أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - لماذا يحدث هذا ،هل من مجيب??















المزيد.....

لماذا يحدث هذا ،هل من مجيب??


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 3044 - 2010 / 6 / 25 - 09:22
المحور: كتابات ساخرة
    


العذر كل العذر لنسائنا في العراق حين يلبسن الحجاب فهو ليس الساتر لهن من عيون الفضوليين واصحاب النزعات الراديكالية الجنسية وانما هو ببساطة حفظ ماء الوجه من تعنت اصحاب اللحى الذين بدأوا يكشرون عن انيابهم في كل مكان.
ولبس الحجاب عند العراقيات ليس تزلفا لشريعة رب العزة السمحاء ولا تقربا الى فضيلة السيد نوري المالكي المنتهية صلاحيته بل ولا حتى انتظار الثواب من اهل الخير وتنفيذ وعودهم بدخول الجنة آمنين غانمين اذ سيجدون - كما يدعون - اماكنهم محجوزة ومضاءة بانوار خاصة ولا انوار الكهرباء في البصرة والناصرية والحلة.. انهن فقط يريدون السلامة وعدم تعرض حياتهن للخطر بعد ان بات الالتزام بلبس الحجاب بقوة اصحاب اللحى وليس بقوة القانون.
قد يكون هذا الامر مفهوما ومبررا فالحجاب ليس مشكلة عند المرأة العراقية بل ولايمكن ان تفكر فيه باعتباره الخط الحاسم مابين حياتها في الوظيفة وسلوكها في البيت، فهي تعرف كيف تعلن رفضها ايام الشدائد وتعرف ايضا ان بعض نظريات المقاومة اليسارية كانت من بنات افكارها.
ملخص الكلام انها جميلة ورائعة وأم عظيمة وزوجة نادرة واخت لامثيل لها ان لبست الحجاب ام لا. لكن الامر المحير عند نسوتنا هنا في بلاد المهجر، فقد كانت الواحدة منهن قبل ان تشد الرحال لاتعرف هل هي شيعية ام سنية ام فيلية، ولا حتى كانت تعرف مواعيد الصلاة وهل هي خمس مرات ام ثلاث؟ كل الذي كانت تعرفه انها ربة اسرة وأم اولاد سيحتفلون بتخرجهم قريبا وطباخة ماهرة تستطيع ان تلوي عنق زوجها الذي يخر لها ساجدا وهو يقذف الملعقة بعيدا ليأكل بيده تشريب الباميا ورز الباقلاء والشيخ محشي ومرقة الباذنجان ودجاج التنور – تم الاستعاضة عن التنور بالفرن الكهربائي حاليا –
انقلبت هذه المرأة بين ليلة وضحاها الى شبح اسود.. تلفعت بالسواد وغطت رأسها ونصف وجهها بالعمامة السوداء وبدأت تتردد على الحسينية متخطية قراءة القرآن الى اللطم الناعم جلوسا، وبعدها ترتاد المكتبات العربية لتوسع مداركها بشراء احاديث ابو هريرة وتفسير الاحلام لابن سيرين والكافي في الحديث الشريف الوافي، وتبدأ بعد ذلك في لعبة رصيد الحسنات فبعد ان يئست من الفوز في بطاقة اللوتو واجهاض امنية شراء البيت بالاقساط اتجهت الى تجارة الحسنات بحماس منقطع النظير في الصوم يوم الاثنين والصلاة كلما اراد زوجها ان يجلس معها قليلا، واقفال التلفزيون في الثامنة مساء وقراءة سور من القرآن قبل النوم ثم التسبيح بحمده من خلال مسبحة عدد حباتها تسع وتسعين حبة بالتمام والكمال وهي كما هومعروف من اسماء الله الحسنى في عرف النظام الحاكم في بغداد.
