أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز العراقي - من تداعيات مفترق الطرق الحالي














المزيد.....

من تداعيات مفترق الطرق الحالي


عزيز العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 2952 - 2010 / 3 / 22 - 21:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الذي زاد في التناقض بين قائمة دولة القانون والقائمة العراقية هو تمحور الصراع للحصول على موقع رئيس الوزراء , وايهما الأحسن المالكي زعيم دولة القانون أم علاوي زعيم العراقية , وكأن العراق لم ينجب غير هذين ( الفطحلين ) , وركنت البرامج السياسية وما ادعته القائمتان الى زاوية منسية , وبات العراقيون يرددون في تسائلهم عن الفوز : منو الفاز علاوي لو المالكي ؟ وكلما تمظهرت الرغبات الشخصية على حساب باقي المكونات لهذه القوائم, كلما زادت الصعوبة وانحسرت الطرق في إيجاد مخرج لإعلان نتائج العملية الانتخابية , التي سادها الالتباس منذ بدء الدعاية الانتخابية ولحد الحيرة المسيطرة الآن في كيفية إخراج النتائج التي يبدو انها في صالح علاوي . والتهديد بالعنف الذي لوح به المالكي احد تجليات هذا الصراع الغير مبدئي , ورغم ان جميع الأطراف الكبيرة استخدمت كل الممارسات الغير ديمقراطية بدءا من تشريع قانون الانتخابات المجحف الى استخدام المال السياسي وشراء الذمم والتزوير في مناطق النفوذ , إلا ان جميعها انحشرت اليوم عند قطبي هذا الاستقطاب الذي راهنت عليه القائمتان .

لم يؤمل من المالكي ان يهتز بهذه السرعة وهو رئيس الوزراء , ويهدد بذات تهديد الفطحل الثاني علاوي بعودة العنف عندما لم يكن متقدما في فرز الأصوات . والطرفان يدركان انهما يستخدمان الطرق غير الشرعية لتحقيق الفوز , وايهما الأقدر لكسر عظم الآخر تحت ثوب العملية الانتخابية . ويبدو ان علاوي تمكن من لوي يد المالكي , وذلك بحصوله على أصوات البعثيين , وساعده في ذلك المالكي وجماعته بعد اجتثاث صالح المطلك ومن معه , مما وفر أجواء صافية لانفراد علاوي بزعامة القائمة , وكذلك انسياق آلاف البعثيين الخائفين من الاجراءآت الحكومية بحقهم في باقي المحافظات العراقية . والأهم , حصول علاوي على رعاية العاهل العراقي ( الأمريكان ) , بعكس المالكي الذي راهن على إرادته وأرادت حزبه , واعتقد – وهو على حق – ان التفويض الشعبي اهم من رعاية الامريكان , ولكنه لم يتمكن من تقديم أي شئ يعمق أكثر من إنجازاته الوطنية السابقة مثل القضاء على المليشيات الخارجة على القانون . بل حدث العكس , فقد استعدى الكثيرين من وراء الانجرار وراء تصعيد مكافحة القتلة والمجرمين من البعثيين , وظنا منه بأن هذا التصعيد سيكسب له الصوت الانتخابي , في الوقت الذي كانت المحاكم كفيلة بذلك , وهو إجراء شعبوي قد يمارسه مرشح عادي , وليس رئيس وزراء مسئول عن جميع العراقيين بما فيهم القتلة والمجرمين .

