أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز العراقي - قانون الانتخابات والمواجهة المستحقة














المزيد.....

قانون الانتخابات والمواجهة المستحقة


عزيز العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 2853 - 2009 / 12 / 9 - 19:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وأخيراً , اقر قانون الانتخابات , بعد ان توافقوا على حرمان الاحزاب العلمانية والديمقراطية واليسارية التي لم تتمكن من تشكيل قائمتها الموحدة لحد الآن , من النسبة المئوية التي اقرت لهم في القانون القديم , والذي اتفقت
عليه كل الاطراف على انه مجحف . وبسبب هذا الاجحاف , تم استحداث القانون الجديد , ولكنهم لم يكتفوا بتنقيص النسبة المئوية للتعويضية وجعلها اشبه [ بخراعة خضرة] , بل عمدوا – بالقانون – لسرقة اصوات الذين لم يتمكنوا من الوصول للقاسم الانتخابي لصالح قوائمهم , مثلما فعلوا في انتخاب مجالس المحافظات . لقد سكنت زوابع الوطنية التي كانوا يتشدقون بها , وتوضح للجميع ان نقض نائب رئيس الجمهورية السيد الهاشمي اراد
منه ورقة انتخابية لكسب اصوات البعثيين الهاربين , وبعض الاصوات اليتيمة في الخارج , بعد ان تراجع في الاعتراض على المادة الثالثة , والتي ادعى فيها حماية القوائم الصغيرة . وكذلك رئيس الوزراء السيد المالكي
الذي اظهر قلقه بتصريح لم يكن لائقاً بمنصبه , بعد ان انساق وراء الاصوات المرعوبة من القائمة المفتوحة , وعلى رأسهم رئيس اللجنة القانونية في البرلمان النائب الصدري بهاء الاعرجي , الذي حاول وبكل الطرق تبديد الوقت المحددلأقرار النقض والعودة للقانون القديم , قانون القائمة المغلقة , تحت ذريعة : ان نقض الهاشمي غير دستوري . فكيف اذن جرى التعديل وفق اعتراضه ؟! واعادوا المقاعد التي اخذت من المحافظات السنية لمنعه من ان ينقضه مرة اخرى , ولماذا لم ترفضه المحكمة الدستورية ما دام كونه غير دستوري ؟!

اليوم , اخذوا يجرون حساباتهم لما سيحصلون عليه من سرقة اصوات الآخرين , وكيفية تطوير اساليب الاحتيال
للأستحواذ على باقي الاصوات , وعلى رأسها التزوير . ويعتقدون انهم استطاعوا ان يغلقوا كل منافذ التغيير
للقائمة المفتوحة , التي فرضت عليهم من قبل الارادة الشعبية التي هددت بمقاطعة الانتخابات , والتأييد الذي
حصلت عليه من السيد السيستاني . ومن الآن لغاية موعد الانتخابات , ستبدء مواكب الحج الى النجف لزيارة
السيد السيستاني , وكل فريق سيدعي :" ان السيد السيستاني ادام الله ظله تبسط في الحديث معه , وناقش اوضاع العراق , ووضع الانتخابات , وحصل على بركاته وتأييده". رغم معرفتهم بأن السيد السيستاني قد خذلت رغبته
في الانتخابات الاولى , وهو الذي بادر لتشخيص ستة اشخاص يشرفون على تشكيل قائمة " الائتلاف الوطني الموحد " , التي باركها ظناً منه ان اخوّة المذهب سترفع من درجات شعورهم بالمسؤولية . لكنه تفاجئ بعد شهرين فقط , بمعارك دموية طاحنة بين التيار الصدري والمجلس الاعلى , بسبب الرغبة الجامحة في توسيع نفوذ العائلتين.
والسيد السيستاني ادرك جيداً , ان فتاويه الدينية تحترم ويجري الالتزام بها من قبل فقراء الشيعة , اما وصاياه للسياسيين فلا احد يطبق منها شيئاً خارج مصالحهم الشخصية .

