أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - وصلتنا نماذج بشرية ضمن المواصفات العالمية















المزيد.....

وصلتنا نماذج بشرية ضمن المواصفات العالمية


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 3023 - 2010 / 6 / 3 - 09:20
المحور: كتابات ساخرة
    


منذ اكثر من اربع سنوات و3 أشهر دأبت مجموعة من الشباب على دراسة جدوى مشروع يعتقدون انه الاول من نوعه في العالم، وقد كان الفضل في ذلك – كما عرفت بعد سنتين – الى شاب طموح ولكنه مفلس الى حد النخاع وكان من الممكن ان يصبر على ذلك لولا سيارته اللعينة التي كانت ضيفا ثقيلا على ورش الميكانيك مما جعلته يستنزف دولاراته التي وفرها لشراء السجائر حين يحتاج اليها.
ذات يوم اقترح احد الميكانكيين على صاحبنا ان يستبدل سيارته بسيارة جديدة تريح اعصابه وجيبه وشجعه على ادخار حفنة من الدولارات لهذا الغرض ووعده بالتضامن معه الى اخر الحدود.
في طريق العودة الى البيت شعر بالام الظهر تعود اليه من جديد وتعب شديد في ساقيه مما جعله يقف مؤقتا في احدى مواقف السيارات "ليجر نفس". وفي لحظة ما استعرض الامراض التي تقطن في جسمه، فاضافة الى الآم الظهر هناك ضغط الدم المرتفع وضغط العينين الحاد وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم والقلب الذي يحلو له ان يتوقف كلما اراد ذلك وتعب الساقين لعدم وصول الاوكسجين الكافي لهما عدا عدد قليل من الامراض التي يجب ان تبقى سرا بين المريض وطبيب الامراض الجنسية. قفز فجأة من مقعد السيارة وانبطح على حشيش الحديقة بعد ان نط سؤال الى مخه طالبه بالاجابة عليه حالا: يمكن ان تشتري قطع غيار الى سيارتك القديمة لتكون صالحة للسير ولكن ماذا عنك؟ هل تستطيع ان تبدل قطع غيار جسمك كلها؟ صحيح ان هناك مايسمى ب"بنك" الاعضاء البشرية ولكنه بنك محدود الفعالية ، المطلوب استبدال البنك بمحلات تجارية عالمية على غرار مكدونالد وكنج برجر وكبة ابو كاظم في ركن الكرادة داخل وشربت " زبالة" في شارع الرشيد، لاتخسر شيئا حين تفكر جديا بهذا المشروع وتخيل نفسك رجل الاعمال الذي تغزو محلاته كل العالم ليبيع كافة الاعضاء البشرية من امخاخ وصدور عارية وعيون ملونة باحجام صينية وسودانية واوربية وسيقان رشيقة وقدود مياسة ومؤخرات في مختلف الاشكال والتنويعات و..و.
استعاذ بالله من الشيطان الرجيم من هذا الهاجس الغريب وحمل نفسه الى بيته وهو "يلوب" من الام الظهر والساقين مع الام في مؤخرته بسبب الجلوس الطويل في حديقة البيت الرطبة. ولكن هذا الهاجس ظل يلح عليه حتى استنجد بمجموعة من اصدقائه الذين صفقوا للفكرة وأصدروا آهات اعجاب وتقدير لفداحة مخ صديقهم الملهم.
وبعد سنة و 7 أشهر اكملوا دراسة الجدوى حيث توصلوا الى ان السوق العالمي وخصوصا العربي يفتقر الى هذه الصناعة وتسويقها عبر اعلانات "جوجل" ستتيح لهم تسلق المجد وكرسي الثراء الفاحش بسرعة لامثيل لها، وكانت خطتهم تتلخص بالنقاط التالية:
مفاتحة الامين العام لهيئة الامم المتحدة لدعم هذا المشروع الانساني ماليا ومعنويا مع التوسل الى مجلس الامن بعدم استعمال حق "الفيتو" لالغاء هذه المبادرة.
كتابة رسالة طويلة الى عمرو موسى تتعلق بتمويل هذا المشروع من قبل وزراء الخارجية العرب بعد دعوتهم لاجتماع طارىء في مبنى الجامعة المؤجر من سنوات طويلة بخمسة جنيهات مصرية لاغير.
