أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مازن كم الماز - السلطة في مواجهة الثقافة لرودولف روكر














المزيد.....

السلطة في مواجهة الثقافة لرودولف روكر


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 2855 - 2009 / 12 / 11 - 23:52
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


السلطة في مواجهة الثقافة
رودولف روكر *
الفصل الرابع من كتابه القومية و الثقافة

تفترض أية سلطة شكلا ما من العبودية الإنسانية , لأن تقسيم المجتمع إلى طبقات أعلى و أدنى هو واحد من أول شروط وجودها . يتم تقسيم البشر إلى طبقات , أنظمة , في كل بنية سلطة بما يتطابق ( أو يتماشى ) مع الضرورة الداخلية لفصل مالكي الامتيازات عن سائر الناس . توفر الأساطير و التقاليد وسائل لتنمية و تعميق الاعتقاد بحتمية هذا التقسيم في عقول البشر . يمكن لقوة فتية صاعدة أن تنهي هيمنة الطبقات القديمة صاحبة الامتيازات , لكن يمكنها أن تفعل ذلك فقط بقيامها فورا بخلق طبقة جديدة محتكرة للامتيازات تتناسب مع تنفيذ خططها . لذلك كان يجب على مؤسسيي ما يسمى "بديكتاتورية البروليتاريا" في روسيا أن يوجدوا أرستقراطية القوميسارات ( مندوبي الشعب ) التي هي شكل متمايز عن الجماهير العريضة للطبقة العاملة كما هو حال الطبقات صاحبة الامتيازات لشعب أي بلد آخر .
كان أفلاطون يأمل بالفعل بأن ينسب الشعور الأخلاقي للفرد إلى مفهوم مؤسس رسميا ( تؤسسه الدولة ) عن الفضيلة و ذلك لصالح الدولة , مستنبطا كل الأخلاق من السياسة ليصبح بالتالي أول من اخترع المزاعم الفكرية لما يسمى "بأسباب الدولة" . لقد رأى بوضوح أن الانقسام الطبقي هو ضرورة كامنة للحفاظ على الدولة . لهذا السبب جعل عضوية البشر في أحد ثلاثة طبقات تصور على أن الدولة تتألف منها مسألة تتعلق بالقضاء و القدر , لا يملك الفرد أي تأثير عليها . لكن ليغرس في البشر الإيمان "بمصيرهم الطبيعي" , يستخدم رجل الدولة "خدعة مفيدة" عندما يخبرهم : "لقد خلط الإله الخالق الذهب في مادة ( أو طينة ) أولئك الذين خلقهم بينكم ليحكموا , و هم لذلك الأكثر قيمة بينكم . و في مادة مساعديهم أضاف الفضة أما في الفلاحين و سائر العمال فالحديد و البرونز" . أما بالنسبة لسؤال كيف يمكن جعل المواطنين يصدقون هذه الخدعة أجاب : "أعتقد أنه من المستحيل إقناع هؤلاء أنفسهم لكن من الممكن جعل هذه القصة تبدو محتملة لأبنائهم و أخلافهم في الأجيال القادمة" ( 1 )
هنا نجد مصير الإنسان يتحدد من خلال مزيج من القدرات و الخصائص التي يتلقاها من الإله , و التي تحدد هل سيكون سيدا أم خادما في حياته . إن غرس هذا الاعتقاد بشكل أعمق في مخيلة البشر على أنه قدر لا مفر منه و منحه القداسة الصوفية للقناعة الدينية كان حتى الآن الهدف الأساسي لسياسة أية سلطة .

( 1 ) أفلاطون – الجمهورية , الطبعة الثالثة

ترجمة : مازن كم الماز

نقلا عن http://www.anarchosyndicalism.net/rocker/nc.htm

* رودولف روكر ( 1873 – 1958 ) أبرز المنظرين و المناضلين الأناركيين النقابيين . ألماني الأصل , عاش لبعض الوقت في لندن حيث اعتقل أثناء الحرب العالمية الأولى حتى نهايتها , أرسل إلى هولندا بعد الحرب من خلال تبادل الأسرى و المعتقلين ثم عاد إلى ألمانيا عام 1918 ليعيد تأسيس الفيدرالية الحرة للنقابات الألمانية و شكل في 1919 مع الأعضاء النقابيين المفصولين من الحزب الشيوعي الألماني اتحاد نقابات ألمانيا الحر , اعتقله وزير الدفاع الاشتراكي الديمقراطي غوستاف نوسكه الذي اضطلع بمهمة تدمير الحركات الراديكالية و الانتفاضات العمالية بعد الحرب العالمية الأولى , فر بعد وصول النازية إلى السلطة في ألمانيا إلى سويسرا ثم إلى الولايات المتحدة حيث توفي عام 1958 .





#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيرة حياة الأناركي الأرمني الكسندر أتابكيان
- تحية إلى الحوار المتمدن
- عندما انتقد المسيري مفهوم الاختلاف عند دريدا
- هي مباراة كرة قدم
- عن مفهوم المواطنة
- الديكتاتورية -العلمانية- التابعة : نموذج أتاتورك المنسي
- مصدر العنف في الرأسمالية المعاصرة
- من أجلك أنت
- كتب أحرقت مرتين
- هكذا تكلم الدردري
- الفقراء و المجازر
- في نقد السياسة العربية
- عندما تحدث الدكتورعماد فوزي الشعيبي عن الديمقراطية
- إيريكو مالاتيستا : ضد الجمعية التأسيسية كما ضد الديكتاتورية
- كارل كورش : عشرة أفكار عن الماركسية اليوم ( 1950 )
- باول ماتيك : استعراض لكتاب كروبوتكين عن المساعدة المتبادلة
- عن قضية التكفير
- بين المعري و الفلاسفة المسلمين
- أنطون بانيكوك : رسالة إلى مجلة اشتراكية أو بربرية
- إذا عكسنا السلطة السائدة


المزيد.....




- الشيوعي العراقي يدين العدوان الامريكي ويدعو إلى وقف الحرب ال ...
- تحميل كتاب شابور حقيقات: إيران من الشاه إلى آيات الله، حول ا ...
- أممية رابعة : اختتام أعمال الدورة الثالثة عشرة للمدرسة الإقل ...
- في مواجهة الحرب بين إيران وإسرائيل، ثمة طريق ثالث ممكن!
- لجنة من أجل حياة النساء وحريتهن: لا للحرب . لا لهجوم إسرائيل ...
- -ليس للرئيس الحق!-.. شاهد رد فعل بيرني ساندرز عند علمه بالضر ...
- م.م.ن.ص// دروس الحرب: اختراق الجدران
- قناة السويس ليست ممراً للعدوان.. أوقفوا مرور سفن أمريكا وإسر ...
- بيان الحزب الشيوعي العمالي العراقي حول الضربة الجوية الأمريك ...
- Israel’s war on Iran and the region must stop.


المزيد.....

- الإمبريالية والاستعمار الاستيطاني الأبيض في النظرية الماركسي ... / مسعد عربيد
- أوهام الديمقراطية الليبرالية: الإمبريالية والعسكرة في باكستا ... / بندر نوري
- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مازن كم الماز - السلطة في مواجهة الثقافة لرودولف روكر