أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - المذنبون والمذنبات في نكاح القاصرات













المزيد.....

المذنبون والمذنبات في نكاح القاصرات


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 3039 - 2010 / 6 / 19 - 10:29
المحور: كتابات ساخرة
    


ترى لماذا يلجأ بعض المسنين الى الزواج من القاصرات..؟
سؤال قد تكون اجابته بديهية، فهذا المسن يبحث عن كوة ينفذ فيها الى بقايا شبابه عبر احضان بنت لاتعي شيئا سوى ان تغمض عينيها وهي على فراش الزوجية تحلم في دميتها التي تركتها في الغرفة المجاورة او نست ان ترتب سريرها كما يجب او ربما اشتاقت الى اللعب مع زميلاتها في المدرسة فيما صاحبنا العجوز يغرف كيفما اتفق من جسدها الذي لايتعدى طوله طول ساقه اليمنى.
لم نجد هذه الظاهرة الا في الدول المتشددة اسلاميا بل قل المتخلفة عقليا، فقد اضطرت الحكومة السعودية في الاسبوع الماضي الى مراجعة شروط الزواج من القاصرات بعد ان طفح الكيل وبات الامر لايمكن السكوت عليه وهي خطوة ولو انها جاءت متأخرة الا انها في المسار الصحيح.
وفي دولة عمان برز شباب يملكون وعيا حادا ازاء هذه الظاهرة واستطاعوا الى حد ما الحد من انتشارها بعد ان تمكنوا من القضاء تماما على ظاهرة الزواج من الغلمان..!
في الكويت والامارات مايزال الامر غير محسوم ففي الاولى تبرز ظاهرة العنوسة والعانسات الى حد جعل لها مناصرين وجمعية تتحدث باسمهن،ولكنها مثل اي جمعية عربية ظلت عرجاء الى يومنا هذا فيما انقسم المسنون الى فئتين ، الاولى تشمل اعمار مابين الخمسين والسبعين سنة والذين اعتادوا الذهاب كل سنتين مرة الى الهند او باكستان لاختيار طفلة رشيقة تضع الحلقة الفضية على انفها وتتحدث الى الاخرين مطأطأة الراس ويأتي هذا العجوز ماشيا على عكازته حيث تقف ويمسك رأسها ويخضه قليلا ليتأكد من عدم اصابتها بامراض البحر ويقرأ الفاتحة مع ابيها الذي يقبض في الحال بعض الدنانير التي تعينه سنة على كظم العيش، فيما تصر الفئة الثانية الى الذهاب مع الرفاق السعوديين الى اليمن السعيد الذي احل الزواج من بنات لاتتجاوز اعمارهن بضعة سنوات.
ويبدو ان قطر لم تعر الامر اهتماما كبيرا فالمشكلة مازالت على المستوى الفردي ولم تتطور الى "ظاهرة" ونفس القول يمكن اطلاقه على "شواب" البحرين.
ولا ندري ما ألذي يحصل الان في العراق فهل تسن الحكومة الجديدة قانونا يجيز مثل هذا الزواج الان خصوصا وان الريح الان في صالح الكتل الطائفية التي تنهج منهج السلف الصالح ، في الصالح والطالح؟.
حين تزوج الرسول محمد – وهذا اجتهاد شخصي غير مدعم بادلة شرعية – من عائشة وهي في السادسة من عمرها وانتظرها الى حين بلغت التاسعة ، لم يكن زواجا بالمفهوم التقليدي آنذاك وانما كان زواجا سياسيا اراد به ابو بكر التقرب الى الرسول لعلمه بأن هذا القائد قد سطع نجمه ودانت له الدنيا ولابد من التقرب اليه وهو رجل الاعمال الذي يستشرف مايجري في رقعته الجغرافية من متقلبات الامور.
ولكن السادة اصحاب اللحى الذين اختلفوا في كل صغيرة وكبيرة تميننا بشعار خالف تعرف اتفقوا – وياللعجب – على مباركة هذا الزواج وجعله سنة وقانونا ومنهجا يسير عليه الصغير قبل الكبير بل انهم – بمختلف مذاهبهم – وهي لاتحصى ولاتعد اجمعوا على ان هذا الزواج مبارك من الرسول وسلفه والتابعين.
وشحذ المسلمون الاوائل السنتهم ليخطبوا في الناس ايام الجمعة والخميس والعطل الرسمية والاعياد الدينية ويهيبوا بهم ان يتبعوا هذه السنة خوفا عليهم من الانحراف.
وكانت لهم بذلك مآرب اخرى.
وفي ذلك الزمان السعيد لم يكن كبار السن يملكون ما يشغلهم في حياتهم اليومية سوى الاستيقاظ مبكرا في الصباح والذهاب الى الجامع القريب لاداء الصلاة والعودة الى البيت للاسترخاء بعد شرب كوبين من الشاي الاسود ثم صلاة الظهر وبعدها القيلولة ثم التزاور مع الجيران واعادة احاديث الامس وقبله وقبله، وتأتي الكارثة حين يحل الظلام فالعجوز وحيدا في غرفته ضجرا ملولا .. عجوزته نامت منذ ساعات والويل له اذا اراد ان يداعبها وهي نائمة كأن يقرصها من خدها او يلمس يدها ففي اقل من ثوان يسمع هديرا يكاد يشق اذنيه : ما تستحي يارجال.. عيب على كبرتك اولادك تزوجوا.. يارجال خاف الله ماذا ستقول له حين يسألك لماذا تتحرش بي في منتصف الليل.
ويقوم العجوز متكئا على عصاه الى حوش البيت يلف له سيجارة من نوع بافرا ويحملق بالسقف حيث لا قنوات الفرات ولا العراقية ولا حتى الجزيرة تسليه في وحدته، وفجأة تقفز لذهنه فكرة رائعة.. لماذا لا يتبع السنة ويتزوج من فتاة بضة لايزيد عمرها على العاشرة ولتكن هندية او باكستانية او مصرية، المهم انها لاتنام مع اذان المغرب كما تفعل هذه العجوز وسيعدها بانه سيتحمم كل يوم او يومين ويزين لحيته ويلبس احلى "زبون" حين يخرج من البيت وقبل ذلك يطلب منها ان تعد قائمة المشتريات من سوق الخضرة، وفي العصاري يزورون اصدقائه الذين يعرفهم جيدا فهم لايغارون منه ولايسألونه اية اسئلة محرجة، اما في الليل .. ياعيني على الليل فستضعين راسك على يدي اليمنى واقص عليك قصة الذئب والخروف والحشيش وكيف عبر بهم الراعي الى ضفة النهر الاخرى بأمان. ياسلام ما أروع الحياة باتباع سنة الله ورسوله، لم يجد بقية الخلق مثل هذه النعمة الا في الاسلام.
وفي الليالي الحالكة السواد لايجد من يسمعه وهو على فراش النوم فقد نضب البئر في داخله ولم يعد قادرا على فعل مايفعله ايام الشباب حينما كان يمسك هذه العجوز النائمة الان من شعرها ويجرها الى الفراش وينبطح فوقها وهي بالكاد تتنفس . ايام زمان راحت.
قبل زواجه من "بضته" الصغيرة كان لايعير اهتمام للقصص والروايات التي تصور كيف قتل الزوج زوجته الصبية غسلا للعار. ولكنه بدأ الان شيئا فشيئا يعير الامر بعض الاهتمام، فهو هاهو يسمع من جيرانه كل صباح عن الزوج البطل الذي قتل زوجته الصغيرة غسلا للعار وغالبا ما يسمع صديقه القريب ابو حمدان يقول: تستأهل هذه الصبية الزانية..والله يا "ابو كاظم" حذرت كل الجيران وخصوصا شباب الحي منها ، انها فاسقة تركض وراء الزلم وكأنها قطة تبحث عن قط في اخر الليل، اعوذ بالله من نساء هذه الايام لايستحون من الله ولا رسوله ولا المؤمنين.
وفي الليالي المظلمة يحاول ابو كاظم ان يلف رأسه بطاقيته لينام ولكن هيهات فما زال صوت ابو حمدان يرن في اذنه، وفجأة يبتسم حين يصل الى الحل: سيذهب غدا الى محل "ابو مطشر" ليشتري اطول سكينة عنده ويضعها تحت رأسه كل ليلة ويتدرب على النوم مثل بعض النمور التي تفتح عينا واحدة وتغمض الاخرى.