يعتقد البعض ان التضييق على العناصر الديمقراطية واليسارية , وحصرهم في زاوية انتخابية ضيقة , بأعتبارهم
اكثر المستفيدين من اعتماد القائمة المفتوحة – لما يشهد لنزاهتهم اغلب العراقيين – سيجنب الطبقة السياسية
التي اعتمدت الطائفية ومحاصصاتها , وفشلت في اعادة ابسط مستلزمات الحياة الانسانية للعراقيين طيلة السنوات الماضية , وسيبعدها من المواجهة مع الناخب العراقي الذي خبر زيف وادعاء هذه الطبقة . ولا ابغي القول بان
هذا الناخب سيصوت بنسبة عالية للديمقرطيين واليساريين , فالكل يعرف اسباب ضعف هذا التيار . لكن الألتفات
لبعض المظاهر , يوضح شكل الذعر الذي لايقل عن ذعر الاعرجي من هذه المواجهة التي تعرف نتائجها الخاسرة مقدماً , والتي ستنقل وضع العملية السياسية الى اشكال ارقى واكثر نضجاً . وان اغلب قيادات وافراد هذه الطبقة السياسية مهددون بأن لايحصلوا على القاسم الانتخابي بأسمهم الصريح , وبعكس التبجح الذي اعلنته قوائمهم عند
فوزهافي القائمة المغلقة . ولعل عدم ترشح السيد عمار الحكيم , بحجة تفرغه لقيادة المجلس الاعلى , يوضح حجم
المأزق الذي سيخلق للسيد عمار الحكيم فيما اذ لم يحقق اعلى الاصوات بين مرشحي المجلس , وسيتمكن اي مرشح يأتي بأصوات اكثر منه ان يغمزه ولو من خلف ظهره : بأنه الأكثر شعبية منه . وهذا يتعارض بالكامل
مع البناء الابوي لمثل هذه الاحزاب , وهي نقيصة تمس بهيبة القائد .

ان انشطار القائمة الشيعية الى قائمتين يأتي كحاجة للنهوض بواقع الحركة السياسية العراقية , والبقاء للأصلح ,
الذي يستطيع الافلات من المستنقع الطائفي . وحتى لو تمكنت الضغوط الايرانية من اعادة لحمة القائمتين بقيادة المجلس الاعلى , فلن تتمكن من الصمود في المواجة المباشرة مع الناخب العراقي . ولعل مشروع المجلس الاعلى
بأقامة اقليم الوسط والجنوب الطائفي الذي افشل من قبل الجماهير خير مثال على ذلك , وقد انعكس بشكل حاد على
الخسارة التي مني بها المجلس في انتخاب مجالس المحافظات .







#عزيز_العراقي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأنتخابات بين الصراعات الشخصية والديكور الوطني
- عراقيات لايرتضيها الاكراد ولاالشيعة والسنة
- بين قانون الانتخابات وضرورات السياسة الامريكية
- التحضير للأنتخابات والتظليل الاعلامي
- الانتخابات وتحديات مابعدها
- متى سنتعض؟ ويكون العراق من اغلى المقدسات؟؟؟
- الانتخابات والالتفاف على ضرورات وطنية
- من زوايا التحضير للأنتخابات
- أيهما الأصح ؟
- القيادات العراقية والتهيؤ للأنتخابات
- العراقيون وسخرية القدر
- كوردستان وصعوبات النهوض الديمقراطي
- بين استقلال مفوضية الانتخابات وصعوبات قيادة المالكي
- تحية للصدق الذي اتخذ من الوطنية منهجا
- عسى ان تنتهي المحاصصة قبل دورتها الثانية
- سؤال الى السيد مفيد الجزائري
- شكراً لقيادة القائمة العراقية
- الامريكان والاصرار على الخطأ
- لكي لاتتكرر تجربة الانتفاضة الجبارة
- مأزق النظام الايراني وما يهمنا نحن العراقيين


المزيد.....




- الناشط الفلسطيني محسن مهداوي يوجه رسالة قوية لترامب وإدارته ...
- -تيم لاب- في أبوظبي.. افتتاح تجربة حسيّة تتجاوز حدود الواقع ...
- كأنها تجسّد روح إلهة قديمة.. مصور كندي يسلط الضوء على -حارسة ...
- المرصد السوري يعلن مقتل 15 مسلحا درزيا الأربعاء في -كمين- عل ...
- الأردن.. دفاع المتهمين بـ-خلية الصواريخ- يعلق لـCNN على الأح ...
- ثلاثة قتلى جراء غارة إسرائيلية على سيارة في جنوب لبنان (صور) ...
- خشية ملاحقتهم دوليا.. إسرائيل تكرم 120 جنديا دون كشف هوياتهم ...
- ماذا تخبرنا الفيديوهات من صحنايا وجرمانا في سوريا عما يحدث؟ ...
- وفاة أكبر معمرة في العالم عن عمر ناهز 116 عاماً
- حاكم خيرسون الروسية: 7 قتلى وأكثر من 20 جريحا بهجوم مسيرات أ ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز العراقي - قانون الانتخابات والمواجهة المستحقة