أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عزيز العراقي - من تداعيات عدم فاعلية اجهزة الكشف عن المتفجرات














المزيد.....

من تداعيات عدم فاعلية اجهزة الكشف عن المتفجرات


عزيز العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 2911 - 2010 / 2 / 8 - 16:41
المحور: كتابات ساخرة
    


في العراق , من السهولة معرفة الانتماء والعائدية الحزبية سواء للصحيفة او القناة التلفزيونية او خطب الجمعة في بيوت الله . فقد بلغ الاستقطاب أشده , والصراعات طالت أبناء الطائفة الواحدة , والقائمة الواحدة , بل والحزب الواحد . فكم هي الانشقاقات التي حصلت تحت لافتة الخلافات الفكرية والمبدئية , وأبرزها ( طبعاً ) الخلافات في تحديد اولويات احتياجات الشعب العراقي , وكيفية الوصول لإنهاء معاناة هذا الشعب المنكوب . ومشكلة استيراد الكلاب البوليسية في الكشف عن المتفجرات تأتي ( في تحديد اولويات احتياجات الشعب العراقي , وكيفية الوصول لإنهاء معاناة هذا الشعب المنكوب ) . إذ ليس من المعقول أن يكون هناك خلاف فكري أو مبدئي بين هذه الكلاب ( السلوكَية ) وبين اغلب القيادات السياسية للأحزاب العراقية .

مثلما هو معروف , كان الكشف عن فضيحة عدم فاعلية أجهزة كشف المتفجرات التي استوردت بمبالغ خيالية فوق سعرها الحقيقي من بريطانيا تسبب الحرج لبعض القيادات السياسية , ومنعا لتطور الاتهامات والتخوين , وانشغال البرلمانيين العراقيين بها, وتركهم معالجة قضايا وطنية أكثر ضراوة من أجهزة كشف المتفجرات , خرج علينا اللواء قاسم عطا الناطق الرسمي لقوات بغداد , وأكد مثلما اظهر في خروجه السابق : إن الوضعية تحت السيطرة , وشكلت لجنة للتحقيق . وفي نفس الوقت جري القيام بتجربة عملية أمام جميع ممثلي الكتل السياسية , وذلك بتمرير الجهاز عل كيس ابيض . واخذ الجهاز يصرخ بأعلى صوته , مما دفع بحماس جماعة المدافعين عن الجهاز للتصفيق , وترديد: الله اكبر , الله اكبر , وسط ذهول الذين اتهموا الجهاز . إلا أن احد جماعة المدافعين اخبر الطرف المذهول : بأن الكيس ( دوّه حمّام ) , وهي مادة كيماوية أشبه بالنورة تستخدم في الشرق الأوسط لإزالة الشعر . مما أعاد الثقة للمذهولين وزاد حماسهم في تأكيد فشل الجهاز , وقال ممثلهم : ان هذا الكيس ( دوّه حمّام ) وليس مواد متفجرة . فأجابه نظيره من الطرف الآخر وبشكل قاطع: بربك إذا مع (دوّه الحمّام ) هيج صرخ ؟ ويه المتفجرات شراح ايسوي ؟!

الأمريكان من جانبهم مشغولين باعادة المجتثين من البعثيين إلى العملية الانتخابية , التي حرّم الدستور ترشيحهم إليها . ومنعا لتطور مشكلة صراخ الجهاز من (دوّه الحمّام) الذي سبب في زيادة الخلاف بين قيادات الكتل السياسية , بادرت قيادة القوات الأمريكية بطرح فكرة استيراد الكلاب البوليسية المدربة للكشف عن المتفجرات . ومثل أية قضية في العراق أصبحت موضع خلاف بين مؤيد ومعارض , و ابرز المؤيدين البعثيين المجتثين , وكما هي عادتهم في المساومة , دخول الكلاب الأمريكية مقابل دخولهم العملية الانتخابية . وكان اكبر المعارضين بعض المجاميع في التيار الصدري , ولهم كل الحق في الاعتراض , وقد يعتقد البعض ان اعتراضهم لأسباب دينية , حيث ان ملامسة الكلاب تدخل في باب النجاسة , إلا إن اعتراضهم مشبع بالعلمانية وليس مع هذا التوقع .

يقول جماعة التيار : ان الكلاب التي دربت على شم المتفجرات مكلفة , وفي نفس الوقت فنحن شعب يعاني من البطالة , وبدل الكلاب يمكن تعيين الكثير من شباب التيار , وهم أكثر كفاءة من هذه الكلاب , حيث يستطيعون الكشف عن المتفجرات ليس بالشم فقط , بل وبالرفس أيضا. ومن خلالهم يمكن السيطرة على باقي الظواهر السلبية الأخرى , مثل القمار , وشرب الخمور , ومنع مظاهر التحلل الأخلاقي , واستهتار طلبة جامعة البصرة, والعراقيون يشهدون لهم بذلك . ويؤكد صدري آخر : إن هذه المجموعة تخاف من الكلاب , لأنهم يعتقدون إنها تكشف عن المخدرات أيضا .

