
- ما لا يخشاه بشار الأسد
- المكان و طقوس القداسة و انتهاك الإنسان
- فلسطين و النظام العالمي الجديد
- عن طبيعة الصراع الحالي
- عام جديد لمعن عاقل


المزيد.....




- “صناعي – تجاري – زراعي – فندقي” رابط نتيجة الدبلومات الفنية ...
- إبراهيم البيومي غانم: تجديد الفكر لتشريح أزمة التبعية الثقاف ...
- بوابة التعليم الفني.. موعد إعلان نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ...
- البندقية وزفاف الملياردير: جيف بيزوس يتزوج لورين سانشيز في ح ...
- شاهد.. الفنانون الإيرانيون يعزفزن سمفونية النصر في ساحة الحر ...
- طلبة التوجيهي يؤدون امتحان -اللغة الإنجليزية-.. مروحة واسعة ...
- “برقم الجلوس والاسم فقط” Link الاستعلام عن نتيجة الدبلومات ا ...
- العراق يواجه خطر اندثار 500 لهجة محلية تعكس تنوعه الثقافي ال ...
- رحيل الفلسطيني محمد لافي.. غياب شاعر الرفض واكتمال -نقوش الو ...
- موعد نزال توبوريا ضد أوليفيرا في فنون القتال المختلطة -يو إف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مازن كم الماز - الحراس أو العسكر من وحي مزرعة الحيوانات لجورج أورويل