أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - زوجتي ورانيا وانا














المزيد.....

زوجتي ورانيا وانا


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 3003 - 2010 / 5 / 13 - 00:26
المحور: كتابات ساخرة
    


عدت يوم امس من العمل منهكا كالعادة ومنيت النفس بقيلولة هادئة وما أن دخلت صالة البيت حتى فوجئت بحسناء تقطر جمالا ورقة ، كانت رائعة جدا حتى في جلوسها على "الكنبة" بشموخ يحسده عليها احمد نجاد حين اعلن تصنيع صاروخ الفجر امس.
كانت تقرأ في مجلة ما .. ياسلام ماأروع الجمال حين يقرأ وينسجم.. هل رأيتم جمالا لايطاق ، انها هي لاينقصها شيء في هذا العالم ، وقفت مبهوتا ضائعا اتلمس طريقي نحو غرفة النوم لاغير ملابسي وابحث عن زوجتي .
ناديت بصوت حنون على زوجتي ، اقول حنون لاني خفت من صوتي الاجش ان يعكر مزاج هذا الجمال الذي لايطاق. لم تظهر زوجتي، ناديت مرة اخرى بصوت اعلى قليلا ولكنه ظل حنونا ولكن لا أحد. تعجبت فليس من عادة زوجتي ان تترك ضيوفها في الصالة وتهرع الى المطبخ لتحضير الغداء.
ولكنها كانت مناسبة رائعة ان اسأل هذه الحسناء عن سبب غياب زوجتي وكانت نيتي ان اسمع صوتها وبالتأكيد لايقل لحنا وجمالا عن مظهرها.
قلت: هل تعرفين سيدتي اين ذهبت زوجتي "العزيزة".
لم ترد في بادىء الامر بل اصطنعت الاستغراق في القراءة.
اعدت السؤال مرة اخرى وتمنيت ان ترد هذه المرة لاسمع نغمات صوتها .
ياربي لقد ردت .. انها رنة الخلخال حين قالت لااعرف.
كلمتان كانتا من احلى الالحان التي سمعتها في حياتي .. اي محمد عبد الوهاب .. لا .. ولا فريد الاطرش ، بل ولا ام كلثوم واصر حتى ولا حضيري ابو عزيز او سعدي الحلي. لثانية او اكثر سألت نفسي لماذا يسمع الناس موسيقى شوبان وباخ او هاندل او حتى تشايفوسكي، ليأتوا الى هنا ويسمعوا هذه النغمات التي لاتخضع لنوتة ولا تحضير.. تعالوا اسمعوا هذا النغم الذي لايجاريه احد "قال زرياب قال".
ضحكت وقلت لها :لقد طلبت زوجتي مبلغا من المال للتسوق هذا الصباح واعتقد انها لم تعد بعد.
هنا ابتسمت وياليتها لم تفعل ذلك فقد انشقت السماء وامطرت ورودا للارض وانسابت الينابيع والجداول والعيون من الجبال لتحط ثقلها على الارض التي احتضنتها بحب لايجاريه اي حب. يالله، هل هناك ابتسامة بمثل هذا الجمال في هذا العالم.
ناديت مرة اخرى على زوجتي ولكنها لم ترد بل سمعت ذلك الصوت الحنون يرد وكأنه صدى لندائي: انا زوجتك ايها الزوج العزيز.
صحت وردة فعلي بانت على ملامح وجهي : لم انتظر منك ان تسخري مني بهذا الشكل فانا اعرف عمر زوجتي تمام المعرفة وهي تكبركي بعشرة اعوام على الاقل.
رمت المجلة من يدها وصاحت : نعم كل ماقلته صحيح يازوجي العزيز.. هل قرأت الاخبار هذا اليوم.
تهالكت على الاريكة بعد ان تيقنت ان هذا الصوت رافقني لمدة 35 سنة، نعم اعرفه جيدا انه صوت زوجتي المصون، ولكن ماذا حدث.
