أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - فتح الآذان في حوار الطرشان















المزيد.....

فتح الآذان في حوار الطرشان


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 3021 - 2010 / 6 / 1 - 09:10
المحور: كتابات ساخرة
    


انه حفل تخرج لامثيل له حتى ذاك التخرج الذي نظمته شكيرة على مسرح "البيكاديلي" قبل سنةات وسلمت راية هز البطن الى فتحية الدكاكة الساكنة في حي الطرب سابقا. كانت قاعة المسرح كبيرة جدا وتم اختيارها على هذا الاساس اذ سيتم كما سنرى بعد تقسيم الخريجين حسب فئاتهم وانتماءاتهم العرقية والسلفية مع الاخذ بنظر الاعتبارمكانتهم السياسية في صندوق الفرجة المحمول دائما على كتف ابو العتاهية النقشبندي.
اعلنت المذيعة ذات الصوت الملائكي – كيف عرفوا هذه الاصوات ملائكية لا ادري – عن تقديم المجموعة الاولى، سار طابورها امام الجمهور ووصل اولهم الى المنصة ومسك الميكروفون وخطب قائلا: احييكم ايها السادة ولي الشرف ان اخاطبكم نيابة عن مجموعتي حيث نلنا قبل اسبوعين شهادة "الشجب والاستنكار" بعد دراسة مطولة استغرقت اكثر من 10 اعوام، وفي الحقيقة ليس هناك الا سبب واحد جعلني انتمي الى هذه الكلية واتخرج منها بتفوق ، فقد كنت أسمع والدي يردد كلمة " الشجب والاستنكار" امام اخوتي الكبار اكثر من مرة في اليوم ونفس الحال مع عمي السمكري في سوق البصرة القديم فقد كان يردد مع نفسه مع كل ضربة "شاكوش" على التنك "هذا هو الحل الامثل، لابد لنا ان نشجب ونستنكر" اما خالتي - يتغمدها الله في رحمته - فقد كانت تزغرد كلما سمعت بيانا استنكاريا شديد اللهجة من الاذاعة ولم يبق في العائلة الا امي التي كانت تبكي طوال الليل وهي تمسك رأس ابي الذي غلبته الحمى وهو يهذي: استنكار.. شجب، لا شجب اولا ثم استنكار ، لا.. أخ، راسي يريد ينفجر ياكاظمية.
ولم تملك كاظمية - وهذا هو اسم والدتي – الا ان تبوس رأسه الساخن ودموعها تغطي وجهه كله، وحين شب بي الطوق ايها الحفل الكريم سارعت الى الانضمام الى هذه الكلية لانهل من علمها واعرف الاساليب الحضارية من خلال مناهجها المتطورة للتعامل مع مستجدات العصر.
سمع هذا الخريج قبل ان ينهي خطابه بكلمتين صراخ طفل حسبه تأييدا لما قاله ولكن تبين بعد ذلك انه تعلق بصدر امه يريد منها ان تدله على الحمام.
وتقدمت الى المنصة مجموعة"التنديد" التي كان عددها اقل من سابقتها ولكن صوت الطالب الخريج الذي حاز على شهادة الامتياز مع مرتبة الشرف والضمير كان قويا الى الحد الذي تسمرت فيه مؤخرات الحضور على الكراسي دون حركة.
خطب هذا الطالب: شكرا لكم على جلوسكم بهذا الشكل على كراسي الجامعة وهو يدل على انكم قد قبلتم شهادتي المتواضعة في مجال "الاستنكار" ، ان عملنا المستقبلي ايها الحضور الكريم ستتخلله الكثير من الصعاب لان الكثيرين من ناسنا لايفهموا كيف نستنكر ونصدر بياناتنا بهذا الخصوص ولكني اعاهدكم ان بياناتنا المقبلة ستكون واضحة المفردات وقريبة جدا على عمال المسطر في ابو غريب وضواحيها اضافة الى سهولة فهمها من قبل مريدي حسن الترابي ومحمد البرادعي وجمال مبارك ورواد ملاهي شارع الهرم في تايلاند.. شكرا لكم على حسن اصغائكم والسلام.
لم يكد ينهي هذا الطالب خطابه الاستنكاري حتى ظهر طالب آخر يتقدم مجموعته التي عرفنا انها تخرجت من حقول "السقائين" في هذه الجامعة. قال هذا الطالب الذي تغطي وجهه لحية طويلة صبغها بالحناء ويلبس دشداشة رمادية تصل الى ركبتيه: اسمحوا لي ايها المشاهدون ان ازف لكم خبرا علميا حزت من خلاله على لقب "بروفيسور" في الاستسقاء فقد استطعت بالتعاون مع زملائي ان نضيف الى واجبنا في الاستسقاء ترديد فقرة جديدة نكمل بها صلاتنا بالدعاء الى ربنا ليزيل هذه الغمة عن امة المسلمين.
