أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز العراقي - ماذا انتم ؟!














المزيد.....

ماذا انتم ؟!


عزيز العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 2954 - 2010 / 3 / 25 - 00:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



التهريج الذي ارتفع في الأيام الأخيرة حول عدم إمكانية ترشيح أياد علاوي لمنصب رئيس الوزراء لكون والدته لبنانية , وان احد مواد الدستور تقر بأن المرشح لهذا المنصب أو لرئاسة الجمهورية يجب أن يكون من أبوين عراقيين , يذكرنا بالتاجر المفلس الذي يبحث في دفاتره القديمة, عسى أن يحصل على بعض الديون التي يعتقد إنها ستعوضه عن خسارته الكبيرة , وكأن ترشيح علاوي او عدمه هي المشكلة التي يدور الصراع حولها . وهذا تسطيح يدلل على سذاجة الربان في فقدان بوصلة الصراع في أحسن الأحوال , ان لم يكن الضحك على عقول العراقيين وصرف انتباههم عن فشل القيادات الشيعية في إدارة الدولة , وإلقاء تبعة خسارة الانتخابات على (العاصفة البعثية) المدعومة من الأمريكان , مثلما خدع الكثيرون في الدعاية الانتخابية التي صورت الصراع على انه بين الجماهير الشيعية المظلومة التي تمثلها قائمة رئيس الوزراء والحكيم , وبين البعث بهيكله الصدامي المقبور , والذي يتربص بهذه الجماهير خلف باب الانتخابات , وسينتقم مثلما انتقم منها بعد فشل الانتفاضة عام 1991 , والمتمثل بقائمة علاوي .

لا احد ينكر أن علاوي ليس بعثيا , ولا هو ينكر ذلك أيضا . ولكنه عاد إلى العراق ليس بمشروع بعثي , بل احد أوجه المشروع الأمريكي , والأمريكان لن يجدوا أفضل منه كواجهة لهم , وهم يدركون ان البعث أفضل من خدمهم في العراق , منذ الإطاحة بالزعيم الوطني عبد الكريم قاسم ولحد الآن . وعلاوي يمتلك الاخلاق البعثية التي تربى عليها منذ بداية حياته , فهو شخصية مغامرة وجريئة , وتضمحل كل القيم الوطنية والقومية أمام رغبته في تحقيق طموحاته الشخصية . وعندما انفض عنه الشيوعيون والديمقراطيون , وتركوا القائمة العراقية كان بسبب كشفهم حقيقة هذا التوجه , وتنكره للنهوض بالمشروع الوطني الحقيقي الذي تبنته القائمة العراقية عند تشكيلها , وشكل ضربة كبيرة للمشروع الوطني الوليد .

يميل الاعتقاد على ان الأمريكان بعد ان راقبوا منع وسائل النهوض للمشروع الوطني , تركوا الحبل للقوى الشيعية المحسوبة ( اصلا ) على المشروع الإيراني , لتصول وتجول في حكم العراق , وهم يدركون جيدا إنهم سيضيعون في حدود المكاسب الشخصية والحزبية , وستبقى هذه القوى مشدودة للتهويل في تلبية احتياجات جذورها الطائفية , مثل المسيرات الراجلة لقبور ألائمة , وتعتبرها السياج الواقي للاحتفاظ بالسلطة . وتركوا إعادة بناء الدولة , وتلبية احتياجات الجماهير الآنية والمتعلقة بالمعيشة اليومية , وانشغلوا بالصراع في توسيع النفوذ والسلطة وكسب المال الحرام , وانتشر الفساد في سابقة قل نظيرها في جميع دول العالم . ولتشكل مئات الهيئات التحقيقية , ويحتفظ الأمريكان بنتائج هذه التحقيقات , لاستخدامها ضد كل من سيرفع صوته ضدهم في المرحلة الجديدة , التي سيتوضح فيها الطريق الأمريكي للمسيرة العراقية . القوى الشيعية ليست حزبا واحدا , ولكنها في نفس الوقت انضوت جميعها تحت العباءة الطائفية , ومن الصعوبة التمييز بين من ركس بالكامل في الوحل الإيراني الذي غذى الطائفية , وبين الرافضين للمشروع (القومي) الإيراني باسم هذه الطائفية .