اجبت: قرأت بعضا منها.
قالت وهي غاضبة: قرأت اليوم خبرا يقول ان الملكة رانيا زوجة الملك عبد الله ملك الاردن تعتبر رابع حسناء في العالم حيث تم اختيارها لهذا التسلسل حسب المواصفات العالمية.
قلت غير مكترث هازا كتفي المتعبين: لااعير اهتمام لهذه الخزعبلات، ليجعلوها رابع او خامس او ثالث حسناء في العالم ، اما اطلقوا اسم " السيدة اولى "على كل زوجة رئيس دولة في العالم؟
اقتربت مني وقالت بغنج اعرفه جيدا: بربك ماذا قلت لنفسك وانت تراني حين دخلت البيت.
قلت: صدقا وجدت حسناء في بيتي .. حسناء بكل المقاييس.
اقتربت اكثر: المبلغ الذي اعطيتني اياه هذا الصباح اشتريت به اخر ماتوصلت اليه شركات مساحيق التجميل.
همست: وماذا في الامر كلكن سواء في هذا الهم.
صاحت : لا ياعزيزي ، المساحيق التي اشتريتها تجعل المرأة اصغر من عمرها عشر سنوات على الاقل عدا مسحة الجمال والعذوبة والسحر الذي تضفيه.
ثم ماذا؟؟
الم تفهم بعد، لقد فعلت الملكة رانيا مافعلته الان وربما اشترت مساحيق اغلى سعرا من تلك التي اشتريتها لانها ملكة ولهذا جعلوها الحسناء الرابعة في العالم.
ثم ماذا؟؟
ركضت الى المطبخ كعادتها حين تغضب. تبعتها وكلي ندم على ما قلته.
قلت لها: هل تقبلين اعتذاري، صدقا انا اعتبر نفسي منافقا بلا منازع.
وضعت رأسها على كتفي: لم تسمعني كلمة حلوة وانا واثقة ان تغزلك ذهب الى تلك المرأة التي كانت تجلس على الاريكة قبل قليل.
لقد نطقت حقا والله، لاني لم ار زوجتي تغار من الملكة رانيا وتظهر بهذا الجمال لا لتستقبلني بالاحضان وانما لتتشفى من تلك المرأة باظهار جمالها "الدولاري" امامي.
وماذا اصنع هل تستطيع ان تغير من طبيعة المرأة؟
قلت: اذن دعينا ان نتفق. تقرأين يوميا هذا الخبر لتصبحي غدا الحسناء الثالثة وبعد غد الثانية وفي الاسبوع المقبل تكونين السيدة الاولى.
رقصت رقصتها "العمارية، اي من العمارة":
سأفعل ، والله العظيم سأفعل ولايهمني من اين ستحصل على الدولارات الاضافية.. والان تعال لقد طبخت لك اليوم بامية على طريقة الملكة رانيا.



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تسرقون التسميات حتى في الاعدام
- عينوا ربهم مشرفا على حسابات المسلمين
- حان وقت الجنون ايها السادة
- نتف الحواجب يانعيمة
- بن لادن وجيمس بوند
- كنت طفلا ذات يوم
- ممنون ل-بو نونة- ..ملحق اضافي
- انا ممنون ل-ابونونة-
- الله يلعن هذه القيلولة
- اعلان عن وجود وطائف شاغرة للمفخخين
- عصير -غيرة- للبيع
- راحت عليك يا افلاطون
- مقابلة منقطعة النظير
- العقول من امامكم والانترنت من خلفكم فاين تذهبون؟
- خسئت ايها الطيار العراقي
- -دير بالك- على معسكر اشرف ياشريف
- حتى الزبالة عزيزة
- هذيان
- برلمان ام حمام نسوان
- لماذا لايقرأ هؤلاء التاريخ ؟ هل من مجيب


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - زوجتي ورانيا وانا