أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - عصير -غيرة- للبيع














المزيد.....

عصير -غيرة- للبيع


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 2987 - 2010 / 4 / 26 - 13:45
المحور: كتابات ساخرة
    


عبد الله مواطن ايراني ولد في خورمشهر، صحيح انه يتكلم الفارسية بطلاقة ولكن دماؤه لم تكن ايرانية صرفة فاجداده عاشوا مابين السعودية والبحرين وجده الثامن تزوج من مواطنة في مشيخة ابوظبي، وعاش ابوه في ظل الامارات المتصالحة ايام الشيخ شخبوط ، بينما مات جده الثاني في الكويت حسرة والما بعد ان رافقه لقب "البدون" الى اخر عمره. ولم يعرف احد كيف ولد عبد الله في خورمشهر الا ان جيرانه يؤكدون ان اباه كان تاجر فستق وحط رحاله ذات يوم في هذه المدينة وتزوج فيها زواج المتعة ولكنه ترك زوجته قبل ان تولد عبد الله.
وبشهادة الجيران ايضا يتمتع عبد الله بذكاء فطري وحب المغامرة والبحث عن مشاريع عمل جديدة، ولهذا لم يكد يلتقي – بالصدفة – برجل اعمال امريكي حتى توثقت العلاقة بينهما والتي اثمرت بعد عدة اسابيع عن مشروع طرحه عبد الله على رجل الاعمال الامريكي بكل حماس.
قال عبد الله مخاطبا رجل الاعمال : اعرف انك جئت لتعقد صفقة "فستق" مع ملكها رفسنجاني ولكن الامر ليس بهذه السهولة لانك تحتاج الى كثير من الوقت والمال لتصل الى هذا الملك وقد يرفض طلبك، حينها تكون خسرت كل شىء ولايشفع لك تمتعك بالجنسية الامريكية.. ولهذا اقترح عليك مشروعا لم يفكر فيه احد من رجال الاعمال.
استعدل الامريكي ونظر الى عبد الله بلهفة.
المشروع بسيط للغاية لايحتاج الا لدعاية مكثفة يطلقها اخصائيوا المبيعات في قرى المدينة والقرى المجاورة لدولتنا ولابأس ان نخاطب وزراء التجارة في الدول المجاورة لحثهم على توقيع عقود البيع لقاء عمولة ضخمة من نسبة المبيعات.
رد رجل الاعمال بفارغ الصبر:
كل هذا سليم ولكنك لم تذكر شيئا عن المشروع.
قال عبد الله: لاتستعجل على رزقك ياصديقي فكل شىء آت في اوانه وماعليك الان الا ان تتصل بمعارفك في مصانع القوارير الامريكية ليجهزوا لنا عدة الاف منها بشكل مؤقت على ان نطلب مانحتاجه في وقت لاحق.
همس الامريكي: عبد الله ،لقد فتت مراراتي قل لي ماهو المشروع.
المشروع ببساطة هو كالاتي: انت تعلن اسلامك يوم الجمعة المقبل في احد الجوامع المزحمة وانا علي الباقي.
انا رجل عملي ياعبد الله ويهمني تفاصيل المشروع وليس اجراءات التنفيذ اللاحقة.
سأقول لك. ما ان تعلن اسلامك حتى اكون انا قد حضرت القوارير وملئتها بعصير احمر من النوع الرخيص جدا وانادي على القوم بانك اسلمت لانك شربت من هذا السائل.
ولكنه عصير احمر رخيص
نعم انه كذلك ولكنه سر الصنعة التي ستبقى سرا بيننا.. دعني اكمل، وحين يسأل الناس عن فوائد هذا العصير نكون قد حضرنا الاجابة وهي كالتالي: هذا العصير اسلامي مائة المائة وهو مصنوع من ماء زمزم وبعض الاعشاب التي لها مفعول السحر في اعطاء شاربه احساسا بالغيرة والشهامة،هذا عدا تمسكه بمبادئه بعد ان يشعر ان ضميره بدأ يستيقظ ويرى الدنيا بعين اخرى.
وماذا علي ان افعل بعد ذلك.
لاشىء ايها التاجر المحظوظ .. لاعليك سوى الانتظار وسترى كيف تبيض الدجاجة ذهبا.
رد الامريكي:
وستسميه "الكيرة"
نعم ياأخي سأسميه مشروب "الغيرة" وسنوزع اول وجبة مجانا على رجال البلاط عندنا ولابأس من توزيع كمية من القوارير الاخرى على رجالات الدول المجاورة.
