أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مازن كم الماز - عام جديد لمعن عاقل














المزيد.....

عام جديد لمعن عاقل


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 2878 - 2010 / 1 / 4 - 09:40
المحور: حقوق الانسان
    


انتقل معن عاقل بلمحة عين من عالمه العادي , من مكاتب جريدة الثورة و شوارع دمشق و مداعبته لطفله , إلى عالم مختلف تماما , عالم السجن و مكاتب التحقيق و الحنين إلى تفاصيل حياته خارج السجن . سبق لمعن خوض تجربة مشابهة , لكنه يومها كان معارضا سياسيا , كان أصغر و أكثر شبابا و لم يكن قد اعتاد مداعبة طفله بعد , لكن معن اليوم يختلف تماما عن ذلك المعتقل السياسي , كان معن قد انضم إلى ماكينة النظام الإعلامية و مارس لعبتها لفترة من الوقت و أصبح لديه عالم خاص يحبه و يخشى أن يخسره . اعتقل معن هذه المرة لأنه تجاوز الخطوط الحمر التي رسمها النظام لمن يكتب في جرائده الرسمية أو لكل من يستطيع التحدث بصوت عال أمام الناس من منابره تلك . إن تجاوز هذه الخطوط الحمر يفترض إما أن تكون قادرا على التعاطف مع المهمشين و الفقراء أي أن تتجاوز شروط مهنتك إلى أن تكسر تلك الإشارات الحمراء التي تحاصرك بحيث تجد نفسك في نهاية المطاف و قد أصبحت خارج اللعبة نفسها , خارج مكانها و حدودها , و قد تماديت في حبك الجديد , لدرجة تجعلك جاهزا لاستبدال حياتك خارج السجن بالحياة الباردة المظلمة داخله بكل ما يعنيه هذا , أو أن تنتظر منافع أكبر من زيارتك للسجن , و هذا مستبعد جدا في حالة معن , أو أن تكون ساذجا , تورطت في الدوس على الخطوط الحمراء التي يعرفها الجميع أو دون أن تحسب تبعات هذا الفعل , و هذا أيضا مستبعد جدا في حالة معن . يعتمد استمرار معن في عالمه الجديد على شيئين : أولا على سجانيه و ثانيا على معن نفسه , لا سيما درجة استعداده للتعاون مع سجانيه , اعتذاره , تراجعه , و تعهده بعدم العودة للتفكير في الدوس على خطوطهم الحمراء , يمكن معرفة أن معن كان مستعدا لتبعات مواقفه من ما كتبه في بعض مقالاته , رغم أن الوقوع في المحظور يختلف عن توقعه , خاصة إذا أخذنا بالاعتبار طريقة استدراج معن إلى السجن مرورا بمكتب رئيس تحرير جريدته , فرد الفعل الأول هو صدمة ما , يتبعها التفكير الجدي في الوضع الجديد . للسجانين ظروفهم الخاصة أيضا , و أغراضهم الخاصة , التي قد تحدد هي أيضا مدة بقاء معن داخل قفصه الجديد , و أهمها قد لا يتعلق بمعن نفسه بل بمن بقي من الصحافيين خارج السجن , أو بمن تمكن معن من إزعاجهم و استثارتهم لدرجة استشعروا ضرورة إسكاته . لأن السجن عالم سري , كما هي كواليس الأجهزة التي تحاكم و تقاضي معن اليوم , فإننا ما نزال بانتظار التهم التي ستوجه لمعن , كي نتمكن أكثر من فهم أين يقف معن اليوم من كل ما قاله بالأمس و من حياته الجديدة و من سجانيه و مما سيمكنه ( أو لا يمكنه ) أن يكتبه في الغد , لكن ما يبدو حتى الآن أننا أمام رجل انتهى إلى السجن لأنه اعتبر بيوت الفقراء التي فتحت أمامه أبوابها جزءا أصيلا من عالمه , تماما مثل بيته الخاص , لأنه لم يستطع التخلص منهم كجزء من أسرته الشخصية , لذلك يستحق معن منا تنهيدة عميقة , يستحق قلق انتظار صديق حميم...............

مازن كم الماز





#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعليق على مطالبة نادين البدير بتعدد الأزواج
- منشقون رودولف باهرو : منشق في الشرق و في الغرب
- بيان الحركة السوريالية العربية 1975
- تلفن عياش
- حديث عن المعارضة السورية
- حدود النقد المسموح به اليوم في سوريا
- عن الوثيقة السياسية لحزب الله
- عن النسخة الجديدة من قانون الأحوال الشخصية
- السلطة في مواجهة الثقافة لرودولف روكر
- سيرة حياة الأناركي الأرمني الكسندر أتابكيان
- تحية إلى الحوار المتمدن
- عندما انتقد المسيري مفهوم الاختلاف عند دريدا
- هي مباراة كرة قدم
- عن مفهوم المواطنة
- الديكتاتورية -العلمانية- التابعة : نموذج أتاتورك المنسي
- مصدر العنف في الرأسمالية المعاصرة
- من أجلك أنت
- كتب أحرقت مرتين
- هكذا تكلم الدردري
- الفقراء و المجازر


المزيد.....




- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مازن كم الماز - عام جديد لمعن عاقل