مفاتحة الرئيس الصيني لتخصيص قطعة ارض لبناء مؤسسات هذا المشروع على حسابه الخاص مع اغرائه بانتاج قامات بشرية ذات اطوال تسر الناظرين الصينيين.
ولم تمض ايام حتى كان لهم ماارادوا فكل شيء تم بحمد الله على خير مايرام حتى ان مبنى المشروع الواقع في جزيرة "وانغ نونغ شي" قد اكتمل بسرعة قياسية.
وتم الاستعداد لاقامة حفل الانتاج الاول للمؤسسة والذي اقتصرت الدعوة اليه على مستر بيل غيتس والقادة العرب بمختلف طوائفهم باستثناء الرئيس الصومالي الذي وجد نفسه مثل "فحل التوت" لايهش ولا ينش في بلاده.
ومخرت الباخرة المسماة" مؤخرات ومقدمات" البحر الاحمر حاملة معها اول شحنة من النماذج البشرية التي تم صناعتها بعناية فائقة.
ولكن عددا من المنغصات ظهرت امام الباخرة وهي في عرض البحر الاحمر، فقد هجم عليها القراصنة الصوماليين واسروا قائدها واقتادوه الى حيث خيمة رئيسهم. وجد كابتن الباخرة رجلا يدخن السيجار داخل هذه الخيمة وبجانبه شقراء تشفي العليل وكافة امراض الظهر وحارسان يغطي جسمهما لحاف ابيض نظيف جدا ويمسكان بسيفين معقوفين ذي شقين طويلين في نهايتهما تشبهان فم الحية حين تلتهم خروفا ابيض الصوف ولكنه لم يدر بالا الى عيني هذا الرئيس الذي لم يضع على احداهما قطعة قماش مدورة كما يفعل القراصنة بعد ان سمعه يقول: اسمع ايها الاخ نحن لانريد ان نصيب اي واحد منكم باذى ولهذا سوف نطلق سراحكم بعد ان نفرغ الباخرة من حمولتها لانها كما وردتنا التقارير السرية تحوي على اعضاء بشرية نحن بحاجة اليها لديمومة عملنا. ولابد لي من شرح ما اعنيه ولن يطول بك المقام هنا بعد ذلك.. نحن ايها الكابتن نتمتع بعقول رصينة وادمغتنا توفر لنا العديد من الاجوبة على الاسئلة المحيطة بنا وبالتالي نحن لسنا اقل مقاما من بعض المسلمين الذين تحقق لهم اعادة ماقام به السلف الصالح وساروا على نهجهم في الصغيرة والكبيرة .. فهم ارادو ان نبش التاريخ واستعادة مباهج السلف الصالح في زواج المتعة والمسيار وشرب البول والتبرك بقصص اجدادنا حول المارد الجبار وانكر ونكير ومابينهما و..واخرها ارضاع الكبير.. في السعودية لايحق للمرأة ان تقود السيارة لانها عورة وفي العراق يتعارك اصحاب العقول "الفذة" على كرسي الرئاسة كما يتعارك اولاد الخايبة على صمون الجيش وفي السودان منعت منظمة الشباب الاسلامي بث الاذاعة الرسمية لانها تدعو من خلال همس من خلال المايكروفون المذيعات الى الفحشاء والمنكر كما تعرف انهم اشترطوا على اصحاب الماعز ان يشتروا حفاظات لحيواناتهم خلال عبور الشوارع المزدحمة حتى لاتثار غرائز الرجال المساكين ، وفي الجزائر يستعد الرئيس لشن هجومه الاخير في حرب كرة القدم مع الاعداء وفي مصر يعيش الاقباط مع رجال الحكم كما تعيش الشرطة مع الحرامية وفي دول الخليج تركوا دفة الحكم الى امهم وابوهم مثلي النزعة في القارة الامريكية بعد ان تفرغوا الى احياء منابع التراث الاسلامي وبناء الجوامع في كل حي ومنطقة صحراوية.. انهم ايها الكابتن يريدون احياء ما انطمر وذاب ولسنا باسوأ منهم فنحن ايضا نريد ان نعيد تاريخ ومجد اجدادنا القراصنة واساليبهم في احتلال السفن.
حين عاد الكابتن الى مقصورته في الباخرة الفارغة ارتمى على فراشه ولم يعر اهتماما الى طلب سكرتيرته "المملوحة" في قراءة طلبات الزبائن التي يجب تلبيتها بعد ان ترسو الباخرة على سواحل البحر الاحمر.