لم تمض عدة اسابيع حتى كان المشروع قيد التنفيذ وفي اول جمعة مقبلة نهض عبد الله مبكرا وحمل كمية لابأس يها من القوارير الى الجامع القريب من بيته بعد ان عبأها بعصير احمر شفاف.
وما أن ازدحم الجامع بالمصلين حتى برز الامريكي وهو يلبس دشداشة بيضاء ويضع على رأسه عمامة سوداء ليصيح معلنا اسلامه.
فكبر القوم وهللوا وحمدوا الله على هداية هذا الرجل الملتحي بلحية صفراء ، وبينما هم كذلك حتى سمعوا صوتا قادم من البوابة الرئيسية وهو يعلن: ايها القوم لقد جاءت ساعة الفرج فقد هداني من له القوة والجاه الى تركيبة هذا السائل الاحمر الذي شرب منه هذا الامركي ليلا واعلن اسلامه في الصباح وكانت اول الكلمات التي رددها هي : لم اكن اعرف معنى الغيرة والشهامة الا هذا اليوم.
سكت عبد الله ليرى تأثير كلامه على سامعيه.. همهم الناس بالفاظ غير ذات معنى ولكنه اقبلوا على قوارير عبد الله يتفحصونها، وتشجع بعضهم على شراء قارورة من باب التجربة فيما اشترى احد اصحاب الكروش "درزن" من القوارير.
ويذكر احد شهود عيان ان عبد الله كان يرقص فرحا حين اشترى الناس كل القوارير التي عرضها امام المصلين وكان اكثر سعادة حين دون طلبات الاخرين من المارة بعد ان دفعوا له قيمة القوارير بالكامل.
ولكن هذه الطلبات لم تصل لاصحابها فقد اختفى عبد الله مثل شبح ليلي ولم يعرف اين دارت به الايام ولكن المقربين من رجال البلاط ذكروا فيما بينهم بان عبد الله اعتقل في اليوم التالي الذي باع فيه عصير "الغيرة" واكد احدهم فيما بعد ان ادخال الانابيب البلاستيكية في مؤخرته وصب ماء النار على قدميه جعله يدلي باسرار عصيره – وهي اسرار اضاف اليها الكثير من خياله في ذلك الوقت - الى رجالات البلاط.
وقيل ايضا ان احد هؤلاء الرجال كتب وصفة العصير بسرعة قبل ان يلفظ عبد الله انفاسه الاخيرة ودون ان يلاحظه بقية "الرجالات" واسرع مهرولا الى بيته ليزف الخبر الى زوجته.
شهور مرت والناس تسأل عن مصير عبد الله ولكنهم واصلوا الذهاب الى الجامع كل يوم جمعة.
وفي احدى ايام الجمع وقبل ان يحين موعد الصلاة طلع عليهم رجل ضخم الجثة يضع لحية كثة على خديه كأنه استعارها لتوه من احد الباعة المتجولين وسمعوا صوته وهو يقول: ايها الاحبة اني اعرف انكم تحتاجون الى هذا العصير المقدس ، لقد تأكدت بنفسي من صلاحيته وها انتم تروني الان احس بكم وبالغيرة عليكم.. هذه قواريركم ستباع بسعر رمزي ويمكن ان تسجلوا طلباتكم على رقم الهاتف المدون على القارورة، ولاتنسوا ان بيع هذه القوارير جاء باوامر من السلطات العليا.



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- راحت عليك يا افلاطون
- مقابلة منقطعة النظير
- العقول من امامكم والانترنت من خلفكم فاين تذهبون؟
- خسئت ايها الطيار العراقي
- -دير بالك- على معسكر اشرف ياشريف
- حتى الزبالة عزيزة
- هذيان
- برلمان ام حمام نسوان
- لماذا لايقرأ هؤلاء التاريخ ؟ هل من مجيب
- انقلاب في السماء السابعة
- جريحان في بيتي
- حمار اسمه -ذات الاهتمام المشترك-
- عقول تآمرية
- الهاجس الملعون
- صدام حسين يحضر احتفالات نوروز في ايران
- طفشان يكتب رسالة ثالثة الى رب العزة
- رجل الدين وانا
- في ابو ظبي ... القرآن في المزاد العلني
- ياللمهزلة في دبي
- مابين هذا الرميثي وذاك الامريكي الآفاك


المزيد.....




- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - عصير -غيرة- للبيع