وعودة لحسابات التاجر الخاسر, فأن الأمريكان لا يشكل علاوي بالنسبة أليهم الوجه الأوحد , بقدر ما يهمهم ( انتصار ) القائمة العراقية , ومشروعها الواضح للوقوف بوجه المشروع الإيراني لصالح المشروع الأمريكي , تحت صراخ البعثيين والقوميين بإيقاف الزحف الفارسي . وقد خدمهم استباحة النظام الإيراني للمقدرات العراقية , وتواطأ مكشوف او ( تغليس )من قبل الأحزاب الشيعية . وبغض النظر عن الشوشرة الحالية , والرفض والرفض المضاد لنتائج الانتخابات , فان النتيجة ستتجه لتثبيت فشل رجال المشروع الشيعي (الإيراني ) , واستحواذ رجال المشروع الأمريكي على زمام السلطة . ومن الآن ترى الكثير من الزعماء الشيعة اخذوا يتمسحون بزعامات المشروع الأمريكي , والزعامات الكردية , للاحتفاظ , او للحصول على جزء من كعكة السلطة التي اخذوا يستوعبون خسارتها , وحالهم حال البعثيين والسنة قبل ثلاث سنوات .

العراقيون , والشيعة بالذات , الذين حكمتم العراق باسمهم طيلة السبع سنوات الماضية , يسألون : ماذا حصلوا ؟ غير استمرار الشقاء والعذاب . لقد جئتم مع الأمريكان حالكم حال الجميع , ومنحتم الفرصة التي لم تكونوا تحلموا بها , وأطلقت يدكم في كل شئ , وموارد مالية لا يتخيلها العقل , وواردات النفط , ومساعدات أعمار العراق الأمريكية , وموارد العتبات المقدسة والمرجعية التي لم تبخل عليكم بشئ , وبمجموعها تكفي لإعادة بناء عشرة دول بحجم العراق , والذي صرف للعراق لا يتجاوز الواحد في الألف , فأين ذهبت كل هذه المبالغ , وما هي النتيجة ؟! بعثي كما تقولون انتم يفوز عليكم , وشخص بالتاريخ المعروف لأياد علاوي يعلن إفلاسكم . وليس جميع الذين صوتوا لعلاوي من البعثيين , بل من العراقيين والشيعة الذين يريدون ان يتخلصوا من فشلكم , وهم يدركون ان مرحلة الانتقال ان بقيت عليكم ستطول الى مالا نهاية . فلا انتم استطعتم ان تبنوا المشروع الوطني , بل زدتم في تمزيقه . ولم تتمكنوا من خلق الثقة مع الأمريكان , بل زدتم في شكوكهم . ولا انتم ارتميتم بالحضن الايراني كاملا لكي يكونوا ظهيركم رغم وضعهم الميئوس منه . فماذا انتم ؟!



#عزيز_العراقي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من تداعيات مفترق الطرق الحالي
- ضرورة العد اليدوي لأصوات الانتخابات وصديقي البائس
- الامريكان والتوجهات الملتبسة لبعض الاطراف العراقية
- بين الخوف من الخسارة والهلوسة السياسية
- جلسة سمر انتخابية
- علمانيون وديمقراطيون يتشبثون بالسراب
- بين رئيس وزراء عراقي سابق وآخر على الشحن
- علي الوردي وباقي العلماء يصوتون في قبورهم
- ما الذي ارادا ان يقولاه المطلك وعلاوي؟
- علي الدباغ يشبه نفسه بطائر النورس ؟!
- من تداعيات عدم فاعلية اجهزة الكشف عن المتفجرات
- الشيخ جلال الدين الصغير وشروال مام جلال
- كردستان والتحدي الديمقراطي
- مقطع عرضي للديمقراطية في العراق
- من الذي اعاد البعث للواجهة؟!
- اعلانات انتخابية غير نزيهة واخرى طائفية
- المالكي وتداعيات الصراع الانتخابي
- العراق, وتوّسع دروبه الوطنية
- من بعد البعث فطروك جريّة
- ايران بين تطلعات الحرس الثوري ومأزق النظام


المزيد.....




- تأجيل الجولة المقبلة من المحادثات النووية بين إيران والولايا ...
- روبيو: أوكرانيا لا تستطيع إزاحة روسيا إلى حدود 2014
- بكين: على الأمريكيين أن يلغوا الرسوم الجمركية إذا أرادوا الت ...
- روبيو يشترط على إيران دخول المفتشين الأمريكيين في حال التوقي ...
- الجيش الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن
- ترامب يقيل مستشار الأمن القومي والتز في أول تعديل كبير لإدار ...
- مسلمو فيتنام.. أقلية جذورها تاريخية وشعارها التسامح
- من قتل السلطان محمد الفاتح؟
- مصادر تكشف لـCNN عن معلومات استخباراتية جديدة بشأن أهداف بوت ...
- المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية -فوجئت- بخبر تعيين روبيو مس ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز العراقي - ماذا انتم ؟!