وحين يسأل الزوج عن سبب هذا الانقلاب تجيبه متحسرة: لم يبق بالعمر مايستأهل لازم نعرف ربنا لاننا راح نقابله قريبا .. اطلب المغفرة يازوجي وصلي لربك وانحر واترك سفاسف الامور فقد اصبحت جدا ولايليق بك ان تتصرف مثل الشباب.
وينظر الزوج الى نقطة ما بالسقف شاعرا ان قلبه سيتوقف في اي لحظة، ويجهد نفسه بالتفكير عله يصل الى سبب اصدار هذه الزوجة بيان رقم واحد واعلان الانقلاب دون اراقة قطرة دم.. لا اعتراض على هذا الانقلاب ولايمكن له ان يحاجج انسانا ما فيما يريد او يقتنع به خصوصا وان هذا الانقلاب نابع من هزة دينية تهز الروح قبل الجسد وهي خط احمر غند الناس ممن انغلقت عقولهم وزاغت نظراتهم.
ولكن المشكلة ان هذه الهزة او ذاك الانقلاب جعل من هذه الكائنات التي كانت تحن الى الامان والاستقلال وضمان المستقبل لكل افراد العائلة في هذه البلاد او تلك، هذه الكائنات التي لم تشهد في بلاد المهجر مايشجعها على الاقتراب من عالمها الديني ادارت ظهرها الى كل شيء، الزوجة ادارت ظهرها الى الزوج والزوج تعلم كيف يشغل نفسه حين ترغب الزوجة في الحديث معه... الاولاد لهم عالمهم الخاص فهم لايعترفون بالخوف من الله ولا الرهبة من سليط اللسان في الحسينية لانهم يعتقدون ان القضاء في هذا البلد هو الذي يحدد العقوبة للمخطئين وبما ان ملفاتهم ماتزال نظيفة امام القانون فالذي يشعر بالخوف وانتظار نكر ونكير في ظلمة القبر والتوسل اليهما بالسماح والعطف على افعال حسبوها متعة بريئة فذاك مصاب "بالفوبيا" وعليه مراجعة الاخصائي النفسي حالا.
وبدلا من ان يساهم هذا الانقلاب في تعزيز الروابط الاسرية وتقريب الزوجين الى بعضهما خرّب من حيث لا يدري كل الذي بنوه طيلة السنوات الماضية.
حالة اولى:
آلاف الازواج في بلاد المهجرانفصلوا عن زوجاتهم صوريا حتى يستلموا راتب الاعانة الحكومية مضاعفا، عدا مخصصات الاطفال، والادهى من ذلك انهم يتفاخرون بذلك الانفصال ويقولون لك ان هذا المال آت من خزينة الكفار ونحن اولى به وحين تريد اطالة النقاش معه لتصل الى قناعة معين يستأذنك وهو يركض : اسمح لي فقد حان موعد الصلاة.
حالة ثانية:
وبما ان اصحاب اللحى لاهم لهم سوى التهديد والوعيد لكل من يخالف شريعة الله الجنسية فقد توصلت الزوجة المحجبة في بلاد المهجرالى انه حان الوقت لتخفيف الوطء الزوجي وعليها او عليه فصل فراشه او فراشها ولامانع عندها ان تنام مع الاطفال اذا اقتضى الامر فهو اهون بكثير من غضب رب العزة عليها وهي ترى نفسها بعد هذا العمر المديد وقد انهال عليها زوجها بالقبل التي لاتجد لها طعما وتحاول بكل ادب ان تبعده عنها وتقول بيأس : مالي خلك اليوم ارجوك، خليها بكرى.
حالة ثالثة:
كان البيت الزوجي قبل سنوات خلية نحل حين تستعد الزوجة او الزوج لاستقبال الضيوف ، الزوجة تمسك الورقة والقلم مخافة ان تنسى شيئا من المأكولات او المشروبات نسيت ان تعدها والزوج يمسك "المكناسة" وينظف الصالون وهو يغني " على درب اليمرون اريداكعد و...."، ولكن الانقلاب فلش كل شيء فالزوجة الان تختلي بنفسها في غرفة النوم لتتأكد من حجابها الابيض وهل هو مكوي بشكل جيد وهل رأته زوجة ابو ماجد من قبل ام لا بينما يرتكن الزوج في زاوية الصالون جالسا على ركبتيه ومستعد لتلاوة آيات من الذكر الحكيم دون ان ينسى سجادة الصلاة التي يضعها في مكان يلفت انظار الضيوف ثم ينهض ليعدل وضع اللوحات وهي صور للائمة ومجموعة فرس النبي او ابداعات الخط الكوفي في كتابة "لا اله الا الله الحي القيوم لاتأخذه سنة ولانوم". ويتمنى الا يسأله ابو ماجد عن صور الاولاد واعضاء الاسرة الاخرين التي كانت معلقة في الصالون قبل فترة. ولان حجم التلفزيون اكبر من ان يرفعه لوحده ليضعه بعيدا عن الانظار فقد اعد مايقوله للضيوف من ان هذا التلفزيون يفتح فقط لمعرفة وقت الصلاة وسماع سور من القرآن الكريم.
ماذا حدث ايها البشر..؟؟؟ انكم تعيشون في جنة الله على الارض، لكم فيها بيت مسور بحديقة غناء مهدى من الدولة بايجار رمزي وسيارة لم تحلمون بها طوال حياتكم وراتب تقبضونه بالعملة الصعبة من بيت المال عدا مخصصات علاج الاسنان والعيون ودفع فواتير الكهرباء والماء.
ماذا حدث لكم حتى تديروا ظهركم للبلد الذي اواكم وتنعتوه بالكفر والالحاد وما دريتم ان بذرة الالحاد جاءت معكم وستبقى معكم الى ماشاء الله.
وصدقا ماقاله ابو الطيب ذات يوم حتى لو كنتم في الجنة فستبحثون في اول نزولكم فيها عن محلات لبيع النكد ومرهم الحكة وحبوب منع الاجهاض، ولكن هيهات فهناك ايها المغتربون جنة ليس فيها حجابكم ولا اسواقكم ولا بكائكم ولا نكر ونكير.. هناك ستجدون اصحاب اللحى يغمر نصفهم الاعلى بالطين وزيت الخروع في نصفهم الاسفل.. ستجدون كيف انطلت عليكم كذبة الاوغاد حين قالوا لكم ان اللغة العربية هي لغة اهل الجنة وستضحكون قهرا وحزنا حين لاتجدون صفوف محو الامية لتعليم العربية لغير الناطقين بها من مسلمي افريقيا ومنغوليا وشمال الصين وغرب الاناضول.
الا تعودوا الى رشدكم وتبتهلوا الى الله ان يديم عليكم نعمته حين ارسلكم الى بلاد الكفار بعيدا عن روائح اصحاب العمائم وسرقاتهم في عز النهار.



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابو الطيب خطيبا بجامع القرية
- ممنوع مسك الاماكن الحساسة
- أشد على يدك ياكريم يا وحيد
- فاحت الريحة يا ناس
- انكم والله لاتستحقون حتى الشتيمة
- المذنبون والمذنبات في نكاح القاصرات
- قرقوش يزور بغداد صفقوا له رجاء
- ياخسارة،-اثاري- الزواج من اجل النكاح وانا ما أدري
- مبروك على تعييني امير الجبايش
- اجاثا كريستي والعراق والمالكي
- ولكم انكشف المستور
- اخزاكم الله يوم امس ايها السادة
- يااصحاب اللحى.. انكم سارقون في وضح النهار
- حلاوة – صلح – بين القمتين مبارك وبوتفليقة
- من خمس جدي يفتحون الفضائيات
- ظاهرة شديدة اللهجة ضد وزير الكهرباء العراقي
- من هالمال حمل جمال
- الى مرضى السرطان، اشربوا بولكم حالا
- وصلتنا نماذج بشرية ضمن المواصفات العالمية
- عبيرة الخبيرة وقاضي الغرام


المزيد.....




- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - لماذا يحدث هذا ،هل من مجيب??