المالكي لم يتمكن من تجسيرالهوة الكبيرة التي حدثت بينه وبين حلفائه السابقين بعد انتخابات مجالس المحافظات , رغم المحاولات الجادة من قبل المجلس الأعلى والنظام الإيراني لإعادته إلى الحظيرة الطائفية في قائمته القديمة , وفي نفس الوقت لم يتمكن من تحقيق أي شئ في مسألة المصالحة الوطنية , او توفير الأجواء السليمة لحل الإشكالات القائمة بين المركز وإقليم كردستان , على اعتبار ان الإقليم أصبح حجر الزاوية في البناء الفيدرالي للعراق, إضافة لسكرة الفوز التي حققها في انتخابات مجالس المحافظات . كل هذا وراء فشل علاقات المالكي مع باقي الأطراف العراقية الأخرى , ومن المتوقع عودة المالكي السريعة لأحضان حلفائه السابقين , وقد يعاد نفس السيناريو السابق عندما صعد هو بدل زعيم الحزب السابق إبراهيم الجعفري , الذي فشل أيضا في علاقاته مع كل الأطراف العراقية الاخرى , واجبر على الخروج من رئاسة الوزراء بحسم امريكي , وسوف يرشح غيره على أمل بقاء استحواذ حزب الدعوة على هذا المنصب , اذ استمرت دولة القانون في حصولها على هذا التكليف .

تبقى حظوظ علاوي هي المرجحة أكثر في تشكيل الحكومة , بعد أن أظهرت النتائج تقدم قائمته على قائمة المالكي , وفي نفس الوقت هو مدلل الراعي الامريكي , إضافة للبراكماتية الكبيرة التي يمتلكها , وسيتنصل من بعض حلفائه البعثيين المعادين للقضية الكردية اذا اقتضت الضرورة ذلك , ثم حوارا ته الأخيرة للتحالف مع أطراف شيعية مناوئة للمالكي في قائمة الحكيم . ولو حدث هذا فستكون الضربة القاضية لحزب الدعوة وتشتت قائمته , والجميع يعرف ان ائتلاف دولة القانون ( ليس من اجل الحسين , بل من اجل الهريسة ) , وهذا ما يلوح في الأفق أكثر من غيره , وهو الذي دفع المالكي للتهديد بالعنف .



#عزيز_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضرورة العد اليدوي لأصوات الانتخابات وصديقي البائس
- الامريكان والتوجهات الملتبسة لبعض الاطراف العراقية
- بين الخوف من الخسارة والهلوسة السياسية
- جلسة سمر انتخابية
- علمانيون وديمقراطيون يتشبثون بالسراب
- بين رئيس وزراء عراقي سابق وآخر على الشحن
- علي الوردي وباقي العلماء يصوتون في قبورهم
- ما الذي ارادا ان يقولاه المطلك وعلاوي؟
- علي الدباغ يشبه نفسه بطائر النورس ؟!
- من تداعيات عدم فاعلية اجهزة الكشف عن المتفجرات
- الشيخ جلال الدين الصغير وشروال مام جلال
- كردستان والتحدي الديمقراطي
- مقطع عرضي للديمقراطية في العراق
- من الذي اعاد البعث للواجهة؟!
- اعلانات انتخابية غير نزيهة واخرى طائفية
- المالكي وتداعيات الصراع الانتخابي
- العراق, وتوّسع دروبه الوطنية
- من بعد البعث فطروك جريّة
- ايران بين تطلعات الحرس الثوري ومأزق النظام
- بين المقامرين وعجز المالكي


المزيد.....




- بلينكن يزور السعودية ومصر.. وهذه بعض تفاصيل الصفقة التي سينا ...
- في جولة جديدة إلى الشرق الأوسط.. بلينكن يزور السعودية ومصر ل ...
- رغد صدام حسين تستذكر بلسان والدها جريمة -بوش الصغير- (فيديو) ...
- فرنسا وسر الطلقة الأولى ضد القذافي!
- السعودية.. حافلة تقل طالبات من جامعة أم القرى تتعرض لحادث مر ...
- -البديل من أجل ألمانيا- يطالب برلين بالاعتراف بإعادة انتخاب ...
- دولة عربية تتربع على عرش قائمة -الدول ذات التاريخ الأغنى-
- احتجاج -التظاهر بالموت- في إسبانيا تنديداً بوحشية الحرب على ...
- إنقاذ سلحفاة مائية ابتعدت عن البحر في السعودية (فيديو)
- القيادة الأمريكية الوسطى تعلن تدمير 7 صواريخ و3 طائرات مسيرة ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز العراقي - من تداعيات مفترق الطرق الحالي