أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عزيز العراقي - العراق, وتوّسع دروبه الوطنية














المزيد.....

العراق, وتوّسع دروبه الوطنية


عزيز العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 2868 - 2009 / 12 / 25 - 18:28
المحور: كتابات ساخرة
    


يستكثر الكثير من العراقيين على بعض قيادات الأحزاب الشيعية سكوتها على تجاوزات النظام الإيراني للعراق , ولعل التجاوز الأخير في احتلال بئر النفط في الفكة , كان الأكثر استفزازاً للمشاعر الوطنية العراقية , لأنه اعتداء صريح ولايمكن التمويه أو السكوت عليه , مما اثارالكثير من ردود الأفعال الغاضبة من الموقف المتغاضي لهذه القيادات . وجاء هذا الموقف ليعيد حالة التشكيك والاتهام بالعمالة لإيران , ليس من القوميين والبعثيين فقط , بل ومن الكثير من الشيعة العراقيين .

المتنفذون في الأحزاب الشيعية , وبعضهم وزراء , أكدوا : بأن المشكلة ليست في احتلال البئر النفطي , بل في التوقيت غير الملائم لهذا الاحتلال . والقصد هو التوجه للانتخابات البرلمانية القريبة , وهذا الاحتلال سيحرم هذه الأحزاب من الأصوات الانتخابية , وهو الأهم من كل آبار الفكة وليس البئر رقم أربعة فقط . ويبدو ان هذا التدارس للوضع , هو الذي استدعى الإيرانيين لمراجعة حساباتهم والانسحاب ولو لخمسين متراً وإنزال علمهم من فوق البئر .

وتتساءل اغلب قيادات الأحزاب الشيعية عن : سخافة الربط بين التشكيك بوطنيتهم والولاء للنظام الإيراني , وهو النظام الوحيد الذي ساعد المعارضة العراقية بالمال والسلاح لإسقاط النظام ألصدامي , وايران كانت الملاذ الآمن لعوائل وقيادات هذه الأحزاب, ومنح اغلبهم الجنسية وجوازات السفر الإيرانية , وليس هذا فقط , بل كون بعض هذه الاحزاب , تأسست في ايران , وشكل المجلس الاعلى ليكون الهيئة الموجهة لكل نشاطات الاحزاب الشيعية العراقية المعارضة , وشكل فيلق بدر كذراع عسكري للمجلس , واطلق سراح التوابين من الأسرى العراقيين ليكونوا خيرة مقاتلي فيلق بدر , والمؤتمنين بعد ازاحة نظام صدام , على تطبيق الديمقراطية وتحقيق الامن بعد اخذ مواقعهم في وزارة الداخلية , عندما كان بيان جبر القيادي في المجلس الاعلى وزيراً للداخلية – رغم ان احد الحاقدين رسم صورة (الدريل) على مقر المجلس الاعلى في البصرة , اشارة للآلة التي استخدمتها قوات بدر في تعذيب وتصفية المعارضين – فهل يعرف العراقيون كم صرفت ايران من الاموال والتدريب والخدمات منذ تأسيسها ولحد الآن , وقد تجاوزت الربع قرن ؟! وعند اندلاع الانتفاضة عام 1991 سارعت ايران لإرسال الدعاة والمتطوعين لدعم المنتفضين وتنسيق حركتهم المشتتة . هذا جزء من المساعدات التي قدمتها ايران للعراق , قبل السقوط وبعده , وهل يدرك المتقولون حجم التلاحم المذهبي بين الشعبين الشقيقين , والفائدة التي يجنيها العراقيون من الزوار الإيرانيين ؟! ويؤكد احد هذه القيادات : لو عرفوا كل هذا لطالبوا بالوحدة الفورية مع ايران .

نعم هناك من يجد في الوحدة مع ايران طريقاً للنهوض بالعراق . ويؤكد القائد الذي تطرق لهذا الموضوع : مثلما يوجد عند القوميين والبعثيين من يطالب بالوحدة العربية لحد الآن , فلماذا يستنكرون علينا المطالبة بالتلاحم مع ايران , وهي الأقوى والأكثر تحضر , وعلاقات اجتماعية وروحية بين الشعبين أكثر بما لا يقاس بما بين العراق وباقي الدول العربية .
ان اغلب عوائل وأبناء هذه القيادات ان لم تكن نشأت في ايران , فقد عاشت فيها لفترات طويلة , وظلت تتردد عليها طيلة الخمسة والعشرين عاماً التي سبقت سقوط النظام , مما ولد لديها مشاعر الانتماء للوطن البديل , واغلبهم يتكلم الفارسية بطلاقة , ان لم تكن لغتهم الأم مثل السيد عمار الحكيم . فهل من العدالة ان تسلب هذه الأجيال من انتمائها الوطني البديل ؟! وهل من الشرف بشئ ان تتنكر هذه الأجيال للأوطان التي احتضنتها ؟! ولا اعرف كيف يطالبوهم بالإخلاص للعراق قبل ان يتأكدوا من إخلاصهم للوطن الذي فتحوا أعينهم عليه ؟!

ويستطرد القائد بحماس : يطلبون من الأستاذ هادي العامري رئيس منظمة بدر ان يدين التوغل الايراني , وقد فاتهم ان الاستاذ العامري انسان بسيط وطيب , ولا اعرف احداً يحب الخير للناس مثله . ولولا الرعاية الايرانية لعاش ومات ولم يعرفه احد , إلا أن هذه الرعاية في تطوير إمكانياته السياسية , هي التي كشفت قدراته القيادية , وانتخبه العراقيون الى عضوية البرلمان , وانتخب من قبل البرلمانيين ليكون رئيس أهم لجنة برلمانية , وهي اللجنة الأمنية . والسؤال هو : كم من العراقيين الشرفاء الذين تطورت امكانياتهم بمساعدة الاخوة الايرانيين ؟! ولولا هذه المساعدة لكان العراق قد حرم من خدمة اشرف ابنائه , فهل ينسى العراقيون فضل الايرانيون عليهم ؟!ويؤكد هذا القائد : مثلما يقول المثل (كل الطرق تؤدي الى روما ) فأن كل الطرق تؤدي الى الوطنية , وأولا وآخراً هو لخدمة هذا الشعب المنكوب .





#عزيز_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من بعد البعث فطروك جريّة
- ايران بين تطلعات الحرس الثوري ومأزق النظام
- بين المقامرين وعجز المالكي
- ألاستخدام المزدوج لدعايات مفوضية الانتخابات
- قانون الانتخابات والمواجهة المستحقة
- الأنتخابات بين الصراعات الشخصية والديكور الوطني
- عراقيات لايرتضيها الاكراد ولاالشيعة والسنة
- بين قانون الانتخابات وضرورات السياسة الامريكية
- التحضير للأنتخابات والتظليل الاعلامي
- الانتخابات وتحديات مابعدها
- متى سنتعض؟ ويكون العراق من اغلى المقدسات؟؟؟
- الانتخابات والالتفاف على ضرورات وطنية
- من زوايا التحضير للأنتخابات
- أيهما الأصح ؟
- القيادات العراقية والتهيؤ للأنتخابات
- العراقيون وسخرية القدر
- كوردستان وصعوبات النهوض الديمقراطي
- بين استقلال مفوضية الانتخابات وصعوبات قيادة المالكي
- تحية للصدق الذي اتخذ من الوطنية منهجا
- عسى ان تنتهي المحاصصة قبل دورتها الثانية


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عزيز العراقي - العراق, وتوّسع دروبه الوطنية