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قرقوش يزور بغداد صفقوا له رجاء
- ياخسارة،-اثاري- الزواج من اجل النكاح وانا ما أدري
- مبروك على تعييني امير الجبايش
- اجاثا كريستي والعراق والمالكي
- ولكم انكشف المستور
- اخزاكم الله يوم امس ايها السادة
- يااصحاب اللحى.. انكم سارقون في وضح النهار
- حلاوة – صلح – بين القمتين مبارك وبوتفليقة
- من خمس جدي يفتحون الفضائيات
- ظاهرة شديدة اللهجة ضد وزير الكهرباء العراقي
- من هالمال حمل جمال
- الى مرضى السرطان، اشربوا بولكم حالا
- وصلتنا نماذج بشرية ضمن المواصفات العالمية
- عبيرة الخبيرة وقاضي الغرام
- فتح الآذان في حوار الطرشان
- جوامع 5 نجوم
- تعازينا الى الكفار في سينما اطلس البصرية
- فتوى من اجل هدر دم نانسي عجرم
- والله انا اغبى رجل في الاقتصاد
- سياسة جديدة للحرس القومي في السعودية


المزيد.....




- أوركسترا قطر الفلهارمونية تحتفي بالذكرى الـ15 عاما على انطلا ...
- باتيلي يستقيل من منصب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحد ...
- تونس.. افتتاح المنتدى العالمي لمدرسي اللغة الروسية ويجمع مخت ...
- مقدمات استعمارية.. الحفريات الأثرية في القدس خلال العهد العث ...
- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - المذنبون والمذنبات في نكاح القاصرات