وحين لم يسمع تصفيقا حادا من السامعين على ما قاله انسحب ليترك الفرصة لطالب حصل على الماجستير في فرع "البكاء والعويل" الذي شمر عن ساعديه قائلا: نحن ايها الكرام نحب تقشير البصل الصيني لانه يدفع الى عيوننا الدموع التي تعلمنا في هذه الجامعة كيف نحافظ على رونقها امام الناس الذين اذا سألونا عن السبب قلنا لهم:نحن نبكي حظنا العاثروهذا الزمن الذي تم فيه اغتصاب فلسطين – وهي تهمة يعاقب عليها الدستور – ونشر الفسوق في اسواق الشورجة وشارع النهر وعلى سطوح بيوت حي الارمن ومتاحف تونس الخضراء وجبال الجزائر الهيابة.. نحن ايها القوم سنظل - كما علمونا - على العهد في استمرار البكاء وذرف الدموع حتى يقضي من يهمه امر ما كان مقدورا.
اعلنت المذيعة الرشيقة - التي حازت على اعجاب جميع الحضور صغارا وكبارا خصوصا حين تمايلت ومدت يدها الى باطن صدرها لتعدل من وضع الحمالات – عن الفقرة الاخيرة وهي كلمة ألطالب المتفوق في مجموعة اضعف الايمان. ظهر هذا الطالب على كرسيه المتحرك وساعدته المذيعة في تناول الميكروفون، تنحنح وقال: باسم المجموعة التي تفوقت فيها اعاهدكم باننا سنظل ملتزمين بما قاله السلف وهو "من رأى منكم منكرا فليغيره فان لم يستطع فبلسانه وان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان"، سنظل ايها السيدات والسادة ملتزمين بقوة قلوبنا المتلهفة للتغيير رغم ان ذلك اضعف الايمان.
امس زارني "ابو الطيب" الذي حضر معي حفل التخرج وقال فرحا: لقد تم تعيين هؤلاء الخريجين بسرعة لاتصدق.
كيف؟؟
وصلت امس مجموعة من المناهضين للحرب من عدد من بلدان العالم الى قطاع غزة بغية الوقوف معهم وتقديم المساعدات الانسانية لمن يحتاجها، هؤلاء استرشدوا بالبحر للوصول الى هناك وأطلقت عليهم وكالات الانباء فريق" الحرية" وسارع جيش الكفر والعدوان الى التصدي لهم في المياه الدولية ليقتلوا منهم 9 شرفاء فقط.
وماذا حدث بعد ذلك؟؟؟
سرعان ما خرج هؤلاء الخريجين من جحورهم واعرب كل حسب اختصاصه عن "زعله" الشديد لهذا الاجراء التعسفي من قبل اليهود اعداء الله والاسلام والمجوسية والايزدية والمندائية واخيرا البهائية واصدر كل واحد بناء على الاوامر الصادرة اليه بيانا قوي اللهجة كان قد اعده لهذه المناسبة منذ اكثر من 7 سنوات.
واكمل وهو يغص بحسرة خنقت عبراته : كل الدول التي لا مصلحة لها بمعاداة دولة الكفار الباغية هذه تحركت مشمئزة من سلوك هؤلاء القراصنة حتى يحفظوا ماء وجوههم امام الجيران على الاقل الا اولئك الخريجين فقد نزعوا ليس الغيرة وماء الوجه فقط بل وملابسهم الداخلية المستوردة من محلات الشانزليزيه وطلبوا باسم الديمقراطية ان يختار هؤلاء القراصنة اي فعل يمارسون.
وعند عتبة باب البيت صاح بي ابو الطيب وهو يخرج وكأني المسوؤل عما حدث: ولكم استحوا، ندري مابيكم واحد شريف لكن هالمرة تريدون ممارسة الزنا مع انفسكم. صدك لو كالوا.......؟.



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جوامع 5 نجوم
- تعازينا الى الكفار في سينما اطلس البصرية
- فتوى من اجل هدر دم نانسي عجرم
- والله انا اغبى رجل في الاقتصاد
- سياسة جديدة للحرس القومي في السعودية
- طبخة مام جلال طلعت بدون ملح
- الطباخات لسن معزومات في وليمة مام جلال
- أمنا المرأة.. ابونا الشرطي
- انقذوني سأنقلب الى امرأة
- الجنة ليست تحت اقدام العاقرات
- طاش ماطاش
- ربهم لايحب كرة القدم
- الاخ يشتغل في بورصة الرب
- امريكا ليست امبريالية ياسادة
- الملائكة تكره الموسيقا في البحرين
- رسالة مغلقة من محمد الرديني الى جاسم المطير
- زوجتي ورانيا وانا
- تسرقون التسميات حتى في الاعدام
- عينوا ربهم مشرفا على حسابات المسلمين
- حان وقت الجنون ايها السادة


المزيد.....




- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - فتح الآذان في حوار الطرشان