وقيل ان كابتن الباخرة توفى اثر اصابته بهبوط في القلب رغم محاولات البحارة في العثور على قلب جديد من داخل العنبر الفارغ.
وحل محله نائبه الذي قاد السفينة الى سواحل البحر الاحمر وهي فارغة الا من طاقم البحارة ودليل صومالي تبرع بتوصيلهم الى بر الامان.
طرق سمع القائد الجديد للسفينة خبر هز اعماقه حين رسا على شاطىء احدى الدول المطلة على البحر الاحمر من زاويته الشرقية ، هذا الخبر تشظى الى عدة اخبار حبسته في غرفته لكي يتابعها عن كثب.. فقد تواردت الانباء عن استعداد النساء المطلقات حديثا بتظاهرة احتجاج امام هيكل الباخرة ومنع رجالهم من اقتحامها والاستيلاء على مخزونها البشري فيما ذكرت انباء اخرى ان عددا من قضاة وكبار العلماء الافاضل في دولة مجاورة رفعوا اللافتات المنددة امام مبنى السفارات الصينية والبرتغالية والمقدونية لعدم قبولهم كلاجئين بعد تعرضهم الى الظلم على ايدي النظام القائم الذي اصدر قانونا دستوريا منع فيه زواج المسيار ودعاهم الى التقيد بزواج المتعة الذي وجد بعد التجربة انه ايسر عملا واقل تكلفة لغالبية المسلمين الفقراء. وقالت الاخبار ايضا ان عددا من مريدي زواج الغلمان والذي منعته الحكومة مؤخرا قد رحبوا ترحيبا منقطع النظير بوصول الباخرة التي حملت اليهم غلمان يستطيعون بهم استعادة مجدهم الغابر.
وقبل ان يطل الكابتن الجديد على المحتجين سمع هتافات يصيح افرادها ( نريد مؤخرات .. نريد سيقان ، نريد اجساد نسائية بيضاء، نريد اعضاء تناسلية من مختلف القياسات.. بالروح بالدم نفديك ياكابتن).
طلب الكابتن من القوم باشارة من يده ان يلتزموا الهدوء والسكينة وقال لهم : يؤسفني ابلاغكم بان الشحنة المقرر وصولها مع هذه السفينة قد استولى عليها القراصنة الصوماليين الذين اكدوا لنا انهم بحاجة ماسة الى هذه الطلبية لترميم اعضاء بعض الرجال التي اصيبت بضرر اثناء العمليا ت كما استولوا على جميع الاعضاء النسوية البيضاء والشقراء من اجل تحسين نسلهم كما قالوا ولكني اعاهدكم بان الشحنة الثانية ستكون من نصيبكم بشرط ان تقدموا الان احتياجاتكم المكتوبة وبالعدد الذي ترونه مناسبا لتمشية امور حياتكم.
حين غابت السفينة بعد ايام في عرض البحر تهامس بعض كبار السن من الاثرياء جدا في هذه المدينة وقرروا فتح الحوار مع القراصنة الصوماليين لبيعهم الاجساد البيضاء والبضة فقط.





#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبيرة الخبيرة وقاضي الغرام
- فتح الآذان في حوار الطرشان
- جوامع 5 نجوم
- تعازينا الى الكفار في سينما اطلس البصرية
- فتوى من اجل هدر دم نانسي عجرم
- والله انا اغبى رجل في الاقتصاد
- سياسة جديدة للحرس القومي في السعودية
- طبخة مام جلال طلعت بدون ملح
- الطباخات لسن معزومات في وليمة مام جلال
- أمنا المرأة.. ابونا الشرطي
- انقذوني سأنقلب الى امرأة
- الجنة ليست تحت اقدام العاقرات
- طاش ماطاش
- ربهم لايحب كرة القدم
- الاخ يشتغل في بورصة الرب
- امريكا ليست امبريالية ياسادة
- الملائكة تكره الموسيقا في البحرين
- رسالة مغلقة من محمد الرديني الى جاسم المطير
- زوجتي ورانيا وانا
- تسرقون التسميات حتى في الاعدام


المزيد.....




- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - وصلتنا نماذج بشرية ضمن المواصفات العالمية