أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - طاش ماطاش














المزيد.....

طاش ماطاش


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 3008 - 2010 / 5 / 18 - 08:52
المحور: كتابات ساخرة
    


يخيل الي ان التاريخ يعمد في بعض الاحيان للاحتفاظ بالخزعبلات الى حين.. انه تماما مثل ذلك البخيل الذي لايريد ان يفرط حتى بالمسامير التي يجدها على قارعة الطريق حتى اذا صحا لنفسه ذات يوم رماها في سلة المهملات.
كان لابد لي ان استعير اسم المسلسل السعودي "طاش ماطاش" الذي حصل على شهرة عالية جدا بين الاوساط التي تتكلم اللغة العربية بلكنة اهل الصين.
استعرت اسم هذا المسلسل وانا بصدد دعوة "ابو الطيب" لمرافقتي حضور الاجتماع الاول لمجلس البرلمان الجديد والمنتخب غصبا على "ابهاتنا".
قبل "ابو الطيب" دعوتي بعد ان احضر كمية من حبوب ضغط الدم وضعها بعناية في جيبه الايمن.. واتخذنا مجلسنا في الصف الاول كضيوف شرف لاننا نملك جوازات سفر دبلوماسية منذ ايام العهد البائد.
صعد رئيس البرلمان الجديد على المنصة وسط تصفيق حار من الجمهورواعضاء البرلمان فيما تسابق المصورون الصحفيون وهواة التقاط صور الذكرى الى مقدمة المسرح لالتقاط مايحلوا لهم فيما كان رئيس المجلس يمشي الهوينا ليعطي الفرصة للمصورين لاخذ راحتهم في التقاط مايشاءون من الصور الجانبية والعرضية والطولية وحتى العمودية.
جلس الرئيس على كرسي المنصة وشرب جرعة من الماء واعتقد انه كان من الماء القراح اذ تنحنح واصدر بعدها صوته قائلا:
ايها الحضور الكرام: اشكركم جزيل الشكر على حسن اختياركم لي لرئاسة هذا المجلس لاربع سنوات مقبلة معاهدا اياكم ان اكون عند حسن ظن كل الذين منحوني هذه الثقة المفرطة. وقبل ان اطرح عليكم خطتي لهذه السنوات اود ان "الطف" الجو على غرار رئيس جمهوريتنا الذي يبدأ بتلاوة النكات قبل الاجابة على الاسئلة.
انتم تعرفون ان مسلسل "طاش ماطاش" نال شهرة عالمية لانه عمل كوميدي اراح صدورنا بعض الوقت وكنت من الحريصين على مشاهدته لانه طرح على المشاهدين امثلة شعبية كدنا ننساها وقد كتبت في حينها رسالة عتاب صغيرة الى منتج هذا المسلسل الومه فيها على عدم الاشارة الى امثلتنا الشعبية العراقية التي يزخر بها تراثنا. فقد اوردت قائمة طويلة بهذه الامثلة ومنها " امشي شهر ولاتعبر نهر" والقناعة كنز لاتفنى والحليم تكفيه الاشارة ولاتجلب العبد الا والعصا معك, والماي يروب و(...) ماتتوب "خوش ديك وخوش دجاجة"و "المرأة عورة حتى ولو سكتت" و مد ايدك للسما اقرب.. وقائمة طويلة عريضة من تلك الامثلة التي مازلنا نتفاخر بها.
وتفاجأ بعض الحاضرين بقيام رئيس المجلس رافعا يده وهو يهم باللطم وصاح "المن تريد الحيل يابو سكينة" فيما كان البعض الاخر من الجمهور يردد معه بصوت اجش نفس الكلمات.. نظرت الى "ابو الطيب" الذي كان لاهيا عني لياخذ حبة ضغط عالية "الدوز". تلفت يمنة وبسرى علني اجد من اسأله عن سبب هذه "التظاهرة" فلم اجد صاغيا منهم فقد غطى صوت البكاء حتى على صراخ رجال الامن بضرورة الالتزام بالهدوء.
واكمل الرئيس: وكانت احلى الحلقات – التي لم اجدها كذلك- تلك التي تتحدث عن اخلاق وكرم حاتم الطائي، لابد انكم تعرفون قصة الضيف الذي اتى الطائي من اعماق الصحراء ولم يجد هذا الطائي سوى حصانه ليذبحه ويقدمه عشاء لهذا الضيف.. انا بصراحة لم استطع هضم هذه القصة فالذي اعرفه ان حاتم الطائي يعيش على الصيد والصيد يحتاج الى حصان والحصان مذبوح اذن سيموت حاتم الطائي من الجوع كما ان عزة نفسه تأبى ان يطلب طعاما من الاخرين فهو اكرمهم جميعا، وقد قلت لهذا المنتج ان حاتم الطائي فضل الموت جوعا على طلب الطعام ولكن – لسبب لا اعرفه- لم يذكر هذه الحقيقة التاريخية في المسلسل.. المهم ايها السادة بعد مرور عدة ايام وصلني جواب الرسالة من المنتج، ولكنه جواب ظللت في حيرة من امري في تفسيره فهو قد كتب اربع كلمات في رسالته التي استعمل فيها الورق الشفاف والحبرالملون شديد البياض. هذا المنتج حيرني في رده فقد كتب لي يقول: خوش ديك وخوش دجاجة" ومازلت مضطربا وفي حيرة من امري حتى وانا جالس الان امامكم "وهنا مسك الميكروفون ليقربه من فمه بعد ان مسح لحيته" وقال متوسلا: هل اجد عندكم تفسيرا لما كتبه هذا المخرج ، ارجوكم ايها السادة فانا في حيرة من امري والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ودق بفأس خشبي على الطاولة معلنا انتهاء الجلسة فقد حان موعد الغذاء في مطعم البرلمان الذي يقدم احلى الاكلات مجانا لكل الحاضرين على حساب الخزينة العامرة.
بحثت عن ابو الطيب طويلا حتى عثرت عليه اخر الامر وهو يخرج من تواليت البرلمان الشديد النظافة وسمعته يهذي وهو يسرع الخطى نحن بوابة المنطقة الخضراء خوش ديك وخوش دجاجة ... خوش ديك وخوش دجاجة... خوش ديك وخوش دجاجة.



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ربهم لايحب كرة القدم
- الاخ يشتغل في بورصة الرب
- امريكا ليست امبريالية ياسادة
- الملائكة تكره الموسيقا في البحرين
- رسالة مغلقة من محمد الرديني الى جاسم المطير
- زوجتي ورانيا وانا
- تسرقون التسميات حتى في الاعدام
- عينوا ربهم مشرفا على حسابات المسلمين
- حان وقت الجنون ايها السادة
- نتف الحواجب يانعيمة
- بن لادن وجيمس بوند
- كنت طفلا ذات يوم
- ممنون ل-بو نونة- ..ملحق اضافي
- انا ممنون ل-ابونونة-
- الله يلعن هذه القيلولة
- اعلان عن وجود وطائف شاغرة للمفخخين
- عصير -غيرة- للبيع
- راحت عليك يا افلاطون
- مقابلة منقطعة النظير
- العقول من امامكم والانترنت من خلفكم فاين تذهبون؟


المزيد.....




- الضحكة كلها على قناة واحدة.. استقبل الان قناة سبيس تون الجدي ...
- مازال هناك غد: الفيلم الذي قهر باربي في صالات إيطاليا
- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - طاش ماطاش