أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز العراقي - بين ازمة الكهرباء ومستنقع النزاهة














المزيد.....

بين ازمة الكهرباء ومستنقع النزاهة


عزيز العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 3052 - 2010 / 7 / 3 - 20:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



عندما شكلت هيئة النزاهة , كانت على أساس هيئة مستقلة , حالها حال القضاء , ترتبط برئاسة مجلس الوزراء بشكل إداري فقط دون التدخل في شئون عملها . وفي بداية تشكيل الدولة بعد إزاحة النظام السابق , كان الفساد اقل , والسرقات اقل بكثير , ولكن الهيئة كشفت اختلاسات , واستغلال نفوذ , ورشاوى , وجرائم عامة , واحالة مجرمين إلى المحاكم , وكان نشاطها يمتلك الحجم الذي يطمئن أمثالنا إلى وجود رقيب ( ضمير ) لهذه الدولة الناشئة .

قبل إقالة السيد راضي الراضي رئيس هيئة النزاهة السابق , ومطاردته من قبل رئيس الوزراء السيد المالكي وذهابه إلى أميركا , لم أكن اعرفه , ولكني كنت أتابع أعماله عند ترأسه لهيئة النزاهة . ولا تعني هذه الكتابة الدفاع عن شخصه , بقدر ما تمثله من انحدار أحدى المؤسسات التي كان يعوّل عليها لإنقاذ الدولة والبلاد , إلى مؤسسة لا تختلف عن جميع المؤسسات المنخورة بالتحاصص الطائفي المدمر , وتمارس عملها الآن بذات مواصفات الفساد المعمم في جميع أجهزة الدولة . وهي حالة توضح ما يتعرض له الموظف النزيه ان وقف يدافع عن سبب وجود وظيفته ( النزاهة ) المؤتمن عليها . وهذا لايعني ان النزاهة كانت في زمن راضي الراضي على درجة كبيرة من جودة العمل , ولكن الذي كشفه الراضي في حدود إمكانياته , وإمكانية الظروف التي احاطة به الشئ الكثير بالنسبة للواقع الحالي . وقد عطلت الكثير من تحقيقاته , وتم إيقاف الكثير من الدعاوى التي أقيمت على وزراء , ووكلاء وزارات , ومدراء عامين , بقرار من الوزراء , او من رئيس الوزراء, وبالذات عندما أوكل المنصب للسيد نوري المالكي . لقد حاولوا اتهام الراضي بشتى الوسائل , ولولا تمكنه من استغلال الوقت الضائع بالوصول إلى أميركا لكان الآن في خبر كان . وذهابه ليس بعيدا عن المساعدة الأمريكية , لكونه محمّل بمئات الملفات والدعاوى على مسئولين كبار في الدولة , حيث سيستخدمها الأمريكان عند الحاجة , ليس مع كل من تجاوز بحق العراقيين ونهب أموالهم , بل مع كل من تسول له نفسه للوقوف بوجه المشروع الأمريكي في جعل العراق احد حلقات السلسلة الأمريكية لإدارة وتنظيم السياسة الدولية .

وبعد ذهاب راضي الراضي , أصبحت هيئة النزاهة منتجع لتعافي وتبرئة ذمة كل فاسق وسارق , ولعل وزارة الكهرباء المثال الأقرب , والأكثر انحدارا , ففي الوقت الذي كان فيه أيهم السامرائي وزيرا للكهرباء في زمن راضي الراضي , والذي حقق معه لسرقته خمسة ملايين دولار ( فقط ) , وأودع السجن , وأحيل إلى المحاكمة . إلا إن قوات الاحتلال الأمريكي اختطفته من السجن وهربته إلى أميركا لكونه يمتلك الجنسية الأمريكية . بينما وزير الكهرباء الحالي المقال بالشهداء والجرحى الذين سقطوا أثناء المضاهرات , او المستقيل كما يدعي , ويروج له رئيس الحكومة المالكي كما روج لوزير تجارته الهارب الى لندن , فلا احد تعرض له طيلة هذه السنوات الأربعة الماضية , وقد صرفت وزارته سبعة عشر مليار دولار لحل مشكلة الكهرباء , والنتيجة كما يعرف كارثتها الجميع .

يحسب لرئيس الوزراء السيد نوري المالكي الجهود التي بذلها في مكافحة الإرهاب , ولكنه في الجانب الآخر فتح الباب على مصراعيه أمام الفساد , الوجه الثاني للإرهاب , بعد ان طارد رئيسها السابق راضي الراضي , وجعل من الهيئة دائرة تابعة له في كل شئونها الإدارية والفنية . ولا نعرف هل ان الصعقة الكهربائية التي ضربت هيئة النزاهة في مقتل , جاءت عن طريق احد كيبلات السبعة عشر مليار دولار , أم إنها ( الصعقة ) كانت نتيجة لكون النزاهة مفقودة في هيئتها , والنزيه الحالي الموالي للسيد المالكي يختلف عن النزيه السابق الذي لم يتمكن المالكي من تدجينه . وبات العراق حاضنة لكل المستنقعات الآسنة , والنزاهة واحدة من هذه المستنقعات الكبيرة .

[email protected]



#عزيز_العراقي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المهم : الارادة الوطنية في تشكيل الحكومة
- القادة العراقيون يحاكون الديمقراطية السويدية العريقة
- المحاصصة الجديدة باسم - الوطنية -
- نتائج الانتخابات ولوعة المالكي
- ماذا انتم ؟!
- من تداعيات مفترق الطرق الحالي
- ضرورة العد اليدوي لأصوات الانتخابات وصديقي البائس
- الامريكان والتوجهات الملتبسة لبعض الاطراف العراقية
- بين الخوف من الخسارة والهلوسة السياسية
- جلسة سمر انتخابية
- علمانيون وديمقراطيون يتشبثون بالسراب
- بين رئيس وزراء عراقي سابق وآخر على الشحن
- علي الوردي وباقي العلماء يصوتون في قبورهم
- ما الذي ارادا ان يقولاه المطلك وعلاوي؟
- علي الدباغ يشبه نفسه بطائر النورس ؟!
- من تداعيات عدم فاعلية اجهزة الكشف عن المتفجرات
- الشيخ جلال الدين الصغير وشروال مام جلال
- كردستان والتحدي الديمقراطي
- مقطع عرضي للديمقراطية في العراق
- من الذي اعاد البعث للواجهة؟!


المزيد.....




- كعبٌ عالٍ وسقوطٌ مدوٍّ... حين تعثّرت نعومي كامبل ونهضت نجمة ...
- مدير IAEA: أجهزة الطرد المركزي بمنشأة فوردو النووية بإيران - ...
- مصور وناشط فلسطيني وثق الحرب بغزة في جولة أمريكية لجمع التبر ...
- قمة الناتو: إسبانيا تتحدى ترامب... تساؤلات: هل يظهر خامنئي ف ...
- السعودية..جدل بعد منع -البقالات- من بيع التبغ واللحوم
- تحطمت أسطورة إيران التي لا تقهر.. ما عليك معرفته الآن عمّا ق ...
- غزة: قتلى وجرحى في قصف على مدرسة وسموتريتش يهدد: إما وقف الم ...
- وصفه بالبطل.. ترامب يدعو لإلغاء محاكمة نتنياهو بتهم الفساد
- محللون والحرب الصهيونية الأمريكية على إيران
- تصريح صحفي صادر عن اللجنة التحضيرية للجبهة الوطنية الشعبية


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز العراقي - بين ازمة الكهرباء ومستنقع النزاهة