الدكتور موفق الربيعي رئيس حزب الوسط , وبحكم تجربته الغنية السابقة حيث كان مستشارا للأمن القومي , دعم موقف جماعة الصدريين , بإثارته الشك من احتمال ان تكون الكلاب نسخة صينية أو كورية , أي ليست أصلية , وعندها سيكون قد ضحك علينا مرّة أخرى , بعد أجهزة الكشف الأولى . وحفظا لسلامة الكرامة العراقية , وبحكم كونه طبيبا , اقترح جلب مختبر من مستشفاه في لندن - على أن تدفع الحكومة مصاريفه – للكشف عن الكلاب إن كانت أصلية أو مقلدة . والجهاز عبارة عن حوض ماء يتم إنزال الكلب فيه , ويبقى رأسه فقط فوق سطح الماء , ويتم تخويف الكلب بعصا غليظة , فإذ لم يبق بق الماء فان الكلب أصيل , أما إذا بق بق فان الكلب نسخة مصنعة , وعندها يتم كشف اللعبة .

من العار على العراقيين أن يتم توقيف رئيس الشركة المنتجة لهذه الأجهزة , ويودع السجن من قبل الشرطة البريطانية , وبسبب هذه الصفقة , رغم ما جاء به من أرباح لدولته , والعراقيون لم يتمكنوا من محاسبة , أو الإشارة لأي مسئول لغرض التحقيق عدا لجنة تحقيق قاسم عطا الكسيحة . وقد حرف الموضوع من سرقة عشرات الملايين من الدولارات , وما تركته من آثار دموية راح ضحيتها مئات العراقيين بين شهيد وجريح , الى ان ينحصر الجدل : هل هي صالحة ام
ام لا ؟ واغلب المسئولين لحد الآن يؤكدون صلاحيتها !! ويعتقد اغلب العراقيين ان الكشف عن جريمة شراء هذه الأجهزة جاء بسبب الصراع الانتخابي , وليس بسبب الحفاظ على أرواح العراقيين . العراقيون يأملون ان لا ترحّل مهزلة الكلاب الحالية الى دورات البرلمان الجديد , فقد سئموا النباح , وباتوا يفرقون جيدا بين نباح الكلب الخائف , والآخر المتملق , وثالث يسرق ما ائتمنوه عليه , ورابع جربوع ....الخ .



#عزيز_العراقي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيخ جلال الدين الصغير وشروال مام جلال
- كردستان والتحدي الديمقراطي
- مقطع عرضي للديمقراطية في العراق
- من الذي اعاد البعث للواجهة؟!
- اعلانات انتخابية غير نزيهة واخرى طائفية
- المالكي وتداعيات الصراع الانتخابي
- العراق, وتوّسع دروبه الوطنية
- من بعد البعث فطروك جريّة
- ايران بين تطلعات الحرس الثوري ومأزق النظام
- بين المقامرين وعجز المالكي
- ألاستخدام المزدوج لدعايات مفوضية الانتخابات
- قانون الانتخابات والمواجهة المستحقة
- الأنتخابات بين الصراعات الشخصية والديكور الوطني
- عراقيات لايرتضيها الاكراد ولاالشيعة والسنة
- بين قانون الانتخابات وضرورات السياسة الامريكية
- التحضير للأنتخابات والتظليل الاعلامي
- الانتخابات وتحديات مابعدها
- متى سنتعض؟ ويكون العراق من اغلى المقدسات؟؟؟
- الانتخابات والالتفاف على ضرورات وطنية
- من زوايا التحضير للأنتخابات


المزيد.....




- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...
- بوتين يمنح عازف كمان وقائد أوركسترا روسيا مشهورا لقب -بطل ال ...
- كيلوغ: توقيع اتفاقية المعادن بين واشنطن وكييف تأخر بسبب ترجم ...
- عرض موسيقي مفاجئ من مانو شاو وسط انقطاع الكهرباء في برشلونة ...
- مسقط.. أكثر من 70 ألف زائر بيوم واحد للمعرض الدولي للكتاب
- محاربون وعلماء وسلاطين في معرض المماليك بمتحف اللوفر
- إخترنا لك نص(كبِدُ الحقيقة )بقلم د:سهير إدريس.مصر.
- شاركت في -باب الحارة- و-هولاكو-.. الموت يغيب فنانة سورية شهي ...
- هل تنجو الجامعات الأميركية من تجميد التمويل الحكومي الضخم؟
- كوكب الشرق والمغرب.. حكاية عشق لا تنتهي


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عزيز العراقي - من تداعيات عدم فاعلية اجهزة الكشف عن المتفجرات